العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الاسلامي 【ツ】 > الكلمة الطيبة

الكلمة الطيبة ألَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء

قديم 16-03-2010, 08:47 AM   #1
رائد سلهب
عيساوي مشارك
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 16

رائد سلهب عضو في طريقه للتقدم



هل ينقسم الدين إلى قشور ولباب؟
"الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب و لم يجعل له عوجا، والصلاة و السلام على سيدنا وحبيبنا محمد، و على آله و صحبه أجمعين.
إخوتي في الله: تعلمون أن مقولة "للدين قشور و لب" تركت آثاراً سلبية على دعاتنا، الذين واكبوا وعاصروا هذه المحنة وعاشوا أغلب أعمارهم فيها، و إن لم تكن كلها، هل تعرف كيف؟ الدعاة الذين استهانوا أو هوَّنوا من إعفاء اللحية، ومن طاعة الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم في الأمور الصغيرة و الكبيرة، وقالوا: إن هذه قشور، وكل الأحكام التي على هذا النمط قشور، تعرفون لماذا قالوا هذه الكلمة؟ لأنهم قضوا أكثر أعمارهم يقاتلون هؤلاء العلمانيين الملحدين على فرضية الصلاة، فعندما يأتي أحدهم ويقول: لا توجد صلاة، فأنت تثبت أن الصلاة ركن من أركان الشرع، فإذا جاء آخر وقال: يا مولانا! ما رأيك في اللحية؟ يقول له: أي لحية؟ الصلاة ضاعت و الزكاة ضاعت أيضاً، فلا تكلمني عن اللحية، ولا تكلمني عن الإزار... هذه قشور بالنسبة لما نقاتل من أجله! فهذا صواب في الحالة التي وُجد فيها الداعي، و لا يجب أن تعمم. فتعميمها ترك آثاراً سلبية حتى على الدعاة أنفسهم ـ فسباح مغير الأحوال ـ، مع أننا لا نقدح و لا نشك في إخلاصهم، ونشهد بأنّ عندهم عاطفة ومحبة لله ورسوله، وقد قضوا أغلب أعمارهم يُثبتون أن الصلاة ركن، و دافعوا بكل إخلاص عن الدين.
فمن السلبيات التي نتجت عنها: أنهم لم يراعوا تغير الجيل، فقد جاء جيل آخر يعتقد بفرضية الصلاة، إذاً فلابد أن يُغير الأسلوب، أنت لا تكلم الجيل الذي كنت تكلمه في الماضي، فهذا جيل آخر ذو تفكير جديد ، ومع ذلك لا زال يقول حتى للجيل الجديد: أي لحية؟ أي إزار؟ ... فهذه سلبية عانينا منها وما زلنا نعاني. نسأل الله السلامة و العافية. فوصل الحال ببعض المنتسبين إلى العلم أن يهاجم الحجاب والنقاب أكثر من مهاجمة التبرج والسفور في بلاد تقول بأنّ دينها الرسمي هو الإسلام، ويقول: الفرض تغطية البدن كاملاً سوى الوجه والكفين، واتُخِذ هذه الرأي سُلماً إلى التبرج والسفور لأنّ القائل يخطئ المخالف بل و يصفه بالتشدد و التعصب و الضلال، وهذا كله بسبب التهوين، فحتى الذين يدعون إلى الله أصيبوا بسبب هذه المحنة. الثوابت تهتز ولا زالت تهتز حتى الآن، فالاعتداء على شخص الرسول عليه الصلاة والسلام موجود و متكرر، والقائل أنه هل مات بالزائدة الدودية أم لا؟، كان ينبغي أن يعزر بأن يجلد مثلاً، وقد يصل التعزير إلى القتل، إذا كان يستهزئ بشخص الرسول عليه الصلاة والسلام، و هذا هو قول من أقوال أهل العلم، من استهزأ بالله ورسوله، واستهزأ بدين الإسلام يقتل، حتى لو أظهر الرجوع؛ لأنه لو جاء رجل فسب النبي عليه الصلاة والسلام واستهزأ به، فلما رأى بارقة السيف قال: تبت؛ تركناه، فاستهزأ آخر، فلما أردنا أن نقيم عليه الحد قال: تبت؛ تركناه، فاستهزأ ثالث، فقال: تبت.. وهكذا تذهب حرمة نبينا صلى الله عليه وسلم، فحفاظاً على مكانة الرسول عليه الصلاة والسلام يقتل هذا الشخص، وإذا تاب فتوبته بينه وبين الله تعالى، لكن يقتل تعزيراً، لأنه قد يصل التعزير في مثل هذه الحالة إلى القتل. واحتج العلماء لها بأحاديث منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد امرأة مقتولة، ولم يعرفوا من الذي قتلها، فقال: (أنشد الله رجلاً لي عليه حق فعل ما فعل إلا قام، فقام رجل أعمى فقال: إني قتلتها، كانت زوجتي، وكانت بي بارة، لكنها كانت تكثر الوقيعة فيك، فكنت أنهاها فلا تنتهي، فقمت إليها فقتلتها، فقال عليه الصلاة والسلام: ألا اشهدوا أن دمها هدر) . فكيف يترك هؤلاء دون أن يعاقبوا؟! ولم يصل هؤلاء إلى هذا طفرة، لكنهم لما رأوا أشياء كثيرة تهتز اهتزازاً عنيفاً ساغ لهم أن يهزوا هذا الأصل أيضاً بأسلوب غير مباشر، تقول له: تتكلم عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، يقول لك: يا أخي! هذا كلام علمي، وأنا عندما أذكر النبي أقول: محمد أُضيف صلى الله عليه وسلم، وعليه الصلاة والسلام، لكن هذا كلام علمي. حسناً.. هل الجثة موجودة الآن وبإمكانك أن تشرحها حتى تفيد البشرية من هذا المرض، لو جاز لك أن تقول: أنا أشرح إنساناً، وآخذه من المشرحة من أجل أن أعمل أبحاثاً تفيد البشرية، ونطور من خلالها العلاج، ونعرف طبيعة المرض، لو جاز لك ذلك في إنسان له جثة، فما هي الفائدة العلمية التي تعود على هذا الكاتب حتى يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم مات بالزائدة الدودية، وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم منذ خمسة عشر قرناً؟! الفائدة أنك تتكلم عن الرسول فقط، وتتناول شخصه كأنه مثل أي شخص آخر، ممكن فيما بعد أن نشرح مواقفه وأخلاقه، ونعترض عليه، والأمر طبيعي، كما يقع هذا من بعض أدعياء الدعوة كالذي قال بأن أدلة وجوب النقاب غير مؤصلةـ معنى قوله ـ وهذا كله باسم المنهجية العلمية و الموضوعية و حرية الرأي، وهذا كله علم، ونحن لم نسبه ولم نشتمه، لكن نتكلم كلاماً علمياً. وتصبح شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام -التي لم تمس- سهلة المسيس، وأي إنسان ممكن أن يتكلم عليها، وأي إنسان ممكن أن يتناول جانباً آخر من حياته من دون أي إشكال، وقد يظهر شخص ويقول لك: هل مات باللثة -مرض في اللثة- ويستدل بحديث في صحيح البخاري أن عائشة رضي الله عنها قالت: (ما زلت أعرف أثر السم في لهاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى مات) ويأتي لك بتشريح للثة وتشريح للأسنان ويتكلم، وكأنه يتكلم عن شخص عادي، فليس هذا من الوقار والهيبة و الحب والاحترام للنبي العدنان صلى الله عليه وسلم.
نحن أمام طوفان هائل، أين هذا الجيل الذي يقف ولاءً لله ورسوله في زمان الغربة الجديدة، يدافع عن الله ورسوله، وعن دين الله ورسوله في زمان قل فيه النصير لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ [الحديد:10]، لا يستوي من نصر الله ورسوله في وقت عز فيه النصير مع الذي انضم إلى القافلة بعد رجوع الناس زرافات ووحداناً إلى دين الله تبارك وتعالى. جيل التمكين صار ضرورة، وبكل أسف بعض الذين ينسبون إلى الالتزام والتدين لم يراعوا هذه المسألة، فعندما تنظر إلى أولادهم لا ترى كبير فرق بينهم وبين أولاد غيرهم من غير المسلمين، كل هذا بسبب أن الأيدي العاملة القائمة على استصلاح الأرض ليست ماهرة و مختصة، فالصلاح له ثلاثة أركان: خصوبة الأرض، ومهارة الأيدي العاملة، مع عذوبة الماء.. إذا تجمعت هذه الثلاث أخرجت لنا زرعاً قوياً سليما.
و نلاحظ مثلاً إذا توفي عالم مسلم نتحدث عنه بعض الثواني ، و لكن إذا توفي أو مرض ممثل أو مغني ساقط نُبرمج الحصص الطوال للحديث عن حياته الفنية، و مثال ما أقول هو رحيل الشيخ الدكتور "فريد الأنصاري" ـ رحمه الله و غفرله و جمعنا به تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ـ و الذي بقي في فراش المرض الأيام الطوال و لم نسمع أي صوت يذكره حتى أتانا نعيه في بضع كلمات لا غير، و لا حول و لا قوة إلا بالله. أما المغني مايكل جاكسن ـ حشره الله مع خيرة أمته ـ فكل الإذاعات تتحدث و تكتب عنه. فيا أسفاه.
و الله ورسوله أدرى و أعلم نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم بما علمنا. و صلى الله على محمد و آله و صحبه أجمعين.
أحبكم في الله.
التوقيع:
[flash=http://rooosana.ps/store/6/10_03_11-20_04_38-OHnz@0.swf]WIDTH=400 HEIGHT=300[/flash]
رائد سلهب غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 10:02 PM بتوقيت العيساوية