[أبوالنون]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

شرح التقسيم في البلاغة

التقسيم باختصار هو التفصيل
أي تفصيل أنواع أو أقسام الشيء الذي نتحدّث عنه
أورد هنا شرح بعض الأمثلة :
المثال 1 ا :
قال تعالى : " و الله خلق َ كل ّ دابّة من ماء ٍ فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع يخلق اللهُ ما يشاء إن الله َ على كلّ شيء ٍ قدير " ( النور : 45 )
الشرح :
إن الله عزّ و جل خلق الدواب و قسّمهم إلى ثلاثة أصناف من حيث طريقة المشي : من يمشي على بطنه , من يمشي على رجلين , من يمشي على أربع فهذه هي أصناف الدواب طبعا ً و لا ننسى أن الله يخلق ما يشاء , هنا التقسيم و التفصيل لأصناف الدواب و ربما يستشف من ذلك ان غير ذلك لا يصنـّف من الدواب بل من نوع او أنواع أخرى خاصة تسمى حشرات أو غير ذلك
هذا و الله تعالى أعلم , إنما يمكن استخلاص ذلك من استخدام طريقة التقسيم في البلاغة و التي أساسها ذكر جميع أقسام المعنى أو الشيء و من فوائده حصر جوانب الشيء و ترتيبها

المثال 1 ب :
قال تعالى : " و كنتم أزواجا ً ثلاثة (7) فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة (8) و أصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة (9) و الساقون السابقون (10) " ( الواقعة : 7 - 10 )

الشرح :
قسّم الله الناس بعد أن تقع الواقعة ( يوم القيامة ) إلى ثلاثة أزواج لا رابع لهم : أصحاب الميمنة , أصحاب المشأمة , السابقون .
{ تجدر الإشارة هنا إلى أنّ الزوج من الناس المتامثلين و المتشابهين مثل قوله سبحانه و تعالى : " أحشروا الذين ظلموا و أزواجهم و ما كانوا يعبدون ( 22) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم " ( الصافات : 22 - 23 ) أو في قوله سبحانه و تعالى " و إذا النفوس زُوّجت " ( التكوير : 7 ) زُوّجت أي حُشِر كلٌ مع من يماثله }

مثال 1 جـ :
قال نُصيب :
فقال فريق القومُ : لا , و فريقهم نعم , و فريق ٌ قال : ويحك ما ندري
ذكر الشاعر هنا إنقسام الناس بعد سؤاله لهم عن مسألة ما و أنهم انقسموا إلى ثلاثة فرق لا رابع لهم : فريق قال لا أي أجاب بالرفض , فريق قال نعم أي إيجاب , فريق لا يدري
مثال 1 د :
قال زهير بن أبي سُلمى :
و أعلم ما في اليوم و الأمس قبله و لكنني عن علم ما في غد ٍ عم ِ
قسّم الشاعر علمه فيما يحدث في الزمن إلى ثلاثة أقسام لا رابع لها : يعلم ما في اليوم , يعلم ما في الأمس , لا يعلم ما سوف يكون في الغد

اللهم صل ِ و سلـّم و بارك على الحبيب سيدنا محمد
و على آله و أصحابه أجمعين