حلاق أيام زمان

[وئام العمر]

حلاق أيام زمان
الشباب الذي يضيق على قفصي ا لصدري يحملني الى مطارح جدي 000وجدتي و هناك باقه من اخبار ايام زمان و محطتنا اليوم مع حلاق أيام زمان
(هات مناشف ياولد 00شو صار بالشاي 00)
بالكاد تستطيع ان تفصل بين هذه العبارات ووابل الترحاب بالأهلا و السهلا 00ونورت المحل 000التي يتخللها بعض رشقات السباب و الشتائم لذاك الصبي الذي تجبره تعلم المهنه الصبر و السكوت اذا لم يكن اهله قد اجبروه 0
وهكذا يسترسل حلاقنا في حديثه الذي لا ينضب معلقا أي خطأ على ذلك الصبي الذي يوحي لك وفور ان تطأ قدماك المحل بأنه موضع شفقه و رحمه وما أن تغفل عنه عين الحلاّق حتى و يظهر نفسه وكأنه شيخ الحلاقين فكيف اذا ما طلب منه المعلم ان يضع الصابون على ذقن الزبون و عندها ينشغل الحلاق 00 منهمكا في سن موس الحلاقه بحركات بهلوانيه على ما تسمى ب (القاييش ) و القاييش هذا عباره عن جلد لحيوان ما يثبت على جدار المحل و طرفه الآخر حر يمسك به الحلاق عند سن الموس و يمتاز هذا الجلد بطوله و قلة عرضه
و فجأة تجد نفسك كالاطرش عندما يصرخ بصوته المبحوح ( وين صّرنا ) 00و طبعا فم الحلاق لا يعرف السكوت و انت مرغم على سماعه و على ان تقول له ايضا (نعم 000وشو صار بعدين ) 00 وبعباراته الناعمه المعهوده يكمل حديثه الذي يعطيه بالغ الاهميه كيلا تتلفت يمينا و شمالا على أشياءه المبعثره هنا وهناك على طاولته الخشبيه و التي منها يلزم و منها لا يلزم 000و ما ان يضع موسه على ذقنك حتى يعود للصراخ (وين الشاي يا ولد ) و تكون محظوظا جدا اذا لم تقاطعه احدى الجارات المتلهفات التي تمسك بيدها طفلها و تقول ( دخيلك يا ابو فلان 00) لو ترفع له لوزاته 00 وبسرعه ودون استئذان من الزبون المنقوع يفتح للولد المريض فمه و بأصبعه الطويل يجسّ لوزاته مؤنبا والدته لتأخرها عليه 000ولا يساورك الظن ادنى شك بأنك سوف ترحل من عنده قبل ان يحلّ الظلام 0000خصوصا عندما يدخل احد العجائز و يده على فمه وهو يقول له ( يا أبو فلان أضراسي 00تؤلمني و تؤلم رأسي 00ومن وسواسي لا أنام ) وهنا يترك الحلاق الموس ثانية وينادي الصبي / المنشفه ياولد00الكلبه ياولد و لا تنسى الخيط / و الكلبه هذه 00ليست حيوان بل هي لاقطه من معدن يمسك بها الضرس المراد قلعه لكنه هذه المرّه قد يعتذر من زبونه صارخا (وين الشاي يا ولد) و يعلو صراخه على الصبي مهددا و متوعدا و فجأة تجد نفسك بأنك اصبحت قاضيا و مصلحا بينه وبين الصانع و تكون نسيت انه اعتذر ام لم يعتذر و بعدما ينتهي من الشد وقلع الضرس الذي لا يتوانى في عرضه على صاحبه و الزبون مع الشرح و التفصيل
واذا أصابك السأم و الملل يوعدك بالشاي (طري ذقنوا يا ولد ) لانها يبست و جف صابونها 00وبعد 00وبعد 00نعيما يا جار 00ويزيد من التنعيم و حديثه الذي بدأه لم ينتهي 000000راجيا من الزبون ان لا يبرح المحل قبل ان يكمل عليه حديثه , وحديثه هذا الذي يعرج فيه على كل قضايا المعمورة من سياسه واحوال الطقس ومن تزوج في الحي ومن لم يتزوج ومن طلّق زوجته ومن ينوي الطلاق , وعمن كان يسأل الدرك اليوم , والزبون الذي انهكت قواه تلك الكرسي الخشبيه والتي مقعدها مجدول من نبات( الحلفه) وموضوع عليها قطعة لبّاد بيضاء
و قبل ان توشك الشمس على الغروب 00وفي حال كان الحلاق مدعوا لحلاقة و قص شعر عريس ما يضع ادواته الميدانيه في حقيبته الخشبيه و يذهب الى منزل العريس 0000
و عند وصوله يرحب به و يبدأ بفرد أدواته و تهيئتها للعمل بينما الرجال يغنون له :
يا حلاق أحلقلو و لا تجور عليه
هيدا حبيب قلبي يابسم الله عليه
و بعد الانتهاء من قص شعر العريس توضع صينيه في المنتصف و يوضع عليها محرمه او منديل ويبدأ الرجال بوضع النقود على الصينيه و يكون بذلك قد اصاب الحلاق عصفورين بحجر واحد قبض النقودالوفيرة و غنى له الرجال

[мešħαł]

مشكوور اخ وئام العمر على الموضوع
الحلو وتقبل مروري اخوك
ღ♥R∂R∂O∂♥ღ

[وئام العمر]

شكرا على الرد
وئاااااااااااااااااااااااااااااااام