|
|
#1 | |
|
الوسام البرونزي
![]() |
![]() \ / \ , " قلاعٌ وحصونٌ هي محاولاتٌ لحمايةِ إسمٍ لا يَثِقُ بخلودِهـ من النسيان . حجارةٌ مُضادة للنسيان , حروب عكسُ النسيان . لا أحدَ يريدُ أن يَنسى وبشكلٍ أدق: لا أحدَ يريدُ أن يُنسى. وبشكل سلمي : يُنجبونَ الأطفالَ ليحملوا أسماءَهُم , ليحملوا عنهم عبء الإسم أو مجدهـ . لماذا يطالب هؤلاء الذين ألقت بهم أمواج النسيانِ على ساحل بيروت, أن يشذوا عن قاعدة الطبيعه البشريه؟ لم يطالبون بهذا القدر من النسيان؟ ومن هو القادر على تركيب ذاكرة جديدة لهم لا محتوى لها؟ أهناك ما يكفى من النسيان كي ينسوا؟ ومن سيساعدهم على النسيان في هذا القهر الذي لا يتوقف عن تذكريهم باغترابهم عن المكان والمجتمع؟ من يرضى بهم مواطنين؟ من يحميهم من سياط الملاحقه والتمييز: لستم من هنا! فهؤلاء المنبوذون , المحرومون من حق العمل المساواة , مطالبون في الوقت ذاته بأن يصفقوا لقمعهم لأنه يوفر لهم نعمه الذاكرة. وهكذا يدفع المطالب بالنسيانِ أنه إنسان إلى قبول استثنائه من الحقوق ليتدرب على التحرر من داء نسيان الوطن. عليه أن يُصاب بالسُل كي لا ينسى أن له رئَةً, وعليه أن ينام في العراء كي لا ينسى أن لهُ سماءً أخرى. وعليه أن يعمل خادماً كي لا ينسى أن لهُ مهمه وطنيه. ويمنع من التوطين كي لا ينسى فلسطين. " \ / ذاكرة للنسيان محمود درويش ![]() // |
|
|
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|