العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > قصص الانبياء والصالحين

قصص الانبياء والصالحين نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ

قديم 03-02-2009, 05:22 PM   #21
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



قطز..سيف سُلط على رقبة التتار





فتح التاريخ سجلاته ليظهر لنا أحد شخصياته البارزة، هو فارس مسلم وأشهر سلاطين دولة المماليك

قدر له الله سبحانه وتعالى أن يكون سبباً في رفعة الإسلام والمسلمين وذلك عندما تمكن بحنكته العسكرية

وقيادته لجيش المسلمين من إلحاق الهزيمة بالتتار وكسر شوكتهم ووقف زحفهم، هو الفارس سيف الدين قطز

الذي تمكن من ضم معركة عين جالوت الحاسمة إلى سجل الانتصارات التي أحرزها المسلمون خلال التاريخ،

وذلك خلال فترة حكم قصيرة تربع فيها على عرش سلطنة مصر، قبل أن يتم اغتياله غدراً على يد عدد

من أمراء المماليك على رأسهم بيبرس البندقداري، ليلقى حتفه في الثالث والعشرين من أكتوبر 1260م.


النشأة


ولد قطز أميراً مسلماً في ظل الدولة الخوارزمية فهو محمود بن ممدود ابن أخت السلطان

جلال الدين خوارزم شاه، الذي تم إختطافه عقب انهيار الدولة الخوارزمية عام 1231م على يد المغول،

وحمل هو وغيره من الأطفال إلى دمشق وتم بيعهم في سوق الرقيق وأطلق عليه اسم "قطز"،

ظل قطز عبد يباع ويشترى إلى أن انتهى به المطاف في يد عز الدين أيبك أحد أمراء مماليك البيت الأيوبي بمصر.

تعلم قطز اللغة العربية والقرآن الكريم ومبادئ الفقه الإسلامي، وعندما وصل إلى مرحلة الشباب

تدرب على الفروسية والمهارات القتالية واستخدام السيف والرمح وغيرها من فنون الحرب،

ونظراً لمهارته ارتقى قطز سريعاً حتى صار قائداً لجند أيبك، ثم قائداً للجيوش عقب تربع

عز الدين أيبك على عرش السلطنة مع زوجته شجرة الدر.


الفارس الأول



بدأ دور قطز يتضح ويبرز أكثر عقب تولي عز الدين أيبك السلطنة في مصر وأصبح قطز

يده اليمنى، ولكن لم تكن الأوضاع مستقرة بالبلاد فبالإضافة لتهديد التتار المستمر واستمرار زحفه

على الدولة الإسلامية، كانت تدب الكثير من الخلافات الداخلية والتي كان منبعها فارس الدين أقطاي

زعيم المماليك البحرية، ومن حوله من رجال وفرسان المماليك، فقد كان أقطاي يرغب في التربع

على عرش السلطنة وانتزاعه من أيبك، وشعر الأخير بالخطر الذي يشكله أقطاي فقرر التخلص منه

وأوكل بهذه المهمة إلى قطز، كما قام بالقبض على عدد من المماليك البحرية وفر الباقون إلى الشام.

ولم يدم الحال بالنسبة لأيبك بعد ذلك كثيراً حيث مالبث أن قتل، وقتلت من بعده زوجته شجرة الدر

ليصعد المنصور نور الدين علي بن المعز أيبك إلى كرسي السلطنة وكان طفلاً صغيراً لا يصلح

لأمور السلطنة والحكم، فعمت الاضطرابات البلاد والتي كان يثيرها عدد من المماليك البحرية

الذين مكثوا في مصر، بالإضافة لأطماع أمراء الشام الأيوبيين في الاستيلاء على الحكم،

وتهديد التتار، فوقف قطز بالمرصاد للثورات الداخلية والاضطرابات جميعاً وتمكن من القضاء

على ثورات أمراء المماليك البحرية ففروا إلى الشام، كما قاد الجيش وصد أمراء الشام الذين

أرادوا غزو مصر، وتمكن من بث الاستقرار ونشر الأمن.


سلطان مصر




التوغل التتاري


أصبح الوضع في مصر لا يحتمل وجود سلطان ضعيف في سدة الحكم خاصة مع الزحف التتاري

المستمر، حيث سقطت بغداد وقضي على الخلافة العباسية، وبدأ التتار في الاتجاه إلى الشام

فأسقطوا المدن الواحدة تلو الأخرى حتى دخلوا دمشق، وأصبح خطرهم في طريقه إلى القاهرة

هذا بالإضافة لوجود الصراعات الداخلية والخارجية للاستيلاء على الحكم، فقرر قطز عزل

السلطان والإمساك بمقاليد الحكم وتمكن من إرجاع الاستقرار للدولة.

استمراراً للتوغل التتاري أرسل الزعيم التتاري هولاكو إلى قطز برسالة تمتلئ بالتهديد والوعيد

مع عدد من رسله يدعوه للاستسلام، فما كان من قطز إلا انه قام بحبس رسل هولاكو وبعد التشاور

مع الأمراء تم قتلهم وعلقت جثثهم على أبواب القاهرة، في إشارة لهلاكو بعدم خوف المسلمين

وقدرتهم على تحدي التتار والوقوف بوجهه.


التجهيز للحرب



أتخذ قطز قراره بالخروج لملاقاة التتار وردع قوتهم، وبدأ التجهيز للحرب فأستدعى أمراء

المماليك البحرية الفارين في الشام فأحسن استقبالهم وكان منهم بيبرس البندقداري الذي أقطعه

قطز قليوب وأعطاه الأمان وولاه على قيادة الجيوش، وعين الأخرين كأمراء على جيش المسلمين،

كما تشاور مع الشيخ العز بن عبد السلام في جمع الأموال من أجل الحرب، والذي قال له أنه

لا يجب أخذ شيئاً من الناس إلا إذا كان بيت المال فارغاً، وأن يخرج الأمراء والتجار والأغنياء

أموالهم وذهبهم وأن يتساوى الناس جميعاً في هذا، وبالفعل كان قطز أول شخص اخرج ماله

من أجل التجهيز للحرب وأخرج باقي الأمراء أموالهم على مضض، ثم نادى قطز الجنود

والأمراء للتكاتف من أجل مواجهة التتار.


المعركة الحاسمة






بدأ تحرك قطز وجنوده لملاقاة التتار، والذين علموا بتقدم المسلمين فحشد القائد التتاري "كتبغا نوين"

جنوده بعد مشاورة أعوانه وذهب لملاقاة المسلمين، فتلاقى الطرفان عند موقعة "عين جالوت"

من الأراضي الفلسطينية في الثالث من سبتمبر 1260م، واشتعلت نيران الحرب بينهما،

وانقض الفارس الشجاع قطز على جنود التتار يقاتل ببسالة باعثاً روح الحماس داخل جنوده،

خالعاً خوذته شاهراً سيفه يسارع للشهادة، لا يبالي لسيوف الأعداء لا يبالي سوى لنصرة المسلمين

صائحاً "وإسلاماه" وثبت الله جنوده في أرض المعركة وكتب لهم النصر.

بهذا النصر الذي كتبه الله للمسلمين وقائدهم قطز تم إنقاذ الأراضي المسلمة وتراجع المغول

من دمشق ودخلها قطز وفرض سيطرته على سائر بلاد الشام، وأعاد الاستقرار مرة أخرى

إلى الأراضي الإسلامية ثم أخذ قراره بالعودة مرة أخرى إلى مصر في الرابع من أكتوبر 1260م.


نهاية الفارس


لكل بداية نهاية وبعد كل حياة موت، وكانت نهاية الفارس سيف الدين قطز عقب إحرازه

لنصر عين جالوت ووقف الزحف التتاري وردعه عن أراضي المسلمين، وفي طريق عودته

إلى مصر وقبل أن يحتفل مع شعبها بالنصر الذي أحرزه وأهداه للمسلمين، تآمر عليه عدد من

الأمراء الذين اضمروا له الحقد وأوغلوا قلب بيبرس البندقداري نحوه، فقرر بيبرس التخلص

منه والإنفراد بالحكم، خاصة بعد ان اخلف قطز وعده له بتوليته على حلب، فقام بمراقبته مع

غيره من الأمراء وتحينوا الفرصة للقضاء عليه وكان لهم ما أرادوا حيث انتهزوا فرصة

خروج قطز بمفرده فتعقبوه وانقض عليه بيبرس وغيره من الأمراء وأخترقت سيوفهم جسده

ليقتل الفارس بعد أن أحرز النصر الذي لم يهنأ بالاحتفال به وسط شعبه، وكانت وفاته في

الثالث والعشرين من أكتوبر 1260م.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:23 PM   #22
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



شيخ الإسلام ابن تيمية





الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام وأحد الأئمة الأفاضل الذين لم يدخروا وسعاً من أجل خدمة الإسلام والمسلمين،

فقام بنشر العلم والتعريف بكتاب الله سبحانه وتعالى وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فعمل على التبحر

في آيات القرآن الكريم وتفسيرها وتوضيح معانيها، بالإضافة لإلمامه بالمسائل الفقهية وجهوده في نشر العلم

والدعوة للإسلام، فكان ابن تيمية مجاهداً في جميع المجالات سواء في الدفاع عن وطنه

أو الدفاع عن الإسلام ونصرته.

كرس جزء كبير من وقته عكف فيه على تأليف الكتب والتي تناول فيها العديد من الأمور الإسلامية

من مسائل شرعية وفقهية فصدر له العديد من الكتب والتي تتضمن كتب الفتاوي والتي يجيب فيها

على الكثير من التساؤلات الدينية والدنيوية والتي يسير في إجابته فيها على قواعد الكتاب والسنة

وذلك في ضوء المذهب الحنبلي.


النشأة


اسمه كاملاً تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، ولد في حران بدمشق في 10 ربيع الأول عام 661هـ

- 12 يناير 1263م، بعد سقوط بغداد في يد التتار قام والده بالرحيل من بغداد إلي دمشق حيث ولد

أبن تيمية وكانت دمشق حينذاك تذخر بالعلماء والشيوخ الكبار حيث ترعرع أبن تيمية في هذه البيئة العلمية

ونهل منها علومه المختلفة فقام بدراسة الحديث والفقه والخط والحساب والتفسير كل هذا ولم يكن قد تعدى

العشر سنوات، فلقد كان يتمتع بموهبة رائعة في الاستذكار وذاكرة قوية سريع الحفظ شديد الذكاء،

هذا بالإضافة لنشأته في رعاية والده الذي كان من كبار الفقهاء في الفقه الحنبلي.

على الرغم من سنه الصغير إلا أن ابن تيمية كان يفضل الاتجاه إلى مجالس العلم والعلماء على أن يقضي

وقته في اللهو كغيره من الأطفال، هذا الأمر الذي وسع مداركه وأضاف المزيد من الخبرات والعلوم إليه

مما أهله بعد ذلك إلى القيام بالتأليف والإفتاء وهو في السابعة عشر من عمره،

كما قام أيضاً بتولي مهمة التدريس بعد وفاة والده.


جهاده في سبيل الإسلام والوطن


عرف عن الإمام أبن تيمية جرأته في إظهار رأيه ودفاعه الشديد عن السنة، وإخلاصه من أجل الدفاع

عن الإسلام وعن الوطن فلقد خرج للجهاد شاهراً سيفه مدافعاً عن بلاده ضد الهجمات التتارية،

ولم يكتفي بالسلاح والسيف فقط من أجل المواجهة والزود عن الوطن بل ذهب على رأس وفد

من العلماء والشيوخ لمقابلة ملك التتار والتفاوض من أجل وقف الزحف التتاري على دمشق

وتحرير الأسرى وقد كان.

اشتهر ابن تيمية بقوة علمه وغزارته بالإضافة لفصاحته مما حبب الناس فيه وجعلهم يلتفون حوله،

ولم يتهاون في تقديم العلم لمن أراده قط فكان يقوم بالتدريس في المساجد، ويرشد الناس إلى أمور

دينهم ويوضح ما استعصى على العامة فهمه، ويوضح حدود الله ويدافع عن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم.


تعرضه للسجن


عاصر ابن تيمية فترة حكم عدد من الحكام منهم ركن الدين بيبرس سلطان مصر والشام والناصر محمد بن قلاوون،

ونظراً لمكانة ابن تيمية العلمية وعلمه الغزير وجد له عدد من الحاقدين والمنافسين الذين لم يسعدهم تفوقه

ونبوغه فسعوا من أجل إفساد علاقة السلطان ركن الدين بيبرس به وتمكنوا من هذا بالفعل حيث أوقعوا

بين السلطان وابن تيمية وجيء بابن تيمية إلى مصر حيث تمت محاكمته وحكم عليه بالحبس لمدة سنة ونصف

بالقلعة، وبعدها نفي إلى الشام ورجع إلى مصر مرة أخرى ليحبس فيها ومنها إلى الإسكندرية حبيساً أيضاً

واستمر سجنه لمدة من الزمن حتى جاء السلطان محمد بن قلاوون إلى الحكم، حيث ظهر الحق وتم تبرئة

ابن تيمية وإخلاء ساحته من التهم الموجهة له وتم فك حبسه ولم يكتفِ السلطان قلاوون بهذا بل لقد أعطى

ابن تيمية الحق في معاقبة خصومه وهذا ما ترفع عنه ابن تيمية.

عاد ابن تيمية مرة أخري إلى دروسه العلمية وتفسير القرآن الكريم فأخذ بنشر العلم ودعوة الناس لله تعالي

وسنة نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، ومن القاهرة انطلق ابن تيمية مرة أخرى عائداً إلى دمشق

حيث عرف طريق السجن مرة أخرى عندما قام بالإفتاء في أحد المسائل والتي لم تنل رضا السلطان الذي

طلب منه تغيير رأيه فيها وهذا ما رفضه ابن تيمية فتم القبض عليه ليدخل السجن مرة أخرى ولكن هذه المرة

في دمشق حيث قضى به ستة أشهر وما أن خرج منه حتى ما لبث أن عاد إليه مرة أخرى بسبب الفتوى

التي قام بإصدارها في "عدم وجوب شد الرحال إلى قبور الأنبياء" وهو الأمر الذي أخذه عليه خصومه

وظلوا وراءه حتى تم حبسه مرة أخرى، وعكف على التأليف هذا على الرغم من محاولتهم المستمرة

من منعه من التأليف أيضاً ولكن تمكن من إكمال عدد من المؤلفات.


من مؤلفاته





قدم العديد من المؤلفات الهامة والتي يعد من أهمها "منهاج السنة " وغيره العديد من الكتب والتي نذكر منها:

درء تعارض العقل والنقل، المنهج القويم في اختصار الصراط المستقيم، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان،

الصارم المسلول على شاتم الرسول، الفتاوى الكبرى- مجموع الفتاوى، السياسة الشرعية في صلاح الراعي والرعية،

نقض المنطق، حقوق آل البيت ، البيان المبين في أخبار الجن والشياطين، الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح،

القواعد النورانية الفقهية.


مدرسون وطلاب


قام ابن تيمية بأخذ العلم على يد العديد من الشيوخ والعلماء الأفاضل والذي يأتي في مقدمتهم والده

وهو أحد الفقهاء الأجلاء وغيره من العلماء اللذين نذكر منهم المحدث أبو العباس أحمد بن عبد الدائم،

ابن أبي اليسر، الشيخ شمس الدين عبد الرحمن المقدسي الحنبلي، ابن الظاهري الحافظ أبو العباس الحلبي الحنفي.

لم يكتف ابن تيمية بتلقي العلم فقط ولكن عمل على تعليمه أيضاً فدرس على يديه العديد من الطلاب واللذين

أصبحوا علماء عظام منهم ابن قيم الجوزية، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي،

أبو الحجاج يوسف بن الزكي عبد الرحمن المزي، أبو عبد الله محمد بن عثمان الذهبي،

علم الدين القاسم بن محمد البرزالي وغيرهم الكثير.


وفاته


توفى ابن تيمية في عام 728هـ تاركاً العديد من المؤلفات الضخمة والتي أثرت المكتبة الإسلامية

وقد تجاوزت مؤلفاته الثلاثمائة مجلد معظمها في الفقه والتفسير.
__________________
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:26 PM   #23
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الجزائري أستاذ وداعية إسلامي





اسمه هو جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري، شيخ وعالم ومفسر وداعية ديني

له جهوده العديدة في مجال الدعوة والتدريس، وقدم العديد من المؤلفات الإسلامية، والمحاضرات،

وقد زار الشيخ الجزائري العديد من الدول وذلك من أجل نشر الدعوة والإصلاح وتميز بفصاحته،

وعلمه الغزير.



النشأة

ولد الشيخ الجزائري في قرية ليرة الواقعة بجنوب الجزائر عام 1921م، تلقى تعليمه الأولي

في بلدته فحفظ القرآن الكريم، وتعلم بعض المبادئ في اللغة العربية والفقه المالكي، ثم انتقل من قرية ليرة

إلى بسكرة وفيها قام بدراسة العلوم المختلفة على يد عدد كبير من المشايخ هذا الأمر الذي أهله بعد ذلك

للتدريس في إحدى المدارس الأهلية.



في المدينة المنورة


أنتقل الشيخ الجزائري مرة أخرى ولكن هذه المرة إلى المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية،

وهناك سعى من أجل إكمال تعليمه الديني فجلس في الحلقات العلمية لكبار العلماء والمشايخ،

وتمكن من الحصول على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة وذلك من أجل التدريس بالمسجد النبوي،

وأصبحت له حلقته الخاصة التي قام بالتدريس بها فقام بتدريس تفسير آيات القرآن الكريم،

والحديث الشريف وغيرها.

شغل الشيخ الجزائري عدد من المهام منها : عمل كمدرس في عدد من مدارس وزارة المعارف،

كذلك في دار الحديث بالمدينة المنورة، كما كان من أوائل الأساتذة الذين درسوا بالجامعة الإسلامية

وذلك عند افتتاحها عام 1380هـ ، وظل يدرس بها حتى تقاعده في عام 1406هـ .



نشاطه


عرف عن الشيخ الجزائري نشاطه في مجال الدعوة فقد زار العديد من البلدان وقام بالدعوة فيها،

بالإضافة لإلقائه العديد من الدروس الدينية ودروس الوعظ، وله العديد من المحاضرات والرسائل العلمية،

لم يكتفِ الشيخ الجزائري بإعطاء الدروس الدينية في بلده فقط بل قام بالعديد من الجولات في مختلف

بلاد العالم من أجل نشر الدعوة، ونظراً لأسلوبه السلس في شرح وتفسير الآيات القرآنية والأحاديث

فقد التف حوله العديد من طلاب العلم لينهلوا من علمه.



مؤلفاته


رسائل الجزائري – 23 رسالة تبحث في الإسلام والدعوة.

منهاج المسلم – كتاب للعقيدة والآداب والأخلاق والعبادات والمعاملات.

عقيدة المؤمن – يضم أصول عقيدة المؤمن.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير.

المرأة المسلمة، الدولة الإسلامية، الضروريات الفقهية - وهو رسالة في الفقه المالكي،

هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم – يا محب في السيرة وهذا الكتاب عبارة عن رسالة

في سيرة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، كمال الأمة في صلاح عقيدتها،

هؤلاء هم اليهود، التصوف يا عباد الله
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:30 PM   #24
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الألباني.. أحد علماء الحديث الأجلاء





محمد ناصر الدين الألباني أحد علماء الحديث المشهورين، أجتذبه علم الحديث فقام بدراسته وأجرى

الأبحاث فيه، وقام بخدمة الحديث النبوي تخريجاً وتحقيقاً ودراسة، وتناوله في كتبه التي تزيد عن المائة كتاب،

هذا بالإضافة لجهوده في مجال الدعوة وخدمة الإسلام.

اسمه بالكامل هو محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني، ولد عام 1333هـ - 1914م ،

في مدينة أشقودرة العاصمة الألبانية حينذاك، ولد الألباني لأسرة متوسطة الحال وكان والده رجل

يهتم بالعلم والثقافة فكان دائماً ما يرجع إليه الناس من أجل تعليمهم أو إرشادهم في العديد من الأمور.

قام الألباني بعد ذلك بالهجرة مع والده إلى دمشق، حيث أتم دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري بتفوق.

عمل الوالد بعد ذلك على تعليم ابنه وتثقيفه من الناحية الدينية، فقام بنقل تعليم ولده من المدارس النظامية

إلى نوع أخر من الدراسة يرتكز على منهج علمي يقوم من خلاله بتعليمه مبادئ القرآن الكريم، والتجويد،

والنحو والصرف، وفقه المذهب الحنفي، وبالفعل قام الألباني بتعلم ودراسة هذه العلوم الدينية

فأتم حفظ القرآن الكريم على يد والده، كما درس "مراقي الفلاح" في الفقه الحنفي وبعض كتب اللغة والبلاغة

على يد الشيخ سعيد البرهاني، وحرص على حضور دروس وندوات العلامة بهجة البيطار،

وكانت هجرته إلى الشام مفيدة له للتعرف على اللغة العربية والإطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.



تعمقه في علم الحديث



تأثر الألباني كثيراً بعلم الحديث فكان له الأثر الكبير في توجهه بعد ذلك نحو المنهج الصحيح وهو التلقي

عن الله ورسوله فقط، و استعان في دراسته لعلم الحديث بعدد من أعلام الأئمة دون التعصب لرأي

أحد معين، فجاء تأثره بعلم الحديث على الرغم من توجيه والده له بتقليد المذهب الحنفي و تحذيره الشديد

من الاشتغال بعلم الحديث.

وفي العشرين من عمره توجه الألباني نحو علم الحديث وعلومه، فتعلمه متأثراً بأبحاث مجلة المنار

التي كان يقوم الشيخ محمد رشيد رضا بإصدارها، وكان أول ما طالعه منها هو مقالة بقلم محمد رشيد

يصف فيها كتاب الإحياء للغزالي فبهر بالنقد العلمي الموضوعي الذي تضمنته المقالة ومن ثم أصبح

متابع جيد لجميع أبحاثه، وكان أول عمل للألباني في مجال الحديث هو نسخ كتاب

" المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي مع التعليق عليه.

كان هذا الكتاب هو البداية الحقيقية للشيخ الألباني، حيث ركز اهتمامه بعد ذلك على الحديث وعلومه ،

وبدأت شهرته تسطع في الأوساط العلمية بدمشق.

انكب الألباني على الدراسة والإطلاع الأمر الذي نتج عنه أن قامت المكتبة الظاهرية بتخصيص غرفة

له لكي يقوم فيها بأبحاثه العلمية المختلفة، فكان يمكث بها لفترات طويلة لتحصيل العلم،

وبالإضافة لدراسته عمل الألباني في مهنة إصلاح الساعات تلك المهنة التي تعلمها من والده كوسيلة

لتكسب الرزق فخصص لها أيام معينة في الأسبوع وباقي الأيام قضاها في الدراسة والإطلاع.

اشتغل الشيخ الألباني على علم الحديث مما كان له أثره البالغ في توجهه السلفي، وكان السبب في تمسكه

بهذا المنهج هو إطلاعه على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن القيم وغيرهم من أعلام المدرسة السلفية


مؤلفاته






للشيخ الألباني العديد من المؤلفات العظيمة القيمة والتي تزيد عن المائة مؤلف والتي تم ترجمة الكثير

منها لعدد من اللغات، كانت أولى مؤلفاته الفقهية هي " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" ، وكتاب "

الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" ، بالإضافة للعديد من المؤلفات الأخرى

التي أثرى بها المكتبة الإسلامية منها:

إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، وسلسلة الأحاديث الضعيفة،

وصفة صلاة النبي " عليه الصلاة والسلام" من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، وتمام المائة في التعليق

على فقه السنة، حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة، تلخيص أحكام الجنائز وغيرها العديد من الكتب الأخرى.



نشاطه في مجال الدعوة



نشط الشيخ الألباني في مجال الدعوة ، فحمل راية الدعوى في سوريا وقام بزيارة الكثير من المشايخ

في دمشق وجرت بينهم المناقشات حول العديد من المسائل والأمور المتعلقة بالتوحيد والتعصب المذهبي

وغيرها وواجه خلال ذلك التأييد من البعض والمعارضة من البعض الأخر من متعصبي المذاهب،

وكان من مؤيديه العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح رئيس جمعية الأخوان المسلمين في سوريا وغيرهم .

استمر الشيخ الألباني في مجال الدعوة من خلال الدروس العلمية التي كان يعقدها مرتين أسبوعياً

ويحضرها طلبة العلم وأساتذة الجامعات حيث كان يقوم بتدريس الكتب المختلفة منها

"فتح المجيد لعبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب"، "الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني

شرح صديق حسن خان"، "فقه السنة لسيد سابق" وغيرها العديد من الكتب، هذا بالإضافة إلى جولاته الشهرية

التي كان يقوم بها بين المحافظات السورية المختلفة، وأيضاً في المملكة الأردنية.


تعرض الشيخ الألباني للاعتقال مرتين ففي خلال الفترة قبل عام1967م قامت الحكومة السورية باعتقاله

لمدة شهر في قلعة دمشق، ثم عندما قامت الحرب في 67م تم الإفراج عنه مع غيره من المعتقلين السياسيين،

ولكنه عند اشتداد الحرب عاد إلى المعتقل مرة أخرى ولكن هذه المرة في سجن الحسكة شمال شرق دمشق،

ومكث به لمدة ثمانية أشهر وفي فترة اعتقاله لم يتخلى الألباني عن أبحاثه وعلومه فقام بتحقيق

"مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري"، كما التقى بعدد كبير من الشخصيات الهامة في المعتقل.


المجال العملي في حياة الألباني






من خلال جهوده العلمية المبذولة لخدمة علم الحديث قام الألباني بالعديد من الأعمال وحضر العديد

من المؤتمرات كما تم اختياره أكثر من مرة ليقوم بمهمة الدعوة في أكثر من دولة ونذكر من أعماله:

كان يقوم بحضور ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق

وكانوا يقرأون الحماسة لأبي تمام.

تم اختياره من قبل كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة

الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م، كما تم اختياره عضواً في لجنة الحديث،

التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر وسوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها،

كما عرض عليه تولى مشيخة الحديث بناء على طلب من الجامعة السلفية في بنارس بالهند،

ولكنه قابل هذا العرض بالاعتذار نظراً لتعذر اصطحاب الأهل بسبب ظروف الحرب بين الهند وباكستان،

وعرض أخر لم يتحقق عندما طلب منه وزير المعارف بالمملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبد الله

أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، حيث حالت الظروف دون تحقيق ذلك،

وبعد ذلك تم اختياره عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

وذلك من عام 1395 هـ - 1398 هـ.

وفي أسبانيا قام بتلبية دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا حيث قام بإلقاء محاضرة هامة طبعت فيما بعد

بعنوان "الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام"، كما قام بزيارة لقطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان "

منزلة السنة في الإسلام".

تم انتدابه من قبل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء للدعو

ة في مصر والمغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.

قام الشيخ الألباني في مجال الدعوة بزيارة عدد كبير من الدول سواء العربية أو الأوربية حيث قام بالالتقاء

بالجاليات الإسلامية والطلبة المسلمين بها، وألقى العديد من الدروس العلمية.


قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1999م ،

و موضوعها "الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ

محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً

و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه التي تربو على المائة.


الوفاة


جاءت وفاة الشيخ الألباني بعد رحلة علمية طويلة قضاها في خدمة الإسلام في الثاني والعشرين

من جمادى الأخر 1420هـ - الثاني من أكتوبر 1999م
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:31 PM   #25
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الشيخ الندوي.. هدية الهند للعالم الإسلامي




أبو الحسن الندوي


أبو الحسن الندوي هو أحد علماء ومفكري الإسلام البارزين الذين كانت لهم جهودهم المميزة

في العالم الإسلامي، خرج أبو الحسن الندوي كعالم وداعية إسلامي من شبه القارة الهندية،

وقام بنشر دعوته وعلمه داخل الهند وخارجها، وبالإضافة لجهوده في مجال الدعوة قام بتأليف

العديد من الكتب الهامة والتي زادت عن المائتي كتاب ورسالة باللغتين العربية والأردية،

والتي ترجم الكثير منها إلى لغات عديدة.



النشأة



هو أبو الحسن علي الحسني الندوي ابن العلامة السيد عبد الحي بن السيد فخر الدين بن السيد عبد العلي،

يتصل نسبه بالحسن بن الحسين بن جعفر بن القاسم بن الحسن الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر بن محمد

ذي النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن الإمام علي ابن أبي طالب

رضي الله عنهم أجمعين.

ولد أبو الحسن بقرية تكية بالهند عام 1332هـ - 1913م، لأسرة كريمة مثقفة ومتدينة،

فكان والده أحد علماء الهند ومؤرخيها وله مصنفات شهيرة بعنوان " نُزهة الخواطر وبهجة المسامع

والنواظر في تراجم علماء الهند وأعيانها"، توفى والده وهو مازال في التاسعة من عمره،

فتولى أخوه الدكتور عبد العلي الندوي رعايته، فأحسن تربيته وتنشئته فحفظ القرآن صغيراً،

وعندما بلغ الثانية عشر من عمره تعلم العربية والإنجليزية، وأنكب على القراءة فكانت البداية

بقراءته لنهج البلاغة، ودلائل الإعجاز والحماسة، كما اطلع على الكتب المؤلفة بالإنجليزية

والتي تتناول المواضيع الإسلامية والحضارة الغربية وتاريخها وتطورها.


التعليم



تلقى أبو الحسن الندوي تعليمه في جامعة لكنهو قسم آداب اللغة العربية، تبع ذلك التحاقه

بندوة العلماء وهناك درس علوم الحديث لمدة سنتين، ثم سافر إلى لاهور لمتابعة دراسته،

عاد الندوي إلى لكنهو مرة أخرى حيث عمل مدرساً بدار العلوم لمدة عشر سنوات،

وقام بالكتابة في مجلة الضياء العربية.

درس الشيخ الندوي على يد العديد من العلماء الأفاضل منهم الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي

المراكشي والذي درس عليه الآداب، والشيخ حيدر حسن خان الذي درس عليه الحديث،

وكذلك الشيخ حسين أحمد المدني شيخه في الحديث أيضاً، والشيخ محمد إلياس والذي كان

قدوته في حياته، والشيخ عبد القادر الرأي يوري المربي الروحي له.

وسع الشيخ الندوي دائرة إطلاعه فلم يقتصر على التفسير والحديث والأدب والتاريخ بل قام

بالإطلاع على كتب المعاصرين من الدعاة والمفكرين العرب والزعماء السياسيين.



جهوده



قام الشيخ الندوي بالكثير من الرحلات الدعوية والتي هدف منها إلى التربية والإصلاح والتوجيه

الديني، سواء داخل الهند أو خارجها.

أسس مركزاً للتعليمات الإسلامية عام 1943 ونظم بها حلقات درس القرآن الكريم والسنة النبوية،

وتم اختياره عضواً في المجلس الانتظامي لندوة العلماء عام 1948، كما عين نائباً لمعتمد ندوة

العلماء للشئون التعليمية عام 1951، ثم معتمداً عام 1954، ووقع عليه الاختيار أميناً عاماً

لندوة العلماء عام 1961، واختير عضواً مراسلاً في مجمع اللغة العربية بدمشق 1956م.

ومن نشاطاته قيامه بتأسيس حركة رسالة الإنسانية 1951، وتأسيس المجمع الإسلامي العلمي

في لكهنو 1959، كما شارك في تأسيس هيئة التعليم الديني للولاية الشمالية 1960،

والمجلس الاستشاري الإسلامي لعموم الهند 1964، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية

لعموم الهند 1972، وقام بالدعوة إلى أول ندوة عالمية عن الأدب الإسلامي في رحاب

دار العلوم لندوة العلماء عام 1981م.

أسندت إليه الجامعة الإسلامية في عليكرة بالهند مهمة وضع منهج لطلبة الليسانس

في التعليم الديني اسماه "إسلاميات".

اختير عضواً بالمجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ تأسيسها 1962،

واختير عضواً مؤازراً في مجمع اللغة العربية الأردني عام 1980، اختير رئيساً لمركز اكسفورد

للدراسات الإسلامية عام 1983م، وأصبح عضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية

"مؤسسة آل البيت" 1983م، وشغل منصب رئيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية عند تأسيسها 1984.


شغل الشيخ الندوي عضوية ورئاسة عدد من الهيئات منها المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي

بمكة المكرمة، المجلس الأعلى العالمي للدعوة الإسلامية بالقاهرة، رابطة الجامعات الإسلامية بالرباط،

وكان رئيساً للمجمع الإسلامي العلمي في لكهنو –الهند، وهيئة الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند،

ومجمع دار المصنفين بأعظم كره، وعضو المجلس الاستشاري الأعلى للجامعة الإسلامية

في إسلام آباد – باكستان، وعضو مجمع اللغة العربية بدمشق والقاهرة، والأردن،

وعضو المجلس التنفيذي لمؤتمر العالم الإسلامي في بيروت، والمجلس الإداري للمركز الإسلامي

بجنيف وغيرها العديد من المجالس والهيئات.


زياراته ومحاضراته


زار الشيخ الندوي عدد من الدول وقام بإلقاء المحاضرات بها والتي تم طبعها فتم دعوته

كأستاذ زائر في جامعة دمشق عام 1956، كما زار المدينة المنورة وألقى محاضرات

في الجامعة الإسلامية بها، وسافر إلى الرياض بناء على دعوة من وزير المعارف السعودي

عام 1968 للمشاركة في دراسة خطة كلية الشريعة، وقام بإلقاء عدة محاضرات بجامعة الرياض وكلية المعلمين.

كما زار مصر عام 1951، ومكث بها ستة أشهر فألقى بها سلسلة من الأحاديث والمحاضرات

والتقى بالكثير من شيوخها وأدبائها ومثقفيها وساستها، من الأحاديث التي ألقاها هناك

" الإسلام على مفترق الطرق"، الدعوة الإسلامية وتطوراتها في الهند"، "شعر إقبال ورسالته"،

"الإنسان الكامل في نظر الدكتور محمد إقبال"، وفي مصر قام بنشر رسالته بعنوان "اسمعي يا مصر"،

وقام هناك بالقيام بعدد من الرحلات والجولات الدعوية.

وزار السودان والشام والقدس والأردن، ولبنان، والكويت، والإمارات، وقطر، والمغرب،

واليمن، وأفغانستان، وإيران، وتركيا، وبورما وباكستان وغيرها العديد من الدول وفي كل دولة

زارها اتصل بالأوساط العلمية والدينية والأدبية بها، وألقى بها المحاضرات،

وقابل مفكريها وعلمائها ومثقفيها.

وكانت رحلته الأولى إلى أوروبا عام 1963 وفيها زار كل من جنيف، لوزان، برن، باريس،

لندن، أكسفورد وغيرها من الدول الأوروبية، وقابل فيها علماء الغرب والمستشرقين وألقى

محاضرات في جامعة إيدامبرا، ولندن وغيرها من الجامعات الأوروبية، وحضر اجتماعات

خاصة بالمسلمين، كما زار عدد من المدن الأسبانية.

وزار الولايات المتحدة الأمريكية بناء على دعوة من "منظمة الطلاب المسلمين بأمريكا وكندا"

عام 1977، وألقى محاضرات بجامعات كولومبيا، وهارورد، وطبعت أهم محاضراته

في هذه الرحلة بعنوان "أحاديث صريحة في أمريكا".



مؤلفاته وكتبه





قام الشيخ الندوي بتأليف العديد من الكتب القيمة باللغة العربية والأردية وله ما يزيد

على مائتي كتاب ورسالة نشر أول مقالة له بالعربية في مجلة "المنار" للسيد رشيد رضا 1931،

وقدم أول كتاب له باللغة الأردية عام 1938 بعنوان " سيرة سيد أحمد شهيد"، كما قام بتأليف

كتاب "مختارات في أدب العرب" عام 1940، وسلسلة "قصص النبيين" للأطفال مكونة

من خمس أجزاء، وسلسلة "القراءة الرشيدة".


نذكر من مؤلفاته: رجال الفكر والدعوة في الإسلام، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين،

روائع إقبال السيرة النبوية، الطريق إلى المدينة، التربية الإسلامية الحرة، أحاديث صريحة في أمريكا،

إذا هبت ريح الإيمان، إلى الإسلام من جديد، المسلمون وقضية فلسطين، العرب والإسلام،

الصراع بين الإيمان والمادية، ربانية لا رهبانية، الصراع بين الفكرة اللإسلامية والفكرة الغربية،

النبوة والأنبياء في ضوء القرآن الكريم، روائع من أدب الدعوة في القرآن و السنة، الإسلام وأثره

في الحضارة وفضله على الإنسانية، الأركان الأربعة في ضوء الكتاب والسنة مقارنة

مع الديانات الأخرى، هذا بالإضافة للعديد من الكتب الأخرى، وقد تم ترجمة الكثير من كتبه

إلى الإنجليزية والتركية والفرنسية ولغة الملايو.

كما شارك الشيخ الندوي في المجال الصحفي فشارك في تحرير عدد من المجلات منها

" الضياء" العربية الصادرة من ندوة العلماء 1932، ومجلة "الندوة" الأردية 1940،

وأصدر مجلة "التعمير" الأردية 1948، وكتب افتتاحيات مجلة "المسلمون" الصادرة من دمشق،

وكانت له مقالات في مجلة "الفتح"، كما أشرف على إصدار عدد من الجرائد منها "نداي ملت"

الأردية، وكان المشرف العام على مجلة "البعث الإسلامي"، وجريدة "الرائد"، و"تعمير حيات"

الأردية، ومجلة "معارف"، ومجلة "الأدب الإسلامي"، ومجلة "كاروان أدب".


تكريم



نظراً لجهوده في مجال الدعوة الإسلامية حصل الشيخ الندوي على الكثير من التكريم فمنح

جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام 1980م، والدكتوراة الفخرية في الآداب من جامعة

كشمير 1981م، أقيمت ندوة أدبية حول حياته وجهوده الدعوية والأدبية 1996 في تركيا

على هامش المؤتمر الرابع للهيئة العامة لرابطة الأدب الإسلامي العالمية.

كما منح جائزة شخصية العام الإسلامية من قبل جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في دورتها الثانية

لعام 1419هـ - 1998م، وجائزة السلطان حسن البلقية العالمية في " سير أعلام الفكر الإسلامي"

من مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية 1998م.

منحه معهد الدراسات الموضوعية بالهند جائزة الإمام ولي الله الدهلوي لعام 1999م

ولكن جاءت وفاته قبل أن يتم الإعلان الرسمي عن الجائزة واستلمها بدلاً منه ابن أخته

الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في نوفمبر 2000.

قامت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة " ايسسكو ISESCO" بمنحه وسام الإيسسكو

من الدرجة الأولى وتسلمه عنه أيضاً الشيخ محمد الرابع الندوي.



الوفاة

جاءت وفاته في ذي الحجة عام 1420هـ - 1999م بعد حياة حافلة بالكثير من الجهود

التي بذلها الشيخ الجليل من اجل خدمة الإسلام والدعوة الإسلامية
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:34 PM   #26
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الغزالي حجة الإسلام




أحد علماء الإسلام والذي عمل على إحداث أثراً عظيماً في عصره، وقد قام بدراسة العلوم الدينية

وعلوم الفقه والأدب، هذا بالإضافة لإطلاعه على كتب الفلاسفة وتعمقه فيها وعمله على تحليلها

واستخلاص الحقائق منها، إلى جانب قيامه بالتدريس لفترة من الزمن، كما قدم العديد من الكتب

التي تناول فيها الآراء المختلفة للفلاسفة، ونقد العديد منها كما قدم عدد من الوصايا الإسلامية

في بعض من كتبه، ويعد كتاب " إحياء علوم الدين" واحداً من كتبه المتميزة، والذي تعرض فيه

للكثير من الأمور والتي تشمل العبادات والعادات وما يستحب أن يبتعد عنه العبد من الأخلاق السيئة

وما يستحب أن يتبعه من طاعة وعبادة وخلق حسن للتقرب من ربه.


وقد قضى الغزالي حياته في نشر العلم والفكر الإسلامي، بالإضافة للبحث والتدقيق محاولاً استخلاص

الحقائق، كما عمد إلى أتباع منهج الشك للوصول إلى اليقين، واتجه الغزالي نحو الزهد والتصوف،

وتم تلقيبه بـلقب "حجة الإسلام".


النشأة والدراسة


اسمه كاملاً محمد بن أحمد أبو حامد ولد عام 450هـ - 1058م بقرية غزالة التابعة لمدينة

طوس بخراسان، أصله فارسي ولكنه عربي النشأة شافعي المذهب.

كان والده يعمل في غزل الصوف ويخدم الفقهاء، سعى من اجل أن يعلم ابنه ويفقهه في الدين،

وقبل وفاته أوصى بولديه إلى صوفي ليعلمهما، قام محمد الغزالي بتعلم مبادئ اللغة والنحو

كما حفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة الفارسية، أنتقل بعد ذلك إلى جرجان، والتي عرفت بمدينة

الفقهاء والمحدثين، فتتلمذ على يد علمائها، ثم عاد مرة أخرى إلى طوس حاملاً عدد من الكتب

انكب على دراستها لمدة ثلاث سنوات.

انتقل الغزالي بعد ذلك إلى نيسابور وذلك عام 473هـ - 1080م، والتحق هناك بإمام الحرمين

ضياء الدين الجويني مدرس الفقه والمنطق في جامعتها النظامية، وهناك تعلم الفقه والمنطق والفلسفة

وأصول الفقه وغيرها من العلوم، وكان واحداً من تلاميذ الجويني الأذكياء وبعد أن أظهر الكثير

من النبوغ عهد إليه بإلقاء الدروس.


دوره العلمي


عكف الغزالي مع أستاذه الجويني الذي تأثر به كثيراً يتلقى العلم منه إلي أن توفى الجويني

عام 478هـ - 1085م، وقام الغزالي بجمع الكتب وحفظها فقوي علمه وترسخ في الدين،

كما قام بالإطلاع على كتب الفلاسفة فتعمق بها ودرس بها مما أثرى معرفته.

اتصل محمد الغزالي بعد ذلك بالوزير نظام الملك الطوسي الذي أكرمه وعظم شأنه وذلك

نظراً لغزارة علم الغزالي وقوة منطقه، ونتيجة لذلك ولاه نظام الملك منصب التدريس

في المدرسة النظامية ببغداد عام 484هـ - 1091م، فاختلف إلى بلاطه يناظر

ويدرس فعظم مركزه، وذاعت شهرته، وتوافد عليه الطلاب لينهلوا من علمه، حتى تم تلقيبه بإمام بغداد.

تم تكليفه من قبل الخليفة العباسي "المستظهر بالله" بالرد على بعض الفرق التي انحرفت عن الإسلام،

فكتب القسطاس المستقي، حجة الحق وغيرها من الكتب التي كشفت فساد وضلال هذه الفرق.


اتجاهه للزهد والتصوف


قام الغزالي بترك التدريس بالمدرسة النظامية، واتجه نحو الزهد والعبادة، وتنقل بين عدد من

المدن الإسلامية، فبعد أن مكث بدمشق فترة من الزمن انتقل إلى القدس، ومنها إلى مكة ثم عاد

مرة أخرى إلى دمشق فاعتكف بالجامع الأموي، أخذاً على عاتقه مهمة الإفتاء والوعظ، وبدأ

في وضع كتابه " إحياء علوم الدين"، وبعد أن تنقل بين القدس والحجاز عاد إلى بغداد وسعى

من أجل إتمام مؤلفه السابق.

قام فخر الملك ابن الوزير نظام الملك بحمل أمر من السلطان إليه وذلك من اجل التدريس

في جامعة "نيسابور" فقام بالتدريس بها لمدة عامين، ثم ترك التدريس وغادر إلى طوس

وقام هناك بإنشاء " زاوية" صوفية وانقطع بها للعبادة وتدريس الفقه حتى وفاته.



مؤلفاته





تميز أسلوبه في التأليف بالقوة والوضوح، وارتقى أسلوبه عن أساليب الفلاسفة فتميز بالسهولة

بعيداً عن التعقيد والإبهام، بدا الشيخ الغزالي التأليف وهو ما يزال طالباً عند الأستاذ الجويني،

وقد تجاوزت مؤلفاته المئتين كتاب، نذكر من مؤلفاته:

"مقاصد الفلاسفة" وقد قام بتأليفه أثناء دراسته في جامعة بغداد النظامية، ويقوم فيه بتبسيط

أراء الفلاسفة عارضاً لكل من الفارابي، ابن سينا وغيرهم.

"تهافت الفلاسفة" وقام في هذا الكتاب بتفنيد أراء الفلاسفة مثبتاً بطلانها، ومظهراً لقصورهم

عن إثبات الحقائق نفسها بقوة البرهان، وذلك من خلال أسلوب جدلي يستند للدين أحياناً

وللفلسفة أحياناً أخرى، واتهم الفلاسفة بأنهم "حادوا عن الطريق القويم ورفضوا طوائف

الإسلام وشعائر الدين متأثرين بغيرهم ممن لم ينشأ على الدين الإسلامي".


" أيها الولد" ويحمل هذا الكتاب رسالة خلقية، اجتماعية ودينية قد أرسلها الغزالي لتلميذ قديم له

ومما جاء فيه " العلم بلا عمل جنون والعمل بلا علم لا يكون"، ومن استشهاداته أقوال الرسول

– صلى الله عليه وسلم- " ادخلوا يا عباد الجنة واقتسموها بأعمالكم" ويشير على سائله أن يقول

بأربعة شروط ليسلك طريق الحق اعتقاد صحيح لا بدعة فيه، توبة نصوح لا يرجع عنها،

استرضاء الخصوم حتى لا يبقى عليه لأحد حق، وتحصيل علم الشريعة قدر ما تؤدى به أوامر الله،

ويجعل قانون الحياة مضمون هذا الحديث النبوي " اعمل لدنياك بقدر مقامك فيها واعمل لأخرتك

بقدر بقائك فيها واعمل للنار بقدر صبرك عليها".


ومن الكتب الهامة أيضاً للغزالي " إحياء علوم الدين" هذا الكتاب الذي أمضى الغزالي في تأليفه

عشر سنوات وجعله في أربعة مجلدات: العبادات، العادات، المهلكات، المنجيات.

وبالنظر إلى مضمون هذه المجلدات نجد أن جزء "العبادات" فيبحث فيه في آداب العبادات

وخفاياه وسننها وأسرار معانيها، بينما في جزء "العادات" يبحث في أسرار المعاملات الجارية

بين الناس وسننها، بالإضافة للدعوة إلى تبادل الفوائد الدينية والدنيوية، كما يبحث في الصداقة

وشروطها، والنكاح، والكسب والسفر وآداب المعيشة وغيرها من الأمور.

أما في " المهلكات" فيبحث فيه في الأخلاق والأفعال السيئة والتي أمر القرآن بالابتعاد عنها،

فيتحدث عن تهذيب الأخلاق، وآفات اللسان، وذم الغضب والحقد والحسد، وذم الكبر والغرور وغيرها.

وفي الجزء الخاص بـ "المنجيات" فيذكر فيها كل خلق محمود وخصلة مرغوب فيها وذلك من

خصال المقربين والصديقين والتي يتقرب بها العبد من رب العالمين، فيبحث في التوبة والصبر،

الفقر، الزهد، الورع، التوكل، النية، الإخلاص، الصدق وغيرها.

ومن كتبه الأخرى نذكر المنقذ من الضلال، الوسيط في الفقه الشافعي، فضائح الباطنية،

المستصفي في علم الأصول.


الوفاة


توفى الشيخ أبو حامد الغزالي عام 505هـ - 1111م، بعد أن بذل الكثير من حياته من أجل

خدمة العلم والإسلام، وبعد أن ترك مجموعة من الكتب القيمة التي يرجع إليها الكثيرون من طلاب العلم
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 03-02-2009, 05:35 PM   #27
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



من هو خال المؤمنين؟


اسمه:

معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف

بن قصي بن كلاب الصحابي القرشي الأموي رضي الله عنه،

يلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن ابي طالب نسبا في الجد (عبد مناف).


مولده:

قبل البعثة بخمس سنوات . وتوفي وهو ابن ثمان وسبعين ، سنة ستين للهجرة ،

وكانت ولايته تسع عشر سنة وثلاثة أشهر وسبعة وعشرين يوما .


أمه :

هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف ، تلتقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

نسبًا في الجد (عبد مناف) أسلمت يوم الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان ،

عن أبان بن عثمان قال : كان معاوية يمشي مع أمه هند فعثر فقالت

: قم لا رفعك الله، وأعرابي ينظر فقال: لم تقولين له ذلك ؟ فوالله إني لأظنه سيسود قومه ،

قالت : لا رفعه الله إن لم يسد إلا قومه .


زوجاته :

1- ميسون بنت بحدل الكلبي ثم طلقها وولدت له يزيد بن معاوية وأمة ماتت صغيرة.

2- فاخته بنت قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف وولدت له عبد الرحمن وعبدالله.

3- كنود بنت قرظة وهي أخت فاختة تزوجها بعدها وهي التي كانت معه حين افتتح قبرص.

4- نائلة بنت عمارة الكلبية ثم طلقها ومن بناته رملة وهند وعائشة وعاتكة وصفية.


إسلامه:


أسلم قبل أبيه وكتم إسلامه عن أبيه.


بيعته:


بويع أمير المؤمنين عام واحد وأربعين للهجرة وسُمي هذا العام بعام الجماعة.


خال المؤمنين:


سميّ بذلك لأن أخته أم حبيبه رملة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم.


لماذا الكلام عنه


1- إن كثيرا من أهل السنة يجهلون سيرة ومناقب هذا الصحابي الجليل كل ذلك إعتماداً

على صورة قائمة علقت في الذهن أو فريه استقرت في النفس لما صار مصدر تلقيهم

وللأسف المسلسلات المسمات زورا وبهتانا بالدينية والدين أبعد ما يكون عنها.


2- كثرة الواقعين فيه والمنتقصين له من بعض المبتدعة ومن سار سيرهم من الهمج الرعاع اتباع كل ناعق


فضائله:

معاوية رضي الله عنه صحابي بإجماع أهل السنة والجماعة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

: «خيرالناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم»


قال عمران :

فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا. رواه البخاري و مسلم


2- قال صلى الله عليه وسلم :

«اللهم عَلّم معاوية الكتابَ والحسابَ وقهِ العذابَ» رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني2


- قال صلى الله عليه وسلم :

«اللهم عَلّم معاوية الكتابَ والحسابَ وقهِ العذابَ» رواه أحمد والطبراني في الكبير وصححه الألباني.


3- عن عبد الرحمن بن أبي عميرة الأزدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر معاوية

وقال : «أللهم اجعله هادياً مهدياً وأهد به» حديث صحيح رواه أحمد و الترمذي.


فهذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعله هاديا في نفسه هداية لغيره رضي الله عنه

ولاشك أن الله استجاب دعاء نبيه صلى الله عليه وسلم. نعم تثلج صدور أهل الحق ،

أما من في قلبه دخن على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فتصيبه بالغم والنكد،

نعوذ بالله من الخذلان ولاشك أن الحديث فيه فضيلة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه.


4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

«كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب ،

قال: فجاء فحطاني حطأة وقال: اذهب ادع لي معاوية ، قال: فجئت فقلت :

هو يأكل، قال ثم قال لي: اذهب فادع لي معاوية فجئت فقلت : هو يأكل،

فقال: لا أشبع الله بطنه» رواه مسلم


وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:

أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك

له قربة إليك يوم القيامة» رواه مسلم

ما أعظم صفاء قلوب أهل السنة لأصحاب نبيهم صلى الله عليه وسلم فهذا الإمام مسلم

روى الحديثين في باب واحد، وكأنه جعل الحديث الأول مع الحديث الثاني فضيلة عظيمة

لخال المؤمنين معاوية رضي الله عنه.


5- عن أم حرام رضي الله عنها أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

«أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا (أي وجبت لهم الجنة) قالت أم حرام:

قلت : يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنت فيهم ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم أول جـيـش

من أمـتي يغـزون مدينة قـيصر مغفور لهم، فـقلت: أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال : لا» رواه البخاري.

وهذه منقبة عظيمة لمعاوية رضي الله عنه بأنه أوجب له الجنة لأنه أول من غزا البحر بالإتفاق

وذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه، ومدينة قيصر هي القسطنطينية.


من أقوال السلف


قيل لابن عباس رضي الله عنهما: هل لك في أمر أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة؟

قال: أصاب، إنه فقيه. رواه البخاري


2- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: ما رأيت أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم

من أميركم هذا - يعني معاوية. تاريخ دمشق 52/235 ، والذهبي في السير 3/135


3- سئل عبدالله بن المبارك:

عمر بن عبدالعزيز أفضل أم معاوية؟ فقال غبارُ دخل في أنف فرس معاوية حين قاتل مع

رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من كذا عمر بن عبدالعزيز.


4- عن يزيد الأصم قال:


قال علي رضي الله عنه

: قتلاي وقتلى معاوية في الجنة. سنده حسن للطبراني في الكبير 19/307


5- قال الآجري:

ومعاوية رحمه الله كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وحي الله عز وجل وهو القرآن

بأمر الله عز وجل وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن دعا له النبي صلى الله عليه وسلم

أن يقيه العذاب ودعا له أن يعلمه الله الكتاب ويمكن له في البلاد، وأن يجعله هاديا مهديا إلى أن

قال: وهو ممن قال الله عزوجل { يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } التحريم 8 ،

فقد ضمن الله الكريم له أن لا يخزيه لأنه ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم.


6- سئل أحمد بن حنبل :

ما تقول رحمك الله فيمن قال : لا أقول إن معاوية كاتب الوحي ، ولا أقول أنه خال المؤمنين

فإنه أخذها بالسيف غصباً ؟

قال أبو عبد الله : هذا قول سوء ردي ، يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس .

سنده صحيح السنة للخلال 659 .


أحاديث رواها معاوية

1- «من يرد به الله خيراً يفقهه في الدين» رواه البخاري


2- «المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة» رواه مسلم


3- «هذا يوم عاشوراء ولم يفرض علينا صيامه فمن شاء منكم أن يصوم فليصم فإني صائم فصام الناس»

حديث صحيح رواه أحمد


4- «من سره أن يمثل له العباد قياما فليتبوأ بيتا في النار »

حديث صحيح رواه أحمد

وهذا يدل على مدى حرص معاوية على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعه

رضي الله عنه وخوفه من عذاب الله عز وجل


5- عن معاوية رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه

أو قال شفته يعني، الحسن بن علي رضي الله عنهما وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما

رسول الله صلى الله عليه وسلم » حديث صحيح رواه أحمد


وهذا من عدل هذا الصحابي الجليل وغلبة الحق على قلبه ونفسه فهاهو يقول عمن كان ينافسه

الخلافة ليبين أن من الدين والإيمان حب آل بيت النبوة، ومعاوية رضي الله عنه أول المحبين

لهم رضي الله عنهم جميعا، فليمت الانئين لهؤلاء كمدا فدينهم لم تدنسه الدنيا

فيا قوم لن تقوم لنا قائمة إذا رضينا بالحط على أصحاب نبينا صلى الله عليه وسلم وسكتنا

عن ذلك فهم نقلة الدين، وورثة سيد المرسلين والموقعين عن رب العالمين رضي الله عنهم أجمعين.



الفتوحات في عهد



1- حركة الجهاد ضد الدولة البيزنطية (القسطنطنية)

2- فتوحات الشمال الافريقي (القيروان) ووصل إلى المحيط الأطلسي .

3- فتوحات الجناح الشرقي للدولة الأموية (خراسان وسجستان وما وراء النهر والسند).


4- غزو الروم ابتداءً من عام 42هـ حتى سنة 60هـ فيما يسمى بالشاتية والصائفة


5- فتح جزيرة رودس على يد جنادة بن أمية الأزوي سنة 31هـ


6- فتح جزر أخرى منها جزيرة أوراد سنة 32هـ وجزيرة جربة سنة 35هـ.


7-ابتداء بناء القيروان سنة 36هـ بعد فتح إفريقية على يد عقبة بن نافع.


8- إعادة فتح سجستان وخراسان على عبدالله بن عامر بن كريز.


9- غزو بلاد الغور (أفغانستان) حالياً.


10- فتح بلخ وقهستان وما وراء نهر جيحون.


11- فتح مدينة ترمذ (التي نسب إليها الترمذي).


ماقيل عن معاوية


1-عن جعفر بن محمد عن أبيه:


أن الحسن والحسين رضي الله عنهما كانا يقبلان جوائز معاوية رضي الله عنه

وهذا دليل على تعظيم معاوية لأهل بيت النبوة وإكرامه إياهم وأن منافسته لهم الظاهرة

كانت عن اجتهاد له فيها أجر إن شاء الله. الآجري في الشريعة 1963، اللالكائي 2782




2-عن مغيرة قال:


لما جاء قتل علي إلى معاوية رضي الله عنه جعل يبكي ويسترجع فقالتْ له امرأته:

تبكي عليه وقد كنتَ تقاتله؟ فقال لها ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم.

تاريخ دمشق 62/99


3- عن جعفر بن برقان قال:


قال معاوية



: لا يبلغ الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، وصبره شهوته، ولا يبلغ ذلك إلا بقوة الحلم .

تاريخ دمشق 62/127


4- عن صفوان بن عمرو أن عبد الملك مر بقبر معاوية فوقف عليه فترحم ،

فقال له رجل من قريش قبر من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: قبر رجل كان والله ما علمته،

ينطق عن علم، ويسكت عن حلم،إذا أعطى أغنى، وإذا حارب أفنى، ثم عجل له الدهر

ما أخره لغيره ممن بعده، هذا قبر أبي عبد الرحمن معاوية يرحمه الله. انساب الأشراف 5/165 5-


عن جابر رضي الله عنه قال:

كنا عند معاوية رضي الله عنه، فذكر عليـا فأحسن ذكره ثم قال: وكيف لا أقول هذا لهم؟

وهم خيار خلق الله وعنده عتره نبيه، أخيار أبناء أخيار. تاريخ دمشق 45/318
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2009, 07:59 PM   #28
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

كنيته :
أبو بكر

لقبه :
عتيق ، والصدِّيق .
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
= كان جميلاً
= لعتاقة وجهه
= قديم في الخير
= وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك

ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

مولده :
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

صفته :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

فضائله :
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .

وهو أول الخلفاء الراشدين

وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

قال ابن الجوزي رحمه الله :
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أبو قحافة
وابنه أبو بكر
وابنه عبد الرحمن
وابنه محمد

أعماله :
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

زهـده :
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

ورعـه :
كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

وفاته :
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته

أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟

بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 06-02-2009, 08:00 PM   #29
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب



بسم الله الرحمن الرحيم

سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
اسمه – على الصحيح - :
عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

كنيته :
أبو بكر

لقبه :
عتيق ، والصدِّيق .
قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :
= كان جميلاً
= لعتاقة وجهه
= قديم في الخير
= وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
وقيل غير ذلك

ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !
وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .
ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .

وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته

مولده :
ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

صفته :
كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

فضائله :
ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم
قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .

وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )
قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .

ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .

وهو أول الخلفاء الراشدين

وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "

وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها
فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .

وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .
روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه
قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .
وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين
قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها
قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد
روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟! فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله
قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .

ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه
قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .
وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .
فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟
قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .
وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .

قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :
ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام
فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

قال ابن الجوزي رحمه الله :
أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أبو قحافة
وابنه أبو بكر
وابنه عبد الرحمن
وابنه محمد

أعماله :
من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

زهـده :
مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

ورعـه :
كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

وفاته :
توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

فرضي الله عنه وأرضاه
وجمعنا به في دار كرامته

أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟

بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-07-2009, 05:21 AM   #30
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب






بطاقته الشخصية



اسمه: علي.
أبوه: أبو طالب (عبد مناف).
أمه: فاطمة بنت أسد بن هاشم.
جده: عبد المطلب بن هاشم.
إخوته: طالب، عقيل، جعفر.
أخواته: أم هاني، جمانة.



تاريخ مولده


ولد يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب سنة 23 قبل الهجرة، الموافق له: 600 للميلاد، بعد مولد النبي بثلاثين سنة.




أشهر زوجاته

فاطمة الزهراء، خولة بنت جعفر بن قيس الخثعمية، أم حبيب بنت ربيعة، أم البنين بنت حزام بن خالد بن دارم، ليلى بنت مسعود الدارمية، أسماء بنت عميس الخثعمية، أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي.




أولاده

الحسن، الحسين، محمد، عمرو، العباس، جعفر، عثمان، عبد الله، محمد الأصغر (المكنى: بأبي بكر)، عبيد الله، يحيى.




بناته
زينب الكبرى، زينب الصغرى (المكناة: بأم كلثوم)، رقية، أم الحسن، رملة، نفيسة، زينب الصغرى، رقية الصغرى، أم هاني، أم الكرام، جمانة (المكناة: أم جعفر)، أُمامة، أم سلمة، ميمونة، خديجة، فاطمة.




كناه

أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب (كناه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم)




صفته

كان ربع القامة، حسن الوجه كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً، وهو إلى السمرة، أصلع، ضخم البطن، عريض الصدر، عريض المنكبين، له لحية قد زانت صدره، غليظ العضلات.




إسلامه

كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم من الأحداث، وصدَّق برسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد كثيراً من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى فيها بلاءً حسنًا.




فضائله


* أحد العشرة المبشرين بالجنة. وقيل: إن قوله تعالى: (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) (البقرة: 207) نزلت في حقه رضي الله عنه.

* وفي "الصحيحين" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". وقال صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" (أخرجه أحمد).

* دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: "اللهم ثبت لسانه واهدِ قلبه" (رواه الإمام أحمد وابن ماجه)، فكان رضي الله عنه -بفضل هذه الدعوة- من الموفَّقين والمسدَّدين، حتى ضُرب به المثل، فقيل: (قضيةٌ ولا أبا حسنٍ لها). ولا عجب في ذلك، فقد رعته عين النبوة، وترعرع في ربوعها، وتغذى من لبانها.




• مناقبه


كان علي رضي الله عنه شجاعاً، شديد البأس، حجة في الفقه، قدوة في الورع، شديد الشكيمة في الحق، جمع إلى جانب مهارته في القضاء والفتوى: العلم بكتاب الله، والفهم لمعانيه ومقاصده، فكان من أعلم الصحابة رضي الله عنهم بأسباب نزول القرآن، ومعرفة تأويله؛ يشهد لهذا ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (ما أخذتُ من تفسير القرآن، فعن علي بن أبي طالب). فإذا كان هذا شأن ابن عباس رضي الله عنه، وهو ترجمان القرآن، فكيف -والحال كذلك- بمن أخذ عنه؟




الغزوات التي شهدها

شهد علي رضي الله عنه جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما عدا غزوة تبوك؛ إذ استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على أهله. وكان يحمل اللواء في أكثرها، ويتقدم للمبارزة. وقتل فيها عدداً من مشاهير أبطال العرب واليهود. وتجلّت شجاعته في معركة بدر والخندق وخيبر




موقفه من الخلفاء قبله

لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فكان أحد وزرائه ومستشاريه. ثم بايع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعله عمر على القضاء، وكان أحد مستشاريه. كما كان أحد الستّة أصحاب الشورى الذين أوصى عمر بأن يكون الخليفة منهم.




علي خليفة

لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بويع علي بالخلافة سنة 35هـ، واتخذ الكوفة عاصمة له




استشهاده


طعنه عبد الرحمن بن ملجم الخارجي وهو يصلي الفجر في مسجد الكوفة، فكان استشهاده في شهر رمضان سنة 40هـ، الموافق له: 661 للميلاد.
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 08:35 PM بتوقيت العيساوية