موجة مفتوحة عن احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009

[ام زيد]

القدس توحد العرب غدا عبر استوديوهات الموجة المفتوحة في "الهلال الأحمر" بالبيرة أذان الجمعة في الاقصى سيتردد في العواصم والحواضر العربية عبر 20 فضائية

رام الله - الحياة الجديدة - نائل موسى - أشبه بمجسم فني للقدس أو بمتحف زاخر بصور وتفاصيل الحضارة وعبق التاريخ صاغت وأقامت عقول وأيد فلسطينية استوديوهات الموجة المفتوحة بمدينة البيرة لتعلن منه للأمة وللعالم غدا، عن انطلاق فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 المقرر تدشينها عمليا في عيد الأم ويوم الكرامة. وبدت القدس وكأن مرآة عكست صورتها داخل حجرات الاستوديو في الدور الحادي عشر من بناية جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الشاهقة على مشارف مدينة السلام الذي اتخذت منه اللجنة الوطنية العليا للاحتفالية نافذة تطل منها العاصمة الأسيرة على العالم.وينطلق غداً الجمعة أذان خاص يرفع من المسجد الاقصى المبارك معلنا باسم الجلالة وباسم فلسطين اليوم المفتوح من الساعة الواحدة ظهرا وحتى العاشرة مساء، بالتنسيق مع اتحاد الاذاعات العربية. ضمن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية 2009.. ليتردد رجع صداه في نفوس آلاف الملايين على مدى المعمورة تتطلع اليها بالقلوب والقلوب قبل العيون. وبانتظار دنو ساعة الصفر، التي بدأ عدها التنازلي.. وعدت أسرة الاحتفالية أحبة القدس في الأمة والعالم، أمس، بمفاجآت بصرية وفكرية وابداعية تليق بالقدس تظهر عبقرية الفلسطيني.. فيما يحبس فريق العمل وهو يراجع الجاهزية، ويضع آخر اللمسات، الأنفاس خشية وقوع تطورات تعرقل بث الجزء المقرر نقله على الهواء وبتزامن معبر من قلب القدس وغزة. وفي مؤشر تسارع الخطوات العملية لاطلاق فعاليات الاحتفالية المقررة في الحادي والعشرين من آذار المقبل لفت رئيس وحدة القدس في ديوان الرئاسة، مقرر اللجنة الوطنية العليا لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009، المحامي أحمد الرويضي، من المقر الرئاسي الى ان 20 صحيفة عربية اضافة الى صحيفتي الأيام والحياة الجديدة ستخصص، اليوم احدى صفحاتها للقدس عاصمة للثقافة العربية. بتسليط الضوء على واقع مدينة القدس في كل المستويات، والمادة مقرة من قبل المجلس الاداري للاحتفالية. ووقعت امس اتفاقية في مقر جمعية الهلال الأحمر بقيمة 400 ألف دولار، ممولة من صندوق دعم المشاريع الصغيرة في القدس والتابع لوحدة القدس في مكتب الرئيس. مع 20 مؤسسة مقدسية لاقامة مشاريع لها علاقة بالانتاج المسرحي وبمؤسسات تعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ومؤسسات شبابية، وجميع هذه المشاريع ستنفذ أعمالها في القدس وتخص القدس. وأشارت الرئاسة الى موافقة المجلس الاداري لفعالية القدس عاصمة للثقافة العربية على المؤسسات التي وقعت معها الاتفاقية، وهي جزء من 175 مشروعا اتخذ قرار بدعمها. وبينت أنه تم دعم عدة مؤسسات مقدسية، وتحديدا فرق فنية مقدسية خلال الأشهر الماضية، منها فرق كشفية ونواد شبابية، ومشاريع اقامة بطولات رياضية محلية ودولية تحت عنوان 'القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009. ولفتت الرئاسة الى المعيقات التي تواجه عمل وفعاليات القدس عاصمة للثقافة، وقالت انها تتمثل بالاحتلال الذي يقوم بمنع والغاء عديد النشاطات، اضافة الى المشكلة المالية بسبب عدم التزام الدول العربية حتى اللحظة بأي دعم لهذه الفعالية. وأكدت أن الصرف على هذه الفعاليات، يتم من المبلغ المقر من مجلس الوزراء بقيمة 5 ملايين دولار، ودعم مكتب الرئيس والذي تجاوز 2 مليون دولار. وبدا الطابق العلوي من مبنى الهلال الأحمر حتى ساعات المساء المتأخر أشبه بخلية نحل تعج بالحركة وبالعمل الدؤوب في سباق مع الزمن لانجاز الاستوديو استعدادا للموجة المفتوحة التي تحفل على مدى عشر ساعات بلقاءات مع شخصيات مقدسية وفلسطينية، وبلقاءات واتصالات مع كبار الفنانين العرب لتسليط الضوء على واقع القدس في كل المستويات، اضافة الى عرض أفلام وثائقية تعرض واقع مدينة القدس. توطئة لانطلاق فعاليات الاحتفالية من مدينة القدس، ومن عدة مدن بضمنها بيت لحم، وغزة، والناصرة ومن أحد مخيمات اللجوء في لبنان. وأشاد امين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم في منظمة التحرير، رئيس لجنة التنسيق العربية للاحتفالية اسماعيل التلاوي وهو يواكب التحضيرات بالدعم السخي الذي قدمته الشركات والمؤسسات المحلية للتظاهرة من أجل القدس وعبر تقديم كامل المواد الاولية للاستوديو وديكوراته وبما يمكن اللجنة الوطنية لاظهار القدس عبر الموجة المفتوحة بما يليق بها وبمكانتها وبالمناسبة خاصا بالشكر شركة الميمي التي قال انها تبرعت بمعظم المواد اللازمة لصناعة الديكورات. وبدا التلاوي مقتنعا تماما كغيره ممن شاهدوا تصميم الاستوديو وملحقاته واعتبره مفخرة وانجازا يسجل للابداع الفلسطيني قادته المهندسة ديانا أحمد المتخصصة في هذا الحقل وقال ان هذا التصميم يؤشر الى الطاقات الخلاقة لدى شعبنا من جانب ويؤكد على اهمية استفزاز هذه الطاقات لتبرز وتبدع ولتكون بمستوى القيمة الثقافية العربية التي تحمل عناوين الاحتفاء بالعواصم العربية للثقافة وبما فيها القدس التي قال التلاوي انه يحتفل بها بشكل مميز ومتميز كونها عاصمة العواصم بل وعاصمة الحضارات الانسانية وتعهد التلاوي باطلاق موجة وفعاليات تليق بالقدس التي توحد ولا تفرق عبر افلام وتقارير وبث حي اعد واعتمد على مدى شهور لخدمة الهدف الوحدوي ورفض ونبذ الانقسام الفلسطيني والعربي لتظل القدس عمل جمع وتوحيد بعيدة عن كل التجاذبات. وامام خلفية تظهر فيها البلدة القديمة واجزاء من القدس الحديثة جعلت في اطار يشبه اسوار المدينة تمحور حوله ديكور جمع بين الاصالة والعراقة باقتدار مع التحديث والحداثة وقفت المهندسة ديانا احمد لتعلن.. لم أحاول ان أصنع قدست جديدة.. فقط تناولت واقع المدينة بروح الشباب.والى جوار حجرة الاستوديو الرئيسة وزعت المهندسة بانسجام حجرات خارجية مجاورة جمعت بين الاصالة وتجديد مستمد من عبق التاريخ وروح الحضارة المقدسية خصصت احداها للجلوس، واخرى للحوارات الثنائية طغى اللون الاسود على مركبات ديكوراتها الاساسية لون اعترفت انه لون الحزن الذي يلف حاضر المدينة الاليم، وشعبنا المكلوم. واشارت ان الفكرة تصميم المشهد تبلورت بعد دراسة بدأتها منذ اواخر العام الماضي فيما احتاج الامر الى اسبوعين فقط لتنفيذها. ووعد المخرج محمود كامل الذي يتولى اخراج اليوم المفتوح المشاهد حول العالم بمفاجآت سارة تغير نظرة العالم عن الابداع الفلسطيني في يوم القدس، قائلا سنقدم للاحبة ما يروق لهم بمهنية واقتدار وسنثبت اننا لسنا في مرتبة اقل من سوانا في هذا الحقل وفي حقل استخدام وتطويع آخر ما توصلت اليه التكنولوجيا. رغم المعيقات والعراقيل التي تضعها سلطات الاحتلال وخاصة منعنا من دخول القدس وتابع بلغة لاتخلو من تحد وثقة: اسرائيل منعتني كمخرج من دخول المدينة لمواكبة العمل بكل ما يعنيه ذلك، ولم نتمكن سوى من ادخال كاميرا واحدة ومع ذلك نعد مشاهدينا حول العالم ان يشاهدوا الجمعة ما يسرهم شكلا ومضمونا. على خلفية موسيقى فلسطينية خالصة. وحول الخشية من مفاجآت تعرقل او تحول دون بث حي من القدس المحتلة او غزة المحاصرة ربت المخرج على جيبه في اشارة الى وجود بدائل جاهزة في مواجهة كل احتمال قال ان أسوأها متوقع من غزة، وان اعترف بوجود صعوبات في ظل سيطرة اسرائيل على الاثير وتحكمها في كل شيء. ولفت الى رغبة فنانين عرب كبار للمشاركة في اليوم المفتوح بعضهم صرح انه يود القدوم الى القدس ولو زحفا وآخرون قالوا انهم سيكونون اول من يصلها بتأشيرة فلسطينية في اشارة صريحة الى رفض التاشيرة الاسرائيلية. ورجح المخرج ان يدشن اليوم المفتوح ببث اذان خاص يرفع من المسجد الاقصى المبارك ليتردد في العواصم والحواضر العربية والاسلامية وحول العالم عبر 20 فضائية عربية ومعها فضائية فلسطين يعقب ببث حي من قلب القدس للمؤتمر الصحفي الذي من المقرر ان ينطمه رئيس ديوان الرئاسة د. رفيق الحسني بهذه المناسبة.

منقول من صحيفة الحياة الجديدة