اسرانا والعذاب

[اسيرة الالم]

[

CENTER]:11_12_13[1]:

يبدو أن مائةَ عامٍ من الذبح والتشريد والتدمير والقمع والذل لشعب فلسطين لم تكفِ بعد لإقناع العالم أننا شعبٌ يستحق الحياة!! وإكراماً لعيون إسرائيل على حمّام الدم الفلسطيني أن يبقى فواراً.. ويبدو أن مسلسلات الجرائم الصهيونية من قتل وهدم للبيوتِ وإقامة حواجزَ القهرِ والذل التي لن يطيق (أصحاب الكراسي والعروش وزعماء العدالة وحقوق الإنسان والمنظمات الدولية وأبطال السلام المزعوم) الانتظارَ هُنيهةٍ واحدة عليها تحت شمسٍ حارقة أو في برد قارص..! وما جنت به علينا جدران الفصل العنصرية من عزل ومرار وعناء تقطيع أوصال الشعب الواحد لا تكفي أيضا! وماهذا إلا جزءٌ من الحقيقة وبعض كرم بني صهيون مع شعب فلسطين ذلك الكرم الذي فاق كرم حاتم!!

كل ذلك في كفة وعذابات الأسرى في كفة أرجح..! في كل يوم يتفنن الاحتلال بفرض العذابات على أسرانا وأسيراتنا من سياسات عزل انفرادي وقمع جماعي وحرمان من زيارات وتفتيش عارٍ أمام سجانات وممارسات وحشية! لم يكن هذا أيضا سببا كافيا ليحرك ساكنا أو يُفيقَ ضمير!!

تلك هي إسرائيل وهذه جرائمها .. قتل بطيء بدم بارد لكل ماهو فلسطيني بضوء أخضر من أمريكا وصمت عربي ودولي مطبق دون أي مبالاة بأنات و زفرات الأسرى أو استجابة لنداءات أمهاتهم وصراخات ذويهم! إنه غيضٌ قليل من وجع النهارات الكابية والساعات البطيئة بين جدران الزنازين!!أليس ذلك أكثر ظلما ومقتاً من زيف أساطير الهولوكوست التي يتباكى العالم عليها رغم دموية من باتوا ضحاياها في نظر العالم!!

والأدهى والأمر يوم ان يُطالبُ أهل فلسطين بالتطهر من الرجس الحمساوي حتى لا يُنعتوا بالإرهاب واللاإنسانية طالما حماس تأسر جنديا صهيونيا جاء على أرض شعبنا معاديا يحمل السلاح لن يتوانى عن قتل ولا يتورع عن إبادة كل ما يقف في طريقه وإن كان طفلاً يحمل حجراً!! لم يغتصب الفلسطينيون أرضه!! لم يداهموا بيته في الظلام الدامس ويجتروه كما تُساق الشاة أمام أهله وذويه! جنديا واحدا تقوم الدنيا لأجله ولا تقعد بينما أكثر من عشرة آلاف أسيرا وأسيرة منهم من قضى ربع قرن وآخرين موزعين مابين سجون وخيام ومراكز تحقيق وعزل انفرادي!! محتجزون في ظروف لا تقبلها الحيوانات ولا ترقى إلى عهد العبودية لم يثور العالم من أجلهم ويحدث أي ضجة!!

فيا أسرانا البواسل وأسيراتنا الصابرات .. معذرة إليكم أيها الأحرار!! فنحنُ الذين خذلناكم وتركنا الجلادين يسرقون سنين أعماركم وما حصدتم منا إلا دفاعاً عن استحياءٍ عنكم أو مطالبة بفك أسركم رفعا للحرج!! معذرة إليكم ونحن ننام ليلنا وأنتم لا تنامون!! وننعم بعيشنا وأنتم في مدافن الأحياء تكابدون!!

هذا الذي نكتبه بنار المآقي ووجع الاشتياق ليس كل ما نحمله تجاه أسرانا إنما هو غيض من فيض ولكـن عزاءنا فصبر جميل والله المستعان! وما بعد الضيق إلا الفرج وما بعد العسر إلا يسرا! ومن أراد الصعود إلى السماء لا بد أن يخبط بقدميه على من يخلد إلى
__________________



لجان المقاومة الشعبية _صناع المجد في فلسطين[/center]