09-03-2010, 06:54 PM
|
#1 | |
|
مشرفة أكلات ولا بالاحلام
 
|
المشتاقون الى الجنة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذى جعل الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة اليها فلم يتخذوا سواها شغلا وسهل لهم طرقها .. فسلكوا السبيل الموصلة اليها ذللا .. وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها أبدا وباعث الرسل ( رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل) {النساء :165} والحمد لله الذى رضى من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل .. أفاض عليهم النعمة وكتب على نفسه الرحمة .. وضمن الكتاب الذى كتبه أن رحمته سبقت غضبه وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ..ومن سار على هديه واقتفى أثره الى يوم الدين ... أيتها الأخوات ...أن الله سبحانه وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لأمر عظيم وهيأهم لخطب جسيم ..عرض على السموات والأرض والجبال فأبين وأشفقن منه اشفاقا ووجلا ..وحمله الأنسان انه كان ظلوما جهولا والعجب كل العجب من غفلة من لحظاته معدودة عليه وكل نفس من أنفاسه اذا خرج لم يرجع اليه ...وانما يتبين سفه المفرط يوم الحسرة والندامة ..اذا حشر المتقون الى الرحمن وفدا وسيق المجرمون الى جهنم وردا .. فالأولون فى روضات الجنة يتنعمون ..وعلى أسرتها يجلسون وعلى بطائنها يتكئون ..والأخرون فى أودية جهنم يصطلون ..جزاء بما كانوا يعملون ومن هنا أشتاقت نفوس الصالحين الى الجنة ..حتى قدموا فى سبيل الوصول اليها كل ما يملكون ..هجروا لذيذ النوم والرقاد ..وبكوا فى الأسحار ..وصاموا النهار ..وجاهدوا الكفار ..فلله كم من صالح وصالحة اشتاقت اليهم الجنة كما اشتاقوا هم اليها ..من حسن أعمالهم وطيب أخبارهم ولذة مناجاتهم .. وكان لكل واحد منهم ولكل واحدة منهن مع الله جل جلاله أخبار وأسرار ..لم يطلعوا غيرهم عليها أبدا ..جعلوها بين أيديهم عددا ..لا يطلبون جزاءهم الا منه .. فطريقهم اليه ومعولهم عليه ومآلهم يكون بين يديه .. فلا اله الا الله ..كم بكت عيون فى الدنيا خوفا من الحرمان من النظر الى وجه الله الكريم ..وكم تقطعت أكباد شوقا الى لقاء الله جل جلاله ..فهو سبحانه أعظم من سجدت الوجوه لعظمته ..وبكت العيون حياء من مراقبته ..وتقطعت الأكباد شوقا الى لقائه ورؤيته .. المشتاقون الى الجنة لهم مع ربهم تعالى أخبار وأسرار ..فأليكم شيئا من أخبارهم وطرفا من أسرارهم.. أبو الدحداح ثابت بن الدحداح رضى الله عنه ..كان له نبأ عجيب..روى البخارى ومسلم أن غلاما يتميا من الأنصار كان له بستان ملاصق لبستان رجل منذ سنين ..فأراد الغلام يوما أن يبنى جدارا يفصل بستانه عن بستان صاحبه ..فلما بدأ يبنى هذا الجدار اعترضته نخلة فى طريق هذا الجدار.فذهب الى صاحبه وقال : يا أخى أنت عندك نخل كثير فى بستانك .. فلا يضرك أن تعطينى هذه النخلة التى اعترضت جدارى اذ هى من نصيبك ..لو كانت من نصيبى لأقمت الجدار وأدخلته فيه..لكن المشكلة أنها من نصيبك ولا يستقيم الجدار حتى ادخلها فى نصيبى .. فقال صاحبه :لا والله ..لا أعطيك النخلة ..قال: يا أخى ما يضرك ..أعطنى النخلة أو بعنى اياها .. قال : لا والله ما أفعل شيئا من ذلك .. قال : يعنى ما أقيم جدارى ؟ قال / ذلك أمر اليك وليس لى .. فذهب هذا اليتيم الى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله..ان بستانى بجانب بستان فلان ..واننى أردت أن أبنى جدارا فى وسط البستان فاعترضتنى نخلة ..لا يستقيم الجدار الا اذا أدخلتها فى نصيبى ..لكنها يارسول الله من نصيب صاحبى .. وقد سألته أن يعطينى اياها فأبى على يارسول الله ..يارسول الله فاشفع لى عنده أن يعطينى النخلة .. فقال صلى الله عليه وسلم "ادعه الى"..ذهب هذا اليتيم الى صاحبه فقال :ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك ..فلما جاء حتى مثل بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم التفت اليه صلى الله عليه وسلم وقال :"قد كان بستانك بجانب بستان صاحبك وأراد هذا اليتيم أن يبنى جدارا يفصل بينه وبين بستانك؟؟فاعترضته نخلة هى من نصيبك" قال :نعم قال "فأعطى هذه النخلة لأخيك " ..قال: لا .. قال" أعطى النخلة لأخيك "..قال: لا قال" أعطى النخلة لأخيك "..قال: لا فقال صلى الله عليه وسلم :" أعطه النخلة ولك بها نخلة فى الجنة " قال :لا ..سكت النبى صلى الله عليه وسلم ..ماذا يقول النبى أكثر من ذلك.. كان من بين الحاضرين أبو الدحداح رضى الله عنه ..فلما رأى العرض ..نخلة فى الدنيا تموت اليوم أو غدا بنخلة فى الجنة ..ونخل الجنة منها "طوبى" ..يسير الراكب فى ظلها مائة عام لا يقطعها ..لما سمع أبو الدحداح ذلك لم يصبر على ما يسمع ..قام ثم قال : يارسول الله .. أرأيت ان اشتريت نخلته هذه ثم أعطيتها لفلان أيكون عندى نخلة فى الجنة؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " نعم ..يكون عندك نخلة فى الجنة".. أبو الدحداح بدأ يفكر ..ماذا عنده من الأموال يستطيع أن يغري بها صاحب النخلة ..ليستخرجها منه الى ملكه ثم يعطيها الى ذلك اليتيم ..بدأ يفكر ..فتذكر أن له بستانا يتمناه أكثر تجارأهل المدينة..بستان فيه ستمائة نخلة وبئر وبيت ..فقال أبو الدحداح : يافلان ..ياصاحب النخلة ..قال: ماتريد؟ قال :أتعرف بستانى الذى فى المكان الفلانى ؟ قال : نعم أعرفه ..وهل يجهله أحد..بستان فيه تمر طيب..هل يجهله أحد.. قال : يافلان ..خذ بستاني كله وأعطنى هذه النخلة !! خذ البستان كله..بما فيه من شجر وبئر وبيت وغير ذلك وأعطنى النخلة ..نظر الجل الى أبي الدحداح ..ثم التفت على الناس فاذا هم يشهدون عى هذا البيع ..فقال : نعم أخذت الستان وأعطيتك النخلة .. فالتفت أبو الحداح رضى الله عنه الى اليتيم ثم قال : يافلان النخلة منى اليك..خذها واذهب ..فأخذها .زثم التفت أبو الحداح الى النبى صلى الله عليه وسلم وقال : يارسول الله ..الان أصبح عندى نخلة فى الجنة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كم من عذق رداح لأبي الدحداح فى الجنة )..كم من عذق رداح ..ملئ بالثمر ..لأبي الحداح فى الجنة.. يقول أنس رواى الحديث : ما قالها مرة ولا مرتين ولا ثلاثة ..مازال صلى الله عليه وسلم يكررها كم من عذق رداح لأبي الحداح في الجنة ) حتى خرج أبو الحداح .. أبو الحداح ..بعدما تم البيع ..ذهب الى بستانه يخرج بعض أغراضه منه ..من باع شيئا يكون له شيئا من اللباس أو الآنية أو شئ من ذلك ..فلما حرك باب البستان ليدخل فاذا بصوت زوجته وأولاده يلعبون داخل البستان ..أراد أن يفتح الباب ليدخل .. ما تحملت نفسه ذلك ..يدخل اليهم ويقول : أخرجوا ما عندنا بستان ..هذا البستان الذى جمعنا من الأموال سنين عديده حتى نشتريه أو حتى نقيمه ويبقى لأولادنا من بعدنا ..الآن ذهب عنا بطرفة عين ما تحمل أن يخرج أولاده من هذه السة الى هذا الضيق ..حرك الباب .زما استطاع الدخول ..فصاح بأعلى صوته وهو خارج البستان قال : يا أم الدحداح ..يا أم الحداح فتعجبت لما لم يدخل العادة ان يدخل مباشرة قالت : لبيك يا أبى الحداح ..قال : أخرجى من البستان ..قالت : أخرج من البستان !! قال : نعم لقد بعته .. بعت البستان يا أبا الدحداح ..بعته لمن ؟! قال : بعته لربى بنخلة فى الجنة ..قالت : الله أكبر ..ربح البيع ياأبا الدحداح ..ربح البيع ياأبا الحداح .. ما تدخل.. ثم أخذت أطفالها تخرجهم ..فلما وصلوا الى باب البستان أوقفته ..ثم فتشت جيوبهم..فمن كان معه شئ من التمرأخرجته ثم وضعته فى البستان .. قالت : هذا ليس لنا ..هذا لله رب العالمين ..أحد أطفاله الصغارجائع ..أخذ تمرة ووضعها فى فيه يأكلها وهو خارج..فأوقفته ثم فتحت فمه وأخرجت هذه التمرة ووضعتها ..قالت : هذه ليست لنا ..هذه لرب العالمين ..ثم خرجوا من البستان .. نعم خرجت أم الدحداح وخرج أبو الحداح ..تركوا البستان والأشجار .. فارقواالظلال والثمار ..نقلوا عيش دنياهم من الحدائق الى المضائق تركوا الشهوات ..واشتغلوا بالقربات ..عطشوا فى دنياهم وجتعوا ..وذلوا لربهم وأطاعوا ..فارقوا فى طلب رضاه كل شئ وباعوا ..فعل ذلك أ[و الدحداح حتى يكون هو وزوجته مع أولادهما فى ظلال الأرائك يتكئون ولا يزالون فى مزيد فهو سبحانه البر الرؤوف الرحيم {ان المتقين فى جنت ونعيم (17)فكهين بما ءاتهم ربهم ووقهم ربهم عذاب الجحيم (18) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعلمون(19) متكئين على سررمصفوفة وزوجنهم بحور عين (20) والذين ءامنوا واتبعتهم ذريتهم بايمن الحقنا بهم ذريتهم وما ألتنهم من عملهم من شىء كل امرىء بما كسب كسب رهين (21) وأمددنهم بفكهة ولحم مما يشتهون (22) يتنزعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم(23) ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون (24) وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون (25) قالوا انا كنا قبل فى أهلنا مشفقين (26) فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم (27) انا كنا من قبل ندعوه انه هو البر الرحيم(28) سورة الطور. من كتب للدكتور محمد العريفي المشتاقون الى الجنة وبأذن الله أكمل لكم باقى القصص لعباد الله الصالحين |
|
|
|
|
11-03-2010, 08:01 PM
|
#2 | |
|
مشرفة القسم الاسلامي
|
جزاك الله الخير كله على موضوعك اخت رغد وجمعنا واياكي والمسلمين بصحبة الانبياء والصالحين في جنان النعــــــــــــــــــــيم اللهم آآآآآآآآآآمين[/align] |
|
|
|
|
|
11-03-2010, 08:11 PM
|
#3 | |
|
مشرفة أكلات ولا بالاحلام
|
مشكورة على المرور الكريم .... مع تحياتي .... |
|
|
|
|
|
12-03-2010, 09:52 AM
|
#4 | |
|
عيساوي زعيم
|
بانتظار جديدك . . . تحياتي . . . \\\\\\\\\\\[/align] |
|
|
|
|
|
13-03-2010, 04:18 PM
|
#5 | |
|
مشرفة أكلات ولا بالاحلام
|
مع تحياتي ..... رغد الحياة .... |
|
|
|
|
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
العرض العادي
