الطريق للايمان بالله

[حنظله]

:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلقنا مسلمين وجعلنا اتباع خير المرسلين وانزل الينا الذكر الحكيم ليخرجنا من الجحيم وينعم علينا بجنات النعيم اما بعد
كثيرا ما تسال الشخص لماذا انت مسلم فيقول لك لان ابي مسلم ولو كان نصرانيا لكنت مثله ولو كان شيوعيا لا دين له لكنت مثله ثم ياتي فريق من هؤلاء ليقول لك ان النصراني واليهودي سيدخلون الجنه لانه ما ذنبهم ان كانوا ولدوا كذلك
لذا رايت انه لا بد من ايضاح هذه المساله الخطيره التي يقع بها كثير من المسلمبن ولنعطي الحجه لمن كان ايمانه صحيح لكنه لا يعرف الرد على مثل هذا الكلام ولنقيم الحجه على يجحد بالله وبدينه
وهنا نريد ان نفكر في هذه الدنيا التي اتقن خلق كل ما فيها على احسن ما هو كائن
فلو فكرنا كيف وجدت هذه الامور وبهذا الشكل لاخذتنا عقولنا الى ان هذه الامور لا بد ان يكون هناك من اوجدها وان هناك من استطاع ان يتقن صنعها الى هذا الحد الذي لا يوصف
وليكون تفكيرنا مستنيرا لا بد ان يكون مقنعا للعقل موافقا للفطرة الانسانيه فيملئ القلب طمئنينه
لذلك يتبين لنا ان وراء هذه الاشياء خالق خلقها من العدم وهو واجب الوجود وهو غير مخلوق والا لما كان خالق وجميع الاشياء تستند اليه وهو لا يستند الى شيئ
وهذه الامور هي اما ان الكون هو الذي اوجدها او الحياه هي التي اوجدها او الانسان هو الذي اوجد هذه الدنيا وان لم تكن احدى هذه الثلاثه هي التي اوجدتها فلا بد ان يكون هناك ما هو اكبر من هذه الثلاثه وهو الله الذي اوجدها من العدم
وهذه الثلاثه الكون والانسان والحياة انما اخترناها فقط لامرين انثين
الاول لانها تشمل كل ما في هذه الدنيا
والثاني لانها الامور التي نستطيع ان نحس بها ونلمسها وبذلك نستطيع ان نفكر بها لانه بلا واقع واحساس لا نستطيع التفكير
ولو اخذنا كل واحدة من هذه الامور على حدا لنبحث ان كانت تستطيع ان تكون هي من اوجدت هذه الدنيا لاستطعنا ان نحل العقدة الكبرى التي تجول في صدر كل بشر من يوم يعي على الدنيا وهو يسال نفسه من الذي اوجدني واوجد هذا الكون وهذه الحياة
اما الكون فلا يمكن ان يكون خالقا لانه محدود وهو مجموعه من الاجرام وكل جرم منها محدود ومجموع المحدود محدود بداهة
فكل جرم له بداية وله نهايه وله نظام مفروض عليه ومثله مثل الصحراء التي فيها ما لا يحصى من ذرات الرمل لكن كل ذره منها محدوده وجميع هذه الذرات محدودة
واما الحياة فهي ايضا محدوده لان مظهرها فردي فقط والمشاهد بالحس انها تنتهي بالفرد فاذا مات الفرد انتهت الحياة فيه وما يموت لا يمكن ان يكون خالقا
والانسان ايضا لا يمكن له ان يكون خالقا لانه محدود لانه ينمو في كل الامور الى حد لا يستطيع ان يتجاوزه فهو لا يستطيع ان يعيش بلا ماء او هواء ولا يستطيع ان ينجز كل ما يريد دون الرجوع الى غيره فهو محدود
وعلى ذلك فالكون والحياة والانسان محدوده والمحدود ليس ازليا والا لما كان محدودا وما ليس ازليا فهو مخلوق لخالق
وهذا الخالق اما ان يكون مخلوقا لغيره او خالقا لنفسه او ازليا واجب الوجود
فاما ان يكون مخلوقا لغيره فانه سيكون محدودا واتفقنا ان المحدود لا يمكن ان يكون خالقا
واما انه خالق لنفسه فباطل لانه كيف يكون مخلوقا لنفسه وخالقا لها في ان واحد
لذلك لا بد ان يكون هذا الخالق ازليا واجب الوجود ليس قبله شيئ وهو الله تعالى
وعلى ذلك فان اي شيئ في هذه الدنيا يمكن ان يدل ويوصل الى ان الكون و الانسان والحياة عاجزه وناقصه ومحتاجه وان وراء هذه الامور خالق خلقها
صحيح ان الايمان بالخالق امر فطري في كل انسان الا ان هذا الايمان ياتي عن طريق الوجدان الا انه غير مامون العاقبه اذا ترك وحده
فالوجدان كثيرا ما يضفي على ما يؤمن به امورا لا حقيقة لها فيوقع بالكفر والضلال وعبادة الاوثان والخرافات والترهات وما الى ذلك
لذلك لم يترك الاسلام الوجدان وحده طريقة للايمان حتى لا يجعل لله صفات تتناقض مع الاولوهيه ويجعله ممكن التجسيد في اشياء مادية او يمكن التقرب اليه بامور ماديه فيدخل المسلم بالشرك والكفر
لذلك اوجب الاسلام على المرء استعمال عقله للتوصل الى الايمان بالله تعالى فيكون عن بينه وعقل ولا يكون وراثيا من غير نظر ولا تمحيص وهو ما يسمى ايمان العجائز
هذا هو طريق الايمان بالله تعالى لكن يبقى امرين اثنين حتى تكون عقيدتنا سليمه مئه بالمئه وهي حاجنا الى الرسل واثبات ان القران من عند الله لنثبت ان الاسلام هو دين الله وان غيره لا يقبل عند الله