تفاق مكة ومستقبل القضية الفلسطينية

[امير القدس]

اتفاق مكة ومستقبل القضية الفلسطينية
بعد جهود كبيرة، فلسطينية وعربية وإسلامية، لحقن الدماء الزكية وتجاوز حالة الاحتقان الداخلي التي سعي إليها العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية غير المتوازنة، تم توقيع اتفاق مكة الذي كلف بموجبه السيد إسماعيل عبد السلام هنية بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وقسمت الحقائب الوزارية بين فتح وحماس والمستقلين والفصائل، وحددت فيه ضرورة إصلاح شأن منظمة التحرير الفلسطينية...
الأكيد أن الاتفاق في حد ذاته انتصار علي النيات المبيتة لتدمير القوي الفلسطينية، وتشتيت الصف الوطني، وإضعاف نداء الوحدة والتعقل والحكمة.
الأكيد أن الاتفاق انتصار علي التوحش الصهيوني الأمريكي الذي دفع إلي توظيف السلاح الخبيث لأجل مصادرة العمل السياسي والمدني السلمي، وبث الفوضي الخلاقة في الساحة الفلسطينية.
الأكيد أن الاتفاق انتصار علي المحاولة الإقليمية والدولية لمصادرة الحق الفلسطيني في انتخاب وتشييد إرادته الحرة عبر صناديق الاقتراع التي شهد علي نزاهتها العالم الحر الديمقراطي جدا .
الأكيد أن الاتفاق انتصار علي نهج الاحتيال والخديعة الذي انخرط فيه، للأسف الشديد، مجموعة من الأدوات الفلسطينية والعربية التي رفضت سوي الانصياع للمارد الأمريكي، والتضييق علي الحكومة الفلسطينية المدعومة نيابيا وشعبيا.
لكن الانتصار الأكبر ما زال سبيلا سياسيا مستقبليا بين أيدي فتح وحماس خصوصا، وسائر الفصائل والقوي الفلسطينية عموما.
الانتصار الأكبر هو قدرة الحركتين، قيادة وأعضاء، علي التطبيق الجدي لبنود الاتفاق مهما كانت العقبات الداخلية والخارجية.
الانتصار الأكبر هو تمكـن السياسيـين الفلسطينيين، وخصوصا في حركة فتح - التي عهدنا فيها التمسك بالإرث النضالي للقضية - من تفويت الفرصة علي الديمقراطية الغربية الساعية إلي إجهاض الديمقراطية الفلسطينية الناشئة.
الانتصار الأكبر هو الانطلاق من الداخل الفلسطيني إلي الخارج الإقليمي والدولي، وليس العكس. الانطلاق من الشرعية الفلسطينية إلي الشرعية الدولية، وليس العكس. الانطلاق من الرؤية النضالية المتمسكة بحقوقها الثابتة نحو المجتمع الدولي لدعوته إلي إحقاقها وحمايتها.
الانتصار الأكبر هو إحراج الضمير العالمي أمام الهجوم الكبير والشرس علي الحرم القدسي والتهام الأرض الفلسطينية وإبادة السكان وتجويعهم... وهي قضايا تدعو مواثيقهم إلي احترامها.
أقول للسيد عباس والإخوة دحلان ونبيل عمرو وعريقات... لا تيأسوا مبكرا من تجهم المجتمع الدولي الفاقد للضمير والحس الأخلاقي السليم، وتصالحوا مع الشعوب العربية والإسلامية التي دعمتكم وما تزال بدعائها وتأييدها ومساندتها المالية والمادية والمعنوية.
وأقول للسيد خالد مشعل والإخوة هنية والزهار وصيام... استعملوا أقصي ما تسمح به إمكاناتكم السياسية والدينية في الاجتهاد والحكمة والمرونة دون تنازل عن حقوقنا العربية والإسلامية الثابتة لأننا - جيلنا والأجيال القابلة - لن نغفر لكم تهاونكم.
ابحثوا يا قادة فلسطين ورسخوا كل مقومات الصمود والتحدي والحكمة التي ترغم الحكام العرب أو ملوك الطوائف علي احترام إرادتكم، لأنها ببساطة ستكون إرادة الأمة جميعها.
ابحثوا يا قادة حماس وفتح والشعبية والجهاد والديمقراطية وفدا - ونحن معكم - عن سبل سياسية تمكن العالم الحر النزيه من احترامكم والتضامن معكم، لأن الضمائر الحرة ما تزال تعيش هنا وهناك.
اتفاق مكة سيكون انتصارا كبيرا إن أردتم أن تجعلوا قلوبنا وعقولنا ملكا لكم في الأرض المباركة الطيبة، أرض صلاح الدين والقسام وعرفات وعياش وياسين والرنتيسي والدرة.
زكرياء السرتي

[امير القدس]

مشكور اخي قمر الليل علا مرورك بي الموضوع وان شاء الله اتشوف كول خير في المنتدا

[امير القدس]

مشكور اخي قمر الليل علا مرورك بي الموضوع وان شاء الله اتشوف كول خير في المنتدا

[abo al3li]

مشكووووووووووووووورررر اخووووووووووووووووووووووي امير الحب