بسم الله الرحمن الرحيم



كان في قديم الزمان امرأة عجوز تعودت أن تذهب كل يوم لجلب الماء لبيتها وكان لديها

إنائين احدهما مشروخ تضعهما على أكتافها مربوطان بخشبة طويلة ، وكان الإناء

المشروخ يسرب الماء طول طريق العودة للمنزل ولا يبقى منه سوى النصف عند

وصولها إلى بيتها واستمر الحال فترة من الزمن ..

فأصبح الإناء السليم يفخر بنفسه أمام المشروخ ،ويقول له أنه يضيع تعب المرأة

العجوز هباء ، لأنه لا يستطيع الاحتفاظ بكل الماء ، ويحاول أن يوصل لزميله فكرة

أنه لا فائدة منه وعلى المرأة التخلص منه ..

في يوم تجرأ الإناء المشروخ لسؤال المرأة العجوز ، لماذا تحتفظ به بالرغم أنه غير

مجدي ، ويضيع تعباها في ملئه ولا يبقى منه سوى النصف .

فضحكت العجوز الحكيمة وقالت ومن قال أن لا فائدة منك أنظر إلى جانب الطريق من

جهتك ألا ترى الأزهار الجميلة تملأه وذلك بسببك

وكل يوم أقطف منها لتجميل المنزل ...

فسأل الإناء كيف ؟؟؟

قالت لاني بذرة بذور الأزهار من جانبك وفي طريق عودتنا كل يوم تقوم أنت برش الماء

على تلك الأزهار ...من غير ما تشعر وجعلتها تنمو وتصبح جميلة ..

أمازلت تقول أنه لا فائدة منك ..

فرح الإناء المشروخ وأدرك أهمية ما يقوم به وأن له فائدة بالرغم من العيب الذي فيه ..



أخواني وأخواتي هل أدركتم ما أريد توصيله لكم من خلال القصة ..

كل إنسان في الدنيا يمتلك عيوب ولا يوجد من هو كامل ، ولكن هذه العيوب لا تشكل

عبء على احد ليكون منتج إذا أدرك الفائدة التي يقدمها واعتز بنفسه ولم يجعل

للحظات الضعف أن توقفه عن متابعة مسيرته بالحياة ..

بالعزيمة والإرادة والمثابرة والعمل ... نصل لكل ما نريد بالرغم من العثرات والصعاب

وبالرغم من الأخطاء والعيوب ..

لا تيأسوا ...وتمسكوا دائماً بالأمل ولا تجعلوا للأفكار السلبية مكان في حياتكم ..

وتقبلوا أنفسكم كما هي ..مع محاولة تعديل عيوبنا لنقلل منها قدر الإمكان ..


ودمتم بحفظ الله

بسم الله الرحمن الرحيم


أختي العزيزه منار أشكر مروركِ العطر ...وكلماتكِ العذبة ...

ارجو أن يستفيد الجميع من القصة ويشحن بشحنة الأمل الرائع


احترامي لكِ أختاه...