[بنت الاسلام]

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى : ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى من يهمه الامر منكم قفوا واستيقظوا من الغفلة قبل فوات الاوان

شقيقي كان يستعد للزفاف
ويقول عمران ياسين شقيق المرحوم عامر ياسين أن شقيقه قد درس موضوع الهندسة المعمارية في ايطاليا، وبدأ يزاولها بأحد مكاتب الهندسة في البلدة وأنتقل للعمل في مكتب خاص في نتانيا وأن الله قدر له أن يتوفاه في يوم حناء عروسه ولا يمكن لنا أن نعترض على حكم الله شيئا، "وشقيقي عامر إنسان عصامي ومكافح طيلة حياته ومنذ نعومة أظفاره وحتى أنه عمل على جميع ترتيبات وتجهيزات العرس منذ عدة أسابيع ولم يترك شيئاً الا ووصى عليه ليكون له عرساً رائعاً فقام بتوزيع بطاقات العرس على المعارف والاصدقاء في البلدة وخارجها، وخص دعوته زملاء الدراسة في ايطاليا، وقد مرت الايام الاخيرة كالعادة ولم يشكو عامر أي أوجاع في صدره وبالاضافة لذلك فانه في العادة إنسان معافى من أي أمراض وعند الظهيرة دخل الحمام بهدف الاستحمام والاستعداد لارتداء ملابس الزفاف لينطلق الى عروسته في صالون الشعر والتوجه الى مكان جميل لالتقاط الصور التذكارية بما يسمى "نوف" وبعد أن مضى على وجوده فترة طويلة في الحمام اثار فضول العائلة معرفة سبب تأخره وعندما سألوه من خارج الحمام عن سبب تأخره فلم يرد الامر الذي اجبر العائلة فتح الباب والعثور عليه مغمياً عليه وتم استدعاء الطاقم الطبي والذي عمل لفترة طويلة لانعاشه الا ان كل المحاولات باءت بالفشل ليتم اقرار وفاته في مستشفى بوريا، وعلمنا بأن الطبيب قد أكد حدوث جلطة قلبية حادة لم تمهله وقتاً".

شقيق المرحوم عمران ياسين
ابني عريس تزفه الملائكة في الجنة
وتقول الوالدة "أم الامين" ان ابنها يزف في الجنة في هذه الايام بين الحور العين لأنه انسان مؤمن وطيب الاخلاق وانسان مطيع ولم يكن هناك أي شائبة في حياته بل كان يطمح لأن يكون عش زوجية يليق به وبعروسه وكان الابن الحنون طيب القلب الذي لا يستفزه أحد بل طبعه هادئ وموكل امره الى الله، ومنذ ساعات الصباح عمل على ترتيب اغراضه وجلست معه صباحاً وتناولنا القهوة سوياً تحت ظل "الدالية" وسألني إن كنت قد جهزت الحناء فأجبته بأن كل الاشياء جاهزة وبقي عليها ان تتوجه لقرية عكبرة لدعوة إحدى القريبات وهذا ما تم فدخل الحمام حيث بقي لوحده الا أن اخته استغربت وجوده بالحمام فترة طويلة وعندها وجدوه وقد غاب عن الدنيا.

الوالدة الثاكل أم الامين

عاش مبتسماً ومات مبتسماً
تقول "العروس والدموع تذرف على وجنتيها" أن عريسها عامر عاش مبتسماً محباً لكل من حوله طيب القلب ومات مبتسماً حتى في آخر لحظاته وجدته مبتسماً فرحمه الله.

عرفناه شابا طموحاً
ويقول رئيس المجلس المحلي عمر نصار عن الشاب المرحوم والذي عرفه عن قرب فأكد أن العريس عامر كان شابا طموحا وجاداً،وقد إعتمد على نفسه في حياته وأنهى المرحلة الثانوية، وأصر على العمل قبل ان يتوجه للدراسة الجامعية فجد واجتهد وسافر إلى إيطاليا لدراسة موضوع الهندسة المعمارية وعاد للبلاد ناجحاً متفوقاً وزاول مهنة الهندسة المعمارية، وبدأ بتجهيز عش الزوجية وتقدم لخطبة فتاة من عائلة كريمة من القرية وجهز نفسه للاحتفال بعرسه الذي كان من المقرر اليوم الجمعة".
عامر ياسين هو ابن الشيخ محمد والمعروف في القرية جميعها بالصلاح وجميع الاخوة من الاهل الكرام المحترمين وتربطهم بعلاقات جداً طيبة مع الاقارب والجيران وأهل البلد.


فعرف عن الفقيد دماثة أخلاقة وجده واجتهاده في دراسته في ايطاليا وقد وافت المنية والده عام 1998 عند وجوده في ايطاليا وكان لهذا الخبر التأثير الكبير كونه كان يحبه كثيراً وعند عودته لم يهدأ بل بدأ العمل بشهادته في مجال الهندسة في مكتب خاص بنتانيا،حيث تعرف على مدير مكتب من اصل ايطالي فتسلم المكتب واجتهد في عمله.

العروس بقيت تنتظر عريسها في الصالون
وكان الفقيد قلق منذ ساعات الصباح حيث اجرى اتصالاً بأهله لنقل العروس الى الصالون من أجل أن تتجهز لسهرة الحناء الخاصة بها هذه الليلة وهي كانت بانتظار أن يحضر العريس من اجل ان يترافقا العروسين الى منطقة جميلة تجهيزاً لالتقاط الصور الخاصة بالعرس


الوالدة ما زالت تعزم جيرانها
وعند لحظة معرفة أن الشاب العريس عامر قد لفظ انفاسه بدأت الاخوات بالبحث عن امهم ووجودوها ما زالت تقوم بزيارة الاقارب وتقوم بدعوتهم للمشاركة في حفل الزفاف حيث تواجدت في قرية عكبرة بمنطقة صفد وتقوم بدعوة إبنة عم العريس للمشاركة بحفل الزفاف يوم الجمعة وعندما أخبروها بالحادث فكانت إنسانة صابرة ومؤمنة بقدر الله وقضائه فحمدت الله على السراء والضراء وكانت غصة في صدرها أنها تزف الشاب فلذة كبدها الى قبره بدلاً من أن يزف لعروسه.