11-12-2009, 05:51 PM | #1 | |
قلمٌ ثائر
|
الْقُدْسُ أَبْيَضٌ وَ أَسْوَد ٌ ، لَكِنّها لَيْسُت ْ رَمادِي ْ ! قصيدة نثرية / بقلم : ثائر أبو لبدة القدس ، قصيدة الله الوحيدة و الفريدة ،، في كتاب الخلق السرمدي ْ .. القدس ، لحن الوجود ، و نشيد الخلود ، القدس ، تناغم ٌ أبدي ْ .. ها أنا أغلي ، كما الماء يغلي .. وأبتعد متبخرا ً عن مدينتي عن بيتي وعن أهلي ،، ها أنا قد أصبحت ُ سحابة ً .. وعزمت ُ أن أسقط مطرا ً ، وما أن غمغمت ُ نفسي ّ ، وتحولت إلى رمادي ْ .. أُعلنت خطرا ً ،، ومنعت من السقوط ! ها أنا من جديد ٍ ، أطير ْ ، كما الحمام ُ يطير ْ .. معصوب العينين ، مكبل اليدين ،، أسير ٌ ، أسير ٌ ، أسير ْ .. أسير ُ مبتعدا ً عن الموت ِ في رحم الميلاد ْ .. وساعةَ القيامة ِ ، ضاعت كل أوراقي ،، فأعلنت على نفسي ّ الحداد ْ .. ووقفت من بعيد ٍ ، أراقب فراقي ،، إلى أن قابلت صاروخ دبابة ٍ في البعيد ْ، أعلنني شهيدا ً .. وحلل لي ّ الهبوط ! لا هو موت ٌ، و لا هي حياة ْ ، مخاض ٌ لا إرادي ْ ، يسبق ولادة ً ، ليست ردة َ فعل ٍ لمداعبة ٍ مفتعلة ْ ،، أو دخول ٍ غير مشروع ْ .. هي إرادة الله ِ التي لا تحتاج ُ إلى مقدمات ْ .. هو غياب ُ الذات ِ ، في البحث عن ذلك الوهمي ْ الذي يفصل ، بين الحياة ِ و بين الممات ْ ! في القدس ِ ، تتراكم الأحزان ْ ،، لتغير ملامح َ المدينة ! و تغرقُ في أمواج ِ النسيان ْ ،، قبة ٌ ذهبية ٌ ، و أخرى رمادية ٌ ، تعانقتا ليلة المعراج ْ ، وبقي ّالعناق ُبينهما رهينة ! رهينة َ الأحزان ْ ، التي ذابت ْ ، في ليلة ٍ مريبة ! عندما دقت الأجراس ُ ، في قيامة ٍ قريبة ٍِ ، وتعالت ْ أصوات الآذان ،، معلنة ً غرق السفينة ! لن أعود ْ ، لن أعود َ إلى القدس ، وعودتي للقدس ، شرطها الموت ُ ،، فَلا حياة َ في القدس ِ ، إلا في نطاق الشروط ! و شرطُ الموت ْ ، في القدس ،، عودتي إليها ، منتحلا ً شخصيتي الأولى ، قبل الرحيل ْ ، فأنا الآن لم أعد ذلك الذي كنت ْ،، و ما عاد يفصلني عن النطق بالكفر سوى القليل ْ ! القليل ُ من اللاتقليدي ْ ، في زمن ٍ أصبح فيه ِ الكفر ُ بالكتب ِ السماوية ِِ ، و المقدسات ِ ،، أقل من عادي ْ ! أستيقظت ُ على هامش القضية ْ ،، باحثا ً عن نفسي ، في بندقية ٍ ، أو في غصن زيتون ٍ ، أو في وردة جورية ْ ،، وفي يوم ندي ْ .. عدتُ خاملا ً ، هائما ً ، منتشيا ً ، عطرَ القدس ِفي عبقِ الهوى ،، تسكرني من على جدران القدس ِ ، قطراتُ الندى ،، عدت ُ بلا زمان ٍ ، بلا مكان ٍ ، بلا مدى ! وفي ظلِّ هذا التبعثر ، و الشرود ،، وجدت نفسي أضيع ْ ، كطفل ٍ رضيع ْ ، طار الحمام ْ ! فوق َالسور ْ ، وتحولت أسرابُ الحمام ِ إلى نسور ْ ! تلاشت حديقة المحبة و السلام ْ ، وأصبحت مدينتنا ، للعائدين َ، قبور ْ ،، وتسّمت باسم ٍ جديد ٍ يدعى " يورشالايم ْ " ! خروجا ً على التناقضات ْ ،، كفرت ُ بكل ما هو تقليدي ْ ، ولعنت ُ كل ما هو عادي ْ ،، فجمع ُ الأبيض مع الأسود ،، ليس بعد الآن ، رمادي ْ ! فلقد تغيرت ْ جميع المسلّمات ْ !! وتغير التاريخ ُ في نظري ، عندما استوقفني عند باب المدينة ِجُندي ْ !! ، ، |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|