العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 المنتدى العيساوي العام 【ツ】 > قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا

قــــــــضــــيـــتــــــنــــــا نقاش هادف وهادئ ,صور وحقائق، أخبار وأحداث

قديم 23-10-2007, 12:14 AM   #1
أمجد محمود
عيساوي مشارك

الصورة الرمزية أمجد محمود
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 19

أمجد محمود عضو في طريقه للتقدم



بسم الله الرحمن الرحيم


دروس وعبر من القائد الرمز
بقلم:جهاد الهور – الفتحاوي الأصيل

التقييم الشخصي لشخصية فذة في تاريخ الشعب الفلسطيني الـمعاصر، هي شخصية الرئيس الراحل ياسر عرفات، رحمه الله، وبين الرؤية السياسية الثاقبة للأحداث التي عاشتها الـمنطقة وأثر بها ياسر عرفات وتأثر بها. ومن هنا تنبع أهمية الكتاب. من يبحث عن أسباب ومسببات لهذا الحدث أو ذاك فلن يجده. ومن يبحث عن دور أحمد عبد الرحمن في هذا الحدث أو ذاك، مثلـما يفعل كتاب السيرة من الـمشاهير فلن يجده. هذا الكتاب ليس رواية تاريخية عن أحداث وقعت، أثر بها وتأثر بها ياسر عرفات. إنه كتاب كُتب عن قصد وباستعجال بعد استشهاد القائد الرمز. لذلك نجد فيه الطابع الشخصي التقييمي لياسر عرفات القائد والزعيم والإنسان. هو كتاب رد على مقولات نشرت هنا وهناك، عن حسن أو سوء نية، عن سياسة ياسر عرفات. فجاء هذا الكتاب الذي كتب على عجل، ولكن باتزان لشرح سياسة ياسر عرفات من أحد أهم الكوادر الفلسطينية التي كانت قريبة من شخص الرئيس الراحل في معظم سني الثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية.
*****
يؤكد أحمد محبته وتأثره بياسر عرفات في كل جملة وفقرة وصفحة وفصل من هذا الكتاب الـمميز الذي كتبه ليعبر عن تلك الـمحبة والتأثر والتي تقود إلى الولاء عن قناعة بالقائد الرمز. بالنسبة لأحمد فإن ياسر عرفات هو امتداد طبيعي لكل ما هو جيد وخير وصالح وطيب في حركة النضال العربية، كل ما هو قومي تحرري، وثوري نضالي، في هذه الحركة الوطنية العربية لا بل القومية. في أكثر من مكان يربط بين عبد الناصر، زعيم القومية العربية بلا منازع في النصف الثاني من القرن العشرين وياسر عرفات. في أقوال هذا وذاك يرى أحمد "فعل السحر"، أقوال تشد الـملايين من الـمناضلين. وياسر عرفات يشكل بالنسبة لأحمد تجسيداً لـما يسميه "معجزة الـمقاومة" الفلسطينية والعربية، لأنه هو الذي أبدعها، فهو الذي يتمتع أيضاً "بقيادة بارعة" و"بقدرة استثنائية" على إقامة العلاقات مع الآخرين. فهو إلى ذلك "الرقم الصعب" في معادلة الشرق الأوسط.
*****
ومما دعاني إلى الكتابة عن هذا الكتاب الـمهم الذي يعبر عن تجربة فريدة في العمل السياسي والنضالي الفلسطيني والعربي والعالـمي، هو هذا الحصار الخانق الذي فرضته الولايات الـمتحدة الأميركية والقوى الغربية الأخرى على الشعب الفلسطيني، كعقاب له على ممارسة حقه الديمقراطي بالإدلاء بصوته في الانتخابات التشريعية الفلسطينية في 25/1/2006، ما أدى إلى فوز حركة حماس بحوالي 60% من الأصوات وبالتالي من مقاعد الـمجلس التشريعي، وبالتالي بتشكيل الحكومة الفلسطينية.
وما كنت سأعتمد على هذا الوضع الانتخابي سبباً للكتابة لولا التصرفات ونظم السلوكيات التي شهدناها من حركة حماس، قادة وكوادر، منذ فوزها. فشاهدنا استكلاباً على السلطة حتى لو أدى ذلك إلى الطامة الكبرى، ورفضاً لفهم الواقع الدولي بتبريرات أيدولوجية شوفينية عفى عليها الزمن، باتهام كل من يرى ذلك الواقع بالتنازل والركوع والخنوع. وتميزت مسيرة حماس منذ 25/1/2006 بعدم الانفتاح على القوى السياسية الأخرى، رغم الإدعاء عكس ذلك، والتمترس خلف شعارات سياسية دفع شعبنا ثمنها باهظاً منذ أن مارست قواه السياسية حينذاك التصلب الأول والتيبس في الـمتراس الأخير، واهمة أنها تدافع عن الثوابت الفلسطينية والأرض الفلسطينية والهوية الفلسطينية. في ذلك الوقت، كلـما تحجرت الـمواقف باسم الوطنية كلـما بعدنا عن الوطن، حتى جاءت فتح لوضع الأمور في نصابها. وسرعان مع وقعت حرب 1967، وبدأت الـمعركة على الوجود مجدداً. صحيح، صغرت مساحة الوطن جغرافياً، لكننا حافظنا على مساحة الوطن السياسية بكل أبعادها التاريخية والحضارية والقومية والدينية بشقيها الإسلامية والـمسيحية.
لقد وجدت في كتاب أحمد عبد الرحمن عن سيرة ياسر عرفات درساً ملائماً ومناسباً وابن ساعته على ضوء مسألة الحوار الوطني وإرشاد ذوي القربى على سراط خطَّه شعبنا من أجل الحفاظ على نفسه كشعب حي يرزق، ولا يَبيد مثل شعوب أخرى مرت في التاريخ واندثرت، وعلى أرضه ووطنه وهويته وقدس أقداسه، إلى جانب الـمحافظة على معيشته، حتى لو كانت في حدها الأدنى، على قطعة أرض يدفن فيها موتاه، عوضاً أن يبحث عن مدفن لها في أرض الله الواسعة، التي ضاقت أو ضُيّقت في كثير من الأحيان على الـموتى الفلسطينيين.
رأيت في كتاب أحمد عبد الرحمن تجارب وعبر من سيرة الـمناضل والثائر والقائد والرئيس ياسر عرفات التي يمكن العودة إليها للاسترشاد بها إذا أردنا. وجدت في كتاب أحمد سلوى خاصة أود أن أشارك الآخرين بها خاصة أنني أنا أيضاً واحد من هؤلاء الـمناضلين الذين واكبوه في عمله لأكثر من ثلاثة عقود، علهم يستخلصون الدروس ويستنتجون العبر من نظم سلوكيات قائد فذ، كاد في سيرة حياته وممارسته يصل مرتبة القداسة، أو يصبح الخليفة السادس في نظري ونظر الكثيرين. وإن نفعت الذكرى فإنهم سيرون أن الزعيم الخالد الـمرحوم أبو عمار مرّ في ظروف أصعب من الظروف التي مرت بها الحكومات الفلسطينية الـمتعاقبة، بما فيها الحكومة الحالية. ومن هنا نبدأ.
*****
لقد لخص أحمد صعوبة الوضع الفلسطيني بتعبيرين مهمين: الصراع بين الحق التاريخي والواقعية السياسية. والـمعنى أن القيادة الفلسطينية ستنجح إن وجدت أو استطاعت أن تجد نقطة التوازن بين هاذين الوضعين. وإلا فإن الوضع الفلسطيني سيضطرب ووضع القيادة نفسها ستعصف به الرياح. يقول "هذا الصراع الـمأساوي في الوعي الوطني بين الحق التاريخي وبين الواقعية السياسية سيظل يحكم الحياة السياسية الفلسطينية في ظل الأوضاع الدولية السائدة التي تضغط على الحق الفلسطيني لـمصلحة الواقعية السياسية."(22)
ويرى أحمد من أهم إنجازات حركة فتح بقيادة ياسر عرفات وأبو جهاد وأبو إياد أنها استطاعت أن تجد هذا التوازن الـمطلوب بين الوضعين. ومن هنا الإقبال الجماهيري على حركة فتح بعد هزيمة 1967، لقد سدت حركة فتح بقيادتها التاريخية الفراغ السياسي والـمعنوي والنفسي لدى الجماهير العربية. ووازنت فتح بين ثنائيات العمل الثوري والعمل السياسي الواقعي: بين العمل الفدائي والعمل السياسي، بين الحق التاريخي والواقعية السياسية، بين قضية اللاجئين وقضية الشعب. ولهذا يرى أحمد في أسلوب ياسر عرفات أمراً محيراً: لـماذا يدفع خياراته إلى حدودها القصوى ويلغي كل الهوامش؟ فياسر عرفات كثيراً ما كان يقول "رصاص الأعداء يحيينا" (37) بمعنى الشعار الذي طرحته فتح على كل فصائل العمل الوطني والقومي "اللقاء على أرض الـمعركة" هو الوحدة الـمطلوبة. لذلك كان ياسر عرفات في أسلوبه يصعد الكفاح الـمسلح وفي الوقت نفسه يفاوض. كان "يقاتل حتى الطلقة الأخيرة ... ويتعامل مع الـمقترحات الـمقدمة إليه لوقف إطلاق النار". (ص 38)
*****
وحتى يستطيع ياسر عرفات، هو وقيادة فتح، تنفيذ هذه السياسة فقد ركز في جميع طروحاته السياسية والبرامج والخطط السياسية التي قدمها باسم حركة فتح على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني، بعيداً عن تدخل أجهزة الـمخابرات لهذا النظام العربي أو ذاك مع مراعاة حساسية موقف الفلسطينيين في هذا البلد العربي أو ذاك وانعكاس تأثيرات هذه السياسة الفلسطينية عليهم سلباً أو إيجاباً، بل في كثير من الحالات سلباً. لقد غامر ياسر عرفات بشخصه وبصدقيته من أجل تجنيب الشعب الفلسطيني الوصاية العربية والإقليمية والدولية. لقد جرت عليه الـمواقف والـمبادرات التي كان يطلقها كبالونات احتبار النقمة والتشكيك. اتهم ياسر عرفات بالانفراد والديكتاتورية، والخروج عن الثوابت، لدرجة أن أحد فصائل الـمقاومة في الساحة الفلسطينية خرج عن الحد الأدنى الـمقبول من اللياقة والكياسة في العمل الوطني ونشرت صورته على غلاف مجلتها الـمركزية تحت شعار "الـمنبوذ". حزن ياسر عرفات على موقف تلك الجماعة ولكنه لـم يتخذ أي إجراء ضدهم. لا بل كان يسعى باستمرار إلى إعادتهم إلى مظلة م.ت.ف. كل ذلك كان يفعله من أجل أن يحول دون سقوط القضية الفلسطينية في أيدي الأوصياء خاصةً أولئك الذين "يمنعون الفدائيين من إطلاق طلقة واحدة، من حدودهم الـمحرمة على الفدائيين والثورة". (ص 41)
وإن كان ياسر عرفات يتبع هذه الاستراتيجية في معارضة الوصاية ومحاربتها إلا أن تكتيكه في مواجهتها كان تكتيكاً مرناً لكن صارماً وعنيداً. فما كان "يقوله في الغرف الـمغلقة لـم يقله في العلن" حمايةً لشعبنا الفلسطيني. فقد كان حريصاً على إبقاء شعرة معاوية مع الجميع، بمن فيهم من حمل السلاح في وجهه أو طرده من هذا البلد أو ذاك. وكان يقول دائماً "ثمن الكلـمات دم فلسطيني، فارحموا شعبكم وقضيتكم". وإذا نظرنا للواقع الراهن من خلال عيون ياسر عرفات، فإننا سنرى في عيونه الحزن والأسى على كل من رمى ويرمي نفسه في أحضان الأنظمة مقابل "ثلاثين من الفضة" ليبقى قابعاً في كرسيه، إن كان صغيراً أو كبيراً، في هذا الفصيل أو ذاك، في هذا الـموقع أو ذاك، أو في هذا البلد أو ذاك. من هنا تنبع أهمية أن يسترشد أولي الأمر منا باستراتيجية ياسر عرفات وتكتيكه. فالقرار الوطني الفلسطيني الـمستقل حمته بنادق الثورة وفدائييها وكوادرها بأرواحهم وبأجسادهم حتى لا يقرر ضابط مخابرات هنا أو هناك مصير الشعب الفلسطيني.
فإذا كان القرار الوطني الفلسطيني الـمستقل هو النبراس الذي يجب أن تتوجه له القلوب والعقول معاً، فإن موضوع الكرامة الشخصية عند ياسر عرفات مقارنةً بالكرامة الوطنية يصبح أمراً غير ذي أهمية. وهو درس علينا جميعاً أن نتعظ به. كان عرفات باستمرار يقول "ليس الـمهم الكرامة الشخصية، بل الـمهم كرامة الوطن". وهذا وجد أيضاً تأييده لدى قطاعات واسعة من الشعب الفلسطيني خاصةً خلال الأزمات، وعبر عن ذلك الالتفاف الجماهيري الكبير حول ياسر عرفات حتى من جماهير التنظيمات التي كانت تعارض ياسر عرفات أو التي ابتعدت عنه لسبب أو لآخر.
*****
كان ياسر عرفات باستمرار يرفض الاحتكام إلى السلاح في تسوية الخلافات الفلسطينية، وكان الدم الفلسطيني محرم عنده بأي شكل من الأشكال. لذلك كان مرناً مع الذين اصطفوا ضده، لا بل حاربوه ورفعوا السلاح في وجهه. (51) وهو صاحب شعار "ديمقراطية غابة البنادق". والذي يعني التالي: رغم أن الشعب كله مسلح، ولا يخلو بيت فلسطيني من قطعة سلاح، إلا أن فض الخلافات لا يتم عبر استخدام السلاح لتغليب وجهة نظر على أخرى. فالديمقراطية هي جزء من تراث الفدائيين والشعب الـمسلح والـميليشيا الشعبية. تحل الخلافات أو التباين في وجهات النظر بالحوار وليس بالإكراه. أمضى ياسر عرفات 650 ساعة حوار مع الفصائل الفلسطينية من أجل إقناعها بخطة السلام الفلسطينية التي تم إقرارها وتبنيها في الـمجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر عام 1988 بما في ذلك التصويت فقرة فقرة على البرنامج من أجـل كسب الجـبهة الشعبـية وإبقائها تحت الـمظلة الفلسطينـية، مظلة م.ت.ف. حتى بالنسبة للـمنشقين في أي أو عن أي تنظيم، كان ياسر عرفات لا يمانع دعمهم ما داموا اختاروا اسماً مستقلاً عن اسم الـمنظمة الأم التي انشقوا أو انفصلوا عنها. وكان هذا ما يطلبه حتى من الـمنشقين عن فتح. أن يستخدموا أي اسم غير اسم فتح لهم حتى يكونوا بنظره تنظيم قائم بحد ذاته.
*****
على حماس أن تدرك أن قيادة الشعب الفلسطيني لا تتأتى بالأيدولوجيا أو التطرف أو الـمواقف الـمحافظة الـمسبقة الـمتكئة على أحكام تعتمد على مخاطبة العواطف والـمواقف الدينية لدى الفلسطيني كفرد وكمجموع. قد ينجح هذا التكتيك في انتخابات غاب عنها الوعي والإدراك لـمعنى وصول حماس إلى السلطة، في لحظة غضب أعلنه الشارع على تجاوزات سجلها على كشف حساب فتح. ولكن حان الوقت لحماس أن تدرك أن ليس بالكلـمة وحدها يحيى الإنسان. إن ما تتعرض له حماس من ضغوط، وبالتالي ما جرته على الشعب الفلسطيني من ضغوط إضافية إلى الضغوط السابقة التي كان يتعرض لها، هي ضغوط مشابهة كانت حركة فتح تعرضت لها سابقاً. ويجب أن لا ننسى أن فتح التي انطلقت قبل حوالي ثلاث عقود على انطلاقة حماس، وخاضت غمار الكفاح الـمسلح والنضال الوطني على كل الـمستويات في الداخل والخارج، وعلى الـمستويات العربية والدولية، بما فيها الإسلامية، انطلقت هذه الحركة قبل هزيمة 1967، أي انطلقت من أجل إعادة ما سلب من الشعب الفلسطيني من وطنه وكرامته الوطنية عام 1948، ولكن الحق التاريخي لا يتماشى في كثير من الأحيان مع الواقعية السياسية. وفتح التي رأت نفسها مسؤولة عن مصير الشعب الفلسطيني، كان لها أن تتقوقع خلف مطالب الحق التاريخي، وتتناسى الواقع الـمعاش الناجم عن الهزيمة. لا نحتاج إلى حرب أخرى، مثل حرب أكتوبر 1973، لكي نوافق على قرار 242، ولا نحتاج إلى انتفاضة أخرى لكي نطلق مبادرة سلام جامعة تحقق الحد الأدنى الـمقبول عملياً فلسطينياً على 22% من أرض فلسطين الحق التاريخي.
*****
لقد كانـت الشروط التـي وضعـتها الإدارة الأميـركية على حـركة فتـح وعـلى م.ت.ف، وعلى ياسر عرفات، هي الشروط ذاتها التي وضعت على حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية. وهذه الشروط هي:
ü شرط الاعتراف بإسرائيل.
ü شرط الاعتراف بقرار مجلس الأمن 242.
ü شرط نبذ الإرهاب.
قالت الولايات الـمتحدة الأميركية، على لسان مسؤوليها وعن طريق الوسطاء، إنه دون إصدار تصريح أو بيان واضح لا لبس فيه من م.ت.ف، بصفتها الـممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وعلى لسان ياسر عرفات بخطاب واضح وعلني، لن يكون هناك حوار مع الولايات الـمتحدة الأميركية أو اعتـراف منها بـ (م.ت.ف). وكان الرئيس الراحل يقول باستمرار إنه لا يطالب بالـمستحيل، إنه يطلب نصف القمر، أي جزء من أرضنا. وكان يؤكد باستمرار أننا لا نتفاوض مع أشباح وهذا ما يؤكده أحمد في كتابه حيث يقول "من لا يعترف بالواقعية السياسية فإنه يدفع الشعب والقضية لكي يواجهوا من جديد مسألة الشطب والتغييب. وعندما كان ياسر عرفات يواجه من الآخرين بالعناد ورفض قراءة الواقع كان يرد عليهم "ارحموا شعبكم". (63). وهذا درس لا بد لقادة حماس أن تستوعبه "ارحموا شعبكم".
*****
هل يعتقد قادة حماس أن موافقة ياسر عرفات على 242 والاعتراف بإسرائيل جاء لوجه الله أم لأن ياسر عرفات وجد، ولا أريد أن أقول اكتشف، أن قادة أمتنا العربية والإسلامية طالبوه بإظهار الـمرونة والواقعية السياسية وضغطوا عليه للـموافقة على هذا القرار وغيره من القرارات. فتح كانت أول من رفض 242، ولها أدبيات في ذلك. وكادت الـموافقة أو عدمها على قرار 242 تشق فتح بشكل عامودي. ولكن الواقعية السياسية تغلبت في نهاية الأمر لدى الأعضاء، خاصةً أن الواقعية السياسية تقدمت على الحق التاريخي عندما هزم الاقتصاد العربي متجسداً بالقوة الـمالية والنفط، العسكرية العربية الـمتمثلة بالقوة العسكرية العراقية في ذلك الوقت. وهذه الواقعية السياسية امتدت أيضاً إلى أمتنا الإسلامية ومنظمة الـمؤتمر الإسلامي. وفي هذا الـمجال نود أن نذكر الجميع أن أمتنا الإسلامية، ممثلة بقادتها الأعضاء في لجنة القدس، هي التي شطبت كلـمة "الجهاد" من البيان الختامي لاجتماع لجنة القدس في السنغال وليس م.ت.ف، أو أبو عمار أو الشعب الفلسطيني.
*****
نذكر حماس أن الحصار الـمالي الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني بعد وصول حركة حماس إلى الحكم كان قد مورس على ياسر عرفات وعلى م.ت.ف حتى يقبل بالشروط الأميركية. أي أن الـمال استخدم مجدداً، ومرة أخرى، لتحقيق مآرب سياسية. ننشط ذاكرة الجميع بتعبير "تجفيف الـموارد الـمالية لـ (م.ت.ف) الذي أصبح تعبيراً دارجاً منذ منتصف الثمانينيات وحتى قبولنا بأوسلو. ألا يجب على قادة حماس أن يتذكروا هذا الوضع إذا أرادوا أن يصبحوا قادة للشعب الفلسطيني بعد أن تقلدوا مقاليد الحكم في الحكومة الفلسطينية. وليتفكروا قول ياسر عرفات "ليس الـمهم الكرامة الشخصية بل الـمهم كرامة الوطن وقضيته".
*****
ما يجب أن تفهمه حماس أن الدول الغربية قد تستمر في رفض منح تأشيرات دخول وسفر إلى وزراء حماس وقادتها حتى تلبي الـمطالب الأميركية ــ الأوروبية ــ الإسرائيلية بتنفيذ الشروط الثلاثة السابقة. لكن القضية هي ليست أن يحصلوا على تأشيرة أو لا. القضية تعكس العزلة الدولية التي وضعتنا فيها سياسة حماس منذ وصولها للحكومة. ولنقارن بين عدم إعطاء تأشيرات لقادة حماس ولزعيم م.ت.ف. وهذا وضع عشناه في فتح وفي م.ت.ف مع ياسر عرفات. هل يذكر قادة حماس أن الولايات الـمتحدة رفضت أن تمنح ياسر عرفات تأشيرة دخول إلى نيويورك، وليس إلى أراضيها، للـمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم الـمتحدة ليشرح قضية فلسطين أمام الـمحفل الدولي. لقد كان ياسر عرفات، ومن ورائه حركة فتح، ومن ورائها م.ت.ف، قد حرثوا وزرعوا، بكل ما أوتوا من قوة، أرض العالـم بالأصدقاء والـمناصرين والداعمين، وبالتالي كانوا أقوى من الحرمان والـمنع الأميركي الذي ارتد على الإدارة الأميركية في ذلك الوقت سلباً وبالسمعة السيئة نتيجة تصلبها وتطرفها في معاداة الحقوق الوطنية الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني التي أقرتها الشرعية الدولية ممثلة بالأمم الـمتحدة. فانتفض العالـم، عبر انتفاضة الجمعية العامة للأمم الـمتحدة، وقرر أعضاء الجمعية العامة نقل اجتماعاتها من نيويورك إلى جنيف؟ (وليس إلى طهران) لتمكين ياسر عرفات من طرح قضيته أمام العالـم. وأتت أميركا صاغرة لتشارك العالـم في الاستماع إلى ياسر عرفات ولـم تقاطعه. السؤال الذي يجب أن يطرحه قادة حماس على أنفسهم اليوم، هل يوجد إجماع دولي مشابه لذلك الإجماع لو منعت الولايات الـمتحدة، بصفتها دولة الـمقر، رئيس حكومتنا العتيدة، من الـمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم الـمتحدة؟ من هي الدول أو كم دولة سوف تصوت على نقل مكان الاجتماع من نيويورك إلى جنيف؟ كيف خسرنا أصدقاءنا في العالـم منذ 25/1/2006 ولـماذا يتضامن معنا العالـم إذا كانت حكومتـنا العتيدة هي الحكومة الوحيدة فـي العالـم التي لا تعترف بـ (م.ت.ف) ممثلاً شرعياً وحيداً لشعبنا الفلسطيني ولا تريد الإقرار بالشرعية الدولية؟
*****
أود أن أذكر قادة حماس أن ما طلب منهم وهو الاعتراف بإسرائيل ونبذ الإرهاب كان قد طلب من ياسر عرفات سابقاً. ولـم يكن سهلاً عليه أن يقرأ هذا البيان الذي أملي كلـمة كلـمة من قبل وزير الخارجية الأميركية الأسبق جورج شولتس عبر الوسطاء. قال ياسر عرفات وقتها للوسطاء نحن نرفض الإرهاب وندينه ولـم نمارسه. نحن نمارس الكفاح الـمسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي. وتعاظمت الضغوط من كل حدب وصوب. وكنا في جنيف في فندق الإنتركونتننتال. وكانت الساعة تدق. وأحمد عبد الرحمن يجلس إلى جانب الرئيس أبو عمار في الـمؤتمر الصحافي الـموعود لينطق تلك التعابير والعبارات التي أمليت. وقع ياسر عرفات، رئيس الشعب الفلسطيني، وقائد نضاله وثورته، بزلة لسان لأنه كان مضطرباً ومتوتراً. قال "نحن ننبذ السياحة" بدل أن يقول "نحن ننبذ الإرهاب". وهناك جناس باللغة الإنكليزية بين السياحة والإرهاب. فبدل أن يقول ــ we renounce terrorism ــ قال ياسر عرفات، ــ we renounce tourism ــ. فاضطر أحمد عبد الرحمن تصحيح الكلـمة له ليعيد قولها، فقال رحمه الله وهو عصبي الـمزاج، على ميكروفونات وكالات الأنباء والتلفزيونات في العالـم: يا أخي "تورزم تروريزم" كله واحد الـمهم أننا ننبذ الإرهاب. وهذه الحادثة يمكن الرجوع إليها في أرشيفات محطات التلفزيون العالـمية آنذاك. ولا أدري لـماذا لـم يذكرها أحمد في كتابه مع أنه أشار إلى هذه الضغوط.
*****
"خطوة إلى الوراء من أجل خطوتين إلى الأمام" هو مبدأ من أهم الـمبادئ الثورية التي نالت قسطاً وافراً من التنظير من العديد من القادة الثوريين في العالـم وعلى وجه الخصوص من الزعيم الصيني ماو تسه دونغ، الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني الأسبق ورئيس جمهورية الصين الشعبية الأسبق. كان هذا الشعار تكتيكاً من تكتيكات ياسر عرفات. كان يتراجع حيث يرى في ذلك مصلحة وطنية فلسطينية عليا ويتقدم حيث يستطيع أن يحقق مكسباً وطنياً فلسطينياً. لتأكيـد الحضور الفلسطيني علـى الساحة الدولية، ولكي يؤكـد أن م.ت.ف هي الـممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وافق ياسر عرفات على مشاركة فلسطينية "على مستوى منخفض" ضمن وفد عربي مشترك أو وفد أردني فلسطيني مشترك. كان ذلك بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) 1973 عندما تم الحديث عن عقد مؤتمر دولي للشرق الأوسط. ولـم يدّعِ ياسر عرفات أو أي من فصائل م.ت.ف الـمؤيدة له أو الـمعارضة في ذلك الوقت أن الوفد شُكل خصيصاً لاستثنائها ودون مشاورتها كما جاء على لسان العديد من الناطقين الإعلاميين الكثيرين باسم حماس لدى تشكيل وفد فلسطين إلى مؤتمر القمة العربية في الخرطوم في بداية العام 2006 أو ينسحب وزير الخارجية لترأس أبو اللطف رئيس الدائرة السياسية لـ (م.ت.ف) وفد فلسطين إلى مؤتمر وزراء خارجية دول عدم الانحياز. ولـم يتراجع ياسر عرفات عن هذا التكتيك قيد أنملة كلـما رأى في ذلك ضرورة وطنيـة. طلب من أعضاء الوفد الفلسطيني فـي الداخل أن لا يعلنوا أنهـم يمثلون م.ت.ف عند لقائهم وزير الخارجية الأميركية جيمس بيكر في القدس. (ص 70) وقرّع د. صائب عريقات لأنه لـم يلتزم بذلك عندما أخرج كتاب تشكيل الوفد من جيبه ليثبت للسيد بيكر أن لا أحد من الفلسطينيين يخرج عن إرادة وسياسة م.ت.ف. ووافق ياسر عرفات على أن يكون الشهيد الـمرحوم فيصل الحسيني مشرفاً على الـمفاوضات، لا رئيساً للوفد، حتى لا يتذرع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بعدم الحضور. وأيضاً وافق على الـمشاركة في وفد أردني فلسطيني مشترك إلى مدريد ومفاوضات واشنطن. فلـم يتورع أبو عمار عن التنازل عن التمثيل لصالح أعضاء لكي تربح القضية الفلسطينية. (73) هل تستطيع حماس أن تستلهم العبر والدروس من سياسة أبو عمار.
كان أبو عمار حريصاً على الوحدة الوطنية حرصه على الشعب الفلسطيني. وكان صدره واسعاً لكل ألوان الطيف السياسي والفصائلي والوطني. ومن أجل تحقيق هذه الوحدة الوطنية كان أبو عمار يضحي بأمور كثيرة ما كان سيضحي بها. ولـم يكن يتورع عن الخوض في نقاشات حادة وطويلة وممتدة طول الليل كله من أجل التوصل إلى اتفاق على كلـمة أو موقف، منها قضاء 650 ساعة حوار مع فصائل م.ت.ف لإقناعهم بخطة السلام الفلسطينية. وكان يصنع أطراً سياسية غير منصوص عليها في أي نظام أساسي فلسطيني من أجل أن يسير أكثر من نصف الـمسافة إن لـم يكن معظمها ليلتقي مع آراء رفاق السلاح. كان يصنع هذه الأطر خاصةً عندما كان يرى أن الأطر الرسمية لا تفي بالغرض لسبب ما، أو لأنه كان يريد أن يوسع إطار الـمشاركة السياسية. أود أن أذكر على سبيل الـمثال أن أبو عمار صنع، في مرحلة بيروت، إطاراً أسماه "اجتماعات أو لقاء الأمناء العامين" لفصائل الـمنظمات الفلسطينية. وكان يلجأ إليه كلـما استعصت الأمور السياسية ولـمناقشتها. ثم هناك اجتماع القيادة وهو إطار فضفاض يدعى إليه أعضاء م.ت.ف واللجنة الـمركزية لحركة فتح، والأمناء العامون أو من ينوب عنهم، وشخصيات مستقلة من الـمجتمع الـمدني من أجل توسيع الـمشاركة السياسية. هذه أمثلة على سياسة ياسر عرفات في تغليب الـمصلحة الوطنية على الـمصالح التنظيمية أو الحركية أو الفصائلية لهذا التنظيم أو ذاك. ويوجز أحمد ذلك بالتالي "فإخوة السلاح لهم موقعهم إلى جانبه، والقوى التقليدية رغم خسارتها لـمواقعها كان يشغلها معه، ولـم يتهم أحداً منهم ولـم يشهّر بأحد منهم. وأصحاب الـمال كلفهم بأعمال لصالح القضية في وساطات مع الأميركان وغيرهم من أصحاب النفوذ." (ص79).
*****
هذا رجل يتخذ قرارات صعبة ومصيرية في أحلك الظروف وأصعبها وكان يقول "إذا بقينا ننتظر لنحرر الأرض لنعود إليها في أمن وسلام لـماذا إذاً الثورة والـمنظمة؟" (84) كان أبو عمار يدرك أن شخصية الإسرائيلي يعروها القلق والخوف وعدم الاطمئنان، (107) كما كان يدرك أن الخطط الأميركية هي خطط لا تسعى إلى إنصاف الجانب الفلسطيني الـمظلوم. كان يدرك أنها ترتيبات أمنية وتتجاهل الاحتلال والانسحاب من الأراضي الفلسطينية الـمحتلة. (127) ولكنه كان دائماً يبحث فيها ما يمكن الاستفادة منه لصالح الشعب والقضية الفلسطينية. الرئيس جورج دبليو بوش كان يعلن ياسر عرفات "غير ذي صلة"، ولكن ياسر عرفات لـم ينتقده وإنما رحب بمبادرته الـمؤرخة في 24/6/2004 التي دعا فيها إلى إقامة دولتين، فلسطينية وإسرائيلية، تعيشان جنباً إلى جنب. كل ذلك تحت شعار "يكفي عدو واحد"، كان الرئيس عرفات يفرق بين التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي، ويسعى إلى تسجيل الإيجابيات عند أي منهما لصالح الشعب الفلسطيني. نحن نريد قيادة تستطيع أن تفرق بين هذا التناقض وذاك، قيادة تستطيع أن تمخر عباب البحر رغم موجات تسونـامي الـمميتة، نريد قيادة يقف الشعـب إلى جانبها كما هـب الشعب فـي "ليلة الطناجر" (ص153) دفاعاً عن رئيسه الـمحاصر. نريد قيادةً تحمل مشعلاً ينير الطريق.
*****
إن فن القيادة لدى ياسر عرفات وصل إلى درجة عالية من الرقي. كان كل فلسطيني يعتقد، بل كل ثوري ومناضل في العالـم يعتقد، بأن تحقيق الـمعجزة الفلسطينية سيقوم بها ياسر عرفات، وستتم على عهده. لقد أصبحت كوفية ياسر عرفات رمزاً من رموز النضال العالـمي وأصبحت عنواناً للنضال الفلسطيني. أصبح ياسر عرفات "السيد فلسطين" بلا منازع وكما يقول أحمد في كتابه إن "كان وراء كل إيطالي قداسة بابا، فإن وراء كل فلسطيني يقف قداسة ياسر عرفات." (169)
ورغم هذا التأييد الجارف، لا بل بالرغم منه، لـم تنفك إسرائيل والولايات الـمتحدة من محاولة التخلص منه. لـم يكن الالتفاف الجماهيري حوله مخلصاً له وحامياً له من محاولات قتل السمعة أو القتل الفعلي. فعندما فشلت القوة في إزاحته واعتباره غير ذي صلة، لجأوا إلى زعزعة سلطته وتوزيع صلاحياته (170) وهدر دمه، وفي النهاية ربما إلى وضع السم له.
*****
هل تستطيع حماس أن تمنع انهيار الكيان والـمشروع الوطني مثلـما فعل ياسر عرفات. نتمنى ذلك. يقول أحمد إن ياسر عرفات قضى ثلاثين عاماً من الكفاح من أجل إرساء قواعد الواقعية السياسية لدى شعبه الذي فقد وطنه، ورأى كيانه ينهار أمام عينيه. ولـم تكن الـمهمة سهلة أن تقنع الشعب الفلسطيني بالقبول بدولة صغيرة فيما بقي من فلسطين بديلاً عن كل فلسطين التاريخية، واستطاع ياسر عرفات أن يعيد شعبه وقضيته إلى الأجندة الدولية بأقل قدر من الخسائر. (206) والنتيجة التي يتوصل إليها أحمد هي أن "ياسر عرفات الحقيقي هو ما فعله وليس ما قاله، ما أنجزه وما حققه من مكاسب سياسية ومادية لشعبه." (218)
*****
أعتقد أن أحمد كتب كتاباً مهماً يشهد على الـمحبة والالتزام والصداقة والوفاء لياسر عرفات. وأود أن أبقيه هكذا في ذاكرتي. لا أريد أن أتحدث عن الأخطاء الإملائية والطباعية في الكتاب حتى لا نحرف التركيز عن الدروس والعبر التي ذكرناها هنا. فياسر عرفات، لـم يأبه لقواعد اللغة، وكان يلحن كثيراً، لكن ذلك لـم يمنعه من قيادة سفينة النضال الوطني والكفاح الـمسلح والدبلوماسية الفلسطينية على مدى خمسة عقود إلى الأمام. ومن سوء طالع القيادة التي وصلت إلى الحكم بعده بالانتخابات أننا سنبقى نقارن إنجازاتها وإخفاقاتها مع إنجازات ياسر عرفات، التي تفوق حتماً إخفاقاته، على كل الصعد الوطنية والقومية والدولية


تحياتي الكم امجد محمود
التوقيع:
أمجد محمود غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 24-10-2007, 02:36 AM   #2
ابو عطا
مشرف قسم الكشافة

الصورة الرمزية ابو عطا
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 21

ابو عطا عضو في طريقه للتقدم



انتا قرأتة كله
او فاهم اشي منة


*****
لقد كانـت الشروط التـي وضعـتها الإدارة الأميـركية على حـركة فتـح وعـلى م.ت.ف، وعلى ياسر عرفات، هي الشروط ذاتها التي وضعت على حماس بعد فوزها في الانتخابات التشريعية. وهذه الشروط هي:
ü شرط الاعتراف بإسرائيل.
ü شرط الاعتراف بقرار مجلس الأمن 242.
ü شرط نبذ الإرهاب.


ليش اذا بعترف في اسرائيل بكون فلسطيني
اذا ما كنت ارهابي بدافع عن وطني ما بكون فلسطيني
ابو عطا غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 10:08 AM بتوقيت العيساوية