العودة   منتديات العيساوية > النقاش الجاد والمواضيع الساخنة > النقاش الجاد والمواضيع الساخنة

   
قديم 23-12-2009, 08:44 AM   #36
سحر يحيى ابو الحمص
مشرفة قضايا النقاش وقسم ابداعات الشباب العيساوي

الصورة الرمزية سحر يحيى ابو الحمص
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 18

سحر يحيى ابو الحمص عضو في طريقه للتقدم



بسم الله الرحمن الرحيم
دليل الزوج للوصول لقلب زوجته ...
والزوجة للوصول لقلب زوجها....
ـ لا يضربها ولا يهينها
الزوج المثالي في الإسلام يكرم زوجته ولا يهينها ، يصبر عليها ولا يضربها ، مقتدياً في
هذا بقدوتنا صلى الله عليه وسلم ، ومتأسياً به في عدم ضربه امرأة قط .
عن عبد الله بن زمعة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ أيضرب أحدكم امرأته كما يُضرب العبد ثم يجامعها آخر اليوم ؟!! } .
هذا الاستفهام الإنكاري من النبي صلى الله عليه وسلم يشنع على كل زوج يفعل
هذين الفعلين في يوم واحد مع إنسان واحد .. في رفض واضح للفعل .
أجل .. لقد أباح الإسلام للزوج أن يضرب زوجته .. ولكن أي ضرب !! ومتى ؟ يقول
تعالى : ( وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً) .
إنه ضرب لا يقصد منه الإيلام وإطفاء الغيظ بقدر ما يقصد منه إعلان الأسف ، وعدم
الرضا بالسلوك ، وإذا ورد النص مطلقاً في قوله تعالى :{ وَاضْرِبُوهُنَّ }
أي أدنى ما يتحقق به مفهوم الضرب ، فهو ضرب تأديب وإصلاح كما يقول المفسرون ،
وضرب تقويم وعلاج ، وليس ضرب إيلام وإزعاج .
ـ لا يبخل بالكلمات الطيبات
الزوج المثالي يستفيد من رخصة الإسلام له بالكذب على زوجته في مشاعره حتى
يترضاها ، ويستميل قلبها ، ويكسب ودها .
إنه يعلم أن الكلمة الطيبة ، وإن لم تكن تعبيراً كاملاً عما يحس به حين يقولها ، تفعل
في نفس زوجته فعلاً عجيباً .
ولن يندم زوج إن شاء الله على كلمة مودة قالها لزوجته يوماً ، لأنه سيحصل في
مقابلها على تفان منها ، واندفاع في خدمته ، وعطاء لا حدود له .
وأحسب أنه لا يغيب عن الزوج المسلم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ الكلمة الطيبة صدقة } فهذا حافز قوي يجعله يكثر من
الكلمات التي يترضى بها زوجته .
ـ يأمرها بطاعة ربها
الزوج المسلم يعلم زوجته أمور دينها ، ويأمرها بطاعة ربها ، وهو يظهر الحرص عليها ،
وعلى وقايتها نار جهنم ، قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً )
قال عمر رضي الله عنه : يا رسول الله نقي أنفسنا .. فكيف نقي أهلينا ؟ قال صلى
الله عليه وسلم : { تأمرونهم وتنهونهم وتؤدبونهم } وقال
علي رضي الله عنه وقتادة ومجاهد : قوا أنفسكم بأفعالكم وقوا أهليكم بوصيتكم .
ومما يساعد الزوج على تحقيق هذه الصفة فيه ما يلي :
أ ـ إحضار الكتب والمجلات الموجهة للمرأة المسلمة التي تنصحها في التزام دينها ،
وكذلك أشرطة التسجيل لعلماء ثقاة وخطباء مجيدين .
ب ـ أن يحكي لزوجته ما يسمعه من مواعظ ومحاضرات ، وينقل إليها بعض ما يقرأه في
الكتب والمجلات ، مما يراه ينفع زوجته ويعلمها ويكون لها فيه عظة وعبرة .
ج ـ يكون لها قدوة وأسوة في ما يأمرها به ، فهذا أدعى لقبولها وأسهل في اقتناعها ،
وأقرب إلى عملها بما تؤمر به .
ولا ينسى الزوج وهو يأمر زوجته بالصلاة وغيرها من الطاعات أن يكون رفيقاً في هذا
الأمر ، مظهراً حرصه عليها ، ورغبته في ما هو خير لها ، حتى لا يستثير عنادها ، إذا
ما تعالى عليها في أمرها ، وأظهر زيادة علمه على علمها ، فيضر حيث أراد النفع .
ـ يستر أخطاءها
إن لهذه الصفة ثمرات كثيرة منها :
أ ـ يحصر دائرة الخلافات الزوجية بين الزوجين ، ويمنع من اتساعها فلا تشمل أطرافاً
أخرى قد يؤدي تدخلهم فيها إلى تأزمها وزيادتها .
ب ـ يُخجل الزوجة من نفسها ، ويجعلها تندم على تجاوزها حدودها في خلافها مع
زوجها .
ج ـ يحض الزوجة على أن تفعل مثلما فعل زوجها فتكتم عن أهله وأهلها ما يمكن أن
يقع فيه من خطأٍ وتقصير .
د ـ يغلق الباب أمام إبليس للإيقاع بين الزوجين لتوسيع شقة الخلاف بينهما إلى قدر لا
يمكن فيه رأب الصدع .
ح ـ يجلب المودة بين الزوجين ويزيد في نموها .
يبدي فضائلها ويظهر حسناتها
الكشف عن فضائل الزوجة وإظهار أخلاقها الحسنة ، عمل من أعمال الزوج المثالي ،
وهذا العمل للأسف يهمله وينصرف عنه أزواج كثيرون ، رغم ماله من آثار إيجابية طيبة
في نفس الزوجة ، وماله من دور في تقوية أركان البيت الزوجي .
من الآثار الطيبة العظيمة التي يحدثها الثناء في الزوجة :
أ ـ ينمي في نفسها مشاعر الحب والمودة تجاه زوجها ، ويطفئ مشاعر الغضب
والكراهية والضيق .
ب ـ ينقذها من الإحباط الذي يصيب كثيرات من الزوجات حين يعملن في بيوتهن
جاهدات ، باذلات الوقت والعافية ، ثم يقابلن من أزواجهن بعدم الرضا عنهن ، واتهامهن
فوقها بالتقصير .
ج ـ يمنحها طاقة تنسى معها تعبها ، وتساعدها على بذل المزيد من الجهد والعطاء
في رضى كبير .
د ـ تنجح في تربية أولادها ، وتكون أكثر إقبالاً عليهم ، ورغبة في رعايتهم ، وصبراً على
عبثهم وإهمالهم وتقاعسهم .
وتأكد أن زوجتك حين تثني عليها أمام الآخرين ، أو تسمعك وأنت تعبر عن هذا الثناء
ستحبك كثيراً ، وتبادلك الثناء فتذكرك بخير أمام الآخرين ، كما أنها ستزيد في فعل ما
أثنيت به عليها ن وتنصرف عن كثير مما كنت تكرهه فيها .
ينهي الخلاف معها
من أخلاق الزوج المثالي أنه لا يمضي في خلافه مع زوجته ، ولا يعاند فيه ، ولا
يستمر في الجدال والنقاش معها وكأنه في معركة يحرص على أن لا يخرج منها إلا
منتصرا ، إنه يرى الانتصار في حصر هذا الخلاف ، وفي الحد منه وفي إيقافه ، وفي
الحيلولة دون اتساعه وتطوره وتأزمه ، وينجح الزوج في هذا عن طريق إحدى السبل
الآتية :
1 ـ ينسحب من ساحة الخلاف .
2 ـ يساير زوجته في ما كان سبب خلافهما ، ما دام لا يبطل حقاً ولا يحق باطلا .
3 ـ الصمت مقابل هياج الزوجة وثورتها .
4 ـ محاولة إقناع الزوجة بتأجيل البحث في موضوع الخلاف ، أو محاولة صرف الاهتمام عنه .
ـ يقوم لزوجته ويرافقها
قالت صفية رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا ، فأتيته
أزوره ليلاً ، فحدثته ، ثم قمت لأنقلب ( لأرجع ) فقام معي
، حتى إذا بلغ باب المسجد
مرَّ رجلان من الأنصار ، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال :
على رِسلكما ، إنها صفية ... الخ .
إن بعض الأزواج قد يكبر في نفوسهم قيامهم لزوجاتهم وداعاً لهن أو استقبالاً وترحيباً
بهن ، ويجدون في هذا منافاة للدرجة التي لهم على نساءهم ، أفليس لهم أن يقتدوا
برسول الله صلى الله عليه وسلم !!!
ـ يتغافل ولا يستقصي
من أخطاء الأزواج البليغة : تدقيقهم في كل صغيرة ، وسؤالهم عن كل شان ،
ومتابعتهم لكل ما خفي عليهم .
بينما غض الطرف ، والتجاهل ، وعدم الاستقصاء من أخلاق الكرماء ، قال الحسن
البصري : ما استقصى كريم قط .
أجل ، فالزوج الكريم لا يستقصي كل ما غاب عنه ، بل يعرض عن كثير مما يراه ويعرفه
وينتبه إليه .
إنه يتغافل عن بعض أخطاء زوجته ، وبخاصة تلك الأخطاء التي تندم هي عليها ، وتلوم
نفسها على ارتكابها ، فليس من فعل الكرام أن يزيد في ألمها بلومها ، قال سفيان
الثوري : ما زال التغافل من فعل الكرام .
ومن التغافل الجميل أن يتجاهل كلمة غير لائقة ندت من فم زوجته فيبدو وكأنه لم
يسمعها . وما اجمل أن يتغافل الزوج عن أمور يفهمها ويحيط بها ، لكنه يتغافل عنها
إيثاراً للمودة وحرصاً على دوام الألفة .
ـ يتزين لها
أتت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بزوج لها أشعث أغبر ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، لا أنا ولا هذا ، خلصني منه ... فنظر عمر فعرف ما كرهت فيه ، فأشار إلى رجل فقال : اذهب به فحمِّمه ، وقلِّ أظفاره ، وخذ من شعره ، وائتني به .. فذهب ففعل ذلك ، ثم أتاه فأومأ له عمر أن خذ بيدها ، وهي لا تعرفه ، فقالت : يا عبد الله ، سبحان الله !! أبين يدي أمير المؤمنين تفعل هذا !! فلما عرفته ذهبت به ، فقال عمر : هكذا فاصنعوا لهن ، إنهن ليحببن أن تتزينوا لهن كما تحبون أن يتزين لكم .
يصبر عليها
الزوج المثالي يصبر على زوجته مبتغياً وجه الله تعالى ، راغباً في ثوابه وأجره ، مؤثراً
هذا الصبر على الطلاق ، وإن كان مباحاً له .
ما أجمل قوله تعالى في حث الأزواج على الصبر على مشاعر الكراهية :
( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) يقول القرطبي رحمه الله في قوله تعالى : { فكرهتموهن }
أي لدمامة أو سوء خلق ، من غير ارتكاب فاحشة أو نشوز ، فهذا يندب فيه إلى
الاحتمال ، فعسى أن يؤول الأمر إلى أن برزق الله منها أولاداً صالحين .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ لا يفرك مؤمن ومؤمنة ، وإن كره منها خلقاً رضي منها آخر }
المعنى : أي لا يبغضها بغضاً كليا يحمله على فراقها ، أي : لا ينبغي له ذلك ، بل يغفر
سيئتها لحسنتها ، ويتغاضى عما يكره لما يحب .
ـ يزيد حلمه في فترة العذر الشرعي للمرأة
أرى أن مثالية الزوج في أيام العذر الشرعي لزوجته تتأكد في ما يلي :
1 ـ يعد نفسه حينما درك اقتراب موعد ذلك ، ليزيد من احتمال ثوران أعصابها ، وازدياد
هياجها ، وسرعة غضبها .
2 ـ لا يمُنُّ عليها باحتماله تغير طباعها وقت العذر ، بل يتجاهل ذلك تماماً ولا يبديه لها ،
فمن الخطأِ البليغ أن يقول لها مثلاً : ( الله يلهمني الصبر هذه الأيام )
أو ( لقد بدأت ؟؟؟؟ .. أنت الآن غير طبيعية ) .
3 ـ ليتذكر أن الله تعالى أعفى الحائض من الصلاة والصيام .. أفلا يعفيها من كثير مما
له عليها ؟ ولهذا يحسن بالزوج أن يخفف من طلباته في تلك الأيام ، ويتجاوز عن كثير
من الأخطاء الصادرة عن زوجته .
4 ـ ليزد من ملاطفة زوجته ، ومداعبته لها ، حتى يساعدها على تجاوز تغيراتها بسلام
، وتمر الفترة دون حدوث خلاف حاد بينهما .
ـ لا يتردد في استشارتها
بعض الأزواج يستخفون بآراء زوجاتهم ومقترحاتهن ومشورتهن .. ويقابلون ما تبديه
الزوجة من رأيٍ أو مشورة بعبارة معناها : وأنتِ ما شأنك بهذا ؟ أو : خليكِ فيشغلك ..
أو : ومالكِ وقضايا الرجال .. فتنصرف المسكينة مكسورة الخاطر ، مجروحة المشاعر .
والأدهى من هذا .. أن بعضاً من هؤلاء الأزواج يحاول أن يكسب رفضه الاستماع إلى
مشورة زوجته غطاءً شرعياً ، فيتذكر عبارات على أنها أحاديث نبوية .. وما هي
بأحاديث ، من مثل قولهم : ( شاوروهن وخالفوهن ) أو
( طاعة المرأة ندامة ) .
عزيزي الزوج :
استمع إلى رأي زوجتك باهتمام .. واطلب مشورتها في بعض الأمور .. فقد تفيدك بما
لم يكن يخطر في بالك ..
ـ يثني عليها
الزوج المثالي المسلم يثني على زوجته ، ويعبر عن رضاه عنها وعما تقدمه له من
رعاية ، ولا يتردد في إبداء إعجابه بلباسها ، وطبخها ، وترتيبها للبيت ، وتربيتها للأولاد ،
وغير ذلك مما تحسنه وتتقنه وتجيده من عمل .
إن كثيراً من الأزواج يقصرون في الثناء على زوجاتهم ، ويهملون في مديحهم إما نسياناً
وانشغالا ، وإما خشية اغترارهن بالثناء ، وإما جحوداً وإنكارا .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : اعتمرت مع النبي صلى الله عليه وسلم من
المدينة ، حتى إذا قدمت مكة ، قلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، قصرت وأتممت ،
وأفطرت وصمت ، قال : { أحسنت يا عائشة } .
ـ يحادثها ويسامرها
الزوج المسلم يحادث زوجته ويسامرها ، ويؤثر ذلك على محادثة ومسامرة أصدقائه
وزملائه ، وعلى سماعه الأخبار من الإذاعة ، وعلى المطالعة التي يحبها ، وعلى كثير
مما يحبه ويهواه ويميل إليه .
ليست هذه دعوة إلى إهمال كل شيء ، من أجل أن يجلس الزوج مع زوجته يتجاذب
معها أطراف الحديث ، ولكن أعط لكل شيء حقه .
لا بأس أن يضع الزوج الصحيفة بجانبه قليلاً ليستمع إلى كلمات زوجته بابتسام
واهتمام ، وجميل أن يطوي كتابه دقائق قليلة ليجيب من أسئلة وجهتها زوجته إليه
في موضوع ما ، ولطيف أن يكتفي بسماع موجز نشرة الأخبار ليلبي حاجة زوجته إلى
الحديث معه .
ـ يسلم عليها
الزوج المثالي يحرص أن يسلم على زوجته إذا دخل بيته ، محققاً بذلك المحبة التي
وعد بها صلى الله عليه وسلم الذين يفشون السلام بينهم : { أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم } فإذا كان هذا بين المسلمين عامة واجباً فهو بين الزوجين أوجب .
وإذا سألت عزيزي الزوج عمن قال إن سلام الزوج على الزوجة ينزل البركة عليهما ،
فإني أجيبك بأنه الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فعن أنس رضي الله عنه قال : قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم : { يا بني ، إذا دخلت على أهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك } .
ـ يطيب خاطرها ويرضيها
ما أكثر ما تحزن الزوجة ، وما أكثر ما تبكي ، وما أكثر ما تشتكي من أهل زوجها ، أو
من ضرتها ....
ما أقل الأزواج المثاليين الذين يخفون من أحزان زوجاتهم ، ويمسحون دموعهن ،
ويستمعون إلى شكاويهن .
عن أنس رضي الله عنه قال : بلغ صفية أن حفصة قالت : إنها بنت يهودي ، فبكت ، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي ، فقال : { ما يبكيكِ ؟ } قالت : قالت لي حفصة : أنت ابنة يهودي .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : { إنك لابنة نبي ، وإن عمك لنبي ، وإنك لتحت نبي ، فبم تفتخر عليك !! } ثم قال : { اتقي الله يا حفصة } .
ليت كل زوج يقتبس من هذه الحكمة النبوية العظيمة ، ويحاول التأسي بهذا العطف
الفياض الذي يزخر به قلب النبي الكريم ، فيجبر كسر قلب زوجته ، ويأبى أن يساء إليها
، ويرعى مشاعرها ، ويحفظ قلبها .
ـ يدعو لها
كيف يغيب عن الزوج الذي يدعو لنفسه بالرزق والنجاح والتوفيق والسداد ، كيف يغيب
عنه أن يدعو لزوجته أيضاً ؟
إن دعاء الزوج لزوجته يعود عليه بالخير أيضاً ، فحين يدعو لها بالصحة والعافية فإنه
يكسب من هذه الصحة والعافية مزيداً من رعاية زوجته له واهتمامها به ، وصبرها
عليه .
ولا بأس من أن يكون بعض دعاء الزوج لزوجته جهراً حتى تسمعه ، فتفرح وتسر ، وترتاح
وتطمئن ، فتزيد مودة ما بينهما .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : لما رأيت من النبي صلى الله عليه وسلم طيب نفس ، قلت : يا رسول الله ادع لي ، قال : { اللهم اغفر لعائشة ما تقدم من ذنبها وما تأخر ، وما أسرَّت وما أعلنت } فضحكت عائشة حتى سقط رأسها في حجرها من الضحك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيسرك دعائي ؟ } فقال : ومالي لا يسرني دعاؤك ؟ فقال : { والله إنها لدعوتي لأمتي في كل صلاة } .
ـ يكتم سرها
من أظهر الخصال التي تخرج الزوج من المثالية وتبعده عنها ، فلتان لسانه في الحديث
عن زوجته ، وما يدور بينهما من كلام ، وما يكون من عمل .
ولعل أكثر ما ينبغي على الزوج كتمانه وعدم البوح به ، علاقته الخاصة بزوجته فهذه
العلاقة أخص ما يجمع بينهما ولي لأحد أن يطلع عليها .
يقول صلى الله عليه وسلم : { إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة : الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها } .
ـ يساعدها في بيتها
قد يربأ كثيرون من الأزواج بأنفسهم عن مساعدة زوجاتهم في بعض أعمالهن داخل
البيت ، ولا يجدون هذا لائقاً بهم ، وكأنما غاب عن هؤلاء أن النبي صلى الله عليه
وسلم ، كما تروي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ( كان يكون في مهنة أهله ، يقمُّ بيته ، ويرفو ثيابه ، ويخصف نعله ، ويحلب شاته ) .
وهناك أعمال تخفف عن الزوجة ، وهي في الوقت نفسه تدخل السرور إلى قلب الزوج
أيضاً ، من مثل ملاعبته أطفاله وإضحاكهم ، أو توجيههم وتعليمهم ، ذلك أن إشغال
الأطفال عن أمهم يساعدها في قيامها بأعمالها المنزلية ويفرغها لها ، ويمكنها من
إنجازها في وقت أسرع وبصورة أفضل .
وللزوجة أقول:
من الكتاب والسنة ..الدليل الكامل للسعادة الزوجية ..
من يتفحص فينا كتاب الله وسنته ، يجد انهما قدما لنا الكثير من الحلول للمشاكل التي
تواجهنا في حياتنا بصفة عامة ،وأولت العلاقة الأسرية اهتماما خاصا ، فكم من زوجة
تبحث عن الطريق للدخول إلى قلب زوجها و والمفاتيح التي تصل من خلالها لها ،
مبتغية ثواب الله واليكي هذه النصائح التي تبلغك الوصول لهذه الغاية:
1 ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها وبأحب
الأسماء إليه ، وقد جاء في الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } .
وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها : { إني أعرف عندما تكوني غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .2
ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية الوقت ، وحين
تلقى المرأة زوجها متهللة الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب والكدح خارج البيت ،
وتأملي أيتها الزوجة الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند
رجوعه ولم تشأ أن تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت
ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر المدينة ،
فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر الزوج ويشتد المرض
على الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول : قالت لأهلها : لا تحدثوا
أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت
إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ، فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ،
قالت : يا أبا طلحة ، لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن
يمنعوهم ؟ قال : لا ، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه
وسلم : { بارك الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس :
فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه منك على
قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح ) .
وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : ( وعليك بالكحل ، فإنه
أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) .
وقالت إحداها لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها .
وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور حين
تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال النبي صلى
الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها
عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه ، وقد
كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى بالعطر ،
فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال
قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً }
وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه وتستحد المعينة } .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها أثناء تنظيف البيت
، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك
ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم العناية به
وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ، وكان يستعمله
صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة الأسنان
والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة ناصعة ، فكم تعطي
جمالاً للوجه
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام والشراب وغيرها له أكبر الأثر في التقارب
الوجداني بينكما وله أكبر الأثر في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء كما يحبه
النساء ، فقولي له مثلاً : إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب
إنسان إلى قلبي ، أنت صديقي وحبيبي وزوجي الغالي .... الخ .
ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب
أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ، فلا بأس
من ذلك
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل قدرته
على التركيز ، وتضيق أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ
وتلحين عليه أن يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل
ويسد جوعته ، ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه
يشبه كذا من انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها
نحو الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت منامه وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه ( العشرة مع الرجل ) :
( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه
من خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء
الفهم ، لقد أوصدت هذه الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزواج ) ....
( كما تظن زوجة حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ
أخَّرتها بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات ، فعليها
أن تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة للكدر
وتعكير الصفو وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي قليلاً
وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال يا أخي
نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل تعال يا أخي نتغافر ، فليغفر بعضنا لبعض ولنتسامح ،
ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت مقدراً من المال ، وربما يصدر منها بقصد أو بغير
قصد ما يدل على أنها تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون
معسراً لا يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ
المرأة على زوجها بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث
شرخاً في العلاقة الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها ووقتها كله
ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه بذلك ، وقد كانت السيدة
خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تضع مالها كله تحت يده
عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها : { وواستني بمالها إذ حرمني الناس }
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول : لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل كذا ، وكنا
نفعل كذا ، ... وهي تقصد بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه
نوع من عدم الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة
الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت توصي
الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا فلان ، اتق الله
فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في الدنيا ولا نصبر على النار يوم
القيامة .
ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد تدفعين
زوجك لأن يسلك غير سبيل المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو
الخسران المبين ، واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن
السعادة في النفس وفي الرضا والقناعة .
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما عال من اقتصد ) .
ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا يحب المسرفين ،
والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ وطاب
ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : { أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً في يوم القيامة } .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ، ويبتكرون في وسائل الطهي وفنون
التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم القاعدة لجهادٍ أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون بأنهم
يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون باستعلاءٍ على الخلق ،
وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم
بتحميله فوق طاقته .
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } .
إكرام الضيف والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم المرء للضيف
أحسن ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فم لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث }
فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم ، وهي
تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي الضيف طعامها وطعام
زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة الدنيا وتقعدها على زوجها إن
أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم ؟
12 ـ لا تكثري جداله :
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها
معه ومناقشتها إياه ، والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف
القلوب ، وكثرته تؤدي إلى النُّفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لا تختلفوا فتختلف قلوبكم } .
ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون هناك معنى
للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ أو جدال .
قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا في ماله بما يكره } .13 ـ
احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب
وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق ، فسوف يخاف ولن يفعل !!.
إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي
لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ،
وقد يراجعها الزوج بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من
قبل ؟!!
لذلك كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في الحديث
الصحيح : { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة الجنة }14 ـ احفظي سره تأمني شره :
قال عليه الصلاة والسلام : { إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ، ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
وحفظ السر يشمل حفظ أسرار العلاقة الخاص بين الرجل وزوجته ، وكذلك حفظ
أسرار العلاقات الاجتماعية العامة داخل الأسرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لعل رجلاً يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ؟ } فأرمَّ القوم ، فقالت امرأة : أي والله يا رسول الله ، إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون ، فقال : { فلا تفعلوا ، فإن ذلك مثل شيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون } .
فنشر العلاقة يمثل فضيحة للأسرة ، وكأن الرجل غشي زوجته أمام الناس ، والإسلام
يحمي المجتمع من مثل هذه الفضائح لأنها لا تليق بالمسلم ، وينبغي على المرأة أن
تحفظ سر بيتها في معيشتها وأكلها وشربها .. الخ .
وسر الزوج أمانة عند زوجته ، وإفشاء السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله عظيم ،
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ، ولكل زوج طريقته في التعامل والعيش مع زوجته
وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك الأسرار ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى البيت من قِبل
الناس ، فهذا أمن وأمان للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من اطلعت الزوجة عليهم
من جيرانها وعرفت شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها
تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد
عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ، وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي
ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة
الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها فتحترمها
وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام الله عزوجل ، وأنها بذلك تحسن
الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ، وحسن معاملة الزوجة لأم زوجها سوف يعود علها
بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ، كيف لا ؟ وبر الوالدين من أجلِّ القربات عند الله
عزوجل ، وهذه الزوجة الفاضلة في كل يوم لا تفتأ تعينه على هذا البر فيصبح بذلك
الحب لها أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك الأمور
المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي
أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ، وليس في
أمور الدنيا ، قال الله تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه فيها ، قال
صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً ،
وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر أن ينظر إلى من هو أصلح منه ،
فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي الدنيا والآخرة ،وأن
يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : { ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على الفضائل
ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله الشاغل ما يأكل وما
يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه
17 ـ شكر الزوج شكر :
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ، مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر الزوج
بالسعادة لشكر زوجته إياه ، وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو قصَّر في
واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن الشكر يزيد المودة
والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله
كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن شكر الزوج
ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا كان النبي صلى الله عليه
وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن بابٍ أولى أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب
شيئا في زوجها ، ففضله عليها كبير ، وحقه عليها عظيم ، قال صلى الله عليه
وسلم : { حق الزوج على زوجنه أن لو كانت به قرحة فلحستها ما أدت حقه } .
كذلك على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره بما
تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
إذا كانت السياسة هي ( فن الممكن لا فن المستحيل ) فلتكن هذه سياسة الزوجة
في بيتها ، ولتحاول الزوجة أن تتعامل مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ، الظروف
المادية والنفسية ، واعلمي أن الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام تتقلب
تقلب المِرجل إذا استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب الدهر ، ولا
تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك بوسائل الرفاهية أو الراحة ،
واذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة وزوجها علياً
رضي الله عنهما ، أن يمدهما بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله عنها قد تورَّمت من
قسوة الشغل بها في البيت ، فما كان من النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن أمرها
بالذكر ، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الصبر ضياء :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه سنة الحياة ، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { الصبر ضياء } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ، تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال صلى الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً خيراً وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ، وقد جاء
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن الداء ، فكره
منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً وتشتكي بين
لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ، أفلا
تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن تكثري
الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمت الحياة الزوجية حين تعين الزوجة زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره بالآخرة
وبالجنة والنار وبالنية الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
واخيراً أتأسف لكم على الإطالة الشديدة ولكن يجب أن نعرف جميعاً
الصفات الحسنة بين الزوجين والتي بإتباعها نرضي الله قبل أنفسنا
ولن تصل حين ذلك الأمور للضرب الذي تكلمنا عنه بهذا النقاش الطويل الذي أخذ
أشكال عده والتي أرجو أن تكون لصالح الأمر لا ضده لدى الجميع ...
وقد أوضحت بنقاشي أمور عديدة عن المرأة لدرجة أعتقد معها
الجميع أني ألوم الرجل بكل شيء ولكن كان هدفي معرفة كل
ما يدور بخلد الرجال والنساء على حد سواء...لنعرف كل الأراء
حول الموضوع ...ولكن في نهاية الأمر أوضحت لكم وجهة نظري
كامرأة مسلمة تخاف الله وتراعيه بما لها وعليها ..
أشكركم جداً للنقاش الممتع والجميل والذي لم يبخل أحداً
منكم فيه بوجهة نظره ....
أسئل الله أن أكون بنقاشي قد أوصلت الهدف من طرحي للموضوع
واستفاد الجميع من ذلك ...
تحياتي لكم جميعاً وحياة هنيئة للجميع في ظل أزواج
وزوجات يخافون الله بالتعامل ....
]
التوقيع:
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تنوعت الأسباب والموت واحد

سحر يحيى ابو الحمص
سحر يحيى ابو الحمص غير متصل  

التعديل الأخير تم بواسطة سحر يحيى ابو الحمص ; 23-12-2009 الساعة 09:19 AM.

 


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 12:52 AM بتوقيت العيساوية