عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2009, 12:14 AM   #7
الجبهوي
عيساوي مجتهد

الصورة الرمزية الجبهوي
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 0

الجبهوي عضو في طريقه للتقدم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

البداية كانت في يوم 26-9-1996 كان يوما أسود في تاريخ الاحتلال فقد اتخذت الحكومة الاسرائيلية بقيادة زعيم حزب اليكود آنذاك بنيامين نتنياهو قرارها الأحمق بفتح نفق تحت المسجد الأقصى المبارك بطول 450 مترا..


وتأتي هذه المحاولة لفتح النفق بعد محاولتين فاشلتين عام 1986 وعام 1994.. ولكن كان لهذه المحاولة ما يميزها.. فقد جاءت من حكومة يمينية متطرفة ترفض اعادة شبر واحد من فلسطين للفلسطينيين ، كما وجاءت عشية عيد الغفران اليهودي ، لتكون ما يشبة الهدية الى المتطرفين الصهاينة. وجائت أيضا في وقت كان الأفضل بالنسبة للهدوء الأمني والازدهار الاقتصادي.

وعند قيام القوات الاسرائيلية بفتح النفق اشتعلت غزة والضفة والقدس نار ودارت
المعارك في كل نقاط التماس وفي كل مدن الضفة والقطاع.
وكانت أعنف تلك المعارك في غزة ، وتحديدا على مفرق محررة نتساريم.. فقد دار اشتباك بين قوات الأمن الوطني والارتباط العسكري بمؤازرة الأمن الوقائي ضد القوات الاسرائيلية اعترفت فيه اسرائيل بمقتل 14 جندي واصابة 30.. وسيطرة قوات الأمن الفلسطيني على الموقع الاسرائيلي لعدة ساعات قبل انسحابها..
وفي الضفة الغربية حاصرت قوات الـ 17 وحرس الرئاسة الفلسطيني النقطة العسكرية الاسرائيلية قرب قبر النبي يوسف بمدينة نابلس ، ودار اشتباك عنيف قتلت خلاله قوات الأمن عدد من الجنود الاسرائليين فيما استسلم العدد الباقي.. وكانت المرة الأولى التي تنقل فيها وسائل الاعلام مثل هذه الصور ، كانت صور 41 جندي اسرائيلي يسيرون أذلاء منزوعي السلاح تحت قبضة رجال الأمن الفلسطيني.
لقد استمرت تلك الانتفاضة والتي اصطلح على تسميتها لاحقا بـ "هبة النفق" حتى يوم 29-9-1996 وأدت الى استشهاد 63 فلسطيني وجرح 1600 آخرين. فيما قتل 36 جندي صهيوني واصيب المئات في الطرف الآخر.
شكلت هبة النفق حلقة جديدة في سلسلة النضال الفلسطيني التي أثبت فيها الشعب الفلسطيني تمسكه بأرضه ومقدساته حينما هبّ الشعب الفلسطيني بكل فئاته في موقف فاجأ العالم قبل أن يفاجئ إسرائيل فتوحدت جميع فئات الشعب الفلسطيني في خندق المواجهة والتصدي لقوات الاحتلال الغاشمة، مؤكدين من جديد أن المساس بالمقدسات خط أحمر وعندما يتعلق الأمر بها فإن أي شيء يهون.. وكانت تلك المرحلة الفاصلة التي وضعت نقطة تحول كبيرة في مسار القضية الفلسطينية ، وأفشلت مشاريع التطرف الاسرائيلي التي تعتمد على فرض سياسة الأمر الواقع.
التوقيع:
الجبهوي غير متصل   رد مع اقتباس