18-12-2009, 07:04 PM | #1 | |
عيساوي مجتهد
|
الحموري ودرويش نموذج لشباب متقد بالعطاء والنضال ،وهؤلاء الشباب إذا ما وجدوا الرعاية والاحتضان في داخل المعتقل،والتضامن مع ذويهم خارجه ،فلا شك أنهم سيواصلون المسيرة ،ويصبحون رموز ونماذج يعول عليهم في البناء والتنظيم. أما إذا تسرب الى نفوسهم ويشعروا بأن لا أحد يهتم بهم أو يسأل عنهم وعن ذويهم ، فهذا حتماً سيؤثر على عطائهم واستمراريتهم، وهم لا يريدون أكثر من علاقات رفاقية دافئة وتواصل مع أهليهم،وهم يدركون جيداً أن مشوارهم طويل، فلا افراجات ولا حسن نوايا ستحررهم، ولكن على السلطة الفلسطينية والقوى والأحزاب،تحمل مسؤولياتها تجاه أسرى القدس والداخل. وليس تركهم فريسة للاحتلال وتصنيفاته وتقسيماته واشتراطاته. كان الحموري يبني ويحرض ويؤطر ويقود ويعمل بلا كلل، حتى تشعر أحياناً أن هذا الشاب يوصل الليل بالنهار، ويتحرك على مدار الساعة، وكان مثقلاً بالمهام والمسؤوليات حسبما روى أصدقاءه ورفاقه، ورغم كونه في العشرينات من العمر،إلا أن فعله ووعيه أكبر من ذلك بكثير، وهو معروف ليس على مستوى منطقة القدس،بل على مستوى الضفة كقائد جماهيري،شبابي وطلابي ، فقد كان منصهراً ومنغمساً في هذه النشاطات حتى النخاع، فخبراته وتجاربه وقدراته وترجماته وانجازاته العملية ،جعلته محط ثقة واحترام رفاقه، وفي الجامعة: ‑ جامعة بيت لحم،التحم في العمل وأثمرت جهوده مع ثلة أخرى من أعضاء جبهة العمل الطلابي التقدمية عن استعادة جبهة العمل لدورها وقيادتها في الجامعة، وقد جرى اعتقاله إداريا وهو على مقاعد الجامعة، ليعود بعد التحرر من الأسر إليها،أكثر قدرة على البذل والعطاء، وتجذر في النضال والانتماء، وأصبح الحزب يعول عليه في قيادة ضفة نشاطاته الجماهيرية في أكثر من مجال وميدان، وفي خضم العمل والنشاط وفي الوقت الذي كانت فيه الجبهة الشعبية تجند طاقاتها وإمكانياتها في منطقة القدس لخوض الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وبالتحديد في شهر آذار. جرىاعتقال هذا الرفيق، الذي كان يعول عليه في مجال التحريض والاستقطاب، والمشاركة في قيادات الحملة الانتخابية، وفي المعتقل يجري تحقيق غير عادي مع الحموري ،ولمدة زمنية زادت عن شهرين وبشكل مكثف استخدم فيه الاحتلال كل أساليبه المشروعة وغير المشروعة، وكان جل تحقيقه كما فهمنا لاحقاً في المعتقل يتركز،حول علاقته ودوره في المشاركة في التخطيط لاغتيال الحاخام"عوفاديا يوسف"، ولأن هذا الرفيق كان مؤمناً أن التحقيق،هو عبارة عن صراع إرادات ،انتصرت فيه إرادة المناضل على إرادة الجلاد، وبعد ذلك يتواصل مشواره في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، ونظراً لما كانت تستشعره إدارات المعتقلات من خطورة لهذا الشاب من حيث القدرة على ترتيب وتنظيم أوضاع الحركة الأسيرة، كانت تقدم على ترحيله قسرياً من معتقل لآخر، وقد عاش فترة في سجن "هداريم" مع الرفيق الأمين العام القائد المناضل احمد سعدات ومع القائد مروان البرغوثي، والذي كان يدرسه الحموري الفرنسية، وقد استفاد في تعميق وعيه وخبراته التنظيمية والسياسية والوطنية، من خلال تفاعلاته وتواصله وجلساته مع الأمين العام، وبالتالي تحول الى قائد تنظيمي في المعتقل ، ليصبح جزء من قيادة منظماتها الاعتقالية، والحموري إنسان واسع العلاقات مع مختلف ألوان الطيف السياسي، ومبادر في كل القضايا الوطنية والاعتقالية والحزبية والحياتية، وهو إنسان مرح ولا يحب التعقيدات والتزمت والانغلاق في القضايا الاعتقالية والحياتية.. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|