التوازن في النهج الاسلامي ..علاج لتخفيف الوزن

[ĈűťėψĜīŕĺ]

التوازن في النهج الاسلامي ..علاج لتخفيف الوزن

التقيتها في أحدى المؤسسات حيث شاطرتني المقعد في مكان الانتظار،تبادلنا أطراف الحديث حتى تطرقت لتسرد لي مشكلتها... بدأت مدافعة عن نفسها: "لست أنا السبب في زيادة وزني .. فمشكلتي وراثية ،ليتك ترين أمي وخالاتي وجدتي كلنا كذلك ،وانا لا آكل أكثر من طعام طير ". وفيما أنا أتأمل في جسمها المترهل ،قلت في نفسي ..هل هذه المرأة حقا تأكل كالطير! وأي طير هو ذلك !!

حتما لا ..أنها لم تحصل على طاقتها الحرارية الهائلة من الماء الذي تشربه ،أو الهواء الذي تتنفسه ،أما بالنسبة لنظريتها في البدانة الوراثية ،على ما يبدو أنها ورثت طريقتها في الآكل والطبخ عن قريباتها. ان من اكثر المشاكل الصحية انتشارا بين الناس مشكلة زيادة الوزن،بحيث أصبح شبح البدانة يلاحق الكثير من الناس ،خاصة النساء والفتيات ،فلا يخلو مجلس من المجالس النسوية ،ألا وتطرقن إلى الحديث حول موضوع البدانة والشكوى من متاعبها ،وقد تأخذ كل واحدة منهن نصيبها من الحديث لتسرد قصتها مع البدانة كيف ومتى بدأت ، كذلك عن تجاربها الكثيرة في أتباع الحميات والأنظمة الغذائية المختلفة ، واستعمال الوسائل العلاجية التي لم تنفع بشي ،بلا شك أن هذا الموضوع يأخذ حيزا واسعا من تفكير المرأة في البحث لإيجاد الجرعة السحرية التي تخلصها من بضع كيلوغرامات في أسرع وقت ممكن ،فتبقى المرأة تلهث وراء الصحف التي تعنى بمواكبة كل جديد في عمل "الرجيم " ، ولكثرة الوصفات والأدوية وغيرها من أجهزة التخفيف ، والتي تأتي تحت عناوين جذابة وملفتة مثل "هذا الجهاز يخلصك من الدهون الزائدة في فترة قصيرة " و" هذا الدواء يخلصك من 3 كيلوغرام في الأسبوع ، وهذه الخلطة تذيب الدهون ، وغيرها من العروض الأخرى بحيث أصبحت المرأة محاصرة بكم هائل من الوصفات ، مما بجعلها تتخبط في معلوماتها حول هذا الموضوع وتقف حائرة وتتساءل أي الوصفات هي التي تأتي بنتائج أفضل ، مع العلم أنها جربت معظمها دون أن تجدي بشي ء.

لذلك تأكدي يا عزيزتي ان الوصفة السحرية لن تجديها مهما حاولت ، فلا ترهقي نفسك بمواكبة كل جديد ، فمعظم هذه الوصفات أهدافها تجارية ومادية ، سواء كان من المنتجين أو المسوقين أو الصحف التي تسعى لترويجها بالإعلانات ، لذلك لا تكوني أحدى ضحايا هذه التجارب، حتى وان نجحت فلن يكون مفعولها الا لفترة قصيرة، واسمعي هذه التجربة التي حدثت مع احدى الاخوات ، والتي تبين بأن المادة وحب المال تجرد البعض من ضمائرهم ، فكما حدثتني فقد حاولت البحث عن وسيلة تخلصها من السمنة الزائدة ، وبعد ان اتبعت أنظمة تخفيف وزن مختلفة دون فائدة .

قرأت في احدى الصحف عن احدى الوصفات وهي نوع من الادوية المخففة للوزن فلم تتردد الأخت عن شرائها ، فلما ذهبت الى الصيدلية باع لها الصيدلي الدواء دون ان يحذرها من الاعراض السلبية الناتجة عنة ، وذلك من اجل ترويج يضاعتة ، فكانت النتيجة بأن الدواء سبب لها معاناة اشد من مشكلة البدانة ، وهو خلل في الهرمونات الأنثوية ، مما ادى الى مشاكل العقم عندها ،لذلك اختي العزيزة لا تخاطري بأخذ الوصفات دون استشارة الطبيب ولا تنصاعي لما ينشر في الصحف ، فأنت بدون شك لديك المعلومات الكافية عن الاطعمة الغنية بالسعرات الحرارية او القليلة السعرات ، وبامكانك ان تعدي لنفسك نظاما غذائيا يساهم في انقاص وزنك دون اللجوء الى مثل هذه الوسائل ، فهي قليلة النفع ، وحتى وان نفعت فان نتائجها لا تدوم طويلا ، والطريقة الصحيحة ، والتي يدوم مفعولها هي العلاج بواسطة التوازن في النهج الاسلامي ، فالاعتدال في الطعام خير وسيلة ، فقد انزل االلة تعالى العلاج من فوق سبع سماوات (..خذوا زينتكم عند كل مسجد ، وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين ). كذلك الاستجابة الى افضل وصفة وصفها طبيب العصور نبي اللة صلى اللة علية وسلم ، والذي علمنا ان التوازن والتعادل بين الجسم والمصلحة الصحية للجسم امر ضروري ، من خلال الوصفة النبوية التي تكمن في هذا الحديث : " ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنة ، فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبة ، فان كان لا محالة فثلث لطعامة وثلث لشرابة وثلث لنفسة " ، فهذا هو النظام الغذائي الامثل ، واتباعها لهذا الحديث كفيل بأن يجنبنا البدانة ومضارها ومخاطرها ، ويغنينا عن اللجوء الى الوسائل التجارية ، فالاعتدال والتوازن على النهج الاسلامي ، يضمن لنا - بأذن اللة – اللياقة البدانية والرشاقة ويسهل علينا القيام بواجباتنا الدينية والدنيوية على احسن وجة .

[عقرب الصحراء]

بسم الله الرحمن الرحيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .