بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نصف الكأس الممتلئ
أعشق أخطائي و آلامي فبها أدّبني ربّي و علـّمني
عثراتي علـّمتنني أن لا أتعثـّر بمثلها و لا أكبر منها و لولاها ما توصـّلت لفهم المعاني
يقولون أنظر إلى نصف الكأس الممتلئ و أقول بل أتمتـّع حتى ببقايا ماء ٍ جف ّ منذ زمن ِ
أنظر إلى رجل ٍ يشكو من الأمراض و الآلام و يقضي وقتا ً طويلا ً قبل أن يموت و هو يصارع و يعاني
هل ترى في ذلك نصف كأس ٍ ممتلئ ؟ طبعا ً بل و أيّ امتلاء يا إخواني
يحبّه أحبابه فيغدون و يروحون لزيارته و يطعمون و يتصدّقون و يملأون لأجله الأواني
يتبرعـّون للمحتاج لعلّ الله يدفع عنه البلاء أوَ تراهم كانوا سيفعلون بعض ذلك إن كان مات فجأة ً في ثوان ِ ؟
أحبابه لا يطيقون فراقه و الله يخفـّف عنه و يمسح و يغفر و يرفع درجاته و هم حوله بين صابر و حزين ِ
حتى تراهم انقلب حالهم تحزن عليهم أن بدأوا يتهيّأون لموته و يسلـّمون بحقيقة أن كلّ من عليها فان ِ
أترى ذلك أهون عليهم أم إن كان خـُطِف من بينهم قبل أن يودعوه و قبل أن يستغفر ربّه و يصلح ما بينه و ما بين الأهل و الأحباب و الخلان و الجيران ِ ؟
و ذلك الذي أقرّ الأطباء دنوّ أجله و سبحان من يعلم الأجل فه خالق الأكوان ِ
تحزن على ذلك الرجل ِ و تقول مسكين هو أوَ لا تعلم أن الله أعطاه فرصة أعكها قليل من بني الإنسان ِ ؟
فلديه فرصة التوبة و سداد الديون و المصالحة و وداع الأهل و الأعوان ِ !
أليس ذلك خيرٌ أم من مات في غفلة ٍ و ملأ صحيفته من الظلمات و الأحزان
و ذلك الذي مات فجأة دون مرض ٍ و خطفه الموت من بين الأحباب و الخلان ِ
هل في ذلك نصف كأس ٍ ممتلئ ؟ إسأل عنه تجد أنه كان يدعو يا ربّ لا تدع المرض يحوجني لأحد ٍ أو يرميني
في كلّ شيء إذا تمعـّنـّا نصف كأس ٍ ممتلئ و إذا تمعـّنـّا أكثر وجدناه فاض بالماء العذب و ملأ الصواني !
و لمَ نذهب بعيدا ً فهذا نبيّ الرحمة صلى الله عليه و سلـّم بحكمته غمرني
جاء في حديثه عليه السلام : عجبا ً لأمر المؤمن كلّ أمرِه خيرٌ و ما يكون ذلك إلا لمؤمن ِ
اللهم صل ِ و سلـّم و بارك على الحبيب سيدنا محمد
و على آله و أصحابه أجمعين