العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 قسم حواء 【ツ】 > عيلة ولا احلى ..البيت السعيد

قديم 14-03-2009, 10:12 PM   #1
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 28

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



كيف تصنع طفلاً كريماً ؟؟
أمي أمي .. أريد أكبر قطعة حلوى ..

الأم .. لا يا بني الحلوى ستقسم بيننا بالتساوي ..

أمي ولكنّي أريد القطعة الكبيرة ..

الأم : يا ولد .. لا تكن أنانياً .. أحبك أن تكون كريماً ..

أريدك أن تحب الخير لغيرك كما تحبه لنفسك ..

الطفل : لا أفهم شيئاً مما تقولين يا أمي ..

كل مرة تعطيني أنا القطعة الصغيرة .. وتعطي أبي وإخوتي الكبار القطع الكبيرة ..

الأم : لا فائدة !!

الطفل الأناني مشكلة كبيرة تواجه الآباء ..

فهو لا يهتم إلا بنفسه ولا يريد إلا تحصيل سعادتها فقط لا غير ..

أما الآخرين .. فلا .. اللهم إلا نفسه .. فإذا حصل على مبلغ من المال أنفقه كله على نفسه .. ولم يفكر البتة في أن يشتري لأمه هدية أو أن يشتري لوالده هدية .. أو حتى يحضر ما اشتراه من حلوى ويعطي إخوته وأمه وأبيه مما يأكل .. هذا الأمر لا يحدث البتة .. بل هو في الغالب يشتري الحلوى ويختبيء بها عن أعين الناس حتى لا يشاركه أحد هذه الحلوى ,, أما إذا اشترى لعبة فهو حريص على أن يلعب بها وحده ولا يسمح البتة أن يشاركه أحد هذا اللعب .. في حين أنه يتصرف التصرفات النقيضة إذا ما انعكس الأمر فإذ اشترى أحد إخوانه أو أصدقائه حلوى أو لعبة احتد واشتد في الطلب أن ينال مثل ما نال هذا الطفل أو أن يشاركه على الأقل أكل الحلوى أو اللعب باللعب .. إنها مشكلة كبيرة تواجه الآباء " الطفل الأناني " كيف يمكننا الوقوف على أسبابها للتعرف على طريقة علاجها ..

جبلة في الإنسان تحتاج إلى تزكية ..

إن الأناينة .. أو حب النفس ونسيان حقوق الآخرين جبلة في الإنسان .. إذا لم يروضها الإيمان ويزكيها العمل الصالح والتربية الناجحة .. تتفاقم .. وتزداد وتصبح صورة سلبية في مجتمعنا المسلم ..

إن الإنسان إن لم يزكيه الإيمان .. فهو دائماً يدور مع نفسه حيث دارت ولا يملأ فمه إلا التراب .. قال الله تعالى " وإنه لحب الخير لشديد "

وقال " وتأكلون التراث أكلاً لما , وتحبون المال حباً جماً "

ولذلك إنك إذا تأملت خطاب القرآن لوجدته أيها المربي العزيز يقوِّم هذه الجبلة ويغيِّرها للأفضل ويزكيها .. فيحثّ القران في أكثر من موضع على مقاومة هذه الجبلة وتغييرها للأفضل ليكون المؤمن كريماً سخياً ينفق في سبيل الله ولا يعيش ولا يدور حول نفسه بل هو دائماً من المتصدقين والمتصدقات .. قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (254) سورة البقرة

وقال تعالى : {مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (261) سورة البقرة

بل وفرض الله تعالى علينا الزكاة لتحارب هذه الجبلة .. وليعيش كل مسلم يفكر في أخيه المسلم كما يفكر تماماً في نفسه .. بل ويتوقف كمال الإيمان على مقاومة هذه الأنانية فلا يكتمل إيمانه حتى يحب لأخيه كما يحب لنفسه ..

ما سبب الأنانية عند الأطفال ؟!!

وإننا إذ تأملنا نموذج الطفل الأناني لعلمنا أنه ما نشأ هكذا بدون مقدمات ..

فقد يقول الآباء أليس الطفل على الفطرة كيف يكون أنانياً ؟؟!

فنجيبه ونقول .. الإناء بما فيه ينضح .. أي أن الطفل الأناني بالتأكيد ما هو إلا محصلة البيت الأناني ..

نعم كل البيت .. و إلا فمن علمه الأنانية هل تعلمها وهو في بطن أمه ؟!! هذا بالتأكيد شيء لا يتصوره عاقل ..

لقد نشأ الطفل في بيت أناني كل فرد فيه يعلمه أن يهتم بنفسه فقط ..

فأباه .. مشغول بنفسه ولذلك ليس لديه متسع ليجلس مع أسرته أو ليخرج معهم في نزهة خلوية أو ليلعب مع أولاده أو يذهب معهم إلى النادي كل همه أن يصل إلى المركز الفلاني أو أن يشتري السيارة الفلانية .. وأيضاً مشغول بنفسه لأنه يريد أن يشاهد البرامج التي تناسبه في التلفاز ولا يريد أن يتنازل لطفله ليشاهد فيلم الكرتون الذي يحب ..

الطفل الأناني نشأ في بيت الأناينة منه تشع وإليه تعود .. فالأم أيضاً لا تهتم إلا بنفسها ومجالسة صديقاتها والحديث معهم .. والتفكير في أجمل الأزياء وأشهى الأكلات ومتابعة الموضة ومشاهدة البرامج التي تحبها في التلفاز في حين أنها لا تجلس مع طفلها لتحكي له قصة بل وتذهب إلى العمل وتتركه وحده يعاني ألم الفراق والوحدة .. أما إخوته الكبار أيضاً أنانيين .. فكل واحد يبحث عن مصلحة نفسه فالذي يريد أن يشتري اللعبة التي يحب والثاني الذي يريد أن ينازعه في لعبه والثالث يريد أن يأخذ منه الحلوى التي بيده والرابع الذي يريد أن يلبس ملابسه الكل يبحث عن نفسه وعن مصلحة نفسه .. لقد تلقن الطفل الأنانية وتجرعها منذ نعومة أظفاره .. لقد تعلم الطفل الأنانية بالمحاكاة .. وفي البيت الذي يخيم عليه ضعف الإيمان وسوء التربية .

كيف تصنع طفلاً كريماً ؟؟

1. الإيمان قرين الكرم :

لابد أن يخيم الإيمان أولاً على أرجاء البيت .. ذلك أن الإيمان لا يجتمع معه البخل أو الشح أو الأناينة .. بل الإيمان أيها المربي الفاضل قرين الكرم حيثما وجد .. وجد معه الكرم والسخاء قال تعالى " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " , ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً " فلابد أن يعود البيت إلى الله تعالى ويتوب من الذنوب فإن لهذا الأمر أعظم تأثير على تغيير السلوك .. إن الإيمان إذا استقر في القلب يصبح تغيير السلوكيات بعدها أسهل شيء .

2. القدوة الكريمة تصنع الطفل الكريم :

إن للقدوة أيها المربي الفاضل في كل شيء ليس فقط في الكرم قوة في التأثير على الآخرين لا تحدها حدود ولا يحصيها عد ..

بل إن المقتدي يظل متأسياً بك لا يستطيع أن يحيد عند أو يزيغ .. ذلك لأن كلمتك لها أوقع أثر عليه وذلك لأن فعلك يصدق كلامك ..

فعندما يرى الطفل آثار الكرم في البيت .. سيجبله هذا بالتأكيد على أن يكون كريماً .. فلابد أن نغير أنفسنا أولاً إن كنا حقاً ننشد أن نغير أبنائنا إلى الأفضل .. كن كريماً أيها المربي الفاضل وعلم زوجتك الكرم يرزقك الله تعالى طفلاً كريما ..

3. الكرم بالتعلم :

الأمر بالتأكيد لن يكون سهلاً في البداية خاصة إذا كان السلوك مستقراً عند الطفل ودائماً في شخصيته .. ولكن يسليك أيها المربي الفاضل حديث النبي صلى الله عليه وسلم " العلم بالتعلم والحلم بالتحلم والصبر بالتصبر " فنحن نقول لك أيها المربي والكرم أيضاً بالتعلم ..

فمع الممارسة يكتسب السلوك ..

نموذج تطبيقي : علم طفلك أنه كلما اشترى شيئاً من الحلوى .. أن يفرغ الحلوى التي اشتراها في طبق ويدعوا جميع إخوانه ليأكلوا معه ..

في البداية سيكون الأمر صعباً على الطفل ولكن مع مرور الوقت سيتعلم الطفل أن يكون كريماً .. خاصة إذا استخدمت معه أسلوب التشجيع كأن تقول مع كل ثلاث مرات تأكل مع إخوانك تحصل معهم على علبة حلوى جديدة .

4. علم طفلك الكرم بوسائل الإيضاح :

وذلك من خلال استخدام القصة الشيقة التي تتحدث عن الكرم الفيلم الفيديو المؤثر الذي يتحدث في نفس الموضوع فإنه مع كثرة الطرق يوشك الباب أن يفتح ..

فأنت كلما أكثرت من الوسائل كلما كان ذلك سبب في تعليم الطفل الكرم .. فإذا إتجه الطفل يمنة وجد الكرم .. وإذا اتجه يسرة .. أيضاً وجد الكرم .. من كل ناحية تعلمه الكرم .. وتحكي له قصص الصحابة الكرماء وكيف ضحوا بأنفسهم وما معهم من أموال وهاجرو في سبيل الله وتحكي له عن عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنه وعن عثمان ابن عفان رضي الله عنه .. وتكثر من الحديث عن هذه الشخصيات أمامه ..

أنت أيها المربي بهذه الطريقة تضع طفلك في قالب الكرم وتعلمه أن يكون كريماً ..

وختاماً عزيزي المربي إلى لقاء قريب ومستقبل راق لأبنائنا ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 08:24 PM بتوقيت العيساوية