عرض مشاركة واحدة
قديم 01-12-2007, 11:50 PM   #1
عيساوي صريح
عيساوي مجتهد

الصورة الرمزية عيساوي صريح
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

عيساوي صريح عضو في طريقه للتقدم



عندما اصبح هاري ترومان رئيساً للولايات المتحدة الاميركية بعد وفاة الرئيس فرانكلين روزفلت في 12/4/1945، كان ترومان يفتقر الى الخبرة في شؤون العلاقات الدولية، وخاصة مع القوى العظمى مثل بريطانيا وروسيا في ذلك الوقت، ولم يكن قد توفرت له الفرصة للتعرف على قادة كبار مثل تشرتشل وستالين، وعندما كان ترومان نائباً للرئيس روزفلت، لم يرتبط بعلاقة عمل مع وزير خارجية بلاده، ولم يكن قد تعرف على افريل هاريمان السفير الامريكي في موسكو، ومع افتقاره الى الخبرة، لم يكن لترومان اعوان من الخبراء لسد هذا النقص، وكان الفارق هائلاً بين ترومان وروزفلت، الذي لم يشركه في التخطيط وفي اتخاذ القرارات المهمة، وقد اشتكى ترومان لابنته مارجريت من الاسلوب الذي كان يعامله به روزفلت، حيث قال لها: »انه »روزفلت« لم يتحدث معي على انفراد وبشكل ثنائي البتة، لا في شؤون الحرب »العالمية الثانية«، ولا في العلاقات الخارجية، ولم يفض الي بما يجول في رأسه من افكار حول السلام بعد انتهاء الحرب«.

عبر الرئيس هاري ترومان، عام 1947، عدة مرات عن نفوره من خوض معركة الانتخابات الرئاسية التي كانت ستحل في نوفمبر 1948، وكان ترومان يردد دائماً مثله المفضل: »اذا كنت لا تطيق الحرّ فالافضل لك ان تخرج من المطبخ«، وكان يعتقد ان الجنرال آيزنهاور سيكون المرشح المثالي للرئاسة الامريكية عن الحزب الديمقراطي، ولكن الاخير رفض عرض ترومان وقال له بأنه ليست له طموحات سياسية، اما حقيقة الامر فهي ان آيزنهاور كان لا يريد خوض الانتخابات الرئاسية مرشحاً عن الحزب الديمقراطي، ويقول كنيث رويال، احد الوزراء في ادارة الرئيس ترومان، ان ترومان نفسه قد ابدى لآيزنهاور انه على استعداد لخوض الانتخابات كنائب للرئيس اذا قبل آيزنهاور ترشيح نفسه للرئاسة في الانتخابات المنتظرة، وشرح الوزير رويال اسباب موقف ترومان بقوله: »ان ترومان كان واقعياً، وانه كان من وقت لآخر يعبر عن شكه في الفوز في الانتخابات القادمة في العام 1948«.

كان هاري ترومان قد اعلن عن مساندته لليهود، منذ ان كان عضواً في مجلس الشيوخ الامريكي، ففي عام 1943، خطب ترومان في اجتماع جماهيري، وقال في خطابه: »انه يجب عمل كل شيء يمكن فعله لتوفير ملجأ لليهود الناجين من النازية«، وكان السناتور ترومان يؤكد دائماً للقادة الصهاينة بأنه سوف يحارب من اجل انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وقع خبر وفاة الرئيس روزفلت وتولي نائبه ترومان منصب الرئيس كالصاعقة على رؤوس الجميع، الشعب الامريكي والكونغرس والادارة والقوات العسكرية، وبالنسبة للكثيرين، لم تكن الكارثة تتمثل في موت رئيس عظيم، بل في تولي رئيس ضعيف مكانه.
التوقيع:
ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم انو العرب اخوة
عيساوي صريح غير متصل   رد مع اقتباس