16-01-2009, 06:07 PM | #1 | |
قلمٌ ثائر
|
في حضرة الموت ْ .. الشئ واللاشئ سواء .. فأنا لا أملك الوقت ْ .. ولا ألمس الأرض .. ولا أرى وجه السماء .. في حضرة الموت ْ .. أنت أنا .. وأنا أنت ْ .. كلنا في حضرة الموت سواء .. وبين الحاء والتاء .. قُصف البيت ْ .. وأصبحنا جميعنا أشلاء !! في حضرة الموت ْ .. أنادي مدينتي التي تموت ْ .. وتناديني مدينتي وأنا أموت ْ .. أنا أموت وأنت تموت ْ .. وكل ما في مدينتنا يموت ْ .. وما زال الموت لم يؤخذ كفايته .. حتى يكسر جدار السكوت ْ !! في حضرة الموت ْ .. مدينتي تعبت من الموت ْ .. تصرخ مدينتي .. والصوت ْ يخرج بلا صوت ْ !! ما زالت تموت مدينتي .. ما زالت تموت بصمت ْ !! ما زالت مدينتي تموت ْ .. وأطفال مدينتي يبحثون لهم عن قوت ْ .. بين ركام المدينة !! وعلى شاطئ البحرْ .. من وراء البحر ْ .. جاءت سفينة !! تحمل شمعا ً وكبريتا ً .. ولا تحمل كهرباء !! تحمل عدسا ً وحليبا ً .. ولا تحمل لنا ماء !! تحمل أغطية ً وملابس .. ولا تحمل دفء الأرض .. ولا تحمل حنان السماء !! وما زالت مدينتي تموت ْ .. وما زالت مدينتي حزينة .. وأطياف السراب تظهر في ضباب اللاشعور .!! إنهم يخافون علينا من مخالب النسور !! وكأنا مرتاحون ومسترخون على فرش السرور !! وكأن النسور .. لم تبسط أجنحتها عليهم على مر العصور !! ولكنه وخز الضمير .. الذي يتعبهم ويرهقهم ويأنبهم .. عندما يروننا في وسط النار نحترق .. ولا يحولون هذه النار إلى سعير !!! وما زالت مدينتي تموت ْ .. وما زال هناك أمل ٌ أخير .. غير العيش !!! غير العيش في هذا السعير !! أن تطلق مدينتي أجنحتها وتحلق بعيدا ً .. غير أني ما زلت رغم هذا الأمل ْ .. أخاف أن أرى مدينتي .. وحدها تطير !!! وما زالت مدينتي تموت !! ورغم الموت ْ .. سنقاتل .. ونزرع أرضنا قمحا ً .. ويصبح القمح سنابل .. ونحمل للعدو رمحا ً .. ونحول أطفالنا السُمْر إلى قنابل .. فلا خير في أمة ٍ .. ترى أرضها تموت ولا تناضل .. |
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|