العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الثقافي 【ツ】 > همس القوافي > منتدى القصة

قديم 17-01-2010, 06:31 PM   #1
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 27

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب




بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العصفور مقطوع اللسان

في منزل صغير بقرية صغيرة في اليابان .. كان يعيش رجل مسن وزوجته العجوز . ذات صباح .. فتحت الزوجة العجوز نوافذ بيتها .. فإذا بها تشاهد عصفور دوري بائس يقف على عتبة بابها .. فحملته بعطف ونقلته إلى داخل منزلها حيث أطعمته واهتمت به وعندما أشرقت شمس الصباح الدافئة وضعته تحت شعاعها حتى جفت أجنحته المبللة .. ثم تركته يذهب إلى حال سبيله .. بعد أن أصبح قادراً على الطيران مجدداً ليعود إلى عشه . لكنه بقي معها ليشكرها على جميل صنيعها بأغنية جميلة أخذ يغرد بها . وفي كل صباح .. كان عصفور الدوري يحط على سطح منزلها عندما تفصح ورود القرنفل الساكنة في قمم الجبال عن اقتراب شروق الشمس .. ويبدأ تغريده . وقد لاحظ الرجل المسن وزوجته العجوز ما يصنعه العصفور وشكراه على ذاك الصنيع .. خاصة وأنهما كان عليهما الاستيقاظ مبكراً في الصباح ليذهبا إلى العمل . ولكن بالقرب منهما كانت تعيش امرأة شريرة لم تكن تحب الاستيقاظ مبكراً .. فأغضبها تغريد العصفور لدرجة أنها تمكنت من الامساك به ذات صباح وقطعت لسانه . وهكذا .. اختفى العصفور المسكين ولم يعد يطير إلى منزل العجوزين لأنه لم يكن قادراً على التغريد بعد قطع لسانه . وعندما علمت المرأة العجوز بما حدث لعصفورها الرقيق أصابها حزن شديد .. وقالت لزوجها : دعنا نذهب للبحث عن عصفورنا المسكين . ومن ثم بدءا معاً رحلة بحث عن العصفور .. وأخذا يسألان كل طائر يصادفهما على جانب الطريق : هل تعرف أين يعيش عصفور الدوري مقطوع اللسان ؟ هل تعرف أين ذهب العصفور مقطوع اللسان ؟ واستمرا على هذه الحال حتى بلغا الجسر .. ولم يعرفا أين يذهبان بعد ذلك للبحث عنه .. ولا من يسألان عنه .. وأخيراً شاهدا خفاشاً متعلقاً في شجرة رأساً على عقب يستمتع بسنةٍ من النوم .. فسألاه : يا صديقنا الخفاش .. ألا تعلم أين ذهب العصفور مقطوع اللسان ؟ فأجاب : نعم .. أعلى الجسر وفوق الجبل . ثم أغمض الخفاش عينيه الناعستين . ونام بسرعة مرة أخرى . وذهب العجوزان فوق الجسر وأعلى الجبل .. ولكنهما وجدا أمامهما طريقين لم يعرفا أيهما يسلكان .. ولمحا فأر الحقل مختبئاً بين كومة من الأغصان والحشائش .. فسألاه : هل تعلم أين ذهب العصفور مقطوع اللسان ؟ فأجابهما : نعم .. عند سفح الجبل .. وعبر الغابة . ومن ثم ذهبا يبحثان عنه عند سفح الجبل وعبر الغابة .. حتى وصلا إلى بيت صديقهما المسكين .. وما أن رآهما العصفور الدوري حتى شعر بفرحة غامرة .. وجاءت زوجته وصغاره جميعاً وأحنوا رأسهم احتراماً للعجوزين . وقدموا لهما على وجه السرعة أرزاً مسلوقاً وسمكاً .. وبعد أن أولموا .. رقص لهم العصفور رقصة الدوري .. من أجل أن يسعدهم
وعندما بدأت الشمس تغرق في الغروب .. همَّ العجوزان بالعودة .. فأحضر العصفور الدوري سلتين وطلب منهما أن يقبلا منه أحد هاتين السلتين كهدية . وكانت احدى السلتين ضخمة وتبدو ممتلئة عن آخرها .. والأخرى صغيرة وتبدو خفيفة .. فظن العجوزان أنهما لن يستطيعا أن يحملا السلة الضخمة فاختارا الخفيفة وقالا : نفضل هذه لأن رحلة العودة إلى منزلنا ستكون طويلة وشاقة وودعهما العصفور .. ثم غادرا عائدين إلى منزلهما عبر الجبال ومرّا على الجسر .. كانا يشعران بسعادة غامرة .. وعندما وصلا قررا أن يفتحا السلة ليريا ماذا وهبهما العصفور .. وبداخل السلة وجدا مشغولات ذهبية .. تكفي لجعلهما أثرياء .. وهو ما جعلهما سعيدين جداً . وانتبهت لذلك جارتهما الشريرة التي قطعت لسان العصفور من قبل . وبدأت تتجسس عليهما عبر الجدران . واستطاعت أن تعرف تفاصيل القصة . وفي الصباح التالي ذهبت الشريرة إلى العجوز الطيبة وقالت لها : أنا آسفة لأني قطعت لسان عصفورك .. أخبريني من فضلك أين أجده لأني يجب أن أعتذر له . وأخبرتها العجوز الطيبة بعنوان العصفور .. فذهبت من فورها عبر الجسر ثم صعدت الجبل وعبرت الغابة وأخيراً وصلت إلى بيت العصفور الصغير . لم يكن العصفور سعيداً بزيارتها .. لكنه كان عطوفاً معها .. ومن أجلها بذل كل جهد ليشعرها بترحابه .. فقدم لها وجبة شهية .. وعندما همَّت بالعودة إلى بيتها أحضر لها سلتين .. مثلما فعل مع العجوزين الطيبين . ولأنه يعرفها جيداً فلم يستغرب اختيار العجوز الشريرة للسلة الضخمة طمعاً في ثروة أكبر من تلك التي حصل عليها العجوزان . أخذتها وولت عائدة إلى بيتها . كانت السلة ثقيلة جداً .. وكانت تعلق بأغصان الأشجار بينما تمضي بها العجوز عبر الغابة .. وشعرت العجوز الشريرة بالتعب فبدأت تجرها على الأرض .. كانت أنفاسها تلهث .. ولم تستطع الوصول إلى الجسر قبل حلول الظلام .. وعندما وصلت أخيراً إلى بيتها كانت في غاية التعب .. ولكنها تناست كل تعب تحت تأثير فضولها لاستكشاف ما بداخل السلة .. فأحكمت اغلاق نوافذها حتى لا يرى أحد ماذا أحضرت .. وفتحت السلة .. وإذا بسرب من الطيور القبيحة والمرعبة تخرج منها .. أخذت تعضها وتخزها بشكل مؤلم .. تدفعها .. وتجرها .. تخدش بشرتها .. وأخيراً لم تجد أمامها بعد أن عصفت بها المخلوقات القبيحة سوى أن تزحف إلى طرف الغرفة محاولة الاستغاثة بجارتها العجوز الطيبة وزوجها .. وفي اللحظة التي فتحت فيها الباب .. انقضت عليه المخلوقات القبيحة .. وحملتها .. وطارت بها .. ومنذ ذلك الحين لم يسمع أحد أي معلومة عن تلك العجوز الشريرة
بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 08:05 PM بتوقيت العيساوية