عرض مشاركة واحدة
قديم 07-03-2009, 07:05 PM   #2
بنت الاسلام
رئيسة القسم الاسلامي

الصورة الرمزية بنت الاسلام
 
المعلومات الشخصية

التقييم
معدل تقييم المستوى: 28

بنت الاسلام عضو سيصبح مشهورا عن قريب





يقول الرب سبحانه وتعالى: وَٱلَّذِينَ يُؤْذُونَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَـٰتِ بِغَيْرِ مَا ٱكْتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحْتَمَلُواْ بُهْتَـٰناً وَإِثْماً مُّبِيناً [الأحزاب:58].ويقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: ((المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولايخذله ولا يحقره، التقوى هاهنا ـ وأشار إلى صدره ثلاثاً ـ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وعرضه وماله)).



وقف الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يوم عرفة يخاطب أكثر من مائة ألف من أمته قائلاً: ((إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا)).



ولذلك أيضاً يقول عليه الصلاة والسلام موصياً أمته كما في الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: ((من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)).
ويجلس الرسول صلى الله عليه وسلم مع صحابته رضوان الله تعالى عليهم فيقول لهم الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أتدرون من المفلس؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)).



فيقول عليه الصلاة والسلام: ((المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده))، فلا يكون المسلم مسلماً حقاً إلا إذا سلم المسلمون من لسانه ويده، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن)) قيل: من يا رسول الله؟ قال: ((من لا يأمن جاره بوائقه)) أي غوائله وأذيته، ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)).




فأين نحن ـ يا اخواتي ـ من هذه الأحاديث؟!! وأين نحن من هذه التوجيهات؟!! إلى الله نشكو الحال التي وصلنا

إليها، أصبح كثير من الناس ذئاباً في ثياب بشر، أصبح كثير من الناس لا يهدأ لهم جنب ولا تنام لهم عين إلا إذا باتوا

على أذى العباد، ليس لهم دَيْدَنٌ إلا تتبع العورات وتصيد الزلات والعثرات، فأين الصلاة؟ وأين الزكاة؟ وأين الصوم؟ أين الإسلام؟ وأين الإيمان؟ وأين الخوف من الله الواحد الديان؟


والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس)).

وطوبى: شجرة في الجنة يسير الراكب في ظلها مسيرة مائة عام لا يقطعها.



الأذية لها صور كثيرة، فالعين تؤذي، واللسان يؤذي، واليد تؤذي، والرجل تؤذي، والبطن يؤذي، والقلب يؤذي، فأذى العين أن تنظر إلى محارم الله وأن تتبع عورات المسلمين.

أذى العين أن تنظر إلى نِعَمٍ أنعم الله تعالى بها على عبد من عبيده، فتتمنى زوال هذه النعمة، وتعترض على عطاء الله سبحانه وتعالى، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((إياكم والحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)).

وأذى اللسان الغيبة والنميمة والكذب والبهتان والهمز واللمز، وقد مر عليه الصلاة والسلام لما عرج به إلى السماء على

أقوام لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فسأل جبريل عن هؤلاء؟ قال: ((هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)).

وأذى اليد والرجل البطش والقتل والسرقة والسعي في الإضرار بالناس.

وأذى البطن أكل الحرام من ربا ورشوة وأكلٍ لأموال الناس بالباطل وأكلٍ لأموال اليتامى والضعفاء.

وأذى القلب الغل والبغضاء والضغينة والحقد والشحناء، يقول عليه الصلاة والسلام: ((
دبّ

إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول حالقة الشعر، ولكن حالقة الدين. والذي نفس محمد بيده لا

تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم)).




اللهم أصلح فساد قلوبنا، وانزع الغل والحسد والحقد من صدورنا.

اللهم أصلح ذات بيننا، اللهم آت نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها.




أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحيم: مَّنْ عَمِلَ صَاـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لّلْعَبِيدِ [فصلت:47].

بنت الاسلام غير متصل   رد مع اقتباس