عرض مشاركة واحدة
قديم 19-12-2009, 04:00 PM   #3
أبوالنون
مشرف الكلمة الطيبة وقسم الشكاوي

الصورة الرمزية أبوالنون
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 10

أبوالنون عضو سيصبح مشهورا عن قريب



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

موضوع هام فعلا ً

سؤال قبل البدء بالنقاش : لماذا يوجد لكل بلد حاكم أو رئيس أو ملك ( بأي تسمية كان ) ؟ هل وجد الملك ليخدمه الناس ؟!
هذا ما يحدث على أرض الواقع إلا ما ندر و ليس فقط في زمننا هذا و إنما في كل زمان و مكان إلا من خاف ربّه و حكم بحكم الله عزّ و جلّ . لماذا أسأل هذا السؤال هنا !!! الملك مخلوق بشري كسائر البشر وُضِع في هذا المكان لهدف معيّن و هو خدمة الناس و متابعة مصالحهم و شئونهم المختلفة و لذلك كان لا بد من تمكينه من قوّة مناسبة حتى تكون له سلطة عليهم و يتمكن من إفادتهم , لكنّ مَن لديه نفسا ً مريضة تغرّه تلك القوّة فيستغلها و يستغل منصبه , هذا لا ينطبق على الملوك فقط و لا على هذا المنصب فكلّ من لديه نفسا ً مريضة سيتصرّف بنفس الأنانية و التسلّط أينما كان : ملكا ً , وزيرا ً , مديرا ً , مسئولا ً , مؤجـّرا , صاحب عمل أو مصلحة معين , أو حتى زوجا ً , أبا ً أو أخا ً , حينما يلجأ الإنسان إلى الضرب فهذا نتيجة لضعف يتملكه في ذاته , بدأ ذلك الضعف يتسلـّل إلى النفوس المريضة منذ القدم في قصة إبنيّ سيدنا آدم عليه السلام , فقتل قابيل أخاه هابيل عندما شعر بضعفه أمامه و عجزه عن التصرّف بحكمة كأخيه فقتله ليتخلـّص منه , إذن موضوع الضرب ليس مقصورا ً على جنس معين أو على طبقة معينة أو غير ذلك و إنما هو موجود عند الإنسان المريض أيا ً كان وأينما كان , موقف الإسلام من هذا الأمر واضح في تعاملات نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلـّم و كلماته وأحاديثه ووصاياه :
فكان من وصاياه عليه الصلاة و السلام " إستوصوا بالنساء خيرا ً " وقال عليه الصلاة و السلام : (حُبّب إليّ من دنياكم: النساء والطيب، وجُعلت قرّة عيني في الصلاة). و قد سُمـّيت سورة من سور القرآن الكريم : النساء , و أخرى مريم و أخرى المجادِلة , وقد حفظ الإسلام للمرأة كرامتها و مكانتها إبتداءً من حقـّها في الحياة لحق التربية السليمة و العيش الكريم , إلى الزواج بالزوج الصالح , إلى ميراثها و أوّل من اتبع الرسول صلى الله عليه و سلـّم إمرأة و هي أمـّنا سيدتنا خديجة رضي الله عنها و هنالك أوّل شهيدة و أوّل فدائية و أوّل ممرّضة , كما أنها لها حقها في المشاورة كما هو واضح في كثير من القصص في حياة نبي الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلـّم .
فهل فعلاً يملك الرجل حق ضرب الزوجة؟
قال تعالى: وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ [النساء:34] . لمن فقه الحكم أو على الأقل بحث عنه سيجد أن الضرب يأتي في الحالات المستعصية و بعد عدّة محاولات من الوعظ بطرق كثيرة ثم الهجر بعدّة مراتب ثم الضرب و كيف يكون ؟ بالتأكيد ليس ما يخطر ببال الجهـّال و يمارسونه كالوحوش بل له شروط و ظروف و هو الضرب غير المبرح بل هو ضرب التأديب للحبيب , ضرب لا ترتفع يد الضارب عن كتفه و لا يؤذي جسديا ً و إنما معنويا ً للتذكير و التحذير و التنبيه , ضرب لا يعتبر ضربا ً أصلا ً

وما المطلوب من المرأة في هذه الحالة ؟
يذكـّرني هذا السؤال بقصة امرأة صابرة على أذيّة زوجها إنتهزت فرصة مداعبته لابنته الصغيرة التي يحبها فسألت إن كان يحب طفلته , ثم سألته إن كان يحب أن يؤذيها أحد , ثم سألته عن موقفه إذا تزوجت ابنته برجل سلـّمها له أمانة ثم خان الأمانة بضربه لها و إهانتها , ثم ذكـّرته أنها كانت طفلة يداعبها أبوها ثم كبرت و سلـّمها له و هو على حاله من أذيتها و خيانة الأمانة .
لا أقول أن هذا ما على كلّ امرأة أن تفعل , و لكن .....

أمطلوب أن تلتزم سياسة الصمت وكرامتها تهدر يومياً على يد زوج لا يعرف الرحمة ؟
بالتأكيد لا . فهو أصلا ً لن يقبل ذلك لو كان هو مكانها و لا يقبل ذلك لابنته و لا لأخته

ما هو موقف أهل الزوجة والمجتمع أمام هذه المشكلة؟
إن كان االأهل قد تقصـّوا عنه وسألوا و تأكدّوا منه و من أخلاقه و دينه و تعاملاته قبل الزواج ثم اختلف ذلك بعد الزواج فعليهم الوقوف بجانب ابنتهم بالحسنى أولا ً و الحكمة و متابعة الأمور
لكن إذا لم يكونوا قد تأكـّدوا منه قبل وقوع الفأس بالرأس كما يقولون فهم أساس المشكلة
هذا عدا عن أن كلّ شيء في الدنيا دين و كما تدين تدان , فمن خان أمانة رجل زوّجه ابنته فضربها و أهانها فماذا يتوقـّع أن يحدث مع ابنته ؟! هل يتوقـّع أن تعيش أفضل حياة مصانة الكرامة !!!!!

أعلم تماما ً أنني أطلت أكثر مما يمكن , لكن الأمر أساسا ً كبير و كلّ ما كتبته هو رؤوس أقلام فقط

اللهم و وفـّقنا لصالح القول و العمل و عمل الخيرو خير العمل

اللهم صل ِ و سلـّم و بارك على الحبيب سيدنا محمد
و على آله و أصحابه أجمعين

التوقيع:
أبوالنون غير متصل