العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > قصص الانبياء والصالحين

قصص الانبياء والصالحين نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ

قديم 16-02-2010, 06:30 PM   #1
*زهرة المدائن*
عيساوي متألق

الصورة الرمزية *زهرة المدائن*
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 17

*زهرة المدائن* عضو في طريقه للتقدم



كيف نحب النبي - ؟
وللإجابة عليه نقول والله المستعان
إن حبه - - يكون بتعظيمه وتوقيره واتباع سنته والدفاع عنها ونصرة دينه الذي جاء به ، وبمعنى آخر أن نحبه كما أحبه أصحابه - رضوان الله عليهم - .


فمن المعلوم أن المجتمع المكي كان مجتمعـًا كافرًا فجاءه النور المبين - - ، فدعا إلى الله سبحانه ، ولقي
ما لاقى من الصد والإعراض والأذى ، وأبى أكثر الناس إلا كفورا ، وفتح الله سبحانه بعض القلوب لهذه الدعوة الخالدة ، ولهذا النور المبين ، فدخلت مجموعة بسيطة في دين الله سبحانه ، فكيف كان الحب بينهم ؟


لقد بدأ هذا الحب بينهم وبين من أخرجهم الله تعالى به من الظلمات إلى النور، بينهم وبين محمد - - .


فهذه زوجه خديجة - ا - ومنذ اللحظة الأولى التي أبلغها فيها بنزول الوحي ، هاهي تدفع - ا - عنه ، وتثبت فؤاده بكلمات تبدو فيها المحبة ، جلية ، إذ تقول : " كلا والله ، ما يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الدهر " .


ولئن كانت هذه زوجه ، فانظر ما فعل أبو بكر - - يوم وقف في قريش خطيبـًا يدعوهم إلى الإسلام ، وما زال المسلمون في المرحلة السرية للدعوة، وعددهم قليل ، فقام إليهم المشركون يضربونهم ضربـًا شديدًا ، وضرب أبو بكر - - حتى صار لا يعرف أنفه من وجهه ، فجاء قومه بنو تيم فأجلوا المشركين عنه وأدخلوه منزله وهم لا يشكون في موته - - ، وبقي أبو بكر - - في غشية لا يتكلم حتى آخر النهار ، فلما أفاق كان أول ما تكلم به : " ما فعل رسول الله - - ؟ " فلامه الناس .
لاموه على أن يذكر محمدًا - - في مثل هذا الموقف الذي يفترضون فيه أن يذكر نفسه ، وأن يتحسر على حاله .
لاموه فما أبه لهم ، وصار يكرر ذلك ، فقالت أمه : " والله ما لي علم بصاحبك محمد " ، فقال : " اذهبي إلى أم جميل فاسأليها عنه " ، وكانت أم جميل امرأة مسلمة ، فلما سألتها أم أبي بكر - - عن النبي - - قالت أم جميل حُبًّا لمحمد - - وحرصـًا عليه : " لا أعرف محمدًا ، ولا أبا بكر " ثم قالت : " تريدين أن أخرج معك ؟ " قالت : " نعم " ، فخرجت معها إلى أن جاءت أبا بكر - - فوجدته صريعـًا ، فصاحت وقالت : " إن قومـًا نالوا هذا منك لأهل فسق ، وإني لأرجو أن ينتقم الله منهم " فقال لها أبو بكر - - : " ما فعل رسول الله - - ؟ " فقالت له : هذه أمك تسمع " ، قال - - : " فلا عين عليك منها " - أي أنها لن تفشي سرك - فقالت :
" سالم هو في دار الأرقم " فقال - - :
" والله لا أذوق طعامـًا ولا أشرب شرابـًا أو آتي رسول الله - - " فقالت أمه : فأمهلناه حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجنا به يتكئ عليَّ ، حتى دخل على رسول الله - - فرقّ له رقّة شديدة ، وأكب عليه يقبله ، وأكب عليه المسلمون كذلك، فقال أبو بكر - - :
" بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، ما بي من بأس إلا ما نال الناس من وجهي ، وهذه أمي برَّةٌ بولدها فعسى الله أن يستنقذها بك من النار " ، فدعا لها رسول الله - - ودعاها إلى الإسلام فأسلمت.


أيُّ حبٍ تكنه يا أبا بكر لصاحبك ؟! أما انشغلت بنفسك وجراحك ووجهك الذي تغيرت معالمه ؟ لو شغلتك آلامك لما لامك أحد من العالمين ، ولكن ماذا تصنع بحب ملك عليك كل جوارحك ؟


إنه يحب في محمد - - الخُلق الذي طالما امتدحوه به قائلين : هذا الصادق الأمين .



إنه يحب فيه الخُلق الحسن ، والرأي السديد ، والعشرة الطيبة ، وكل ذلك قد خبره محمد - - ، وهو اليوم يحب فيه إلى جانب ذلك كله النبي - - .


أما خبر سعد بن الربيع - - فعجيب ، حيث سأل النبي - - : ((أفي الأحياء سعد أم في الأموات ؟)) فخرج أُبيّ بن كعب - - يستطلع الخبر ، فوجده في الرمق الأخير ، فقال سعد : " بل أنا في الأموات ، فأبلِغ رسول الله - - عني السلام ، وقل له : إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنَّا خيرًا ، ما جزى نبيـًا عن أمته " ، ثم قال لأبي : " وأبلغ قومك عني السلام ، وقل لهم : إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى نبيكم - - وفيكم عين تطرف " ، ثم لم يبرح أن مات ، فجاء أبي بن كعب - - النبي - - فأخبره الخبر ، فقال - - : ((رحمه الله ، نصح لله والرسول حيـًا وميتـًا)) .


ومن حب الأنصار لرسول الله - - ما رواه ابن هشام في سيرته من أنه مر - - بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظفر ، فسمع البكاء والنواح على قتلاهم ، فذرفت عينا رسول الله - - فبكى ، ثم قال - - : ((لكن حمزة لا بواكي له ! )) فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير - ما - إلى دار عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن ، ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله - - فلما سمع بكاءهن على حمزة - - خرج - - عليهنَّ وهنَّ على باب المسجد يبكين عليه ، فقال : ((ارجعن يرحمكنَّ الله ، فقد آسيتن - عزيتن وعاونتن - بأنفسكنَّ)) ، وفي رواية أنه قال - - لما سمع بكاءهنَّ : ((رحم الله الأنصار ، فإن المواساة منهم ما علمت لقديمة، مروهنَّ فلينصرفن)) .


ومما يذكر أيضـًا من هذا الحب الذي لا نهاية له حكاية تلك المرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله - - بأُحد ، فلما نُعُوا لها قالت : " فما فعل رسول الله - - ؟ " قالوا : " خيرًا يا أم فلان ، هو بحمد الله كما تحبين " ، قالت : " أرونيه حتى أنظر إليه " ، فأشير لها إليه ، حتى إذا رأته قالت : " كل مصيبة بعدك جلل " - أي صغيرة- .


مقابلة الحب بالحب


وبما أن النبي - - ودينه الذي جاء به هو مصدر هذا الحب ، فمن البداهة أن نرى حب رسول الله - - لأصحابه ، وكيف بادلهم حبـًا بحب ، ومودة بمودة ، وسأسوق في ذلك حادثة كلما ذكرتها أو قرأتها أعظمت المحب والمحبوب .


كان ذلك عقب غزوة حنين ، حيث حرص النبي - - في توزيعه للغنائم على أن يتألف بها من دخل في الإسلام من أهل مكة وقبائل العرب ، ولذا فقد كانت معظم الغنائم بينهم ، إن لم تكن كلها ، ولم يجعل النبي - - فيها للأنصار نصيبـًا ، فوجد هذا الحي من الأنصار في أنفسهم ، حتى كثرت فيهم القالة ، حتى قال قائلهم : لقي والله رسول الله - - قومه ، فدخل عليه سعد بن عبادة - - من الأنصار ، فقال : " يا رسول الله ، إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم ، لما فعلت في هذا الفيء الذي أصبت ، قسّمت في قومك ، وأعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب ، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء " ، فقال رسول الله - - : فأين أنتَ من ذلك يا سعد ؟ ، قال : " يا رسول الله ، ما أنا إلا من قومي " ، فقال - - : ((فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة)) فلما اجتمعوا أتاهم رسول الله - - ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه بما هو أهله ، ثم قال : ((يا معشر الأنصار : مقالة بلغتني عنكم ، وجِدَةَ عتاب وجدتموها عليَّ في أنفسكم ؟ ألم آتِكم ضُلالاً فهداكم الله ، وعالة - فقراء - فأغناكم الله ، وأعداء فألف الله بين قلوبكم ؟)) قالوا : " بلى ، الله ورسول الله أمن - أكثر نعمة - وأفضل " ، ثم قال - - : ((ألا تجيبونني يا معشر الأنصار ؟)) قالوا : " بم نجيبك يا رسول الله ؟ لله ورسوله المنّ والفضل " ، فقال - - : ((أما والله لو شئتم لقلتم فلصَدقتم ولصُدِّقتم : أتيتنا مكذبـًا فصدقناك ، ومخذولاً فنصرناك ، وطريدًا فآويناك ، وعائلاً فآسيناك ، أوجدتم يا معشر الأنصار في أنفسكم فيَّ لعاعة - بقلة خضراء ناعمة - من الدنيا تألفت بها قومـًا ليسلموا ، ووكلتكم إلى إسلامكم ؟ ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وترجعوا برسول الله إلى رحالكم ؟ فوالذي نفس محمد بيده لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار ، ولو سلك الناس شعبـًا - طريقـًا بين جبلين - وسلكت الأنصار شعبـًا لسلكت شعب الأنصار ، اللهم ارحم الأنصار ، وأبناء الأنصار ، وأبناء أبناء الأنصار)) ، فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم - بلوها بالدموع - وقالوا :

" رضينا برسول الله قسمـًا وحظـًا " .


ولئن كان هذا مع الأنصار عامة ، فقد كان مع بعض المسلمين ، فقد قال أحد أصحاب النبي - - :
" يا رسول الله ، أعطيت عيينة بن حصن والأقرع بن حابس مائة مائة ، وتركت جعيل بن سراقة الضمري " ، فقال رسول الله - - : ((أما والذي نفس محمد بيده لجعيل بن سراقة خير من طلاع الأرض - ما يملأها حتى يطلع عنها ويسيل - كلهم مثل عيينة بن حصن والأقرع بن حابس ، ولكني تألَّفتهما ليسلما ، ووكلت جعيل بن سراقة إلى إسلامه)) .


ألا ما أعظم محمدًا - - حبيبـًا محبوبـًا ، وما أعظمه محبـًا يضع الأمور في نصابها ، ويعطي كل ذي حقٍ حقه وكل ذي قدرٍ قَدْرَه - - .



علم صحبه الكرام - رضوان الله عليهم - الحب بحبه لهم فأحبوه ، وكان هذا الحب منهم علامة إيمانهم ، وشعلة عقيدتهم ، وطريقهم لرضوان ربهم .


وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)

(آل عمران/31) .
*زهرة المدائن* غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-02-2010, 06:48 PM   #2
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *زهرة المدائن* مشاهدة المشاركة


يكون بتعظيمه وتوقيره واتباع سنته والدفاع عنها ونصرة دينه الذي جاء به ، وبمعنى آخر أن نحبه كما أحبه أصحابه - رضوان الله عليهم - .



وصدق الله العظيم إذ يقول سبحانه : (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)


(آل عمران/31) .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صدق الله العظيم أصدق القائلين
اللهم صلّوسلم وبارك على شفعينا خير الأنام
دوما أتساءل أين نحن من محبتنا للرسول ليس قولا شفهيا لكن فعليا !!!!!!!!
نقول بألسنتنا ما لا نفعل وأفعالنا بريئه من محبته
ماذا لو كان الرسول فى زماننا هذا ويرى أمته الاسلاميه على ما وصلت اليه
الام عندما تحب ابنها تلتمس الحنان والرافه على ابنها فاين نحن من محبته وبصدق لنجعلها وقفه ومراجعه صادقه لانفسنا
رزقنا الله واياكم محبته الصادقه بحفظ احاديثه الشريفه وتعليم وتهذيب انفسنا واتباع ما أمرنا
وترك ما نهانا عنه
زهرة المدائن بارك الله بك وطبت وطاب مسعاك
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 16-02-2010, 07:04 PM   #3
*زهرة المدائن*
عيساوي متألق

الصورة الرمزية *زهرة المدائن*
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 17

*زهرة المدائن* عضو في طريقه للتقدم



[align=center]بنت الاسلام مشكورة على المرور الحلو

** مع تحياتي**[/align]
*زهرة المدائن* غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 10:01 PM بتوقيت العيساوية