العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > قصص من الواقع

قصص من الواقع قصص معبرة من واقع الحياة الذي نعيش فيه

قديم 20-05-2009, 02:00 PM   #1
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 28

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكايات مؤلمة من دار المسنين


قمة القسوة أن تعامل الرفق بالقسوة والحنان بالجفاء وفي النهاية ترمي أمك وأبوك في دار المسنين

غَذَوْتُــكَ مَـوْلُـودًا وَعُلْتُـكَ يَافِــعًــا

تُعَلُّ بما أجْنَي عَلَيْكَ وَتَنْهَــــلُ

إذَا لَيْلَةٌ نَــابَتْكَ بِالشَّجْـوِ لَــمْ أَبِتْ

لِشَكْوَاكَ إِلاَّ سَـاهِـرًا أَتَمَـلْـمـَلُ

كَأَنِّي أَنَــا الْـمَطْـرُوقُ دُونَكَ بالَّذِي

طُرِقْـتَ به دُوني فَعَيْنِيَ تَهْمُلُ

تَخَافُ الرَّدى نَفْسِي عَلَيْكَ وَإنَّني

لأَعْلَـمُ أَنَّ الْمَـوتَ حَتْــمٌ مُؤَجَّلُ

فَلَمَّا بلَغْتَ السِّـنَّ والغَـايَـةَ التِـي

إِليْها مَـدَى ما كُنتُ فِيـكَ أُؤَمِّلُ

جَعَلْتَ جَـزَائِي غِلــْـظَةً وَفَظَـاظـَةً

كَأَنَّك أَنْـتَ الْمُنْعِـمُ الْمُتَفَــضِّـلُ

فَلـَيـْتَكَ إِذْ لَـمْ تَــرْعَ حَــقَّ أُبُـوَّتِي

فَعَلْتَ كَمَا الْجَارُ الْمُجَاوِرُ يَفْعَـلُ

لكم أعجبتني هذه القصيدة وجعلتني أفكر في حال الإباء والأمهات اليوم وقد سمعت أن قائلها قالها في ولده العاق له والذي لم يحسن معاملته.
أحيانا كثيرة أري الأم تشتكي من سوء معاملة ولدها لها أو هجران ابنتها المتزوجة وعدم السؤال حتى عن صحة أمها وعن أحوالها ولا تستغربوا إن قلت لكم أن يتجرأ الابن فيسب أمه وينعتها بأقبح الصفات ويرفع صوته عليها أو تري الولد يضرب أباه المسن ويلطمه علي وجهه لأتفه الأسباب ولا يحترمه وكأنه لم يربيه صغيرا أن ما يحدث الآن يجعلنا ندق ناقوس الخطر وان ما اسرده عليكم الآن ليس من ضرب الخيال ولا هي قصص خيالية وإنما واقع مرير نعيشه ونراه كل يوم تخيل أخي القارئ ابن بالغ عاقل ينام إلي ساعة الظهيرة وعندما يستيقظ يجد إفطاره ينتظره وملابسه نظيفة ومرتبة وطبعا ليس الخادمة هي من فعلت كل ذلك وإنما أمه المسنة والتي تعاني المرض تخرج المسكينة صباحا وتشتري الاغراض وتعود منهكة القوي إلي المنزل لتباشر بقية الأعمال أما صاحبنا هذا فلا عمل ولا فائدة ترجي منه سوي التسكع في الطرقات ومشاهدة التلفاز وان لم يجد طعامه جاهزا يضرب أخواته ويشتم أمه ويكسر ما تطاله يداه من أثاث المنزل .
أما صاحبنا الأخر فينتظر عودة أخته الكبرى عند بداية كل شهر فيأخذ مرتبها بالإضافة إلي مرتب الوالد الضماني ليصرفها علي نزوته ويضرب أخته وأمه إن وقفتا أمامه أو امتنعتا عن إعطاءه المال .
كنت اسمع عن دار المسنين والعجزة في مصر وكنت أفكر ألهذا الحد وصل الجحود بالأبناء أن يرموا بوالديهم إلي دار العجزة ؟ وعلمت أن هناك من أبناء لهم لذلك يوضعون في هذه الدار ليلقوا العناية الملائمة بهم والشيء الأخر أن أي نزيل في هذه المؤسسة يجب أن يدفع مبلغ شهري وهذا الأمر الذي أزعجني فهناك الكثيرين لا يملكون المال للدار هذا فيما يخص جمهورية مصر العربية أما دار المسنين أو العجزة في ليبيا فهي شيء أخر وشاءت الصدف أن اذهب في زيارة مع جمعية النهضة الأهلية إلي دار الوفاء لرعاية المسنين في البداية كانت الدهشة تشلني في مكاني داخل صالة الاستقبال وأنا أشاهد نزلاء الدار من الجنسين وهم يدخلون للصالة بعد أن أفقت من دهشتي أخذت أحاورهم واعرف سبب مجيئهم إلي الدار ومن وضعهم ولماذا تجولنا داخل أروقه المكان كل شيء نظيف ومرتب ,أول نزيل كان رجل كبير في العمر بجواره مصحف كبير يجلس علي كرسي في هدوء داخل حجرته وعرفت انه هو وزوجته قد احضروا إلي الدار فلا أبناء لهم وتقول زوجته التي تنزل في قسم النساء إن زوجها بدأ يعاني من اضطرابات عقلية ولكني طلبت أن أتي معه ولم اتركه فسبحان الله كم هي جميله خصلة الوفاء فهذه الزوجة رفضت البقاء لوحدها في منزلها وجاءت مع زوجها المسن أكملت المسير ما بين الدهشة والاستغراب حتى دخلت حجرة احدي النزيلات كان بغرفتها صورة لها بثوب الزفاف مع زوجها المتوفى وهو بالبذلة العسكرية ظننت في بادئ الأمر أن ابنها هو من وضعها في دار المسنين ولكني اكتشفت أنها لم تنجب وقد وضعت في دار المسنين لعدم وجود من يعولها انتقلت بعدها إلي عجوز مسنة أخري كانت تضحك ونظرات عينيها تشع ذكاء وفطنه قالت إن آهل زوجها طردوها هي وأبناءها من المنزل فجاءت هي إلي دار المسنين وادخل الأبناء إلي دار الرعاية فسألتها ولماذا لم تذهبي إلي اهلك فقالت إن أهلها فقراء ولا يستطيعون رعايتها هي وأبنائها كانت بجوارها نزيلة أخري قالوا لي إن لها أبناء يترأسون مراكز مهمة وقد احضروها إلي هنا وذهب كلا إلي حالة يرعي شؤونه ويحقق ذاته وتساءلت في نفسي هل سيبارك الله في مثل هؤلاء الأبناء الذين لم يراعوا يوما إن الأم سهرت وتعبت لأجلهم فسبحان الله كيف يقابل الخير بالجحود والنكران ترمي أمك والتي ما انفك رسول الله يوصي عليها ثلاثا أمك ثم أمك ثم أمك أهذا جزائها أنها من ربتك صغيرا فسبحان الله اذكر عند مشاهدتي لأحد البرامج العلمية يتحدث البرنامج عن العقرب وكيف أنها تحمل البيض فوق ظهرها وعندما يفقس البيض ويخرج تبدأ في أكل الأم وهي حية هل أصبح الأبناء عقارب يرمون الأم عندما تكبر إلا يخافون من غضب الله وسخطه أم أن الدنيا قد الهتم عن ذلك آم أنهم لا يعلمون .

ألا يقال (إن من شر البلية ما يضحك ) هذه الأم عندما سألتها لماذا هي في الدار قالت أنها في بيت ابني الكبير فالمسكينة تظن أن ابنها وضعها في بيته وتنظر إلي باقي النسوة وكأنهن ضيوف في بيت ابنها فسبحان الله لا ادري ان كانت هذه الأم تحاول أن تقنع نفسها وترضي بمصابها أو أنها تحاول أن تجد لابنها عذرا في فعله العاق هذا .
قال تعالي في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه ( وقضي ربك آلا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا وأما يبلغنك عندك الكبر إحداهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ) .
ينهي الله سبحانه وتعالي أن يقول الابن أو الابنة لوالديهما أف عندما يكبرون فلو قارنا فعل أف بفعل الابن وهو يضع أمه في دار المسنين نري أن هناك فرق كبيرا جدا فان نهانا الله علي التأفف والضيق من الأم فما بالك برمي الأم أو الأب وعدم رعايتهما في كبرهما فبدلا من أن يقول ( وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ) قام برميهما وكأنهما ليسوا ذوا فضل علية .

ولكن العجب العجاب أن يمارس الابن حياته أو الابنة وكأن شيئا لم يكن وكأن ما قاموا به هو الصواب متناسين قول الرسول الكريم حين قال ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ) فسبحان الله اكبر الكبائر بعد الإشراك بالله عقوق الوالدين فهل هناك من يتعظ أو يراجع نفسه ويتذكر أن الدنيا فانية زائلة ولا يبقي إلا عمل الإنسان فهل ترضي أن تأتي يوم الحساب وأنت محمل بثاني اكبر الكبائر ألا وهي عقوق الوالدين وايما عقوق أترمي والديك في دار المسنين ولا ترعاهما ؟؟؟؟؟
أما هذه الأم فحكايتها أعجب من الخيال فقد مرضت هذه الأم وتقرر ذهابها إلي احدي الدول العربية للعلاج وأخذها ابنها إلي تلك الدولة وبعد عودته احضرها إلي دار الرعاية واخبر أهلة أن أمه قد ماتت وأقيم لها واجب العزاء وفي احدي المرات اكتشف وجودها في دار المسنين وجاء الابن يطلب من الأم أن تسامحه وتعود معه ولكنها رفضت العودة معه وقالت له في بيت شعري بما معناه أني انتظر الموت الذي سيريحني ولن اذهب معك .
أنها لقصص يشيب لها الرأس وتدمع لها العين بدلا من الدموع دما لا ادري إن كانت هذه الأفعال دليل وعلامة من علامات الساعة وفساد الزمان اللهم ألطف بنا وبأهلنا الله قوم سلوكنا وارحمنا فأنت مولانا .
هناك العديد والعديد من الحكايات التي لم يسعفني الوقت لأسمعها فعدد النزلاء في دار الوفاء للمسنين حوالي 47 نزيل 27 من الذكور و20 من الإناث فتخيل الكم الهائل من تلك الماسي التي كنت سأسمعها من كل هؤلاء ولكن ملامح الحزن الواضحة علي وجوههم وذلك الألم الموجود في داخلهم يعلن صراحة أنهم يعانون وأنهم يكتمون ذلك الحزن في أعماقهم
وفي النهاية اشكر مدير دار الوفاء للمسنين علي رحابة صدره وعلي معلوماته الصادقة واستقباله الكريم لنا .
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 12:37 AM   #2
*زهرة الخليل*
عيساوي جدع

الصورة الرمزية *زهرة الخليل*
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

*زهرة الخليل* عضو في طريقه للتقدم



شكرا كتير اختي بنت الاسلام على الموضوع المميز قال تعالى (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا)
التوقيع:
*زهرة الخليل* غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 21-05-2009, 06:43 AM   #3
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 28

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العفووووووووو اختى خليلية
(( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم .. وان كان مكرهم لتزول منه الجبال .. ولا تحسبن الله مخلفَ وعده رسلَه .. ان الله عزيز ذو انتقام ))
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 09:07 PM بتوقيت العيساوية