المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تعلم ؟ماذا قال الاخرون عن حضارة الاسلام العلمية؟


بنت الاسلام
30-10-2009, 07:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا قال الاخرون عن حضارة الاسلام العلمية ؟؟؟؟؟؟؟؟
آراء ابن الهيثم في العين والمخ والرؤية واستيعابها
دكتور/ تشالرز جروسي
امريكا

الخلاصة : -
لقد كان ابن الهيثم علما عظيما في دراسة البصريات والرؤية في القرون الوسطى. ولقد استمر تأثيره طاغيا على مدى خمسة قرون. وسوف نعرض لنظريته المبتكرة في الرؤية باختصار، أما الجانب الذي لم يعرف عنه جيدا فهو نظرته إلى فسيولوجيا الرؤية واستيعابها. وسوف نصف بعض هذه الآراء.
لقد كان ابن الهيثم علماً عظيماً في علم البصريات ودراسة الرؤية في الفترة ما بين الحضارة التقليدية للمسلمين) وبين عصر النهضة. وقد ولد في البصرة عام 965 م ومات في القاهرة عام 1040 م ويعرف بعد ذلك في أوروبا باسم "الهازن ". ويمثل عمله أكبر طفرة علمية في مجال البصريات بعد عهد يوقليدوس وبطليموس في الاسكندرية، وكذلك في مجال فسيولؤجيا الابصار بعد جالينوس.
ولابدد علينا ان ننتظر إلى عهد كبلر ونيوتن في القرنين السابع عشر والثامن عشر حتى نحصل على فهم ثابت لطبيعة الضوء ثم ننتظر بعد ذلك حتى عهد هلمولتز في القرن التاسع عشر حيث حدث تطور في فهم كيفية استيعاب الرؤية. أما يتعلق بالحصول على تقدم في فهم قضايا استيعاب الرؤية وأبعادها النفسية- التي تناولها ابن الهيثم- فما زلنا في حال. الانتظار.
وقد كان ابن الهيثم- مثل ليوناردو دافنشي- رجلا عديد المواهب حيث ساهم في علوم الفلك والرياضيات والفلسفة وغيرها، ولكن على العكس من ليوناردو الذي كان له تأثير ضئيل أو منعدم على الأجيال التي تلته من العلماء- كان تأثير ابن الهيثم ساحقا ومعروفا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر.
وبصفتي متخصصما في فسيولوجيا الأعصاب والجوانب العصبية والنفسية للإبصار فسوف أركز على تلخيص بعض مساهمات ابن الهيثم العظيمة في مجال الإبصار من الناحيتين الفسيولوجية والنفسية، ولكن قبل ذلك سوف أعرض فاختصار للمداخل الأساسية لعلم الضوء والإبصار في العالم القديم والتي كانت خلفية لأعمال ابن الهيثم، أما يوقليدوس وبطليموس فقد تمسكا بنظرية انبعاث الرؤية. فالإبصار في رأيهم كان نتيجة لشعاع من النور يخرج من العين فترى به الأشياء أمامها.
أما جالينوس فقد قام بشرح تفصيلي لتركيب العين ومسار العصب البصري بدرجة لم يتفوق عليه احد حتى عهد فاسيليو س.
وكان لجالينوس تأثير على ابن الهيثم حيث آمن بنظرية جالينوس القائلة بأن العدسة هي السطح الحساس الذي يستقبل الصورة.
لما كان اهتمام جالينوس بالبصريات ضئيلا فقد تقبل نظرية انبعاث الضوء في العين.
وفي كتابه "المناظر" عرض ابن الهيثم بالتفصيل لنظريات انبعاث الرؤية من العين التي ذكرها أسلافه، وفند كلا منها بطريقة منطقية. فهو يقول في دحضه لنظرية انبعاث الرؤية "إن عملية الرؤية لا تتحقق بأشعة تنبعث من عضو الإبصار ولكن الرؤية تتحقق بأشعة صادرة من الأشياء الخارجية لتدخل في عضو الإبصار".
وقد تبنى ابن الهيثم نظرية جديدة للضوء، وقرنها ببصريات بطليموس وتشريح جالينوس ونتائج تجاربه الواسعة وخرج من هذا كله بنظرية مقبولة لدخول الضوء للعين ظلت قائمة حتى عهد كبلر. وقد صاغها بقوله: "من كل نقطة في جسم ملون مضاء بأي ضوء ينبعث نور ولون في خطوط مستقيمة تمتد من تلك النقطة". واتباعا لجالينوس فقد اعتقد ابن الهيثم ان الجسم الزجاجي (العدسة) هو السطح الحساس الذي يستقبل الضوء كخطوة أولى في عملية الإبصار. ولكن إذا كان الضوء ينتقل من كل نقطة من كل جسم إلى الجسم الزجاجي فإن هذه الأشعة سوف تختلط ببعضها وينتج عن ذلك اضطراب الرؤية. كيف يتم التطابق بين كل نقطة في الجسم المرئي وسطح العدسة طبقا لنظرية ابن الهيثم؟ لقد افترض ابن الهيثم أن الضوء المستقيم فقط هو الذي يخترق العدسة، أما الأشعة الاخرى المائلة) فإنها تنكسر والأشعة المنكسرة تكون ضعيفة ولا يتم استيعابها. وبذلك يحدث تناسق بين كل نقطة مرئية بنقطة مقابلة على سطح العدسة.
ولقد استخدم ابن الهيثم الخزانة ذات الثقب في تجاربه الضوئية، وقارنها بوظيفة العين. ويبدو أنه أول من قام بهذا العمل. وعلى ذلك فقد تحقق في أن الضوء الساقط عموديا على العدسة ينفذ إلى العين مكونا صورة معكوسة. وحيث أن مفهوم الصورة المعكوسة لم يكن مقبولا فقد افترض حدوث انكسار عند التقاء الجسم البلوري (العدسة) بالجسم الزجاجي بحيث تدخل الأشعة متوازنة، وهذا من شأنه أن يكون صورة معتدلة للمرئيات في ظهر العين (الشبكية) والتي اعتبر أنها امتداد للعصب البصري. حتى كبلر فيما بعد عندما اكتشف نظرية صورة الشبكية كان متحيرا في الطريقة التي تتحول بها الصورة المعكوسة إلى صورة معتدلة ولم تتضح هذه المشكلة إلا علي يد مولينكس، وبيركلي، في بداية القرن الثامن عشر، وقد اعتقد ابن الهيثم أن قوانين الضوء لا تتدخل بعد مرحلة التقاط الصورة على السطح الحساس (الذي كان يعتبره العدسة) ولقد كان محقا في تأكيده أن تمثيل كل نقطة على الجسم المرئي بنقطة على الصورة يظل ساريا وينتقل الى منطقة الاستشعار النهائي في مقدمة المخ.
ان أهمية أفكار ابن الهيثم- عن انعكاس كل نقطة في العالم الخارجي على نقطة داخل العين وانتقال ذلك إلى الخ ....
لا تحتاج إلى تأكيد، لأنها تعتبر من الأسس التي قام عليها علم فسيولوجيا الابصار الحديث، ورغم أهمية نظرية ابن الهيثم عن الابصار ونفاذ تأثيرها على مدى اكثر من خمسة قرون- فإن نظرياته الأصلية عن العمليات النفسية المرتبطة باستيعاب المرئيات لم تنل حظها في الدراسة والتمحيص ،فلقد كان أول من عرف أهمية حركات العين لاستيعاب الرؤية. ومن المعروف أنه في السنوات الأخيرة فقط اتضحت أهمية حركات العين في تكوين الوعي بالصورة الخارجية لما حولنا، وانه بدون حركات العين لا يكون هناك إدراك ولا استيعاب للمرئيات.
لقد تيقن ابن الهيثم من أن استقبال العين للضوء ليس الا خطوة أولى في الادراك وانه بعد هذه الخطوة السلبية تلزم خطوات إيجابية لتحقيق الرؤيا مثل الانتباه والمقارنة والذاكرة.
ومن المدهش حقا تيقنه من هذه السلسلة المنطقية من العمليات قبل أن ينتقل الأحساس إلى المخ ويتحول إلى إدراك. ولقد أكد على حقيقة هامة هي أن سرعة الادراك تستلزم أن تكون هذه الخطوات غير محسوسة أي لا إرادية بالنسبة للمشاهد.
لقد كان هذا إرهاصا لنظرية هلمولتز عن التداخلات اللا إرادية، والتي لعبت دورا كبيرا في القرن التاسع عشر ومازالت تؤثر-على الدراسات الحديثة في الابصار. لذلك فمن المهم ان نتعرف إلى أي مدى كان هلمولتز على دراية بنظريات ابن الهيثم عن العمليات اللا ارادية في ادراك الرؤية، في الحقيقة أن هلمولتز استشهد بابن الهيثم في مواضع أخرى منها ما ذكره عن التفسيرات القديمة لظاهرة ظهور القمر في وقت النهار.
بالاضافة الى ذلك فان ذكر ابن الهيثم للوتت اللازم لعملية الادراك صار في العقد الأخير احد الاساليب الرئيسية لتحليل العمليات اللا إرادية التي تساهم في ادراك الصورة.
ومن أهم نظريات ابن الهيثم الأخرى عن ادراك المرئيات هي فهمه للدور الرئيسي لتباين المرئيات. فعلى سبيل المثال ذكر ان لون الشيء يعتمد على لون ما يحيط به وأن أضاءة الوسط المحيط تفسر اختفاء النجوم بالنهار. والخلاصة الأساسية التي يمكننا الخروج بها هي أن هذا الرجل المرموق يستحق منا دراسة أعمق، فمع ان العمل الفريد الذي قام به ابن الهيثم في دمج الفيزياء والرياضيات ووظائف الأعضاء في نظرية جديدة عن الابصار قد احتل مكانة تاريخية، الا أن نظرياته عن سيكولوجية الإدراك وآثارها ستظل مجالاً خصبا وهاماً للبحث والدراسة ...

بنت الاسلام
30-10-2009, 07:18 AM
العلماء والأطباء المسلمون فى الأمراض الجلدية
دكتور/ لسلي ماركيس
الهند

الجلد وهو أكبر عضو من أعضاء الجسم وأسهلها رؤية، وقد استرعى انتباه الإنسان منذ القدم. أما علم الأمراض الجلدية فقد نشأ وتطور كتخصص في أوروبا في القرن السابع عشر فقط، وكثير من أطبائنا المسلمين القدإمى الذين لم يكن لديهم وسائل للتشخيص، واعتمدوا على قوة الملاحظة فقط،وضعوا المظاهر المميزة لمختلف الأمراض الجلدية،وفي هذا العرض سـنركز علىمساهمات علماء الإسلام وتأثيرهم على علم الأمراض الجلدية.
الترتيب الزمني لعلماء وأطباء الأمراض الجلدية في الاسلام:-
لقد بلغ الطب، الإسلامي عصره الذهبي من عام 750- 850 م وقد حمل الأطباء والعلماء المسلمون مشعل العلم على مدى خمسة قرون في عهد الظلام الدامس للعصور الوسطى حيث كانت أوروبا تتخبط في الجهل والبربرية.
قد لعب جابر بن حيان الصوفي دوراً مؤثراً فهو، بحق (أبو الكيمياء) في الإسلام. فمن مشاهير كتبه (الزئبق الشرقي)، و (الكتاب الخالص)، و (كتاب التجمع)، ويعتبر جابر واحدا من أوائل علماء الكيمياء الحديثة بفضل اكتشافه للاحماض كحامض الكبريتيك،واستخلاص الصوديوم والبوتاسيوم والزرنيخ ونترات الفضة.
أما يوحنا بن ماسويه ،فقد كتب أول وصف للجذام في كتابه (كتاب في الجذام) ويبدو ان هذا الكتاب قد فقد،ولكن وردت الإشارة إليه في أقوال العلماء المسلمين من بعده، ولفظ الجذام يشير إلى الدور النشيط للمرض، أما لفظ البرص فيشير إلى الطور المستقر وكلا الاسمين قديم. بالبرص ويعني: بقع بيضاء لامعة ويقصد به المراحل الاولى للجذام ويقول فلوجل: إن البرص هو المرض الوحيد الذي ذكر بالتحديد في القرآن حيت ورد في ان المسيح كان يبرىء ا لأ برص.
علي بن سهل ربن الطبري: (850 م): وهو تلميذ ابن ماسويه وقد تلقى أفكاره الطبية من معلمه ومن الكتب الشائعة آنذاك . وقد ألف كتاب (فردوس الحكمة) وهو من أقدم الموسوعات الطبية. وقد فسر الطبري الجذام علي أنه زيادة في السوداء تسبب اضطرابا في أخلاط الجسم، وهو يسبب سقوط شعر الحاجبين وسموه بداء الاسد، ومن، الأعراض التي وصفها انكماش الأظافر وضمور الأنف وتشوه الأصابع، وقد ذكر الطبري ان المرض يصيب المني وينتقل إلى الذرية، وكانوا يعتبرونه معديا كالجرب والجدري، كما وصف الجرب والاكزيما. وتكلم عن الحشرة التي تسبب الحكه وذكر أنها يمكن ان تستخرج بطرف الابرة ولكنه لم يذكر أنها سبب مرض الجرب. ومع ذلك فقد نسب الفضل في، اكتثاف حشرة الجرب الى (هلد جارد) في القرن الثاني عشر الكندي (870 م): ألف كتاباً سماه "سبب الجذام وعلاجه " وقد فقد هذا المخطوط ولكن العلاج الذي وصف، فيه ظل يتناقل على يد من بعده.
ثابت بن قرة: كتب عن الجذام في كتابه الطبي، وقد نصح بتجنب الالتقاء الجسدي مع المصابين بالأمراض المعدية والوراثية وكانوا يعتبرون الجذام منها.
أبو بكر الرازي: أكثر الشخصيات صالة في الطب الإسلامي ويعد كتابه "الحاوي " موسوعة طبية وقد تميز بدقة الوصف الام كلينيكي للمرض. واكثر أعماله إبداعا هو (كتاب الجدري والحصبة) فوصفه للأعراض والعلامات والعلاج لا يختلف عما ذكره اوسلارمن بعد. كما أنه أول من وصف حمى القش في رسالة كتبها عن الزكام الذي يظهر في الربيع عندما تتفتح الزهور وبذلك يكون قد ابتدع مفهوم الحساسية كسبب للمرض. كما وصف داء الفيل والاصابة بديدان غينيا الطفيلية ،، ويتجه الباحثون المعاصرون إلى أعتبار مؤلفات الرازي اكثر أهمية من ابن سينا لما فيها من إبداع واهتمام بالملاحظات ،وفي أواخر القرن العاشر ظهر ابن ابي الأشعث ،وتكلم عن البرص والبهاق ولكن مخطوطه فقد، اما أهم وصف للجذام في هذه الفترة فقد كتبه علي بن العباس المجوسي 980 م في كتابه (كامل الصناعة الطبية) أو (كتاب الملكي)، وقد كان أول كتاب طبي إسلامي ترجم إلى اللاتينية عام 1127 وظل الكتاب المفضل حتى ظهور قانون ابن سينا. وفي الفصل الخاص بالأمراض الجلدية وصف الاكزيما والجرب وطفح العرق والقراع والاصابة بالقمل والالتهاب الجلدي الدهني والثعلبة ودرن الجلد وداء الفيل والجذام والجديري والحصبة والحمرة الخبيثة. كما أعطى التشخيص النوعي للأمراض وعلاجها ويعتبر الكتاب الملكي من ناحية وضوح التعبير وأصالة وجه النظر احسن كتاب في الطب الإسلامي. وقد كانت معلوماته عن الامراض الجلدية على أسس واضحة لذا يمكن ان يسمى علي بن العباس(ابو الامراض الجلدية) في الطب الاسلامي.
أبومنصور القمري: كان عالما معاصرا للمجوسي وقد وصف الجذام في كتابه (الغنى والمنى) وأشهر تلاميذه هو ابن سينا، زهرة الثقافة الإسلامية، أو كما يقول عنه لاكلير (ظاهرة فكرية) أو كما يقول اوسلار (واحد من أعظم الاسماء في تاريخ الطب،) وقد غطى كتابه (القانون) على مائة كتاب آخر ألفها، وقد ظل القانون انجيل الطب (كما يقول اوسلار) على مدى- فسة قرون. وكان وصف الجذام في القانون اكثر تفصيلا ممن سبقوه. وفي الفن السابع من كتاب القانون يوجد عرض واف لوسائل التجميل لذلك يمكن اعتبار ابن سينا (ابو التجميل) في الطب الاسلامي.
وفي قرطبة في أوائل القرن الحادي عشر كتب أبو القاسم الزهراوي كتاب التصريف وفيه شرح مطول للجذام ويعتبر الزهـراوي أعظم جراح في الإسلام. وكان أول من وصف الاعراض العصبية لمرض الجذام، وقد وصف ابن القف (1286 م ) الخدر (أو فقدان الاحساس) الناتج عن مرض الجذام.
ابن أبي العلاء بن زهر (1162 م) كان طبيباً عظيما وألف كتاب "التيسير" ويعزى إليه وصف حشرة الجرب وتسميتها ولكن تبين أن ابن الطبري وصفها في القرن العاشر.
أما تلميذه ابن رشد فقد كان طبيبا وفيلسوفا وألف (كتاب الطب) و (القواعد العامة للطب)، وقد ذكر فيه ان الجدري يصيب المريض مرة واحدة، وكان يعرف بابن سينا في المغرب الإسلامي. ومن تلاميذ ابن رشد موسى بن ميمون، وقد كان فياسوفا وطبيبا لصلاح الدين وأثر كثيرا في الطب الاوروبي.
نجيب الدين السمرقندي (1222 م): كتب (كتاب الأسباب والعلامات) وذكر فيه ان شفاء البهاق شبه مستحيل.
وأول من تكلم عن البهاق هم قدماء المصريين في بردية ابرز. أما استخدام نبات الخلة في علاج البهاق في مصر فيرجع إلى ابن البيطار في القرن الثالث عشر وقد ورد- ذكر النبات في كتابه (مفردات الادوية) تحت اسم استرلال وهي كلمة بربرية معناها رجل الطائر وتعرف في مصر باسم (رجل الغراب)، (جذر الشيطان)، (الخلة الشيطاني) أما جالينوس فسماه آمير أول من اكتشف فائدة هذا الدواء لعلاج البهاق إحدى قبائل البربر في المغرب العربي وتسمى (بن شعيب). وقد تعود أبناء القبيلة بيع الدواء لمرضى البهاق ولكنهم احتفظوا به سرا.
اما ابن البيطار (1248) فقد استخدم الدواء وحده أو مخلوطا وكان يخلط درهما من بذور النبات مع عسل النحل وتعطى للمريض ثم يتعرض للشمس لمدة ساعة أو ساعتين حتى يحدث العرق، وقد ذكر ان البقع المصابة تتأثر وتظهر بها فقاعات بينما لا يتأثر الجلد السليم وبالتدريج يتحول اللون إلى الطبيعي، ومن أول من ذكر ان الجلد المصاب فوق النتوءات العظيمة يصعب علاجه كما ذكر ان استجابة المرض للعلاج تختلف ، وهكذا يرجع الفضل في اكتشاف العلاج الضوئي الكيماوي إلى أبن البيطار في القرن الثالث عشر.
· المناقشة: ـ . إن جاء الاسلام تعودوا دراسة التاريخ المرضي واهتموا بالفحص وتمكنوا من وصف أمراض جديدة. وخلقوا لعلم الامراض الجلدية قواعد التشخيص العضوي. أما الطب الباطني فقد تقدم على ايديهم بفضل الدراسة المتأنية للمريض. وكانت معلوماتهم عن العقاقير اكثر ضخامة من معاصريهم الاوروبيين واضافوا ادوية جديدة. وفي الطب الإسلامي يقولون ان الرازي كان اللؤلؤة الاكلينيكية في التاريخ وان ابن سينا واحد من اعظم نوابغ التاريخ لا ينافسه الا ليونارد دا افنشي .

بنت الاسلام
30-10-2009, 07:20 AM
فضل الجراح الأندلسي المسلم أبي القاسم الزهراوي
على جراحة الأعصاب
خوسه ازكريدو ـ كوكا ـ توستا ـ سان ايميتريو ـ تيجاوا
أسبانيا


مقدمة :
يعد أبو القاسم بلاشك واحدا من أعظم الجراحين ، بل أنه أكثرهم تأثيرا في تطور جراحة الدماغ في القرون الوسطي . وقد ولد حوالي 325 هـ 936 م ولكن تاريخ وفاته كان أكثر تحديداً وهو عام 404 هـ 1013 م أي انه تمتع بحياة مديدة تجاوزت سبعين عاماً .
وقد وضع كل خبرته في مؤلفه الذي يتكون من ثلاثين كتابا مقسمة إلى جزأين أساسين : أحدهما باطني والآخر جراحي والجزء الآخر منه مقسم إلى ثلاثة أقسام آخرها مخصص لجراحة الأعصاب وخاصة إصابات الرأس وكسور الجمجمة ، واستعمال المثقاب .
وقد ترجم كتابة إلى عدة لغات ومن هنا كان تأثيره فبعد قرن ونصف طباعته ترجمة جيرا رد الكريموني إلى اللاتينية ، وبعد قرن آخر ترجمة سام توب إلى العبرية ، وبعد عدة سنوات ترجم إلى اللغة البروفانسية . وفى عصر النهضة صدرت طبعات باللاتينية في فينسيا ( 1497 ـ 1519 ) واستراسبورج ( 1532 ) وبازل ( 1541 ) واستر اسبورج مرة أخرى ( 1594 ) واكسفورد ( 1778 ) وبعد ذلك انتشر تأثيره في كل أوروبا الغربية وقد أجريت حديثا دراسات ممتازة عن الكتاب ومؤلفه قام بها لكليرك ونابانللي وجيرلت وكروز هوناندز وسارنيللي وشبرجيز وجارسيا بالستر . كما نشرته حيدر أباد بصورته الكاملة .
وفى هذا العرض سنحاول تحليل مساهمات الزهراوي التى أثرت على مفهوم وماهية جراحة الأعصاب كطريقة عملية والتقدم الذي تم في هذا المجال .
التحليل : ـ
يمكن تقسيم مساهمات أبي القاسم في جراحة الأعصاب إلى قسمين رئيسين أحدهما عام أو علمي ، والثاني منهجي أو عملي .
أولا : المساهمات العلمية العامة : ـ
1 ـ جمع أبو القاسم كل المعلومات التي كانت قبله في جراحة الأعصاب ، ويعد أن أسس نفسه بها استطاع ان يبني نوعا جديداً في الجراحة بصورة علمية اكثر، مبنياً على التشريح وبصورة حديثة أكثر ، مدعما بالمساهمات العملية . ولذلك بدأ أبو القاسم كتابة مبيناً عزمه على توضيح المعارف السابقة وتقسيمها وتجديد الجراحة نفسها .
2- كان أبو القاسم أول جراح أرسى القواعد العلمية لجراحة الأعصاب بأن علم ونشر مقولته الداعية إلى ضرورة إتقان تشريح المنطقة قبل إجراء الجراحة فيها.
3- لقد وصف أبو القاسم بطريقة متقنة كسور الجمجمة ومآلها. ونخص منها ذلك الكسر الغائر الذي نسميه الآن (كسر كرة تنس الطاولة الغائر)، مؤكدا أن هذا النوع الفريد من الإصابات يحدث غالبا في الأطفال.
4- ومن المساهمات العامة والهامة لأبي القاسم مفهومه للألم على اعتبار أنه عرض وليس مرض، ولذا يوصى بعلاج السبب الأصلي للألم بقدر الإمكان.
ثانياً : المساهمات المنهجية العملية :
1- وصف أبو القاسم وسيلة تمنع المثقاب من أن يخترق تجويف الجمجمة. وهذه الوسيلة تتكون من قطعة من المعدن أوسع من قطر الثقب الذي يحدثه مثقاب الجمجمة، فتقوم بمفعول السدادة لمنع اثقاب الام الجافية والمخ.
2- كما وصف وأجرى عمليات شق الجمجمة بنفس الطريقة التي تجرى بها حاليا وذلك عن طريق إجراء ثقوب صغيرة متعددة يجري توصيلها ببعضها بشق حتى تتاح الفرصة لرفع جزء من عظام قبوة الجمجمة.
3- وقد أوصى في حالة الكسر الغائر أن يزال فتات العظم، وهذا بلا شك أفضل علاج يستخدم حتى الآن.
4- ومن الأمور الأصيلة والطريفة وصاياه عن الآلات الجراحية. فقد نصح بأن تظل الآلات دائماً جاهزة للاستعمال في حالات الطوارئ، هذا ونود التأكيد على أن أبا القاسم أجرى كثيرا من عملياته تحت تأثير التخدير باستعمال الأفيون أو القنب.
المناقشة : ـ
يقول الدكتور جارسيا بالستر الأستاذ بجامعة غر ناطة أن أبا القاسم كان بلا شك أعظم جراح مسلم في العصور الوسطى، وكان نقطة البداية في الجراحة الأصيلة للجمجمة في أسبانيا ودول أوروبا الغربية " .
وليس هناك مبالغة في هذا التأكيد إذا ما أخذنا في الاعتبار بعناية مساهمات أبي القاسم.
ومن، المحتمل أن بعض هذه المساهمات ليست من اختراعه تماما، ولكن هذا لا يقلل من الأصالة العميقة لأعماله العلمية ومساهمات التقنية.
صحيح أن بعض هذه الأخيرة قد وصفت من قبل، ولكن أبا القاسم جمعها وقام بتحليلها والأهم من ذلك أنه أجراها بنفسه، وصار بذلك قادراً على تقويم الدواعي الجراحية والممارسات التقنية ونتائجها.
أن التأثير الذي أحدثته الأفكار العلمية والاكتشافات التقنية لآبى القاسم كان بالغا. ويكفي أن نقول أن أفكاره عن وجوب معرفة تشريح المنطقة التي ستجري فيها العملية يكون الأساس والمغزى اللذين تقوم عليهما الجراحة الحديثة تدريس هذا العلم.
أن هذا الأثر البالغ صار ممكنا بسبب مدرسة المترجمين في "طليطلة) التي نشرت كتابات أبي القاسم في أوربا كلها. فقد ترجمت إلى اللاتينية ثم صارت معروفة ومشروحة في جامعات أوربا مثل باريس ومونبليه في فرنسا، واكسفورد وكامبريدج في إنجلترا، وبولونيا وبادوفا في إيطاليا وسالامانكا وفالادوليد في أسبانيا، وغير ذلك من الجامعات التي كان لمدرسة الترجمة في توليدو أثر عليها.
ونحن الآن في حقل جراحة الأعصاب نستخدم المثقاب غير النافذ، ونزيل فتات العظم كأفضل طريقة لعلاج كسور الرأس المفتتة ونمارس طريقة شق الجمجمة كما وصفها. أن وصاياه عن ضرورة معرفة التشريح ونظافة الجروح وتجهيز الآلات الجراحية وفوائد التخدير لا تحتاج منا إلى تعليق آخر. أن مساهمته كانت حاسمة في تطور الجراحة عموما وجراحة الأعصاب على وجه التحديد.
* ا لزهراوي
هو أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي الأندلسي، ويكنى كذلك بالأنصاري (أي أن أصله من المدينة المنورة)
ولد بمدينة الزهراء التي بناها الخليفة الناصر 325 هـ/936 م بالقرب من قرطبة بالأندلس حيث عاش وتعلم ومارس مهنة الطب ، وكان طبيب الحكم الثاني وتوفي 366 هـ/976 م