غيوم خريف «إسرائيل» أمطرت «بيت حانون» دماءً وإصلاح ما أفسده الاحتلال صعب

[وئام العمر]

دموعٌ هنا .. دماءٌ هناك...وجوهٌ واجمة يغلفها الحزن والألم ...جراحٌ غائرة ...أطفال يبكون طفولتهم الهاربة ...مستشفيات تغص بالجرحى والشهداء ولم يعد هناك متسعاً لديها لاستقبال المزيد من الدماء ..كلماتٌ على الشفاه تاهت ...وأمنياتٌ في مهدها ماتت.


دماء الفلسطينيين تختلط بتراب ارضهم

أشجارٌ سقطت تعلن موتها وقوفاً ..معالمٌ تبدلت وبيوت تشوهت ملامحها ولم تعد الأشياء هي الأشياء؛ فرائحة الموت والدمار والخراب في بلدة بيت حانون بقطاع غزة فاحت في المكان تحكي عن قصة محتل داس بحقده وبكراهيته على حلمٍ جديد في فلسطين.

يد الدمار طالت الحجر والشجر والبشر في بلدة بيت حانون» الحلقة الجديدة» -وقطعاً ليست الأخيرة- في مسلسل العدوان الإسرائيلي المتواصل والمستمر على قطاع غزة منذ خمسة شهور.

غيوم خريفهم

هذه المرة أطلقت «إسرائيل» على حملتها اسم «غيوم الخريف» هذه الغيوم أمطرت لتبدل ملامح الحياة في بيت حانون ، غيوم استمرت سبعة أيام متتالية ومتواصلة .

ما أن وصلنا إلى مدخل بيت حانون من المدخل الغربي حيث منطقة الزيتون رأينا بداية آثار هذا الدمار، حيث الشوراع والأرصفة المجرفة، والمحال التجارية التي خلعت أبوابها، والمنازل التي دمرت بشكل جزئي وكامل، حتى أعمدة الكهرباء وشبكات الصرفي الصحي قد دمرت والشوارع غرقت بالمياه.

هذه كانت بداية المشاهد التي رأيناها ونحن داخل السيارة، ولكن بعد ذلك لم تتمكن السيارة من إيصالنا إلى داخل البلدة بسب حجم الدمار الكبير الذي يعيق حركة السير، ترجلنا وأكملنا المسير على أقدامنا حتى وصلنا تلة كبيرة تغلق أمامنا الطريق، وقد تسلقناها حتى ظهرت تلك البلدة التي غابت عن أعيننا لستة أيام ماضية شعرنا وكأننا في مكان آخر لم يكن على الخارطة من قبل ، مكان لا نشاهد فيه سوى منازل مدمرة وشوارع اقتلعت من الأرض وأزقة تفوح منها رائحة الموت.

يُشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير على بلدة بيت حانون خلف وبحسب أحدث إحصائية 84 شهيداً ومئات الجرحى ما زالوا يعانون الألم وربما الموت.

أهل الجنة

وفي داخل البلدة بدأت المناظر تجذبنا وما إن التفتنا لمنظر بيت مدمر حتى نلاحظ شيئاً آخر أبشع وأفظع، سألنا أحد المواطنين عن مسجد النصر الذي تحصن به المقاومون لثلاثة أيام والتي كانت الدبابات الإسرائيلية والقناصة لا تفارقه لحظة واحدة حتى أتت فدائيات الحصار من البلدات المجاورة واخرجن المقاومين منه، فما هي إلا لحظات حتى وصلنا إلى المكان ولكننا لم نر سوى مساحات كبيرة من الأنقاض والمنازل المدمرة ومئذنة المسجد الذي وجدناه عبارة عن كومة من الركام، منظر الركام هذه يعيد إلى أذهاننا معركة أهل الجنة في مسجد النصر حيث حاصرت قوات الاحتلال عشرات المواطنين والمجاهدين، واستطاعوا فك الحصار، بمساعدة المقاومين وفدائيات الحصار.

الحاجة أم رائد الكفارنة حدثتنا وهي تجلس على أنقاض منزلها الذي جرفته قوات الاحتلال بشكل كامل، وحولها الأطفال الذين تجمعوا على أنقاض المنزل وعيونهم ترنو إلى مئذنة مسجد أم النصر التي بقيت شامخة بعد أن جرف المنزل بالكامل وسوته الجرافات الإسرائيلية بالأرض، ويجاور منزلها مسجد أم النصر أوضحت أن المسجد أثري ويزيد عمره عن 850 عاما، وأن والدها مؤذن المسجد وأحد مرمميه في الفترات الماضية.

وبصوت حاد ومرتفع وبعيون ملأتها الدموع قالت أم رائد:» لقد دمروا المسجد، وحرقوا المصاحف، حرمونا من صوت الأذان الذي كنا نصحو على صوته، وحرموا أبناءنا من الخطب والدروس، حاربونا في عقيدتنا وديننا»، ولكنها استدركت نفسها وواصلت الحديث بصوت خافت:» لكننا سنعيد بناء المسجد مرة أخرى، وسنقيم الصلاة فيه».

وأضافت:» عندما حاصرت القوات رجال المقاومة في محيط المسجد، تقدمت الجرافات والدبابات وباشرت بهدم منزلي حتى يكون مكاناً لها في تجريف المسجد، وبدأت القوات الخاصة تقتحم كل منزل مجاور له، ومن ثم ألقوا القنابل الغازية التي أثارت الخوف لدى الأطفال والنساء»، وتابعت:» رجال المقاومة واجهوا هذه الأعمال وقاوموا حتى خرجت النساء فداءً النساء فداءً لهم واستطاعن أن يفكن الحصار عنهم وخرج المجاهدون من مكان لا يوجد فيه قوات إسرائيلية».

وفي منظر يندى له جبين وتتأثر منه القلوب رأينا الأطفال يجمعون صفحات المصحف الشريف الذي تساقطت عليه أنقاض المسجد، وأخذوا يتبعوا الآيات والسور لعلهم يعيدوا ولو سورة كاملة من المصحف.

من جانب آخر أوضح الدكتور محمد نازك الكفارنة رئيس بلدية بيت حانون أن تدمير مسجد أم النصر هو جريمة كبيرة بحق عقيدة المسلمين، مشيرا إلى أن الهدف من ذلك هو تدمير معالمنا الإسلامية، فالمسجد يعتبر من المعالم الأثرية الإسلامية حيث يبلغ عمره 850 عاما، وهم أردوا أن يقطعوا الحاضر بتدمير الماضي والتاريخ.

وأضاف:» هذه رسالة توجهها بيت حانون للعالم بأن قوات الاحتلال لا تحترم الأديان ولا المقدسات على الإطلاق، وهدفها التدمير والخراب وطمس الهوية الفلسطينية والإسلامية».

أيام رعب

في عيون أطفال بلدة بيت حانون لاحظنا عمق الألم والحزن الذي ألم بهم بعدما دمرت منازلهم، حيث شاهدنا مجموعة أطفال من بين الأنقاض وهم يبحثون عن ملابسهم وألعابهم التي سقطت تحت الأنقاض، وفي نفس المكان خرجت طفلة من بين الحجارة تحمل لعبته وقالت:» ملابسي وكتبي وحقيبة دراستي ضاعت، ولم يبق لي سوى هذه اللعبة التي كنت ألعب بها مع أخوتي»، وأخذت هيام لعبتها ونادت على أخوتها وأخذوا يلعبوا لعلهم يعيدوا فرحتهم المبددة.

وقد سبقت حزن الأطفال هذا معاناة عايشها الرجال والشباب، حيث إن قوات الاحتلال خلال عدوانها قد اعتقلت مجموعة كبيرة منهم واقتادتهم إلى كلية الزراعة داخل البلدة، وعن هذه المعاناة وبنبرة صوت المظلوم الذي يريد أن ينتقم من ظالمه يسرد لنا المواطن ناهض الزعانين من سكان بيت حانون منطقة الزيتون لحظات اعتقاله على يد قوات الاحتلال، حيث قال:» في صباح اليوم الثالث من العدوان على بيت حانون حاصرت الدبابات والجرافات المنطقة التي نسكن بها، ونادوا عبر مكبرات الصوت على كل الرجال الموجودين بالمنزل ويحملون بطاقات هوية أن ينزلوا إلى الشارع».

وأضاف: «ومن رفض الانصياع لأمرهم كانوا يجبروه على الخروج تحت قوة الضرب، ومن ثم جعلونا نسير على أقدامنا من منطقة الزيتون حتى كلية الزراعة داخل البلدة ونحن نتوسط الجرافات والدبابات التي أحاطتنا من كل اتجاه».

وتابع الزعانين قوله:» ولحظة وصولنا أجبرونا على التعري، وقلعنا ملابسنا دون الداخلية منها، وقاموا بتفتيشنا، ومن ثم عاودنا ارتداء الملابس وأدخلونا داخل الكلية وقيدوا أيدينا وساقينا، وأخذوا منا بطاقات الهوية وأخذوا ينادوا على كل مواطن ويخضعوه للتحقيق».

وقد أوضح أن قوات الاحتلال لحظة احتجازهم في كلية الزراعة أخضعتهم للتحقيق، حيث قال:«سألوني إن كنت أعرف أحداً من حركة حماس، أحد من الذين يطلقون الصواريخ والأماكن التي يطلقون منها. طوال فترة وجودنا هناك كنا نأكل سندوتشات المربى في جميع الأوقات».

وأضاف: «وفي آخر يوم من الاجتياح أخرجونا من الكلية وطلبوا منا أن نرجع إلى منازلنا سيرا على الأقدام في وسط الليل المظلم، وعاودت الطريق وأنا رافعاً يدي عاليا حيث الجنود يعتلون المنازل والجرافات والدبابات منتشرة في كل مكان، اضافة إلى انتشار كثيف لطائرات الاستطلاع».

جولتنا لم تتوقف، تابعنا المسير حتى استوقفنا منظر مؤلم أصاب مقبرة بيت حانون، حتى إن الموتى داخل قبورهم لم يسلموا من عدوان قوات الاحتلال، فقد لاحظنا علامات جنازير الدبابات والجرافات قد داست عدد من القبور بعدما كانت قد جرفت سور المقبرة.

وخلال وقوفنا في بجوار المقبرة لاحظنا سيدة عجوز تقف على باب منزلها المكون من أربع طوابق وقد غرق بمخلفات طعام جنود الاحتلال، اقتربنا من المواطنة العجوز أم مروان قاسم بيتها مكون من أربعة طوابق، وأوضحت لنا أن القوات الإسرائيلية الخاصة داهمت منزلها، وجمعوا جميع أفراد الأسرة في غرفة واحدة، وأخذوا الرجال إلى كلية الزراعة، من ثم حولوا المنزل إلى ثكنة عسكرية.

دخلنا منزل المواطنة أم مروان، حيث رائحة لهم مخلفات الجيش منتشرة في كافة أرجاء المنزل وبقايا الأطعمة باقية على مدرجاته، ولحظة وصولنا الطابق الأول من المنزل لاحظنا الثقوب في جدرانه، حيث أن القوات الخاصة كانت تقنص المواطنين والمجاهدين من خلاله، وقد أوضحت لنا أم مروان أن قرابة مائتي جندي قد اعتلوا منزلها المكون من أربعة طوابق، وقد جرفت قوات الاحتلال سور المنزل وأبوابه، ودمرت نوافذه وألحقت به ضرار كبيرا، حيث أنه بحاجة إلى عملية إصلاح.

إصلاح الدمار

وخلال وجودنا في البلدة وتفقدنا لحالة الدمار التي ألحق بها كان الدكتور محمد نازك الكفارنة رئيس بلدية بيت حانون يتفقد أحوال المواطنين والمنازل، حيث أوضح أن ما حدث في البلدة هو عبارة عن تدمير كبير من قوات الاحتلال لكل ما هو حي وجماد، مضيفا: «الهدف من هذه العملية ليس كما أعلنوا أنهم يريدوا وقف إطلاق الصواريخ ومنع حفر الأنفاق، أو حتى البحث عن الجندي الأسير، ولكن أهدافهم الحقيقية هو إذلال سكان بلدة بيت حانون وقطاع غزة، وتدمير إرادته وإلحاق دمار واسع في مناحي حياته».

وأشار الكفارنة إلى أن الخسائر المبدئية لبلدة بيت حانون تقدر بـعشرة ملايين دولار أمريكي وهي قابلة للزيادة، وبلغ عدد المنازل التي دمرها الاحتلال بشكل كامل 25 منزلا، و400 منزل بشكل جزئي، وغالبية هذه المنازل غير صالحة للسكن وبحاجة إلى ترميم وإعادة بناء.

في المقابل، شرعت بلدية بيت حانون منذ ساعات الصباح الأولى في محاولة إصلاح ما دمره الاحتلال في البنية التحتية وفتح الطرق الرئيسية، كما باشرت بإصلاح الطرق التي جرفها الاحتلال أثناء الاجتياح للبلدة حيث شوهدت سيارات البلدية والعمال وهم يقومون بعملية الإصلاح، كما وشرعت شركة الكهرباء والاتصالات الفلسطينية بإصلاح ما دمره الاحتلال الإسرائيلي من أعمدة الهاتف والكهرباء وإعادة توصيل الكهرباء لمنازل المواطنين في مناطق متفرقة من البلدة.

الوحيد أنها واجهت جيش مهزوم حاول أن يقضي على رجال المقاومة، ولكنه لم يستطع.

[بسمةالم]

ثانكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس سسس

على الموضوع المميز

واللي في غاية الاهمية

[وئام العمر]

شكرا على المروووووووووووووووووووووووووووووووووور
وئاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااام

[ثائر ابو لبدة]

حسبنا الله ..

الله يفرجها عليهم ويعينهم ..

وانشالله بتلقوها بالاخرة ..

شكرا الك وئام العمر على هالنقل ..

تحياتي الك والله يوفق الجميع .

[صمت الليالي]

ميرسي يا وئام العمر على الموضوع دا


وجزاك الله كل خير مما تقدمه من مواضيعك للمنتدى دا



ويعطيكي الف عافية


وتحياتي : محمد المصري

[وئام العمر]

شكرا على المرووووووووور
وئااااااااااااااااااااااااااااااااااااام