![]() |
#1 | |
عيساوي مميز
![]() ![]() |
هم يحتل الجزء الاخير من المدينة ..تلد امرأة على الارض وترف في اذني ضحكة لطفلة لم اسمعها منذ زمن..ونمشي ..لم يعد الحزن يعنينا .... هم اول الانكسار..قطيع الضباع,لهم رائحة... عظام مكسورة ولحم ممزق ..يشلون الفراغ..يصادرون المسافة والشجر ويشنقنا الوقت فيتمزق صمت التراب ويهوى ..وهو ايضا يشاركنا الانتظار. بيت مهدم حطام الذاكرة الاولى يدخن التوقيت الدافيء..والشمس المبعثرة تنسكب بين هاويتين وهاوية... من الأرجوحة تتدلى طفلة بدائية الملامح تدمي الذات النرجسية والذهن القاريء... وعهد رجولي مفتول النظرات يغلفه المظهر الغيمي.. زقاق خطوة خرساء ملتوية كثعبان ورقي ممزق..تنشر القلق في الشارع الممتد من جرح مفتوح بحجم الطلقة الى ذراع مبتور.. تخرس الليل والجدران ... من شقوق النافذة أرى جيدا كم انتم يائسون ومساكين وحمقى مع انكم مدججون بالسلاح حتى الانياب.. مسافة لم تحترق لقد مات ...سأشتري لقبره وردة كانت عيناه غيمة كثيفة لاتمطر ..وبطولاته زاخرة منذ رقوده في المهد... قامة الظل تمارس عناقها خلف المتاهة العاشقة ..والصمت صار اكثر نزفا كالمسافة بين موته وانكساري مخيم رائحة موت مؤبد وحماقة مترنحة في أعلى السماء... يزداد معها وجيب قلبي... تستيقظ طفلة مفزوعة ..وتلك واجهة تتكوم خلف الاجساد.. ربما هي مقاومة للرصاص الثقيل والكل يحضن الكل؟! للحرب نكهة ملحة تذكرني بوحدتي..مازال النعاس يزاحم هواءه في عيني لكنه صوت الرصاص يقترب وحضنك ابتعد ابدا.. مباغتة لاوجوه..لا ألم ..لا قصيدة..لكنه وجع يعصر القلب.. أيلول اخر خلف الباب..وخيبات اخرى تستلهم بعض التفاصيل .. وفتات أيامي يباغتني في زحمة الفصول والأسماء..يا ايها الحمقى متى تفهمون؟! ذالك الحب خرافي المباهج.. ملجأ عجوز..هو السواد الحالك طرف الحياة العابس يتمثل..لكنه لازال يملك قلب الصورة.. عبر الخطوط أيام حلوة يستعاد بشبابها شبابا ولي..مخلفا كومة اللحم المستهزيء اجتياح .. عقارب تلتهم الارقام بشراسة لاتشبع ..والزمن تاكله الرصاصة... عين سوداء ترنو من زجاج النافذة لازالوا هن حبات المطر مافتأت تغسل أدران أرض ماعادت تعرف طهرا ,تتجمع على ارض الشارع بركا صغيرة مبللة الف افعى لاتخيف.. تلك وحشة تمتلك المدينة حتى العظام الاخيرة |
|
![]() |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|