09-02-2010, 04:37 PM | #1 | |
شاعر عيساوي
|
حدث في غزه طفله ما زالت تحتضن فؤادي،طفله صغيره أشعلت نيران الحرية وسابقت الابطال الى ما تحت التراب،لتغرس جذورها ما زالت تتفرع وتنبض بالحياة،وتبشر بمستقبل مشرق طفله صغيره لا تملك سوى البراءة،والجمال الالهي،وعينان خضراوتان كانت ترضع وجبتها المفضله بزجاجه في حضن امها الحنون،وتطعمها طعامها الطفولي،في بيت مصنوع من القماش،في احدى المخيمات،ما زالت في ربيعها الاول،وابتسامتها الأولى،وحبها الأول وفي أثناء ذلك وقع هجوم صهيوني غادر،اصوات قنابل ومدافع وطائرات تدوي في المكان،لم تنتفض الأم خوفا وحرصا على شعور طفلتها،بقيت صامده مكانها ضمتها الى صدرها لتحميهاوتشعرها بالحنان،تألمت الأم لقد أصابتها رصاصات الغدر في صدرها،حاولت كل جهدها أن تعطي طفلتها باقي الوجبه ولكنها سقطت على الأرض،ودمائها تقبل وجه الأرض،وقعت الزجاجه من فم الطفله،واختلطت مع الدماء،صار لون الحليب أحمر ، فرحت الطفله ،أنها تحب اللون الاحمر،تحب اللعب في هذه المياه الملونه،تلك هي لعبتها المفضله وانطلقت منها ضحكة طفولية بريئه في انحاء المكان،تلاعب أمها المغدوره تمسك يدها،ترشق الدماء على وجهها،وتضحك اكثر،وحدها تفعل ما تريد أمتلأ وجهها بالدماء،تسقط،تلعب وتتزحلق كل شيء فيها أصبح احمر ما هذا ؟؟ الأم ما زالت نائمه،تحاول ايقاظها،تصيح تصرخ بصوت تتصدع له الصخور مـــامـــا....مــــامــــا ودموعها تتلألأ ألما،على خدها الاحمر تقلب وجه امها،وتقلب وجه أمها يمينا ويسارا ،تستسمحهابالبقاء لم تعد تحب هذه اللعبه !!! لقد غرقت بالدماء،التصقت بالأرض تبكي بفزع،وكأنها عرفت ما حدث لأمها وبركة الدما تكبر،وتلتصق الطفله بالأرض أكثر،وكأنها تحاول غرس جذورها في الارض لتبقى حية،وانتهت اللعبه وسقطت الطفله فوق دماء أمها وما زالت كلمات الحزن الصاخبه ماما..ماما تتردد على شفتيها فلا تحزني يا بسمة الطفوله،يا ضحكة البرائه،فقلبك احتضنته منذ زمن وقلب أمك لا يزال ينبض،وجذوره بالأرض حيه لا تحزني ان رأيت جذور امك تكبر وتتفرع من جديد تشرب الدماء،فهي تحاول صنع وجبتك الضائعه من دمائها لتكوني زهره معطره بأريج من دم الحريه darbass 50 |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|