![]() |
#1 | |
عيساوي مميز
![]() ![]() |
[align=center] تعد مدينة غزة إحدى أقدم المدن في التاريخ البشري، فهي مسكونة منذ آلاف السنين، وقد مرت عليها كثير من الوقائع المأساوية، فتعرضت خلال حقب التاريخ إلى العديد من الغزوات، ولكن العدوان الذي تشهده الآن هو الأشد فتكا ووحشية في تاريخها، وسبق أن قامت قوات الاحتلال بالعديد من الاجتياحات للمدينة فقتلت البشر ودمرت الحجر, وقامت بسلسلة مجازر سقط خلالها مئات الشهداء وعائلات بأكملها، وباستعادة التاريخ نجد أن غزة كانت تخرج عقب كل اعتداء صلبة متماسكة، وسرعان ما تضمد جراحها وتستعيد دورة الحياة من جديد، وتتخذ غزة طائر العنقاء شعاراً لها فإن المدينة قد ولدت من جديد من بين الرماد وبدأت مرحلةً جديدةً من حياتها. وقد أطلقت على المدينة الشهيدة غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول العربي، وهو أول من أخذ الإيلاف لقريش وهو كتاب أمان يؤمن لقريش تجارتها، وتم هذا عندما خرج هاشم إلى الشام وقابل قيصر الروم، وخرج هاشم بالكتاب وكلما مر بحي من العرب وقبائلها أخذ من أشرافهم إيلافا حتى وصل إلى مكة، فخرجت قبيلة قريش يقودها هاشم بتجارة عظيمة حتى وصلوا إلى دمشق. وتدل المصادر التاريخية على قدم استيطان الإنسان مدينة غزة، وأول مرة ذكر فيها في مخطوطة للفرعون تحوتمس الثالث في القرن الخامس عشر قبل الميلاد وورد اسمها في ألواح تل العمارنة بعد ثلاثمئة عام من الاحتلال الفرعوني للمدينة. وسكن الفلسطينيون من الكنعانيين غزة منذ آلاف السنين قبل أن تأتي إليها أي أقوام أخرى، وفي عام 635 ميلادية دخل العرب المدينة وأصبحت مركزا مهما وخاصة أنها مشهورة بوجود قبر للجد الثاني للنبي فيها، وهي أيضا مسقط رأس محمد بن إدريس الشافعي القرشي في عام 767 ميلادية صاحب المذهب المسمى باسمه. وقد سيطر الأوروبيون على المدينة في فترة حملات الفرنجة المعروفة بالحروب الصليبية، لكنها عادت عربية بعد أن انتصر صلاح الدين الأيوبي في معركة حطين عام 1187 ميلادية. واحتلها العثمانيون في القرن السادس عشر وبقيت تحت حكمهم حتى سنة 1917 عندما حررها الجيش العربي، ثم استولت عليها القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى إثر الخديعة المشهورة. وفي فترة العدوان الثلاثي على مصر 1956 قامت القوات الإسرائيلية باحتلال المدينة والسيطرة على شبه جزيرة سيناء، ثم احتلتها في عدوان 1967، وبعد نضال حافل خرجت منها القوات الصهيونية، ونظرا لبسالة أهلها في وجه العدوان الصهيوني أعلن أحد قادة الاحتلال أنه يتمنى أن يبتلع البحر غزة. وذكر لي زميل غزاوي كان يدرس في جامعة دمشق مطلع السبعينيات، أن المقاومة بدأت منذ الأيام الأولى للاحتلال الصهيوني في حزيران 1967، وكان أول ما فعله المعتدون القضاء على المدينة القديمة وفتح شوارع عريضة، وكان الهدف من ذلك مزدوجا فهو يمحو الآثار التي تدل على عراقة غزة التاريخية الحضارية، والهدف الثاني التمكن من مطاردة المقاومين للاحتلال. ونظرا لشهرتها بالمقاومة وقيام القوات الصهيونية بمهاجمتها أصبحت أحياء غزة شهيرة تتناقلها وسائل الإعلام، بل فاقت شهرتها شهرة مدن عالمية كبرى،ومن أشهر أحياء غزة الشجاعية والكرامة والتفاح والصحابة والرمال والنصر والصبرة والبرجلية والشيخ رضوان وتل الهوا والزيتون والدرج وكان يسمى سابقاً حي بني عامر نسبة لقبيلة بني عامر العربية. وبسبب العدوان والحصار يعاني أطفال غزة نتيجة الحصار والفقر, فتعاني نسبه كبيرة منهم من سوء التغذية وفقر الدم وضعف في النمو والقليل منهم من يستطيع أن يكمل تعليمه. [/align] |
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|