بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
التحصيل العلمي و الشهادة المدرسيّة قبل الجامعية أشياء ندم على عدم تحصيلها كثير ممن قابلتهم من زملاء تركوا مقاعدهم الدراسيّة سواء في المرحلة المدرسيّة أو في المراحل المتقدّمة و الدراسة الجامعيّة , حيث شعروا بأهميّة ذلك و ندموا أيّما ندم , و منهم من أعاق ذلك طريق تقدّمهم في الحياة أو في العمل في مختلف أنواع العمل حتى تلك الأعمال و الوظائف و المهن التي لم يكن أولئك الأشخاص يظنـّون أنهم سيحتاجون إلى أيّ شهادة !
و إلى أولئك الذين يزعمون أن الدراسة ستعيقهم عن تحقيق آمالهم أو أنها صعبة بسبب الناحية الماديّة أو غير ذلك نقول : هنالك مجالات متعدّدة و احتمالات كثيرة يمكن للمرء أن يختار من بينها ما يناسبه و هي متوفـّرة و بأشكال متعدّدة , فمنها الدورات الخاصة , و منها التعليم عن بُعد و الجامعات المفتوحة , و منها الكليّات ذات الدوام الجزئي إما بأيام متفرّقة حسب ما يناسب الطالب أو بدوام مسائي يتيح للطالب فرصة العمل نهارا ً و التعلـّم مساء ً , أو احتمالات أخرى كثيرة , فلا حجـّة لمن يحاول التحجج بحجج ٍ واهية لعدم إتمام التعليم , و سيكون مصيره الندم كما رأيت ذلك و شعرته و سمعته من معظم ( إن لم أقل جميع ) أصحابي و زملائي الذين تركوا مقاعد الدراسة سواء في مرحلة المدرسة أو ما بعد ذلك
و التعليم هدف سامي يحقق للمرء ذاته و ينير حياته و يشعره بأنه قد أنجز شيئا ً
و كما قال أخي الحبيب أبو قصي فلا يجوز ربط التعليم بالوظيفة أو المهنة أو العمل الذي سنعمله فذلك في النهاية نصيب , و الرزق بيد رب العباد , و كم من شخص لا يعمل في مجاله و لا دراسته , و لكنه سعيد بإنجازه و يحمل سلاحه الخفي الذي سيحتاجه و يجده يوما ً , و هو بكلّ الأحوال مستفيد منه لا محالة في أمور قد تبدوا له واضحة جليّة أو تدركه دون أن ينتبه إليها
و للحديث و الحوار و النقاش تتمـّة إن شاء الله ربّ العالمين
اللهم صل ِ و سلـّم و بارك على الحبيب سيدنا محمد
و على آله و أصحابه أجمعين