العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 المنتدى العيساوي العام 【ツ】 > قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا

قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا نقاش هادف وهادئ ,صور وحقائق، أخبار وأحداث

قديم 09-03-2010, 12:09 AM   #1
حنظله
مشرف رياضه عالمية وقسم قضيتنا

الصورة الرمزية حنظله
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 0

حنظله is an unknown quantity at this point



حين تتوقف المقاومة والمفاوضات ...!

الكاتب: أكرم عطاالله
الواقع أقسى كثيرا من ترف يمارسه الفلسطينيون بلعبة الانقسام ،والأزمة أكبر كثيرا من انتصارات وهمية حققها أحدهم على الأخر حين أقنع نفسه بطرد هذا الآخر من بقعة يحتاج هواؤها إلى موافقة إسرائيلية كي يمر، والصورة بدت مجردة من فسحة أمل بعد أن ضرب الفلسطينيون رؤوسهم في جدار الانقسام حد الإدماء إلا تلك النافذة التي أطلت من مشهد الاشتباك الرائع الذي تسجد في ظلال الحرم الإبراهيمي .

وكأن أبواب الأمل تنغلق جميعها بعد أن علق بعضنا الأمل على مقاومة ذهبت بسلاحها إلى أبعد من استراحة محارب لتعلن لنا عن الطريق المسدود لمسارها وهي تبحث عن تهدئات ، والبعض الآخر على مفاوضات عادت أطرفها بخفي جنين بعد رحلة استهلكت عمر من خاضوا التجربة التي امتدت على مساحة زمن مسروق من شباب هذا الوطن الذين بدءوا مناضلين يحدوهم الأمل لينتهوا محاصرين ومشتتين بفعل انقسام لأن هناك من يعد حصته من الوطن قبل النوم وبعده .

هل انعدمت أدواتنا وانهارت مصداتنا حتى لا نجد سوى عشرات من الشبان من بين ملايين هذا الشعب بأحزابه الكثيرة يتصدون بأجسادهم في الخليل وبلعين ونعلين أمام تغول الاحتلال وإصرار حكومته المسكونة بالأساطير والخرافات وبعقل على هذه الدرجة من التخلف ولكنه مسكون أيضا بهاجس القوة ، وحين تحتمي الخزافة بهذا الحجم من القوة فإن الجنون وحده هو التجسيد الحقيقي لهذا المزيج ، وحين يحتمي هذا الجنون بهذا القدر من الرعاية الدولية فمن الطبيعي أن يشاهد العالم احتفالات الدم دون توقف واحتفالات المفاوضات دون نتائج.

ولكن ما فعله الفلسطينيون بأنفسهم أكثر جنونا مما فعله عقل الخزافة المسلح حين تركوا لغريزة السلطة أن تقودهم فذهبت بهم إلى أكبر الكمائن المنصوبة لمشروعهم ليطلقوا النار على قدميه وهو لم يقف بعد ليتشظى الوطن ويعلن البعض اكتفاءه من الغنيمة بالإياب بعد أن يعلن انتصاره الوهمي على شعبه لنعلن هزيمتنا جميعا ونهزم بأيدينا أدوات قوتنا وممكنات صمودنا حين خاض كل منا النضال على طريقته فتعارضت أدواتنا بدل أن تتكامل وتصارعت بدل أن تتوحد وتحولت إلى مادة إعلامية للنيل كل من برنامج الآخر ولا تزال وكان الأطراف الفلسطينية تعيش حالة دائمة من الدعاية الانتخابية باحثة عن صغائر الانتصارات وسط الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على الأماكن المقدسة وغيرها.

وكأن الدعاية لم تنته بعد حتى بعد أن أعلن أصحاب البرامج التي جربوها وجعلوا من الشعب حقل تجاربهم أن برامجهم لم تذهب بشعبهم نحو الهدف ولم يدركوا بعد أن الخلل بأن كل يد حاولت أن تصفق وحدها فالمقاومة لم تدعمها المفاوضات ، والمفاوضات لم تسندها المقاومة وفي لحظات كثيرة كانت تسعى للنيل منها وكل منا ألقى بكل ما يملك من قوة لإفشال الآخر وكأن الهدف أن يثبت صدق نبوءته بأثر رجعي ولم يدركوا أنهم بحاجة إلى استغلال جزيئات الفعل الفلسطيني مهما صغر حجمها وكل الإمكانيات موحدة في مواجهة عدو بهذا القدر من الشراسة وبهذا القدر من التوحد والإجماع ضد الحقوق الفلسطينية من أدنى يمينه إلى أقصى اليمين فلا يسار ولا وسط حين يحتكم العقل لايدولوجيا الخرافة .

صحيح أن التاريخ بعراقته وحداثته لم يسجل انتصارا للمحتلين والغزاة على إرادة الشعوب وكان له حكم واحد لم يتغير وهو هزيمة المحتل ،ولكن لم يسجل هذا التاريخ انتصارا لشعوب بدت على هذه الدرجة من التشتت والتآكل من الداخل ولم يسجل أيضا أي انتصار لفرسان تركوا رماحهم وسط المعركة باحثين عن غنائم تجسدت لدينا بسلطات وهمية وأجهزة أمن ومواكب .

الوضع الفلسطيني أضعف من السابق حين بدا يراوح مكانه دون نتائج لم تحصدها وسائله التي حاولت الذهاب نحو حقوقه وقد تكلل هذا الضعف بإعلان النتيجة اليائسة لحوارات مطولة بين الفصائل حين قضت نهايتها على اى أمل بالمصالحة وهى القوة الوحيدة التي قد تتمكن من وقف هذا الانحدار فالعام الماضي كان أفضل حين بدا العالم انه أكثر توازنا تجاه الحقوق الفلسطينية وحين وقفت حكومة اليمين مكشوفة من ورقة توت تغطيها أمام المجتمع الدولى الذي أظهر مواقف كانت أكثر تفهما للفلسطينيين من اى وقت مضى قبل أن يخذلهم الجهل العربي في ممارسة السياسة حين تعامل بحيادية تاركا الفلسطينيين وحدهم وسط عالم لا يفهم سوى لغة المصالح قد توفرها الخريطة العربية كما قال شارل ديغول لمحمد حسين هيكل حين طالب العرب بالنظر إلى الخرائط كما نشر في مجلة وجهات نظر مطلع هذه الألفية.

وحين لم تجد الإدارة الأمريكية سوى الضغط الاسرائيلى وغياب من كان يجب أن يحدث توازنا فقد أخذت تتوارى وتنزوي دول خجل من شعارات شهدت صداها أروقة جامعة القاهرة قبل شهور فنزلت عن شجرة ادعاء العدالة مطالبة الطرف الفلسطيني إجراء مفاوضات دون شروط مارسها هذا الأخير ا لعقود لم تكن أكثر من ثرثرة كهواية مارسها الاسرائيلى ليضع على الأرض شروط فشلها.

وفى خطوة الوراء التي لا يملك الفلسطيني القدرة على صدها تعود الولايات المتحدة للحديث عن مفاوضات غير مباشرة يعرف الفلسطينيون نتائجها مسبقا بعد التجربة الطويلة فهل ستنجح الشهور الأربعة التي حددها العرب بما فشلت به السنوات العشرون الماضية بعد أن وافق الطرف الفلسطيني محاولا الاستقواء بالحالة العربية التي لا تقوي على ممارسة السياسة واستغلال ممكناتها.

حين عبر طارق بن زياد شواطئ اسبانيا والقي خطبته التي ردد التاريخ صداها"البحر من ورائكم والعدو أمامكم" لم يكن خيار سوى النصر وحين تنغلق أمام الفلسطيني خياراته بمقاومة توقفت بعد تجربتها ومفاوضات توقفت أيضا إلا مما يحفظ ماء وجه الأمريكان فليس أمامهم سوى التوحد بحده الأقصى على الأقل للمحافظة على صمود الشعب على أرضه ورفع الحصار عن غزه بدل أن يتسبب هذا الانقسام وإطلاق إسرائيل يدها على الأرض والأماكن المقدسة في هجرة الناس وسط انعدام الأمل، فان لم نستطع التقدم في الوقت الحالي فالحد الأدنى الثبات على الأرض .

\

هم مدركون لهولة ذلك , لكن يتغاظون ...
ربما يستقيم النظر
التوقيع:
نتلوكُم في لُجةِ الغيابِ شعراً ونثراً ..
و يُرتِلُكم الوطن ، آياتُ فجرٍ قادمٍ ..
حنظله غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 07:47 PM بتوقيت العيساوية