العودة   منتديات العيساوية > 【ツ】 القسم الثقافي 【ツ】 > همس القوافي > منتدى القصة

قديم 29-04-2008, 05:49 PM   #1
arabe jamed
عيساوي زعيم

الصورة الرمزية arabe jamed
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

arabe jamed عضو في طريقه للتقدم



اســمي: دموع‏ وينادونني أحياناً: (عبرات).. يعرفني الناس جميعاً، فليس ثمة إنسان لم يبكِ وتذرفني عيناه!.‏ أقيم في حجرة متواضعة قرب جارتي (العين)..
وأنا أكره أن أبقى حبيسة غرفتي هذه؛ بل أحبّ أن أروّح عن نفسي بين حين وآخر.. فأخرج كلما سنحت الفرصة، أتجول عبر طريق دمعية جميلة، تنتهي بي عند العين، فأجعلها مغرورقة بي.. وليس هناك ما هو أمتع من دخولي الأنف أيضاً، وتحسس أشعاره ودهاليزه.. أو وصولي إلى رابية الوجنة، والانزلاق على بشرتها الناعمة.‏ لي حكايات كثيرة، أعيشها كل يوم، بعضها يرسم البسمة على الشفاه، وبعضها يزرع الحزن في النفوس..‏ وأنا أدونها دائماً في كراستي الخاصة، وقد أحببت اليوم أن أرويها لكم، لعلكم تجدون فيها متعة وفائدة.‏ ‏
- الحكاية الأولى :‏ في بيت (مَزْيَد) عصفور جميل، يحبه حباً جماً، ويد لله دلالاً لا مثيل له.. إنه يطعمه حبوباً منوعة، وفاكهة لذيذة الطعم.. وهو لا يتوانى عن تقديم أية خدمة له؛ صغيرة كانت أم كبيرة!.‏ وذات مرة؛ نسي (مزيد) باب القفص مفتوحاً، فتسلل العصفور منه، وطفق يقفز هنا وهناك، من غير انتباهٍ إلى خطر قد يلحقه، أو حذرٍ من عدو قد يدهمه.. وما زال العصفور يسرح ويمرح، إلى أن لمحته القطة (بسبس)، يا له من صيد ثمين!!. حدثت نفسها؛ ثم تبعته على حذر، تخطو مرة وتقف أخرى.. حتى إذا اطمأنت إلى غفلته، قوست ظهرها، واستجمعت قواها، ثم قفزت قفزة واحدة، وسرعان ما كان في فمها يزقزق ويرفرف.. لا؛ لن يفلت منها أبداً، ولن ينفعه الندم بعد فوات الأوان!!.‏ وعندما عاد مزيد إلى الغرفة، فوجئ بالقفص مفتوحاً، وعصفوره الغالي غير موجود.. تلفت حوله؛ فوجد بضع ريشات ملقاة على الأرض.. انفجر (مزيد) باكياً، وذرّف الكثير مني.. لقد أحسّ بالذنب، وأدرك أنه السبب فيما جرى لعصفوره الجميل!.‏ ‏
- الحكايـــة الثانيـــة:‏ اقترب الامتحان، وأغلق مزيد الباب على نفسه، لقد قرر أن يلزم البيت: لا نزهة، لا رحلة، لا لعب، لا إضاعة وقت.. بل الجدّ الجدّ، والعمل العمل.. ووضع برنامجاً خاصاً؛ يحدد وقت دراسته، وطعامه، ونومه، واستيقاظه..‏ وعندما جاء يوم الامتحان؛ ذهب إلى قاعة الفحص بخطوات واثقة.. إنه معتد بنفسه، متقن لدراسته، متمكن من معلوماته.. ولن يجد صعوبة في أي سؤال.‏ وحين أُعلنت النتائج؛ بشّروه بأنه الأول في صفه.. وفي حفل بهيج ضم الطلاب وذويهم، استُدعي مزيد إلى المنصة، صافحه المدير بحرارة، وقلده وسام التفوق الفضي.. هنا انهمرتُ من عينيه، لأن (مَزْيَد) لم يخفِ تأثره، فبكى من شدة الفرح. ‏
- الحكاية الثالثـة:‏ قالت أم مزيد:‏ - لقد تداركني الوقت، والغداء بات وشيكاً، ومايزال أمامي الكثير قبل مجيء أبيك!. فتعال يا مزيد؛ وساعدني قليلاً..‏ احتج مزيد قائلاً:‏ - لكنني لا أعرف شأناً من شؤون الطبخ!!.‏ قالت:‏ - لا بأس.. قشّر البصل فقط، لا أظنّه يحتاج إلى تعليم!.‏ وأمسك (مزيد) بالسكين، وشرع يقشر البصل ويقطعه قطعاً صغيرة.. بعد قليل، أحسّ بعينيه تحرقانه، فرائحة البصل تزعج العين، وبخاره يخرشها..... وكان لابد لي، وهو على هذه الحال، من أن أسيلَ على وجنتيه!.‏
- الحكاية الرابعة:‏ ذات يوم؛ هبّت رياح شديدة، أثارت الغبار في كل مكان.. بعض الناس التزم بيته، وامتنع عن الخروج في ذلك اليوم العاصف.. وبعضهم تجرّأ وخرج لقضاء حاجاته الضرورية، ولكنه حمى عينيه بنظارة واقية.. وبعضهم استخفّ بالأمر، فمشى في الطريق مكشوف العينين، دون أن يحسبَ حساباً لأذى يلحق بهما!.‏ وكان مزيد ممن استهتروا بأنفسهم؛ فقد سار مع أصدقائه، والرياح تلطم وجهه بقوة.. مع ذلك لم يرفّ له جفن، أو تغمض له عين!. فدخلت ذرات الغبار إلى عينيه، وأحسّ بآلام لا تطاق.. وكان عليّ أن أنهمر بسرعة، وأدفع عنهما شرّ هذه الشوائب.‏ سامح الله (مزيد).. لقد أتعبني ذلك اليوم كثيراً!!.‏
- الحكاية الخامسة:‏ استيقظ مزيد في الصباح الباكر.. تلمّس عينَه؛ ليست على ما يرام!!.‏ حدق إلى المرآة، فراعه منظرها.. كانت ملتهبة التهاباً شديداً، وأنا.. أسيلُ بغزارة.‏ وهُرع إلى أبويه، وهو يشير إليها.. الأمر لا يحتمل الانتظار، فلْيراجعوا الطبيب بأقصى سرعة.‏ وفي العيادة، فحص الطبيب عينيه بدقة.. ثم قال:‏ - ام م م م م .. القناة الدمعية مسدودة.. يبدو أن شيئاً يعيق سير الدموع..‏ قال والده:‏ - وما الحل يا دكتور؟!‏ ابتسم الطبيب قائلاً:‏ - لا تخف.. الحل في متناول أيدينا.. عملية بسيطة، وتُفتح هذه القناة.‏ - افعل ما تراه مناسباً.. يا دكتور.‏ وربت الطبيب على كتف مزيد وهو يقول:‏ - اطمئن.. ليس الأمر صعباً.. والتخدير لن يشعرك بأي ألم.‏ وسرعان ما بدأ الطبيب عمله، خدّر(مزيد)، وفتح القناة المسدودة بسلك معقم..‏ وتوقفَ تدفقي من عين مزيد، لأني وجدت الطريق مفتوحة أمامي، بعد أن كانت أبوابه مغلقة، وتحول دون الوصول إلى الأنف، إلى أشعاره، إلى دهاليزه..‏ * * * ‏ وهكذا تنتهي حكاياتي يا أحبائي الصغار، وأظنكم الآن عرفتم: متى تذرفني عيونكم..‏ ***‏ أودعكم.. على أمل اللقاء بكم، في حكايات أخرى.. مفيدة وممتعة..‏ دموع.


التوقيع:
!!! only Allah can judge me
arabe jamed غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 29-04-2008, 08:16 PM   #2
وئام العمر
عيساوي متألق

الصورة الرمزية وئام العمر
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

وئام العمر عضو في طريقه للتقدم



مشكووووووووووووووووور على الموضوع الرائع
فالدموع لها معان كثيرة فدموع الفرح والحزن او من اي يء اخر يمكن ان يسبب الدموع
وئام
التوقيع:
وئام العمر غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 13-05-2008, 08:20 PM   #3
مجد نخال
عيساوي VIP

الصورة الرمزية مجد نخال
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 23

مجد نخال عضو في طريقه للتقدم



مشكور اخي arabe jamed على الموضوع الحلو والرائع
تحياتي : يوغي يو
التوقيع:
مجد نخال غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 15-05-2008, 09:45 PM   #4
ذات النطاقين

الصورة الرمزية ذات النطاقين
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 25

ذات النطاقين عضو سيصبح مشهورا عن قريب



الدمــــــــــــــوع
نعجز عن وصفها
من حرقتها
فهي تروي الشرايين
بملح يُلهب الجسد
الدمعة ... قطرة صغيره
تحمل أكبر المشاعر........ أقسى الآلام
قطره صغيره بحجمها لكن كبيرة بما تحمله من آهات و أحزان
الدمعة... تمتص آلامي من جسدي لتخرجها ساخنة ملتهبة
تسيل على خدي فتحرقه لما فيها من حسرات
وتنتهي لتحتضر وتموت على شفتي
الى لقاء بدون دموع
......
التوقيع:
اعــــذرووونـــي على التقصــــــير بالمنتـــــدى
ذات النطاقين غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 23-06-2008, 09:05 PM   #5
arabe jamed
عيساوي زعيم

الصورة الرمزية arabe jamed
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

arabe jamed عضو في طريقه للتقدم



وئـام العمر , يوغي يو , ذات النطاقين


مشكور على المرور الرائع

الذي انار صفحاتي المتواضعه
التوقيع:
!!! only Allah can judge me
arabe jamed غير متصل   رد مع اقتباس
قديم 25-06-2008, 03:49 PM   #6
بنت حماس
عيساوي جدع

الصورة الرمزية بنت حماس
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 20

بنت حماس عضو في طريقه للتقدم



arabe jamed
عندما تحزن تجد من يخرجك من احزانك
عندما تفرح تجد من يذكراك بمشاهد الحزن والاساس
عيش حياتك دون التفكير
فا الدنيا لحظه فا عشها كما هي
تحياتي..............

جريحة الحب
التوقيع:
اللهم اغفر لي ذنبي
بنت حماس غير متصل   رد مع اقتباس
  إضافة رد


«     الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

الانتقال السريع


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. Designed & TranZ By Almuhajir

جميع الحقوق محفوظة لمنتديات العيساوية...المشاركات والمواضيع في منتديات العيساوية لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارته بل تمثل وجهة نظر كاتبها
All participants & topics in forum esawiah.com
does not necessarily express the opinion of its administration, but it's just represent the viewpoint of its author


الساعة الآن 06:44 AM بتوقيت العيساوية