في ليلةٍ باردة ومظلمة ...
تسمع صراخ يهز عرش السماء ..!!
الكل مضطجع في غرفتة ..
وعلية لحاف يطرد قساوة البرد ...
ملأ وعاءهـُ بما لذا وطاب ...
هادئ المزاج ...
منشرح الصدر ..
نسي من حولة ..!!
وهناكـ في ذاكـ البيت القديم ..
أسميتهُ بيت تقديراً لمشاعرهم ..!!
ومداراة لهم ...
لكي لا يُصنّفهم الناس بما في جيوبهم ..!!
في ذلكـ البيت نفوس بريئة ..
لم تصحوا على ميازيب الذهب والفضة ..!!
وجدت نفسها بين حطام وركام ..
وزهادة مزهقة وجوع تحتهُ ثلاث خطوط حمراء ..!!
أبٍ عاجز مشلول ..!!
وأم رحلت بلا استئذان ..
ينتظرها براعمها لعلها تعود يوماً ..!!
لا يدرون بأنها أخذت تذكرة خروج بلا عودة ..!!
لم يبقى بين جدران البيت إلا طيفها ..
وذكريات هنا وهناكـ ..
لو كانت تظن أن الحال سيتعثر بفلذات أكبادها ..
لطلبت من بارئها أن يمنحها فرصة البقاء ..!!
صراخات لا تهدأ ..!!
ويزيد عنفها إذا أرخى الليل سدولة ..
ولأول مرة في حياتي ..
أعلم أن البيت يبكي ...
لا لإجل هجرهـِ وتركه ..
وإنما لحال من يحتضنهم بين زواياهـ ..!!
للبيوت مواقف ...
وحميمية ..
وذكريات جميلة ..
تستر جميع الناس ..
وأحببتها كثيراً ..
لٍسترها الأيتام ...