العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > قصص الانبياء والصالحين

قصص الانبياء والصالحين نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ

قديم 03-02-2009, 04:59 PM   #11
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الظاهر بيبرس




الظاهر بيبرس هو أحد الحكام الذين تمكنوا من سطر سيرتهم في التاريخ بخطوط بارزة،

بما قاموا به من إنجازات عديدة، وعلى الرغم من بعض التحفظات في شخص هذا الحاكم

إلا أنه كان صاحب الفضل في تغيير وجه مصر حيث قام بالعديد من الإنشاءات والتطورات التي

ساهمت في رفع مكانة الدولة ومازال التاريخ يذكرها جيدا وينسب الفضل في وجودها إليه.

وما تزال العديد من المعالم الأثرية المتبقية من عصر الظاهر بيبرس واقفة لتشهد على مدى ازدهار

عصره ومدى حرصه على النهضة بالبلاد، هذا على الرغم من البداية السيئة التي وصل بها للحكم

بعد قيامه بالاتفاق مع عدد من الأمراء على قتل سلطان البلاد سيف الدين قطز فكان صاحب الضربة

التي أودت بحياة السلطان ثم تم تنصيبه سلطاناً للبلاد خلفاً لقطز لتبدأ مرحلة جديدة من الحكم.


النشأة والتعريف به


اسمه بالكامل هو ركن الدين بيبرس البندقداري، من أصل تركي ولد تقريباً في عام 620هـ - 1223م

بمنطقة القبجاج قريباً من نهر الفلوجا بوسط أسيا، وقد وقع بيبرس في الأسر من قبل المغول

وتم أخذه من بلاده حيث بيع في دمشق لرجل يدعى " العماد الصايغ" ثم اشتري عن طريق الأمير

علاء الدين أيدكين الملقب بالبندقداري والذي أخذ منه بيبرس لقبه بعد ذلك فأصبح "بيبرس البندقداري"،

انتقل بيبرس بعد ذلك من الأمير علاء الدين إلى الملك نجم الدين أيوب الذي قام بمصادرة جميع

أملاك الأمير علاء الدين والمماليك أيضاً، وانضم بيبرس إلى فرسان المماليك البحرية تحت قيادة

الأمير أقطاي، وبدأ تفوق بيبرس كفارس يتجلى ويظهر بوضوح وخاصة في موقعة المنصورة

والتي برز أداء بيبرس فيها كقائد في الوقوف في وجه الحملة الصليبية والقضاء عليها،

وأسر الملك لويس التاسع ملك فرنسا، كما برز أدائه كفارس في العديد من الصراعات الداخلية

التي أشترك فيها مع قائده أقطاي.



رحيل وعودة


بعد أن تولى عز الدين أيبك حكم البلاد خلفاً للسلطان نجم الدين أيوب كلف قائد فرسانه سيف الدين قطز

بقتل الأمير فارس الدين أقطاي، مما أبدل حال بيبرس وفر هو ومن معه من المماليك إلى بلاد الشام

وظل في حالة من التنقل بين البلاد فينزل بالشام تارة والكرك تارة أخرى، إلى أن تولى سيف الدين قطز

مقاليد الحكم في البلاد، فأرسل له بيبرس يطلب منه الأمان والعودة مرة أخرى إلى مصر وهو ما قد كان،

فعاد بيبرس مرة أخرى إلى البلاد حيث قابله قطز بالترحاب ولم يكتف بهذا بل أنزله دار الوزارة

وأقطعه قليوب وما حولها، وأعطاه مكانته كفارس متميز، ولقد كان بيبرس بالفعل فارس متميز

ظهرت براعته في العديد من المعارك، والتي تأتي على رأسها معركة عين جالوت

وذلك في عام 658هـ - 1260م، والتي برز بها أدائه كفارس وكان واحداً من أبطالها.


بيبرس ما بين الغدر والحكم


بعد تحقيق النصر في معركة عين جالوت أتجه تفكير بيبرس إلى الملك والسلطة وأوغل قلبه العديد

من المحيطين به نحو السلطان قطز مما أشعل نيران الحقد في قلبه، ومما زاد من اشتعال الموقف

رفض قطز إعطاؤه ولاية حلب حيث اعتبر ذلك نوع من الإهانة له وتقليل من جهوده المبذولة

في المعركة ضد التتار، فعقد العزم على تدبير مؤامرة هو وعدد من رفاقه من أجل اغتيال قطز،

وقد كان فأقدم على طعن قطز طعنة أودت بحياته، وجاء من بعده ليتولى مقاليد الحكم في البلاد.


سلطان مصر


جلس بيبرس على عرش مصر ليخلف السلطان الراحل قطز وتم إطلاق لقب الملك الظاهر عليه،

أخذ بيبرس على عاتقه مهمة تطوير البلاد وتحديثها وسعى من أجل ذلك كثيراً وبالفعل أصبحت

مصر في عهده على درجة عالية من الاستقرار والحداثة، فعمل على تقريب الأمراء إليه

ومنحهم الألقاب والإقطاعيات، ولم يقتصر هذا على الأمراء فقط بل قرب إليه عامة الشعب

وخفف عنهم أعباء الضرائب التي كانت تثقل كاهلهم، وأطلق سراح العديد من المسجونين.

وعلى الرغم من سياسية اللين الذي أتبعها بيبرس إلا أنه كان ينتهج الشدة والحزم مع الأعداء

الخارجيين، كما عمل على القضاء على الفتن والمؤامرات والثورات التي نشبت في البلاد عقب

توليه الحكم، وكان أشد هذه الثورات اثنان نشبت الأولى في دمشق وكان على رأسها الأمير

علم الدين سنجر الحلبي الذي أعلن التمرد ونادى بنفسه سلطاناً وتمكن بيبرس من السيطرة

على الموقف حيث أرسل إليه جيشاً جلبه أسيراً إلى القاهرة.

أما محاولة التمرد والثورة الثانية جاءت في القاهرة من قبل أحد رجال الشيعة الذي حاول

تجميع عدد من الشيعيين حوله من أجل القيام بمحاولة تمرد وثورة وقام هو ومن معه

بالاستيلاء على الخيول والأسلحة وأقاموا الثورات ولكن لم تستمر هذه الثورة كثيراً

حيث سارع بيبرس بالقضاء عليها وأمر بجلد قائدها هو ومن معه.


إنجازاته وانتصاراته



شهد عصر السلطان بيبرس العديد من الإنجازات والأعمال التي ارتبطت باسمه، والتي نذكر منها:

تأسيسه للدولة المملوكية وقيامه بمحاولة إحياء الخلافة العباسية والتي أصابها الانهيار مع سقوط

بغداد في يد هولاكو، فقام بإحضار " أبو العباس أحمد" وجعله خليفة للمسلمين وبايعه على العمل

بكتاب الله وسنة نبيه وهكذا أصبح هناك خليفة للمسلمين مرة أخرى، وعلى الرغم من وجود الخليفة

إلا أن السلطة الفعلية كانت في يد بيبرس.

كما عمل بيبرس على مد نفوذه إلى العديد من البلدان حتى وصل إلى الحجاز، وقضى على أعدائه

وأعداء الدولة المملوكية، وقضى على حاكم الكرك الملك "عمر بن العادل الأيوبي" والذي كان

يناصب بيبرس العداء فاستولى بيبرس على الكرك وقام بتعيين والي عليها.

ومن الأمور الهامة التي قام بها بيبرس سعيه من أجل القضاء على ما تبقى من الصليبين والمغوليين

المتربصين بالدولة الإسلامية، فعقد الاتفاقيات والمعاهدات، وتأكد من تماسك جبهته الداخلية وجهز

الجيش من أجل الخروج لتأمين جبهته الخارجية أيضاً فبدأ في شن الغارات على الإمارات الصليبية ،

كما عمل على استرداد ما في أيديهم من أراضي، وبالنسبة للمغول فقد قام بالتحالف مع

" بركة خان" هذا الزعيم المغولي الذي أعلن إسلامه ووطد علاقته به من أجل أن يأمن جانبه

ويتحالف معه ضد مغول هولاكو وأولاده واللذين كانوا يفرضون سيطرتهم على العراق وفارس.

عمل بيبرس على إعداد الجيش والأسطول وتجهيزهم بجميع المتطلبات اللازمة لهم من أسلحة وعتاد،

فتمكن من تحقيق العديد من الانتصارات على الساحتين الصليبية والمغولية، ومن انتصاراته الصليبية

نذكر فتحه لقيسارية، وأرسوف، قلعة صفد، يافا، واختتمت بفتح أنطاكية والتي كانت تعد

الحصن الحصين للصليبيين فحقق انتصاراً باهراً بفتحه لهذه المدينة.

كما حقق انتصارات عديدة على المغول في موقعة البيرة وحران، ورد هجمات المغول المتتابعة

على بلاده، إلي أن قضى عليهم نهائياً عند بلدة أبلستين وذلك في عام 675هـ ،

وبذلك حقق بيبرس ما كان يبتغيه من تأمين لجبهته الخارجية وحدود دولته.


إنجازاته الداخلية


على المستوى الداخلي عمل بيبرس على تقوية دعائم البلاد والنهضة بها في كافة المجالات،

فشهدت مصر في عهده عصر جديد من الازدهار خاصة وقد تمكن من تأمين حدودها الخارجية

وقضى على الفتن والمؤامرات الداخلية، ومن الإصلاحات التي شهدتها مصر على يده قيامه

بإدخال تعديلات على النظام القضائي فقام بتعيين أربعة قضاة يمثلون المذاهب الأربعة ،

كما أعاد للجامع الأزهر رونقه فشن عليه حملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله

ومكانته مرة أخرى، وعمل على إنشاء العديد من المؤسسات التعليمية فأنشأ المدارس

بمصر ودمشق وتعرف المدرسة المصرية باسم "المدرسة الظاهرية" وتضم المدارس

المكتبات الضخمة التي تزخر بكميات هائلة من الكتب.

وفي القاهرة قام بإنشاء أحد الجوامع الهامة وهو جامع الظاهر بيبرس والذي مازال قائماً

إلي اليوم، وتعرف المنطقة حوله باسم حي الظاهر، هذا بالإضافة للعديد من الآثار المتبقية

والتي ظلت خالدة لتشهد على فترة زاهية عاشتها مصر، كما عمل بيبرس على إنشاء الجسور

وحفر الترع وإنشاء القناطر، وأنشأ مقياس للنيل وغيرها العديد من الأعمال.

وفي خارج مصر قام بعدد من الإصلاحات في الحرم النبوي بالمدينة المنورة، وقام بتجديد

مسجد إبراهيم عليه السلام في الشام، كما قام بتجديد قبة الصخرة وبيت المقدس،

وعمل على إقامة دار للعدل للفصل في القضايا والنظر في المظالم.



وفاة السلطان


جاءت وفاة بيبرس في الثامن والعشرين من محرم عام 676 هـ - والثاني من مايو 1277م ،

بعد حياة حافلة قضى حوالي 17 عام منها في الحكم، تولى من بعده أكبر أولاده ناصر الدين الحكم،

إلا أن أولاد بيبرس لم يدم لهم الحكم طويلاً وذلك نظراً لطمع المماليك في الحكم فتم قتل أولاده،

وتولى الحكم أحد أمراء المماليك والذي عرف باسم سيف الدين قلاوون الألفي.



بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:01 PM   #12
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الغزالي حجة الإسلام




أحد علماء الإسلام والذي عمل على إحداث أثراً عظيماً في عصره، وقد قام بدراسة العلوم

الدينية وعلوم الفقه والأدب، هذا بالإضافة لإطلاعه على كتب الفلاسفة وتعمقه فيها وعمله

على تحليلها واستخلاص الحقائق منها، إلى جانب قيامه بالتدريس لفترة من الزمن،

كما قدم العديد من الكتب التي تناول فيها الآراء المختلفة للفلاسفة، ونقد العديد منها كما قدم

عدد من الوصايا الإسلامية في بعض من كتبه، ويعد كتاب " إحياء علوم الدين" واحداً من

كتبه المتميزة، والذي تعرض فيه للكثير من الأمور والتي تشمل العبادات والعادات

وما يستحب أن يبتعد عنه العبد من الأخلاق السيئة وما يستحب أن يتبعه من طاعة وعبادة

وخلق حسن للتقرب من ربه.


وقد قضى الغزالي حياته في نشر العلم والفكر الإسلامي، بالإضافة للبحث والتدقيق

محاولاً استخلاص الحقائق، كما عمد إلى أتباع منهج الشك للوصول إلى اليقين،

واتجه الغزالي نحو الزهد والتصوف، وتم تلقيبه بـلقب "حجة الإسلام".



النشأة والدراسة


اسمه كاملاً محمد بن أحمد أبو حامد ولد عام 450هـ - 1058م بقرية غزالة التابعة لمدينة طوس

بخراسان، أصله فارسي ولكنه عربي النشأة شافعي المذهب.

كان والده يعمل في غزل الصوف ويخدم الفقهاء، سعى من اجل أن يعلم ابنه ويفقهه في الدين،

وقبل وفاته أوصى بولديه إلى صوفي ليعلمهما، قام محمد الغزالي بتعلم مبادئ اللغة والنحو

كما حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة الفارسية، أنتقل بعد ذلك إلى جرجان، والتي عرفت بمدينة

الفقهاء والمحدثين، فتتلمذ على يد علمائها، ثم عاد مرة أخرى إلى طوس حاملاً عدد من الكتب

انكب على دراستها لمدة ثلاث سنوات.

انتقل الغزالي بعد ذلك إلى نيسابور وذلك عام 473هـ - 1080م، والتحق هناك بإمام الحرمين

ضياء الدين الجويني مدرس الفقه والمنطق في جامعتها النظامية، وهناك تعلم الفقه والمنطق

والفلسفة وأصول الفقه وغيرها من العلوم، وكان واحداً من تلاميذ الجويني الأذكياء وبعد أن

أظهر الكثير من النبوغ عهد إليه بإلقاء الدروس.


دوره العلمي


عكف الغزالي مع أستاذه الجويني الذي تأثر به كثيراً يتلقى العلم منه إلي أن توفى الجويني

عام 478هـ - 1085م، وقام الغزالي بجمع الكتب وحفظها فقوي علمه وترسخ في الدين،

كما قام بالإطلاع على كتب الفلاسفة فتعمق بها ودرس بها مما أثرى معرفته.

اتصل محمد الغزالي بعد ذلك بالوزير نظام الملك الطوسي الذي أكرمه وعظم شأنه

وذلك نظراً لغزارة علم الغزالي وقوة منطقه، ونتيجة لذلك ولاه نظام الملك منصب التدريس

في المدرسة النظامية ببغداد عام 484هـ - 1091م، فاختلف إلى بلاطه يناظر ويدرس

فعظم مركزه، وذاعت شهرته، وتوافد عليه الطلاب لينهلوا من علمه، حتى تم تلقيبه بإمام بغداد.

تم تكليفه من قبل الخليفة العباسي "المستظهر بالله" بالرد على بعض الفرق التي انحرفت عن الإسلام،

فكتب القسطاس المستقي، حجة الحق وغيرها من الكتب التي كشفت فساد وضلال هذه الفرق.


اتجاهه للزهد والتصوف


قام الغزالي بترك التدريس بالمدرسة النظامية، واتجه نحو الزهد والعبادة، وتنقل بين عدد

من المدن الإسلامية، فبعد أن مكث بدمشق فترة من الزمن انتقل إلى القدس،

ومنها إلى مكة ثم عاد مرة أخرى إلى دمشق فاعتكف بالجامع الأموي، أخذاً على عاتقه

مهمة الإفتاء والوعظ، وبدأ في وضع كتابه " إحياء علوم الدين"، وبعد أن تنقل بين القدس

والحجاز عاد إلى بغداد وسعى من أجل إتمام مؤلفه السابق.

قام فخر الملك ابن الوزير نظام الملك بحمل أمر من السلطان إليه وذلك من اجل التدريس

في جامعة "نيسابور" فقام بالتدريس بها لمدة عامين، ثم ترك التدريس وغادر إلى طوس

وقام هناك بإنشاء " زاوية" صوفية وانقطع بها للعبادة وتدريس الفقه حتى وفاته.


مؤلفاته



تميز أسلوبه في التأليف بالقوة والوضوح، وارتقى أسلوبه عن أساليب الفلاسفة فتميز بالسهولة

بعيداً عن التعقيد والإبهام، بدا الشيخ الغزالي التأليف وهو ما يزال طالباً عند الأستاذ الجويني،

وقد تجاوزت مؤلفاته المئتين كتاب، نذكر من مؤلفاته:

"مقاصد الفلاسفة" وقد قام بتأليفه أثناء دراسته في جامعة بغداد النظامية،

ويقوم فيه بتبسيط أراء الفلاسفة عارضاً لكل من الفارابي، ابن سينا وغيرهم.

"تهافت الفلاسفة" وقام في هذا الكتاب بتفنيد أراء الفلاسفة مثبتاً بطلانها، ومظهراً لقصورهم

عن إثبات الحقائق نفسها بقوة البرهان، وذلك من خلال أسلوب جدلي يستند للدين أحياناً

وللفلسفة أحياناً أخرى، واتهم الفلاسفة بأنهم "حادوا عن الطريق القويم ورفضوا طوائف

الإسلام وشعائر الدين متأثرين بغيرهم ممن لم ينشأ على الدين الإسلامي".


" أيها الولد" ويحمل هذا الكتاب رسالة خلقية، اجتماعية ودينية قد أرسلها الغزالي لتلميذ قديم له

ومما جاء فيه " العلم بلا عمل جنون والعمل بلا علم لا يكون"، ومن استشهاداته

أقوال الرسول – صلى الله عليه وسلم- " ادخلوا يا عباد الجنة واقتسموها بأعمالكم"

ويشير على سائله أن يقول بأربعة شروط ليسلك طريق الحق اعتقاد صحيح لا بدعة فيه،

توبة نصوح لا يرجع عنها، استرضاء الخصوم حتى لا يبقى عليه لأحد حق، وتحصيل

علم الشريعة قدر ما تؤدى به أوامر الله، ويجعل قانون الحياة مضمون هذا الحديث النبوي

" اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها واعمل لأخرتك بقدر بقائك فيها واعمل للنار بقدر صبرك عليها".



ومن الكتب الهامة أيضاً للغزالي " إحياء علوم الدين" هذا الكتاب الذي أمضى الغزالي في تأليفه

عشر سنوات وجعله في أربعة مجلدات: العبادات، العادات، المهلكات، المنجيات.

وبالنظر إلى مضمون هذه المجلدات نجد أن جزء "العبادات" فيبحث فيه في آداب العبادات

وخفاياه وسننها وأسرار معانيها، بينما في جزء "العادات" يبحث في أسرار المعاملات

الجارية بين الناس وسننها، بالإضافة للدعوة إلى تبادل الفوائد الدينية والدنيوية،

كما يبحث في الصداقة وشروطها، والنكاح، والكسب والسفر وآداب المعيشة وغيرها من الأمور.

أما في " المهلكات" فيبحث فيه في الأخلاق والأفعال السيئة والتي أمر القرآن بالابتعاد عنها،

فيتحدث عن تهذيب الأخلاق، وآفات اللسان، وذم الغضب والحقد والحسد، وذم الكبر والغرور وغيرها.

وفي الجزء الخاص بـ "المنجيات" فيذكر فيها كل خلق محمود وخصلة مرغوب فيها وذلك

من خصال المقربين والصديقين والتي يتقرب بها العبد من رب العالمين، فيبحث في التوبة والصبر،

الفقر، الزهد، الورع، التوكل، النية، الإخلاص، الصدق وغيرها.

ومن كتبه الأخرى نذكر المنقذ من الضلال، الوسيط في الفقه الشافعي، فضائح الباطنية،

المستصفي في علم الأصول.


الوفاة


توفى الشيخ أبو حامد الغزالي عام 505هـ - 1111م، بعد أن بذل الكثير من حياته من أجل

خدمة العلم والإسلام، وبعد أن ترك مجموعة من الكتب القيمة التي يرجع إليها الكثيرون من طلاب العلم.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:03 PM   #13
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



هارون الرشيد عصر ذهبي في تاريخ الإسلام








هارون الرشيد هو واحد من أشهر الخلفاء المسلمين شهد عصره الكثير من التألق والازدهار،

والقوة للدولة الإسلامية وذلك في جميع المجالات، فقد تمكن من جعلها تتبوأ مكانة متميزة بين غيرها

من الدول والممالك التي كانت قائمة في هذا العصر، فكان عصره هو العصر الذهبي للدولة العباسية.

كان هارون يصلي كل يوم مائة ركعة وواظب على ذلك طوال فترة خلافته وإلى أن توفي ولم يمنعه من هذا

إلا أن يكون مريضاً به علة أو في إحدى المعارك، كما كان يتصدق من ماله كل يوم بألف درهم،

وكان يحج عاماً ويغزو عاماً، عرف عن الرشيد حبه للعلم، والعلماء وجعلهم في مكانة متميزة بالإضافة

لتمسكه بالتعاليم الدينية الإسلامية، ظل الرشيد في الخلافة لثلاثة وعشرين عاماً قضاها مهتماً بأمور الدولة

وساعياً من أجل رفع شأنها.

تم تناول السيرة الذاتية للرشيد في الكثير من الكتب والمقالات بل لقد ظهرت أيضاً في الوسائل الإعلامية

من خلال مسلسلات وبرامج تم عرضها عن حياته، ولكن انتشرت العديد من الأقاويل حول هذا الخليفة

فمنهم من اتهمه باللهو والترف وحب النساء، ولكن الذي تم استخلاصه في النهاية هو مدى القوة والعظمة

التي كانت فيها الدولة الإسلامية في عصره، وتمسكه بالدين الإسلامي والدفاع عنه بقوة، فهل يعتقد أن يكون

هناك حاكم كل الذي يشغله هو اللعب واللهو وتكون دولته على هذا القدر من القوة والنهضة!



النشأة


ولد هارون الرشيد عام 148هـ بالري وكان والده هو الخليفة المهدي بن جعفر المنصور، أميراً على كل

من الري وخراسان حين ولد هارون، ووالدته هي الخيزران، نشأ الرشيد في عيشة رغدة في بيت ملك

عمل والده على تهذيبه وتعليمه منذ الصغر فعهد به لعدد من العلماء والمربيين ليعملوا على تنشأته،

فكان من بين هؤلاء المعلمين الكسائي والمفضل الضبي وما أن كبر حتى دفع به والده للجهاد

مما أكسبه الكثير من الخبرات والتجارب في ميادين القتال.

كانت أولى المعارك التي خرج فيها هارون الرشيد في عام 165هـ وكانت ضد الروم وحقق فيها الرشيد

نصر ساحق جعله والده بعده ولياً ثانياً للعهد بعد أخيه موسى الهادي.


هارون الرشيد خليفة



تولى هارون الرشيد مقاليد الخلافة وتمت البيعة له بعد وفاة أخيه الهادي وكان ذلك في الرابع عشر

من ربيع الأول عام 170هـ، وكان تولي الرشيد للخلافة بداية لعصر جديد قوي ومزدهر في تاريخ الدولة العباسية،

فلقد كانت الدولة مترامية الأطراف متعددة الثقافات والعادات والأصول مما جعلها عرضة لظهور الفتن والمؤامرات،

والثورات، فتمكن الرشيد من مسك مقاليد الحكم بيد من حديد، كما تمكن من فرض سيطرته وحكمه على جميع

الأنحاء المتفرقة من البلاد، ولم يكتفِ بهذا بل سعى بكامل طاقته أن يجعل منها دولة متقدمة في جميع المجالات،

فشهد عصره نهضة شاملة وارتقاء هائل بالدولة، مما أثبت أن الرشيد لم يكن رجلاً متجهاً نحو اللعب واللهو

بل كان قائداً، وحاكماً يتمتع بعقل، وفكر راجح تمكن من السيطرة على الأمور في دولته ونهض بها علمياً،

وسياسياً، واجتماعياً.


إنجازاته



شهد عصر هارون الرشيد العديد من الإنجازات حيث عمل على النهضة بكافة قطاعات الدولة بالإضافة

لسعيه من أجل تخفيف الأعباء المالية عن الرعية فعمل على نشر العدل ورفع المظالم، وفي عصره

زادت الأموال الداخلة إلى خزانة الدولة مما عم بالرخاء والازدهار على كافة أركانها، هذا بالإضافة

للتقدم في العلوم والفنون وغيرها، فشهد عصر الرشيد نهضة معمارية أيضاً فبنيت المساجد،

والقصور وحفرت الترع والأنهار، وامتد الرخاء إلى بغداد حيث نالت حظها من الرخاء،

والازدهار فاتسعت رقعتها وبنيت بها المساجد، والقصور وصارت أكبر مركز للتجارة في الشرق

بالإضافة للنهضة العلمية الواسعة التي شهدتها فكان يفد عليها العلماء من فقهاء، ولغويين وغيرهم

من كل حدب وصوب فكانوا يتبادلون العلوم ويلقنون الطلاب علومهم المختلفة.

ويرجع الفضل لهارون الرشيد في إنشاء "بيت الحكمة" وهو أشبه بمكتبة ضخمة جمعت فيها العديد

من الكتب من مختلف البلدان كالهند وفارس وغيرها فكانت تضم قاعات للكتب وأخرى للمحاضرات

وغيرها للناسخين والمترجمين.

لم يقتصر دور الرشيد على كونه حاكم فقط مهتم بالشئون الداخلية للبلاد والغزوات بل امتدت علاقاته

للعديد من البلدان فقام بتوطيد العلاقات بين الدول فكان يستقبل الوفود على الرحب والسعة ويرسلهم إلى

بلادهم محملين بأغلى وأثمن الهدايا، مما دفع العديد من الممالك من أجل بناء علاقات قوية مع

الدولة الإسلامية وهارون الرشيد.

ومن الأمور الهامة التي شهدها عصر هارون الرشيد أيضاً هو الاهتمام بالطرق المؤدية لمكة

وذلك عن طريق تأمينها وتمهيدها لخدمة الحجاج وحفر الآبار وبناء أماكن لراحتهم ومدهم

بالطعام والشراب وكانت زبيدة زوجة الرشيد أيضاً من المهتمين بهذا الأمر وساعدت كثيراً

في هذه الأعمال التي تساعد على إعانة الحجيج في طريقهم إلى مكة.







حروبه وغزواته



على الرغم من اهتمام هارون الرشيد بالبناء الداخلي للدولة والنهضة بها إلا أنه لم يغفل الفتوحات

والحروب الإسلامية فكان كما قيل عنه يغزو عاماً ويحج عاماً فتم في عصره العديد من الغزوات،

والانتصارات فقام المسلمون بغزو بحر الشام ومصر وفتحوا عدد من الجزر وجعلوا منها قواعد

لهم مثل رودس، وكريت، وقبرص.

خاض الرشيد العديد من الحروب مع الروم سواء قبل توليه الخلافة أو بعدها والتي كلل فيها بالفوز والنصر

وعمل على تأمين البلاد ضد هجماتهم، كما أعاد بناء البلاد التي قد دمرت في الحروب وولى عليها أمهر القادة،

وعمل على تزكية جيشه بأسطول ضخم يدعم مع الجيش حروبه ضد الروم، ونظراً للانتصارات المتوالية

التي حققها الرشيد مع الروم فقد طالب الروم بعقد هدنة مع الجيوش الإسلامية وبالفعل عقدت إيريني

الملكة الرومية صلحاً مع هارون الرشيد وذلك مقابل دفع جزية سنوية للمسلمين وظلت هذه المعاهد قائمة

إلى أن توج نقفور إمبراطوراً على الروم بدلاً من الإمبراطورة السابقة إيريني عام 186هـ ،

فقام بنقض المعاهدة وكتب لهارون رسالة جاء فيها " من نقفور ملك الروم إلى ملك العرب،

أما بعد فإن الملكة إيريني التي كانت قبلي أقامتك مقام الأخ، فحملت إليك من أموالها،

لكن ذاك ضعف النساء وحمقهن، فإذا قرأت كتابي فاردد ما حصل قبلك من أموالها، وافتد نفسك،

وإلا فالحرب بيننا وبينك"

ولم يكن من الرشيد بعد أن قرأ الرسالة سوى أن تملكته ثورة من الغضب وقام ببعث الرد

على رسالة إمبراطور الروم وقال فيها " من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم،

قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه دون أن تسمعه، والسلام".

وبعد الرد الكتابي جاء الرد العملي من الرشيد فقام بالخروج بنفسه في عام 187هـ لمحاربته

فاضطر الإمبراطور إلي عقد الصلح ودفع الجزية مرة أخرى للمسلمين ولكنه مالبث أن نقض

المعاهدة فما كان من الرشيد سوى أن توجه له مرة أخرى لمحاربته وجاءت الهزيمة المنكرة

من نصيب الإمبراطور الرومي.

جاءت بعد ذلك المعركة الكبرى بين الروم والمسلمين وذلك في عام 190 هـ وذلك

عند قيام نقفور بمهاجمة حدود الدولة العباسية فقام الرشيد بإعداد جيش ضخم لملاقاته

وحققت الجيوش الإسلامية العديد من الانتصارات على الجيوش الرومية

وعاد الإمبراطور الرومي لطلب الهدنة للمرة الثالثة بعد أن أعلن استسلامه وهزم هزيمة منكرة.


الوفاة


جاءت وفاة الرشيد في الثالث من جمادي الأخر عام 193هـ عندما كان في طريقه إلي خرسان

وذلك من أجل إخماد عدد من الثورات التي اشتعلت هناك ضد الدولة، ولكنه في طريقه إلي هناك

وعندما بلغ طوس اشتد عليه المرض وتوفى هناك.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:06 PM   #14
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



صلاح الدين الأيوبي فارس في ميدان التاريخ





الناصر صلاح الدين الأيوبي قائد عربي مسلم ومؤسس الدولة الأيوبية، خاض العديد من المعارك

والتي ظهرت من خلالها إمكانياته كفارس شجاع وقائد عسكري حكيم يتمتع بقدر وافر من الذكاء

والحنكة السياسية والحربية، وتعد معركة حطين التي وقعت عام 583هـ -1187م من أشهر المعارك

التي خاضها والتي ارتبط اسمها دائماً باسمه وذكرتها كتب التاريخ كثيراً، والتي تمكن فيها من هزيمة أقوى

الجيوش الصليبية محرزاً العديد من الانتصارات.

لم يتميز صلاح الدين فقط بكونه قائد عسكري عظيم بل تميز أيضاً بأخلاق رفيعة وشهامة منقطعة النظير

فكانت له العديد من المواقف الإنسانية الرائعة سواء مع أفراد جيشه أو مع شعبه أو حتى مع الأسرى

حيث تجلى كرم أخلاقه مع الجميع، هذا بالإضافة لعلمه الواسع وشغفه بالمطالعة وتشجيعه للعلم.


النشأة

اسمه كاملاً يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان, أبو المظفر, الملقب بالناصر صلاح الدين الأيوبي،

ولد صلاح الدين لعائلة كردية في عام 532هـ، في تكريت بالقرب من بغداد، كان والده محافظاً

لقلعة تكريت من قبل بهروز، وكان عمه أسد الدين شيركوه أحد القادة العظام في جيش نور الدين زنكي

حاكم الموصل.

شهدت مدينة بعلبك نشأة صلاح الدين فترعرع بها وتلقى علومه المختلفة فدرس القرآن وسمع الحديث

من الحافظ السلفي وابن عوف وقطب الدين النيسابوري،

كما تعلم الصيد وفنون القتال وغيرها من المهارات والعلوم.


الحياة العسكرية لصلاح الدين الأيوبي


بدأت الحياة العسكرية تشق طريقها إلى صلاح الدين عندما ذهب مع عمه شيركوه بأمر من نور الدين زنكي

لصد الهجمات الصليبية وتحقيق المساندة والدعم للخليفة الفاطمي في مصر،

حيث كانت الحملات الصليبية تتوالي حينذاك، فحققا العديد من الإنجازات في صد هذه الهجمات،

الأمر الذي دفع بالخليفة الفاطمي إلي تعيين شيركوه وزيراً له، وفي مصر قام صلاح الدين

بالاختلاط بالمصريين وتقرب منهم وأحبه الشعب المصري أيضاً لما لمسوه فيه من سمات البطولة

والعدل والحكمة مما أهله بعد ذلك لأن يحل محل عمه بعد وفاته فتم إسناد الوزارة إليه،

وذلك بتأييد من المصريين وأيضاً لخبرته الواسعة سواء على المستوى الحربي أو الإنساني.




حاكماً لمصر


عندما مات الخليفة الفاطمي قام صلاح الدين بإعلان انتهاء الحكم الفاطمي ونصب نفسه حاكماً

على مصر ونزل إلى قصر الخلافة جامعاً الأتباع والقواد فتعلق به الشعب المصري،

وعندما علم نور الدين بنية صلاح الدين بالاستقلال بمصر قرر أن يسير إليه بجيش كبير

ليسترجعها منه ولكنه مات في عام 569هـ قبل أن يحقق ما سعى إليه وبموته زالت إحدى

العقبات الكبيرة من طريق صلاح الدين.

وبعد وفاة نور الدين محمود تطلع صلاح الدين من أجل ضم الشام إلى حكمه فسار إلى دمشق

وتمكن من إخماد الثورات التي قامت في الشام بسبب الطمع بملك نور الدين، ومكث بها قرابة العامين

من أجل أن يعيد الحكم إلى حالة من الاستقرار فضم إليه دمشق وحمص وحماة وبعلبك وغيرها

ثم أعلن عن استقلاله عن بيت نور الدين محمود وتبعيته للخلافة العباسية التي منحته لقب سلطان،

وأصبح حاكما على مصر، عاود حملته على الشام عام 578هـ ، ونجح في ضم حلب

وبعض المدن الشامية، وقد استغرقت هذه الفتوحات أكثر من عشر سنوات وبعد استقرار الأحوال

في الشام وفلسطين عاد مرة أخرى إلى مصر.

أتجه صلاح الدين بعد استقرار الأمور الخارجية نحو الإصلاح الداخلي في مصر فعمل على إنشاء جيش

قوي حقق به العديد من الإنجازات، مما عمل على تثبيت أقدامه في مصر، كما سعى من أجل نشر العلم

فيها وتقوية المذهب السني بها فقام بإنشاء المدارس التي تدرس الفقه السني مثل المدرسة الناصرية

والمدرسة الكاملية، كما عمل على عذل القضاة الشيعيين وإحلال قضاة من السنة محلهم،

ومن الخطوات الشجاعة التي قام بها أنه أعلن في الجمعة الأولى من شهر المحرم عام 567هـ

قطع الخطبة للخليفة الفاطمي الذي كان مريضًا وجعلها للخليفة العباسي،

فكان ذلك إيذاناً بانتهاء الدولة الفاطمية، وبداية عصر جديد،

تمكن خلاله من القضاء على الفتن والمؤامرات التي اشتعلت لإعادة الحكم الفاطمي.

توسعت سلطة صلاح الدين في البلاد فامتدت من النوبة جنوباً وبرقة غرباً إلى بلاد الأرمن شمالاً

وبلاد الجزيرة والموصل شرقاً.

بعد استقرار الأمور الداخلية التفت صلاح الدين إلى الحروب الصليبية وبدأ يسعى في تحضير

جيش قوي من أجل القضاء عليها.


معاركه مع الصليبيين


سعى صلاح الدين بعد أن تأكد من قوة جبهته الداخلية وتماسكها من أجل تكوين جيش قوي

يقوم من خلاله بالقضاء على الصليبيين في معركة حاسمة وذلك بدلاً من الغارات التي تشن

من آن لآخر لإضعاف العدو، فقام بشن سلسلة من المعارك الناجحة على الصليبيين

وسقطت العديد من المناطق في يده مثل قلعة طبرية، عكا، قيسارية، ونابلس، وأرسوف،

ويافا وبيروت بالإضافة لبيت المقدس، وكانت معركة حطين واحدة من أنجح المعارك الحربية

والتي وقعت في عام 583هـ حيث كللت رحلة الكفاح العسكرية لصلاح الدين بنجاح عظيم

مازالت تتذكره كتب التاريخ.

استفز ملوك أوربا وأثار غضبهم انتصارات صلاح الدين وسيطرته على بيت المقدس

فقرروا شن حملة عظيمة لاستعادة بيت المقدس من يد صلاح الدين والجيش الإسلامي

وتجمع لذلك عدد من ملوك أوربا والذين أتى على رأسهم ملك إنجلترا ريتشارد قلب الأسد،

بالإضافة إلى فيليب أوغسطس ملك فرنسا، وفريدريك بربروسا ملك ألمانيا،

ولم تسفر هذه الحملة عن أي نجاح بالنسبة إلى ملوك أوربا حيث رجعوا إلى بلادهم

يجرون أذيال الخيبة وتم عقد صلح الرملة بين الطرفين في عام 588هـ - 1192م .


أخلاق الفرسان

عرف صلاح الدين سواء في البلاد العربية أو الأوربية كمحارب شهم كريم الأخلاق أبي النفس،

وعرف كمسلم مؤمن، وشخص متواضع، وكانت له العديد من المآثر الإنسانية التي تجلت فيها

رقة قلبه ولم يكن قائداً مقاتلاً عنيداً قوي الشكيمة فقط بل كان مثقفاً يحب العلم ويشجع العلماء

وعمر المساجد وأصلح الري وبنى القلاع والأسوار في القاهرة ودمشق.


وفاته


توفي صلاح الدين عام 1193 م بقلعة دمشق عن 57 عاما، توفى ولكن مازال التاريخ يتذكره

كثيراً كواحد من أهم الشخصيات التاريخية التي كان لها بالغ الأثر في أحد العصور الإسلامية القديمة
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:08 PM   #15
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الشافعي كوكب مضيء في مجرة الأئمة





الإمام الشافعي إمام عظيم تمكن من بناء نفسه بنفسه وبمساعدة والدته هذه الأم المثابرة التي دفعت

بابنها نحو العلم وحفزته على ذلك، فأنطلق في طريقه بكل عزم ،وقوة ينهل من العلوم،

حتى وصل إلى ما وصل إليه من مكانة علمية، وأصبح أحد الأئمة الأربعة وهم الإمام أبو حنيفة،

والإمام مالك، والإمام أحمد بن حنبل رحمهم الله جميعاً وجزاهم خير الجزاء عن المسلمين.

وإلى الإمام الشافعي تنسب الشافعية، أطلق عليه لقب مجدد القرن الثاني الهجري،

يقول الرسول "عليه الصلاة والسلام" يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد للأمة

أمر دينها ففي أول مائة عام جاء عمر بن عبد العزيز وفي المائة الثانية كان الإمام الشافعي.


هو محمد بن إدريس بن شافع بن سائب القرشي ويعرف بالإمام الشافعي، من قريش

من نسب الرسول " عليه الصلاة والسلام"، أجتهد كثيراً من أجل الحصول على العلم

وسعى إليه أينما كان فأصبح واحداً من أئمة الإسلام الأفاضل الذين يعلو ذكرهم بين المسلمين

لما لهم من شأن عظيم وعلم غزير.


النشأة


ولد الإمام الشافعي عام 150 هـ في غزة بفلسطين، جده هو سائب القرشي وكان في بدايته

من المشركين وتم أسره في معركة بدر، وعندما شاهد معاملة المسلمين الطيبة لأسراهم دخل

إلي الإسلام، وعلى الرغم من أن دخوله إلي الإسلام قد رفع عنه الفدية إلا أنه قام بدفعها،

أما جده شافع والذي ينتسب الإمام الشافعي لاسمه فقد ولد في الإسلام

في المدينة المنورة وكان من الصحابة.

ولد الإمام الشافعي لأسرة فقيرة فقد هاجر والده إلى غزة الفلسطينية نظراً للفقر الذي عانت

منه أسرته وعاشت الأسرة الصغيرة في فلسطين حتى توفى الوالد تاركاً ولده مازال

طفلاً صغيراً وزوجة تحاول أن تربي طفلها وتعلمه في ظل الحالة المادية المتعسرة

لهم وكانت هذه هي البداية للإمام الشافعي.



البداية


صدقت المقولة التي قالت "إن وراء كل رجل عظيم امرأة"، فلقد كانت والدة الإمام الشافعي

بمثابة القوة الدافعة له، تعينه دائماً وتحاول أن تحفزه من أجل أن يسعى لتلقي العلم، وتوفر له

السبل التي تمكنه من هذا، فعادت بطفلها إلي مكة، وهناك ذهب إلي الكتاب حيث كان هذا المكان

هو بداية الرحلة العلمية التي بدأها وهو في الثالثة من عمره، فقام بتلقي العلوم وحفظ القرآن الكريم،

وفي الرابعة من عمره كان يقوم بمساعدة زملائه في دروسهم، ظل الشافعي في الكتاب حتى وصل

إلي سن السابعة وعندما خرج منه كان قد حفظ القرآن الكريم كاملاً وتعلم التجويد، وكان الشافعي

يتميز بحلاوة الصوت فكان حين يقرأ القرآن أو يصلي يبكي الناس من جمال صوته وعذوبته.

بعد أن حفظ الشافعي القرآن الكريم وجوده قام بحفظ الأحاديث النبوية الشريفة ،والتفسير ،

وكان ذلك على يد عدد من العلماء العظام مثل سفيان بن عينه في التفسير، ومسلم بن خالد

إمام الحرم المكى في الحديث، فقام الشافعي بالتتلمذ على أيديهما وكان عندما وصل إلى

سن الثالثة عشر حافظاً للتفاسير التي قيلت في عصره كما حفظ الأحاديث النبوية.


اتجه الشافعي بعد ذلك إلى البادية وبالتحديد إلى قبيلة هذيل وذلك لتعلم اللغة، حيث اشتهرت

هذه القبيلة بإلمامها بعلوم اللغة وفصاحتها، وتعلم الشافعي الشعر والأنساب فقام بحفظ عشرة

ألاف بيت شعر، وكان يشتهر بذاكرة قوية قادرة على استيعاب وحفظ كل ما يقابلها من علوم.


رحلته بين تلقي العلم وتعليمه


قام الشافعي بملازمة الإمام مالك حوالي ست عشرة عام لتلقي العلم منه، وحفظ له كتاب "الموطأ"

وهو في الثالثة عشر من عمره، كما تلقى العلم أيضاً في هذه الفترة على يد كل من

إبراهيم بن سعد الأنصاري ومحمد بن سعيد بن فديك وغيرهم من العلماء.

بعد وفاة الإمام مالك رحمه الله في عام 179هـ، رحل الشافعي إلى نجران بالمملكة العربية السعودية

حيث عين والي عليها، في أيام الخليفة هارون الرشيد.

ثم توجه بعد ذلك إلى بغداد حيث قام بالاتصال بمحمد بن الحسن الشيباني تلميذ أبي حنيفة،

وقرأ كتبه واطلع على العلوم الخاصة بأهل الرأي، ثم عاد مرة أخرى إلي مكة فقام بنشر

مذهبه وعلمه من خلال الحلقات العلمية، ثم عاد مرة أخرى إلى بغداد

وخلال فترة تواجده فيها قام بتأليف كتاب "الرسالة".

ظل الشافعي متنقلا بين كل من بغداد ومكة حتى جاء انتقاله إلى مصر في عام 199هـ

وقد نال الكثير من الشهرة هذه الشهرة التي سبقته إلى مصر، فعمل على إلقاء دروسه

في جامع عمرو بن العاص ونظراً لعلمه الغزير وفصاحته فقد ألتف الكثير من الناس حوله،

وقضى الشافعي في مصر خمس سنوات كرس حياته فيها من أجل التأليف والتدريس وغيرها

من الأمور العلمية، وأثناء تواجده في مصر قام بوضع مذهبه الجديد وهو الأحكام والفتاوى

التي استنبطها بمصر وخالف في بعضها فقهه الذي وضعه في العراق،

كما قام بوضع العديد من المصنفات والمؤلفات الهامة.


منهجه العلمي

تواجد الشافعي في وسط مدرستين فقهيتين الأولى هي مدرسة الرأي والثانية هي مدرسة الحديث

ولقد ظهر المنهج الفقهي للإمام الشافعي كمزيج من كل من فقه الحجاز والذي يعرف بمدرسة الحديث،

وفقه العراق ويعرف بمدرسة الرأي، وكان الفقه الخاص به ليس مجرد مزيج بين كلا من الفقهين فقط

بل كان دراسة متأنية لكل منهما مع علم بالقرآن والسنة والتفاسير وعلوم اللغة وغيرها من الأمور

العلمية من بحث وقياس.

وبالنظر لكلتا المدرستين نجد أن المدرسة الأولى وهي مدرسة الرأي نشأت في العراق

والتي تعد امتداد لفقه عبد الله بن مسعود ومرت أفكار مدرسة الرأي من جيل لأخر عن طريق العلماء

حتى وصلت إلى أبو حنيفة النعمان الذي أصبح رئيس لهذه المدرسة الفقهية وأصبح لديه هو الأخر

طلابه الذين ينقلون علوم هذه المدرسة.

أما المدرسة الأخرى هي مدرسة الحديث والتي نشأت في الحجاز وهي امتداد لمدرسة

عبد الله بن عباس وعدد من فقهاء الصحابة والذين أقاموا في مكة والمدينة.

كانت لكل مدرسة فيهم أرائها المختلفة حيث كان يحدث الكثير من الجدل بين كلا المدرستين

وفي خلال كل هذا جاء الإمام الشافعي ليتخذ موقفاً وسطاً بين كل منهما وحاول جاهداً

حسم الجدل الفقهي القائم بينهم كما حاول التقريب بين كلا المنهجين، ولم يفعل هذا من فراغ

بل بناء على دراسة جادة لكل منهما فقد تتلمذ على يد مالك بن أنس وهو أحد أئمة مدرسة الحديث،

كما درس كتب محمد بن الحسن الشيباني من أئمة مدرسة الرأي، وقام الشافعي بتدوين

جميع الأصول التي أعتمد عليها في فقهه في رسالته الأصولية في كتابه " الرسالة"

هذا الكتاب الذي يعد من أهم الكتب في أصول الفقه.





مؤلفاته


قدم الإمام الشافعي عدد من المؤلفات القيمة والتي ظهر فيها جهده من أجل إيضاح العديد

من النقاط الفقهية وغيرها من الأمور تلك المؤلفات التي أثرت المكتبة الإسلامية.


من مؤلفاته نذكر:


"جماع العلم" وقام في هذا الكتاب بإثبات حجية الحديث على منكريه ممن يدعون الاستغناء

بالقرآن الكريم عن السنة، وكتاب "أحكام القرآن"، "الأم "، "مسند الشافعي"، "الرسالة"

وهو من أقدم وأهم الكتب التي دونت في أصول الفقه، "ديوان الإمام الشافعي"

وهو عبارة عن مجموعة من القصائد والأشعار له.



ونذكر هنا جزء من إحدى قصائده

دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ

وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ iiالقَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ iiاللَيالي

فَما لِحَوادِثِ الدُنيا iiبَقاءُ

وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً

وَشيمَتُكَ السَماحَةُ iiوَالوَفاءُ

وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ في iiالبَرايا

وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها iiغِطاءُ

تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ iiعَيبٍ

يُغَطّيهِ كَما قيلَ iiالسَخاءُ

وَلا تُرِ لِلأَعادي قَطُّ iiذُلّا

فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعداء iiبَلاءُ

وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن iiبَخيلٍ

فَما في النارِ لِلظَمآنِ iiماءُ

وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ iiالتَأَنّي

وَلَيسَ يَزيدُ في الرِزقِ iiالعَناءُ

وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ

وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا iiرَخاءُ

إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ iiقَنوعٍ

فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا iiسَواءُ

وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ iiالمَنايا

فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا iiسَماءُ

وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ iiوَلَكِن

إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ

دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ iiحِينٍ

فَما يُغني عَنِ المَوتِ iiالدَواءُ



الوفاة

توفي الإمام الشافعي رحمه الله عام 204هـ، بعد أن قدم مثلاً يحتذي به من أجل السعي

وراء العلم أينما كان وبعد أن اجتهد في شرح العديد من المسائل الفقهية ومحاولاته

من أجل التقريب بين المدارس الفقهية المختلفة، جزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:10 PM   #16
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



حمزة أسد الله





هو أسد الله حمزة بن عبد المطلب " أبو عمارة"، "أبو يعلي" عم الرسول الكريم

"صلى الله عليه وسلم"، وأخوه في الرضاعة، تميز بشجاعته وغيرته على الإسلام

ودفاعه عنه فكان صاحب هيبة ونفوذ بين زعماء مكة وسادات قريش، عندما توفي حمزة

شهيداً في معركة "أحد" مثلت قريش بجثته وحزن لذلك الرسول " صلى الله عليه وسلم"

والمسلمين كثيراً، لقب حمزة بلقب "سيد الشهداء"، و"أسد الله وأسد رسوله".



إسلامه


أعلن حمزة رضي الله عنه إسلامه بقوة في وسط قريش وكان ذلك في أحد المواقف القوية

له والتي جاء فيها: قال ابن إسحاق : مر أبو جهل برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا:

فآذاه ونال منه ورسول الله "صلى الله عليه وسلم" ساكت، فقام "رسول الله صلى الله عليه وسلم"

ودخل المسجد، وكانت مولاة لعبد الله بن جعدان في مسكن لها على الصفا تسمع ما يقول أبو جهل.

يذكر أن حمزة رضي الله عنه كان عائداً من القنص متوحشاً قوسه وكان صاحب قنص يرميه

ويخرج إليه وكان إذا عاد لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معه، فلما مر

بالمولاة قالت له: يا أبا عمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام،

وجده ههنا جالسا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد "صلى الله عليه وسلم".

فاحتمل حمزة الغضب لما أراد الله به من كرامته، فخرج يسعى ولم يقف على أحد،

معدا لأبي جهل إذا لقيه أن يوقع به، فلما وصل إلى الكعبة وجده جالسا بين القوم،

فأقبل نحوه وضربه بالقوس فشج رأسه ثم قال له: "أتشتم محمدا وأنا على دينه أقول ما يقول؟...

فرد ذلك علي إن استطعت".


توجه حمزة بعد هذا الموقف إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم ولقي فيها محمد "صلى الله عليه وسلم"

وأعلن إسلامه أمامه، وكان ذلك في العام السادس من البعثة وفرح به المسلمون واستبشروا به خيراً،

و عرفت قريش أن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" قد عز وامتنع، وان حمزة سيمنعه،

فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه.


مواقفه بعد الإسلام


كانت أول سرية خرج فيها المسلمون للقاء العدو كان أميرها حمزة رضي الله عنه،

كما كانت أول راية عقدها الرسول "صلى الله عليه وسلم" لأحد من المسلمين كانت لحمزة

ويوم بدر كان أسد الله يستبسل في القتال ويقاتل بسيفين، وبعدها أصبح هدفاً للمشركين

في غزوة "أحد" والتي كتب له الاستشهاد فيها.

سأل حمزة الرسول "صلى الله عليه وسلم" أن يريه جبريل في صورته ، فقال:

"إنك لا تستطيع أن تراه"... قال: "بلى"... قال: "فاقعد مكانك"...

فنزل جبريل على خشبة في الكعبة كان المشركون يضعون ثيابهم عليها إذا طافوا بالبيت،

فقال: "أرْفعْ طَرْفَكَ فانظُرْ"... فنظر فإذا قدماه مثل الزبرجد الأخضر، فخرّ مغشياً عليه.


وقد استبسل حمزة منذ إسلامه في الدفاع عن الإسلام والرسول فكان شجاعاً لا يخشى شيء

حتى أطلق عليه الرسول "عليه الصلاة والسلام" لقب "أسد الله وأسد رسوله".



استشهاد الأسد


بعد معركة بدر والتي أظهر فيها حمزة رضي الله عنه الكثير من الشجاعة والإقدام،

وحصد فيها الكثير من رؤوس الكافرين من قريش، توعدت له قريش للانتقام منه

فأرسلت عبدها الحبشي " وحشي" ووعدته بالعتق إذا قتل حمزة بالإضافة للمال والذهب

الأمر الذي كان حافز له لكي يظفر بحياة حمزة، جاءت معركة "أحد" والتي أظهر بها

حمزة الكثير من الشجاعة والإقدام كالعادة فاخذ يضرب يميناً ويساراً بسيفه، وترصده

العبد الحبشي حتى تمكن من النيل منه وقتله.

ولم تكتفي قريش بمقتل حمزة بل عمدت إلى التمثيل بجثته فجاءت هند بنت عتبة وبعض النسوة

وأخذن يمثلن بجثته وجثث غيره من شهداء المسلمين، يقطعن الأذان والأنوف، وانهالت هند

بالهدايا على عبدها "وحشي" وعادت إلى جثة حمزة وبقرت كبده واكلته لكنها لم تستسغه فلفظته،

وقد كانت هند زوجة أبي سفيان قد فقدت في معركة "بدر" كل من أبيها وعمها وأخوها،

فخرجت في " أحد" تحث القرشيين على القتال.


حزن الرسول عليه


خرج رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يبحث عن جثة حمزة بين غيرها من جثث الشهداء،

فوجدها ببطن الوادي وقد بقر بطنه عن كبده، ومثل به، فجدع أنفه وأذناه فقال الرسول

"صلى الله عليه وسلم" حين رأى ما رأى: " لولا أن تحزن صفية ويكون سنة من بعدي

لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أظهرني الله على قريش

في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم !".


قال ابن هشام : ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال: لن أصاب

بمثلك أبدا ما وقفت موقفاً قط أغيظ إلي من هذا، ثم قال جاءني جبريل فأخبرني

أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبد المطلب،

أسد الله وأسد رسوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد،

إخوة من الرضاعة أرضعتهم مولاة لأبي لهب .


عندما رأى المسلمون حزن رسول الله "صلى الله عليه وسلم" وغضبه مما فعل بعمه قالوا:

"والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب".

ثم نزل قول الله تعالى: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ،

وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ}.


فعفا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" ونهى عن المثلة، وأمر بحمزة فسجي ببردة،

ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات، ثم أتى بالشهداء فوضعوا إلى حمزة، وصلى عليهم وعليه معهم،

حتى صلى عليه اثنتين وسبعين صلاة، وكان ذلك في شهر شوال في السنة الثالثة من الهجرة.


قال عنه رسول الله "صلى الله عليه وسلم" (سيد الشهداء عند الله حمزة بن عبد المطلب)،

كما قال لعلي بن أبي طالب: يا عليّ أمَا علمتَ أنّ حمزة أخي من الرضاعة،

وأنّ الله حرّم من الرضاع ما حرّم من النّسب.




عبد الله بن رواحة يرثي حمزة


بَكَت عَيني وَحُقَّ لَها iiبُكاها

وَما يُغني البُكاءُ وَلا iiالعَويلُ

عَلى أَسَدِ الإِلَهِ غَداةَ قالوا

أَحَمزَةُ ذاكُمُ الرَجُلُ iiالقَتيلُ

أُصيبَ المُسلِمون بِهِ iiجَميعاً

هُناكَ وَقَد أُصيبَ بِهِ iiالرَسولُ

أَبا يَعلى لَكَ الأَركانُ iiهُدَّت

وَأَنتَ الماجِدُ البَرُّ iiالوَصولُ

عَلَيكَ سَلامُ رَبِّكَ في iiجِنانٍ

مُخالِطُها نَعيمٌ لا يَزولُ

أَلا يا هاشِمَ الأَخيارِ iiصَبراً

فَكُلُّ فِعالِكُم حَسَنٌ iiجَميلُ

أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي iiلُؤَيّاً

فَبَعدَ اليَومِ دائِلَةٌ iiتَدولُ

وَقَبلَ اليَومِ ما عَرَفوا وَذاقوا

وَقائِعَنا بِها يُشفى iiالغَليلُ

نَسيتُم ضَربَنا بِقَليبِ iiبَدرٍ

غَداةَ أَتاكُمُ المَوتُ iiالعَجيلُ

غَداةَ ثَوى أَبو جَهلٍ iiصَريعاً

عَلَيهِ الطَيرُ حائِمَةً تَجولُ
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:12 PM   #17
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



عمرو بن العاص..داهية العرب وفاتح مصر





عمرو بن العاص بن وائل السهمي قائد إسلامي عظيم تمتع بعقلية قيادية مميزة،

بالإضافة لدهاء وذكاء مكنه من اجتياز العديد من المعارك والفوز بها، أعلن إسلامه

في العام الثامن للهجرة مع كل من خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وفي الإسلام

كان ابن العاص مجاهداً وبطلاً، يرفع سيفه لنصرته، عندما أعلن إسلامه قال عنه

رسول الله "صلى الله عليه وسلم" { أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص }.


لقب "بداهية العرب" لما عرف عنه من حسن تصرف وذكاء، فما كان يتعرض إلى

أي مأزق حتى كان يتمكن من الخروج منه، وذلك بأفضل الحلول الممكنة،

فكان من أكثر رجال العرب دهاء وحيلة.


حياته



ولد عمرو بن العاص في الجاهلية والده هو العاص بن وائل أحد سادة العرب

في الجاهلية، شرح الله صدره للإسلام في العام الثامن من الهجرة، ومنذ ذلك

الحين كرس عمرو حياته لخدمة المسلمين فكان قائد فذ تمتع بذكاء ودهاء كبير،

قام الرسول "صلى الله عليه وسلم" بتوليته قائداً على الكثير من البعثات والغزوات،

فكان احد القادة في فتح الشام ويرجع له الفضل في فتح مصر.


قبل الإسلام



قبل أن يعلن عمرو بن العاص إسلامه كانت له إحدى المواقف مع النجاشي

حاكم الحبشة والذي كان قد هاجر إليه عدد من المسلمون فراراً بدينهم من المشركين

واضطهادهم لما عرف عن هذا الحاكم من العدل، ولكن قام المشركون بإرسال

كل من عمرو بن العاص - كان صديقاً للنجاشي - وعبد الله بن ربيعة بالهدايا

العظيمة القيمة إلى النجاشي من أجل أن يسلم لهم المسلمين الذين هاجروا ليحتموا به،

فرفض النجاشي أن يسلمهم لهم دون أن يستمع من الطرف الأخر وهم المسلمين

ولما استمع لهم رفض أن يسلمهم إلى عمرو وصاحبه.

قال له النجاشي ذات مرة : يا عمرو، كيف يعزب عنك أمر ابن عمك؟

فوالله إنه لرسول الله حقًا، قال عمرو: أنت تقول ذلك؟ قال: أي والله، فأطعني،

فخرج عمرو من الحبشة قاصدًا المدينة، وكان ذلك في شهر صفر سنة ثمان من الهجرة،

فقابله في الطريق خالد بن الوليد وعثمان بن طلحة، وكانا في طريقهما إلى

النبي "صلى الله عليه وسلم" فساروا جميعًا إلى المدينة، وأسلموا بين يدي رسول الله،

وكان النجاشي قد أعلن إسلامه هو الأخر.

قال عمرو بن العاص عندما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي فقلت: ابسط يمينك

فلأبايعك، فبسط يمينه، قال فقبضت يدي، فقال: مالك يا عمرو؟ قلت: أردت أن أشترط،

قال: تشترط بماذا؟، قلت: أن يغفر لي، قال: أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله؟

وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها؟ وأن الحج يهدم ما كان قبله؟، وما كان أحد أحب

إلى من رسول الله "ولا أجل في عيني منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له،

ولو سئلت أن أصفه ما أطقت، لأنني لم أكن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو مت على تلك

الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة".


عمرو قائداً حربياً



كانت أولى المهام التي أسندت له عقب إسلامه، حينما أرسله الرسول "صلى الله عليه وسلم"

ليفرق جمعاً لقضاعة يريدون غزو المدينة، فسار عمرو على سرية "ذات السلاسل"

في ثلاثمائة مجاهد، ولكن الأعداء كانوا أكثر عدداً، فقام الرسول "صلى الله عليه وسلم"

بإمداده بمائتين من المهاجرين والأنصار برئاسة أبي عبيدة بن الجراح وفيهم أبو بكر وعمر،

وأصر عمرو أن يبقى رئيساً على الجميع فقبل أبو عبيدة، وكتب الله النصر لجيش المسلمين

بقيادة عمرو بن العاص وفر الأعداء ورفض عمرو أن يتبعهم المسلمون، كما رفض حين باتوا

ليلتهم هناك أن يوقدوا ناراً للتدفئة، وقد برر هذا الموقف بعد ذلك للرسول حين سأله انه قال

" كرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد فيعطفوا عليهم، وكرهت أن يوقدوا ناراً فيرى عدوهم قلتهم "

فحمد الرسول الكريم حسن تدبيره.


بعد وفاة الرسول "صلى الله عليه وسلم" وفي خلافة أبي بكر "رضي الله عنه"،

قام بتوليته أميراً على واحداً من الجيوش الأربعة التي اتجهت إلى بلاد الشام لفتحها،

فانطلق عمرو بن العاص إلى فلسطين على رأس ثلاثة ألاف مجاهد، ثم وصله مدد أخر

فأصبح عداد جيشه سبعة ألاف، وشارك في معركة اليرموك مع باقي الجيوش الإسلامية

وذلك عقب وصول خالد بن الوليد من العراق بعد أن تغلب على جيوش الفرس،

وبناء على اقتراح خالد بن الوليد تم توحيد الجيوش معاً على أن يتولى كل قائد قيادة الجيش

يوماً من أيام المعركة، وبالفعل تمكنت الجيوش المسلمة من هزيمة جيش الروم

في معركة اليرموك تحت قيادة خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص وأبو عبيدة بن الجراح

وغيرهم وتم فتح بلاد الشام، انتقل بعد ذلك عمرو بن العاص ليكمل مهامه في مدن فلسطين

ففتح منها غزة، سبسطية، ونابلس ويبني وعمواس وبيت جيرين ويافا ورفح.


كان عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" إذا ذُكر أمامه حصار "بيت المقدس" وما أبدى فيه

عمرو بن العاص من براعة يقول: لقد رمينا "أرطبون الروم" "بأرطبون العرب".



فتح مصر




مسار فتح مصر


بعد أن توالت انتصارات وفتوحات عمرو بن العاص في الشام، توجه نظره إلى مصر،

فرغب في فتحها فأرسل إلى الخليفة ليعرض عليه الأمر وكان حينها عمر بن الخطاب

متولياً الخلافة، وبعد تفكير وتردد أقتنع عمر بن الخطاب بفكرة عمرو.

وبالفعل قام ابن العاص بإعداد العدد والعتاد من أجل التوجه لفتح مصر فسار على رأس جيش

مكون من أربعة ألاف مقاتل فقط، ولكن بعد أن قام الخليفة باستشارة كبار الصحابة في الأمر

رأوا ألا يدخل المسلمين في حرب قاسية، وقام عمر بن الخطاب بكتابة رسالة إلى عمرو بن العاص

جاء فيها " إذا بلغتك رسالتي قبل دخولك مصر فارجع، و إلا فسر على بركة الله"،

وحين وصل البريد إلى عمرو بن العاص وفطن إلى ما في الرسالة، فلم يتسلمها

حتى بلغ العريش، فاستلمها وفضها ثم سأل رجاله: انحن في مصر الآن أم في فلسطين؟،

فأجابوا : نحن في مصر ، فقال : إذن نسير في سبيلنا كما يأمر أمير المؤمنين".

توالت انتصارات عمرو فدخل بجيشه إلى مدينة الفرما والتي شهدت أول اشتباك بين

الروم والمسلمين، ثم فتح بلبيس وقهر قائدها الروماني ارطبون الذي كان قائداً للقدس

وفر منها، وبعد أن وصل المدد لجيش عمرو تابع فتوحاته لأم دنين، ثم حاصر حصن بابليون

حيث المقوقس حاكم مصر من قبل هرقل، لمدة سبعة أشهر وبعد أن قبل المقوقس دفع الجزية

غضب منه هرقل واستدعاه إلى القسطنطينية ونفاه، فأنتهز المسلمون الفرصة وهاجموا

حصون بابليون مما اضطر الروم إلى الموافقة على الصلح ودفع الجزية.

توالت فتوحات عمرو بن العاص بعد ذلك في المدن المصرية الواحدة تلو الأخرى حتى بلغ

أسوار الإسكندرية فحاصرها وبها أكثر من خمسين ألفاً من الروم، وخلال فترة الحصار هذه

مات هرقل وجاء أخوه بعده مقتنعاً بأن لا أمل له في الانتصار على المسلمين، فأستدعى المقوقس

من منفاه وكلفه بمفاوضة المسلمين للصلح.

وجاءت عدد من البنود في اتفاقية الصلح هذه منها: أن تدفع الجزية عن كل رجل ديناران

ماعدا الشيخ العاجز والصغير، وأن يرحل الروم بأموالهم ومتاعهم عن المدينة،

وأن يحترم المسلمون حين يدخلونها كنائس المسيحيين فيها، وان يرسل الروم مئة وخمسين مقاتلاً

وخمسين من أمرائهم رهائن لتنفيذ الشروط، وقام عمرو بن العاص بإرسال رسول إلى الخليفة

عمر ليبلغه بشارة الفتح، وقد مهد فتح الشام لفتح مصر وذلك بعد ما علمه الروم والأقباط من قوة المسلمين.


عمرو حاكماً لمصر




جامع عمرو بن العاص


قضى عمرو بن العاص في فتح مصر ثلاث سنوات، وقد استقبله أهلها بالكثير من الفرح

والترحيب لما عانوه من قسوة الروم وظلمهم، وقد كانوا خير العون لعمرو بن العاص ضد الروم،

وكان عمرو يقول لهم: يا أهل مصر لقد أخبرنا نبينا أن الله سيفتح علينا مصر

وأوصانا بأهلها خيرا، حيث قال الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم": ستفتح عليكم بعدى مصر

فاستوصوا بقبطها خيراً، فان لهم ذمة ورحماً.


وقد كان عهد ولاية عمرو على مصر عهد رخاء وازدهار فكان يحب شعبها ويحبوه وينعموا في ظل

حكمه بالعدل والحرية، وفيها قام بتخطيط مدينة الفسطاط، وأعاد حفر خليج تراجان الموصل

إلى البحر الأحمر لنقل الغنائم إلى الحجاز بحراً، وانشأ بها جامع سمي باسمه وما يزال

جامع عمرو بن العاص قائماً إلى الآن بمصر، وظل عمرو والياً على مصر

حتى جاء عثمان على الخلافة وقام بعزله.


اللقاء الثاني بين الروم والمسلمين



كان الأقباط في فترة حكم الروم يعانون من قسوتهم واضطهادهم، وإجبارهم على ترك

مذهبهم واعتناق المذهب الرومي، فجاءت إحدى المواقف الهامة والتي أكدت على مدى

احترام المسلمين للديانات الأخرى، فقد كان للأقباط رئيس ديني يدعى بنيامين حين تعرض

للقهر من الروم اضطر للفرار، وعندما علم المسلمون بالأمر بعد الفتح أرسلوا إليه ليبلغوه

انه في أمان، وعندما عاد أحسنوا استقباله وأكرموه، وولوه رئاسة القبط، وهو الأمر الذي

نال استحسان وإعجاب الأقباط بالمسلمين، فأحسنوا التعامل معهم.



جاءت المعركة الثانية بين المسلمين والروم بعد أن علم ملك الروم أن الحامية الإسلامية

بالإسكندرية قليلة العدد، فانتهز هذه الفرصة وأرسل بثلاثمائة سفينة محملة بالجنود،

وتمكن من اختراق الإسكندرية واحتلالها وعقد العزم على السير إلى الفسطاط،

وعندما علم عمرو بن العاص بذلك عاد من الحجاز سريعاً وجمع الجيش من أجل

لقاء الروم ودحرهم، وبالفعل تمكن عمرو من قيادة جيشه نحو النصر فكانت الغلبة

لجيش المسلمين، ولم يكتفي أبن العاص بهذا بل سارع بملاحقة الروم الهاربين

باتجاه الإسكندرية، وفرض عليها حصاراً وفتحها، وكسر شوكة الروم وأخرجهم منها،

كما قام بمساعدة أهل الإسكندرية لاسترداد ما فقدوه نتيجة لظلم الروم والفساد

الذي قاموا به أثناء فترة احتلالهم للمدينة.


بعد معركة الإسكندرية، وأثناء خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قام بعزل عمرو

عن ولاية مصر وولي عليها عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم في عهد معاوية بن أبي سفيان

عاد إليها عمرو مرة أخرى واستمر والياً عليها حتى وفاته.



الوفاة


كانت أخر الكلمات التي انطلقت من فمه قبل وفاته " اللهم آمرتنا فعصينا ..

ونهيتنا فما انتهينا .. ولا يسعنا إلا عفوك يا ارحم الراحمين"،

وقد كانت وفاة عمرو بن العاص في مصر هذه البلد التي فتحت على يديه،

وشهدت أزهى عصورها عندما كان والياً عليها، فتوفى عام 43هـ.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:17 PM   #18
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



العثيمين سيرة عطرة وعلم غزير



هو محمد بن صالح بن محمد بن سليمان بن عبد الرحمن العثيمين من الوهبة من بني تميم،

واحد من أبرز العلماء المسلمين الذين قدموا حياتهم تفانياً من أجل خدمة الإسلام والمسلمين

فقضى حياته عالماً ومعلماً وفقيهاً وداعية.

اتسم الشيخ محمد بن صالح بأخلاق رفيعة وتحلى بصفات العلماء الحميدة، فاجتهد في تقديم العلم

لطلابه وتفسير ما صعب عليهم بأسلوب علمي سلس فقضى حياته في التدريس والتأليف والإفتاء،

وإلقاء المحاضرات وعقد اللقاءات العلمية كما حضر العديد من المؤتمرات، وكان يجيب على أسئلة

المستفسرين في الأحكام الدينية وأصول العقيدة سواء من خلال البرنامج الشهير "نور على الدرب"

أو من خلال الرد على الاستفسارات الهاتفية،

فهو عالم سخر جميع طاقاته وجهوده من أجل نشر العلوم الإسلامية.

ولد الشيخ محمد بن صالح في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك عام 1347هـ، في

مدينة عنيزة بالقصيم بالمملكة العربية السعودية.


التعليم

كان أول شيء قام بتعلمه هو القرآن الكريم وذلك عندما بعثه والده إلى جده لأمه المعلم

عبد الرحمن بن سليمان الدامغ لتلقي القرآن الكريم على يديه، ثم بدأ بعد ذلك في تعلم الكتابة

والحساب وبعض النصوص الأدبية وذلك في مدرسة الأستاذ عبد العزيز بن صالح الدامغ،

وفي سن الحادية عشر كان الشيخ محمد قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً في مدرسة المعلم

علي بن عبد الله الشحيتان.

أقبل الشيخ محمد بعد ذلك على دراسة العلوم الشرعية فقام بدراسة عدد من العلوم الشرعية

والعربية مثل التوحيد ،والفقه، والنحو على يد الشيخ محمد بن عبد العزيز المطوع وكان

أحد الطلبة القدامى الكبار والذي أوكل إليهم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي مهمة

التدريس للطلبة المبتدئين في الجامع الكبير بعنيزة.


كان للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي بالغ الأثر في حياة الشيخ محمد بن صالح باعتباره

شيخه الأول حيث تلقى عنه العلم ونهل من كنوز معرفته أكثر من غيره، بالإضافة لتأثره بمنهجه

وطريقة تدريسه كثيراً، فتلقى محمد بن صالح على يديه العديد من العلوم الشرعية مثل التفسير،

الحديث، السيرة النبوية، التوحيد، الفقه, الأصول, الفرائض, النحو, وحفظ مختصرات المتون

في هذه العلوم، بالإضافة للعلوم التي قام الشيخ محمد بتلقيها فلقد قام بالقراءة في علمي الفرائض

والنحو والبلاغة.

قام بعد ذلك بالالتحاق بالمعهد العلمي في الرياض في عام 1372هـ ، ودرس به لمدة عامين،

حيث تلقى العلم على يد نخبة من العلماء العظام.

ومن العلماء الذي تأثر بهم الشيخ محمد بن صالح أيضاً الشيخ عبد العزيز بن عبد الله ابن باز

هذا الشيخ العظيم الذي قرأ عليه من صحيح البخاري ومن رسائل شيخ الإسلام ابن تيمية,

كما انتفع به في علم الحديث والنظر في آراء فقهاء المذاهب والمقارنة بينها.

عاد محمد بن صالح مرة أخرى لعنيزة حيث استمر يدرس عند معلمه الأول الشيخ

عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وتابع دراسته منتسباً إلى كلية الشريعة والتي أصبحت

جزء من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى تخرج منها ونال الشهادة العليا.


بدايته كمعلم

بدأ الشيخ محمد بن صالح العمل في مجال التدريس وهو ما يزال طالباً وذلك نظراً لذكائه

وسرعة تحصيله العلمي فكانت البداية له كمُعلم في الجامع الكبير بعنيزة في عام 1370 هـ،

ثم عند تخرجه من المعهد العلمي بالرياض عُين مدرساً في المعهد العلمي بعنيزة في عام 1374هـ،

وعند وفاة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي في عام 1376هـ، تولى الشيخ محمد بن صالح

من بعده الإمامة بالجامع الكبير بعنيزة، وإمامة العيدين فيها, والتدريس في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع.


استمر الشيخ الجليل في التدريس للطلاب في مكتبة عنيزة الوطنية التابعة للجامع الكبير وعندما زاد

عدد الطلاب زيادة كبيرة بدأ في التدريس لهم في الجامع نفسه، ونظراً لعلمه الغزير توافد عليه

الطلاب من العديد من الأماكن سواء من داخل المملكة أو من خارجها.


ظل الشيخ محمد بن صالح مدرساً في المعهد العلمي في الفترة ما بين (1374هـ - 1398هـ)

أي ما يقارب الربع قرن، ثم قام بعد ذلك بالانتقال للتدريس بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم

التابعة لجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية حيث ظل يعمل كأستاذ فيها حتى وفاته.

كما قام بالتدريس أيضاً في كل من المسجد الحرام والمسجد النبوي في المواسم الدينية مثل الحج

ورمضان وفي فترة الأجازات الصيفية وذلك منذ عام 1402هـ.


نشاطه في المجال العلمي

عرف عن الشيخ محمد اجتهاده في التدريس لطلابه الذين يفدون عليه من كل الأماكن لتلقي العلم

منه والاستزادة من المعرفة في العديد من الأمور الدينية، فقضى أكثر من خمسين عاماً في نشر

العلم والتدريس، فقدم دروس في الوعظ والإرشاد وقام بإلقاء المحاضرات والدعوة لله سبحانه وتعالى،

وصدر له العديد من الكتب والرسائل والمحاضرات والفتاوى بالإضافة للخطب واللقاءات والمقالات.

كما صدر له تسجيلات صوتية لمحاضرات وخطب وبرامج إذاعية ودروس علمية في تفسير القرآن

وشرح للحديث الشريف والسيرة النبوية والمتون والمنظومات في العلوم الشرعية والنحوية.


عضويته في عدد من الهيئات

شغل الشيخ محمد بن صالح عضوية العديد من الهيئات نذكر منها :

هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية من عام 1407هـ وحتى وفاته، المجلس العلمي

بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في العامين الدراسيين 1398 – 1400هـ، مجلس كلية

الشريعة وأصول الدين بفرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم ورئيسًا لقسم العقيدة فيها،

لجنة الخطط والمناهج للمعاهد العلمية, وقام بتأليف عددًا من الكتب المقررة بها، ولجنة التوعية

في موسم الحج من عام 1392هـ وحتى وفاته حيث كان يلقي دروسًا ومحاضرات في مكة والمشاعر,

ويفتي في المسائل والأحكام الشرعية.

كما قام برئاسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في عنيزة منذ تأسيسها عام 1405هـ وحتى وفاته.

أعماله

بذل الشيخ محمد بن صالح الكثير من الجهد من أجل خدمة العلم والإسلام فقام بإلقاء العديد من المحاضرات

سواء محاضرات عادية أو عبر الهاتف على تجمعات إسلامية في جهات مختلفة من العالم،

وعمل على الرد على أسئلة السائلين حول أحكام الدين وأصوله عقيدة وشريعة، وذلك عبر البرامج

الإذاعية من المملكة العربية السعودية والتي يعد من أشهرها برنامج "نور على الدرب"،

عرف عن الشيخ الجليل اهتمامه بطلابه وسعيه من أجل إرشادهم للسلوك العلمي السليم وقيامه بالإجابة

على أسئلتهم المختلفة.


مؤلفاته





قام الشيخ محمد بتأليف العديد من الكتب الهامة في كافة المجالات الإسلامية مثل التفسير والفقه

والتوحيد والفرائض والحديث وغيرها حيث قدم للمكتبة الإسلامية ثروة من الكتب القيمة والتي

يرجع إليها الكثيرين من الطلاب والباحثين والراغبين في المعرفة نذكر من هذه الكتب.

كتب في تفسير صور القرآن الكريم مثل تفسير سورة البقرة وتفسير جزء عَم وغيرهم، كتاب أصول التفسير،

القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، شرح العقيدة الواسطية، مختصر لمعة الاعتقاد الهادي

إلى سبيل الرشاد، منهاج أهل السنة والجماعة، الشرح الممتع على زاد المستقنع، أحكام الأضحية والزكاة،

مناسك الحج والعمرة والمشروع في الزيارة، صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم، تلخيص فقه الفرائض،

شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث، مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب،

الأصول من علم الأصول، شرح الأربعين النووية، وغيرها العديد والعديد من الكتب القيمة

والتي وصل عددها إلى أكثر من 85 مؤلفاً.


التكريم

شيخ بهذه المكانة العلمية التي يتمتع بها محمد بن صالح يستحق التكريم وبالفعل تم منحه جائزة

الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام وذلك في عام 1414هـ ومن الأسباب التي دفعت اللجنة

لمنحه الجائزة هي تحليه بأخلاق العلماء الأفاضل والعمل لمصلحة المسلمين, والنصح لخاصتهم وعامتهم،

وانتفاع الكثيرين بعلمه، وا تباعه أسلوبًا متميزًا في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة,

إلقاؤه للعديد من المحاضرات النافعة، ومشاركته في العديد من المؤتمرات.


الوفاة

توفى العالم والشيخ الجليل ابن عثميين في الخامس عشر من شهر شوال عام 1421م في مدينة جدة،

وصلي عليه في المسجد الحرام ودفن بمكة المكرمة، رحم الله هذا الشيخ العالم الذي أفاد العديد من علمه

وسعى دائما من أجل خدمة الإسلام والمسلمين، وترك لنا تراث من كتبه ومحاضراته وتسجيلاته الصوتية

لكي ننتفع بها، رحم الله رجلاً ترك لنا علم ينتفع به
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:19 PM   #19
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الحصري شيخ المقرئين




محمود خليل الحصري، شيخ جليل وقارئ مصري مميز يتمتع بحلاوة الصوت وعذوبته،

ويعد من أشهر قارئ للقرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي، قام بحفظ القرآن الكريم

وهو في الثامنة من عمره، وتعلم القراءات العشر، يرجع إليه الفضل في تسجيل القرآن الكريم

مرتلاً بأكثر من رواية، فكان هو أول قارئ يقوم بتسجيل القرآن الكريم.

قام الشيخ الحصري بزيارة عدد كبير من الدول والتي قام فيها بتلاوة القرآن الكريم فزار

معظم الدول الإسلامية وعدد من الدول الغربية، ونجح بصوته الجميل المؤثر والذي أنعم

الله سبحانه وتعالى عليه به في تلاوة آيات القرآن الكريم من جعل عدد كبير من الأجانب

بالقيام بإشهار إسلامهم.

يعد الشيخ الحصري هو أول من تلا القرآن الكريم في الكونجرس الأمريكي،

وأذن لصلاة الظهر بمقر الأمم المتحدة، ومن الدول التي زارها وقام بتلاوة القرآن الكريم

فيها انجلترا، أند ونسيا، الفلبين، الصين، الهند وغيرها العديد من البلدان الأخرى.


النشأة


ولد الشيخ الحصري بقرية " شبرا النملة " بمركز طنطا بمحافظة الغربية في 27 سبتمبر 1917م،

قام والده بإلحاقه بكتاب القرية عندما كان في الرابعة من عمره، ولقد أتم حفظ القرآن الكريم

عندما بلغ الثامنة من عمره، بالإضافة لتعلمه تجويد القرآن الكريم.

اشتهر الحصري بين أبناء قريته بصوته الجميل في تلاوة آيات القرآن الكريم فنال الكثير

من الإعجاب والاستحسان من قبل الكثيرين وبدأ اسمه يتردد كثيراً في أنحاء القرية،

فكان أهل القرية يدعونه في مناسبتهم المختلفة ليقوم بتلاوة آيات من القرآن الكريم.

التحق وهو في سن الثانية عشر بالمعهد الديني بطنطا حيث ظل يدرس به حتى المرحلة الثانوية،

ثم قام بتعلم القراءات العشر للقرآن الكريم.


مشواره العملي






بدأ مشوار الشيخ الحصري العملي من خلال تقدمه بطلب من أجل العمل بالإذاعة المصرية

في عام 1944م، وبالفعل خاض الامتحان الخاص بالمقرئين ونجح فيه بتفوق متقدماً على غيره

وتم اعتماده للعمل كمقرئ بالإذاعة المصرية، وكانت أول قراءة أذيعت له

على الهواء مباشرة يوم 16 نوفمبر 1944م.

وتم تعيينه كشيخ لمقرئة سيدي عبد المتعال بمدينة طنطا، ثم صدر قرار في عام 1948م

بتعيينه مؤذناً بمسجد سيدي حمزة إلا أنه أراد أن يكون قارئاً للسورة يوم الجمعة،

فصدر قرار بنقله إلي وظيفة قارئ سورة في 10 إبريل 1948م بنفس المسجد

هذا إلي جانب وظيفته كشيخ لمقرئة سيدي عبد المتعال، وبعدها صدر قرار وزاري

ينص على أن يتولى فيه مهمة الإشراف الفني على مقارئ محافظة الغربية،

وفي 17 إبريل عام 1949م، تم انتدابه للقراءة بمسجد سيدي أحمد البدوي بمدينة طنطا،

وظل بالمسجد الأحمدي حتى عام 1955م، ثم تم نقله إلي القاهرة كقارئً للسورة

بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة وذلك نظراً لوفاة قارئها الشيخ الصيفي.

تقلد الشيخ الحصري العديد من المناصب نذكر منها: في عام 1959م تم تعيينه مراجعاً وخبيراً

ومصححاً للمصاحف بالأزهر الشريف بلجنة القرآن والحديث بمجمع البحوث الإسلامية،

ثم صدر قرار جمهوري من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتعيينه شيخاً بعموم المقاريء

المصرية في عام 1960م ، ثم تم اختياره من قبل وزارة الأوقاف مستشاراً فنياً لشؤون

القرآن الكريم في عام 1963م، ثم رئيساً للجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام 1963م،

وخبيراً فنياً لعلوم القرآن والسنة عام 1967م بمجمع البحوث الإسلامية.

تم انتخابه رئيساً لاتحاد قراء العالم الإسلامي في عام 1968م، وكان أول من قرأ في الكونجرس

الأمريكي وهيئة الأمم المتحدة.


تسجيله للقرآن الكريم



كان الشيخ الحصري هو أول من قام بتسجيل المصحف مرتلاً للإذاعة عام 1960م،

حيث قام بتسجيل بعض السور التي عرضت على وزارة الأوقاف حيث وافقت على

الاستمرار في تسجيل المصحف مرتلاً بالكامل فكان الشيخ الحصري هو أول مقرئ

يقوم بجمع القرآن الكريم مرتلاً على أسطوانات، فسجله أولاً برواية حفص، ثم سجل

مرة أخرى مرتلاً برواية ورش عن نافع، ثم سجله مجوداً بصوته، ثم مرتلاً برواية

قالون والدوري، ثم قام بتسجيل المصحف المعلم، ولقد قضي في تسجيل المصحف مرتلاً

بالروايات المختلفة حوالي عشرة أشهر.

ولقد نال المصحف المرتل الذي قام بتسجيله الشيخ الحصري أعجاب واستحسان الكثيرين،

ووجد إقبالاً هائلاً من الناس جميعاً.

تم تسجيل المصحف المرتل لحساب المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، حيث قام المجلس

بتوزيعه على إذاعات العالم الإسلامي، ولم يكن الحصري يلتفت للعائد المادي الذي سوف

يجنيه من وراء هذا ولكن كان يسعى من أجل حفظ القرآن الكريم في شكل يسهل تداوله

بين العديد من الناس ويحفظه، وحقق المصحف المرتل المسجل نجاحاً ساحقاً منقطع النظير



كتبه






قام الشيخ الحصري بتأليف عدد من الكتب في القراءات المختلفة أثرى بها المكتبة الإسلامية،

وكان يعد أول قارئ يقوم بتأليف الكتب، نذكر من هذه الكتب : " معالم الاهتداء إلي معرفة

الوقوف والابتداء"، " رواية الدوري عن أبن عمرو بن علاء البصري"،

" أحكام قراءة القرآن الكريم "، " مع القرآن الكريم "، " مجموعة القراءات العشر من الشاطبية والدرة"

، " أحسن الأثر في تاريخ القراء الأربعة عشر"، " الفتح الكبير في الاستعاذة والتكبير"، وغيرها العديد من الكتب.



التكريم



حصل الشيخ الحصري على عدد من التكريمات منها: منحه الرئيس المصري الراحل

جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى عام 1967م، وذلك كنوع

من التكريم له نظراً لقيامه بتسجيل المصحف مرتلاً، كما نال تقدير العديد من الملوك

والرؤساء في العالم العربي والإسلامي.


الوفاة


كان الشيخ الحصري مريضاً بالقلب واشتد عليه المرض عقب عودته من رحلة للمملكة العربية السعودية،

فكانت وفاته في 24 نوفمبر عام 1980م، فليرحم الله الشيخ الجليل ويسكنه فسيح جناته،

ويجزيه الكثير من الخير عن المسلمين جميعاً.

قام الشيخ الحصري بالعديد من الأعمال الخيرية قبل وفاته ،فقام بإنشاء معهد ديني ببلدته بشبرا النملة،

ومسجد كبير بالإضافة لمسجد أخر لتحفيظ القرآن الكريم، وقد أوصى أولاده قبل وفاته بالتبرع

بثلث أمواله من أجل استكمال بناء هذه المشاريع الخيرية.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:20 PM   #20
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الصابوني ..عالماَ إسلامياَ وباحثاً علمياً



محمد علي الصابوني شيخ جليل وأحد علماء الإسلام المتميزين، كانت ومازالت جهوده العلمية ملموسة من خلال العديد من الطلاب الذين تخرجوا ودرسوا على يديه وأيضاً من خلال مؤلفاته الغنية والتي أثرى بها المكتبة الإسلامية، كما كان له جهد واضح في تحقيق العديد من الكتب وإخراجها بشكل متكامل يخدم العلم، والإسلام على حد سواء.

شخصية مثل الصابوني هي شخصية تستحق التكريم وهذا ما حدث بالفعل فكان " الشخصية الإسلامية" لعام 2007، وذلك بناء على اختياره من قبل جائزة دبي للقرآن الكريم، وتقدم هذه الجائزة لتكريم حفظة القرآن الكريم والشخصيات الإسلامية البارزة.


النشأة

ولد الشيخ الصابوني بمدينة حلب الشهباء بسوريا عام 1930م ، من أسره عريقة، وكان والده

من كبار علماء حلب، تلقى الشيخ الصابوني تعليمه على يد والده وغيره من العلماء فقام بدراسة

العربية والفرائض وعلوم الدين، كما حفظ القرآن الكريم في الكتاب وأكمل حفظه وهو في المرحلة

الثانوية، هذا بالإضافة لدراسته للعديد من العلوم التي تلقاها على يد كبار العلماء بسوريا،

والتي كانت تشتهر بعلمائها الكبار، فدرس الصابوني على يد كل من الشيخ محمد نجيب سراج،

والشيخ أحمد الشماع، الشيخ محمد سعيد الإدلبي، والشيخ راغب الطباخ والشيخ محمد نجيب

خياطة وغيرهم الكثير من العلماء والشيوخ.


التعليم




تلقى الصابوني دراسته الابتدائية في المدارس الثانوية والتحق في المرحلة الإعدادية والثانوية

بمدرسة التجارة ولكنه لم يستمر بدراسته فيها، حيث فضل الاتجاه إلى الدراسة الدينية

فالتحق بالثانوية الشرعية والتي كانت تعرف باسم " الخسروية" وذلك في مدينة حلب،

وتلقى هناك دراسته التي مزجت بين كل من العلوم الشرعية والعلوم الكونية،

فجمع في دراسته بين كل من الدراسة الشرعية مثل التفسير، والفقه، والحديث، والأصول،

والفرائض، وغيرها من العلوم الأخرى مثل الكيمياء، والفيزياء، والجبر، والهندسة،

والجغرافيا والتاريخ وبذلك جمع الصابوني بين كلا من نوعي الدراسة الدينية والدراسة

في فروع العلم الأخرى، وتخرج الصابوني من الثانوية الشرعية عام 1949م.

بعد أن أتم الصابوني دراسته الثانوية الشرعية بنجاح قامت وزارة الأوقاف السورية بإرساله

في بعثة إلى الأزهر الشريف بالقاهرة بمصر، وذلك حتى يتم دراسته الجامعية هناك

وبالفعل تمكن الصابوني من أن يحصل على شهادة كلية الشريعة عام 1952م،

ثم أتم دراسة التخصص وتخرج عام 1954 من الأزهر حاملاً شهادة العالمية

في تخصص القضاء الشرعي، وكانت هذه الشهادة من أعلى الشهادات في ذلك

العصر فتعادل الدكتوراه في درجتها العلمية.


الحياة العلمية


بعد أن حصل الصابوني على درجة العالمية بتفوق من الأزهر الشريف عاد مرة أخرى إلى

سوريا وبالتحديد إلى مدينته حلب حيث تم تعيينه أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب

ودور المعلمين، وظل يعمل في التدريس في الفترة ما بين 1955 – 1962م.

تم بعد ذلك انتدابه إلى المملكة العربية السعودية لكي يعمل أستاذاً معاراً من قبل وزارة التربية

والتعليم السورية وذلك للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة

بمكة المكرمة، فكان على راس البعثة السورية إلي المملكة،

فقام بالتدريس فيها لمدة طويلة اقتربت من الثلاثين عام.


قامت جامعة أم القرى بتعيينه باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي،

وقد قامت الجامعة بإسناد هذا المنصب له نظراً لجهوده ونشاطه في البحث العلمي والتأليف

فقامت بإسناد مهمة تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي إليه، وقد نجح الشيخ الصابوني

في مهمته حيث عمل على تحقيق واحداً من أهم كتب التفسير وهو كتاب " معاني القرآن"

للإمام أبي جعفر النحاس وعلى الرغم من كونها مخطوطة وحيدة إلا انه اجتهد في تحقيقها

مستعيناً بالكثير من المراجع والكتب الخاصة بالتفاسير واللغة والحديث وغيرها

وبالفعل خرج هذا الكتاب في ستة أجزاء وتم طبعه تحت أسم جامعة أم القرى بمكة المكرمة

بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.

قام الشيخ بعد ذلك بالانتقال للعمل في رابطة العالم الإسلامي كمستشار في هيئة الإعجاز العلمي

في القرآن والسنة، ومكث فيها عدة سنوات


مؤلفاته




تفرغ بعد ذلك الشيخ الصابوني للتأليف والبحث العلمي فقام بتأليف العديد من الكتب

في عدد من العلوم الشرعية والعربية، وقد تم ترجمة مؤلفاته لعدد من اللغات الأجنبية

مثل الإنجليزية والفرنسية والتركية، نذكر من هذه المؤلفات ما يلي:


صفوة التفاسير، مختصر تفسير ابن كثير، التفسير الواضح الميسر، فقه العبادات في ضوء

الكتاب والسنة، فقه المعاملات في ضوء الكتاب والسنة، موقف الشريعة الغراء من نكاح المتعة،

النبوة والأنبياء، روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن، قبس من نور القرآن الكريم،

حركة الأرض ودورانها حقيقة علمية أثبتها القرآن، مختصر تفسير أبن كثير – تحقيق ،

المواريث في الشريعة الإسلامية، النبوة والأنبياء، الزواج الإسلامي المبكر، من كنوز السنة،

موسوعة الفقه الشرعي الميسر، الزواج الإسلامي المبكر سعادة وحصانة، التفسير الواضح الميسر،

الهدي النبوي الصحيح في صلاة التراويح، وغيرها العديد من المؤلفات القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية.

بالإضافة للمؤلفات والرحلة العملية والعلمية للشيخ الصابوني فقد كانت له العديد من الإسهامات

العلمية الأخرى فكان له درس يومي بالمسجد الحرام بمكة المكرمة ، ودرس أخر أسبوعي

بأحد مساجد مدينة جدة يقوم فيه بتفسير آيات القرآن الكريم، كما قام بتصوير حوالي

ستمائة حلقة تلفزيونية لبرنامج تفسير القرآن الكريم كاملاً وقد استغرق هذا العمل منه الكثير من الجهد.


جوائز وتكريم


تقديراً لجهوده في المجال العلمي والإسلامي فقد تم اختياره من قبل جائزة دبي للقرآن ليكون

"الشخصية الإسلامية" للدورة الحادية عشر، وتمنح هذه الجائزة للشخصيات الإسلامية المتميزة،

أثناء فترة عمله الأكاديمي تخرج على يديه العديد من علماء الإسلام المتميزين، بالإضافة للمستفيدين من كتبه
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 05:26 PM بتوقيت العيساوية