[ضياء المجد]

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمدك ربي وأصلي وأسلم على حبيبك المصطفى، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

أبدأ بقول الله تعالى: ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )

وليعلم كل واحد منا أنه مسؤول، والعمل بحاجة إلى نية صادقة وإخلاص يبدأ به كل منا مع نفسه

أما بلدتنا ..
بحاجة إلى وحدة وتماسك، وليكن شعارنا دوماً إلى الأفضل، ولنشهد الأمة أننا رغم كل التحديات، سنبقى يداً واحدة متماسكة وحدتنا هي الأساس، الإخوة أبناء البلد الواحد

بحاجة إلى الشباب المؤمن الذي يتطلع لمستقبله، ولو تطلع الشباب لمستقبلهم لما رأينا الشباب يجلسون على عتبة المسجد في وقت الصلاة، دون أن تتوق أنفسهم لسماع الأذان أو التفكير في الصلاة، ولما رأينا الشباب يركضون حول متاع زائل
ألا تعلم أيها الشاب أنك ستحاسب أمام الله، وأمامك طريقان في النهاية، إما إلى جنة وإما إلى نار، والله يا إخواني لا أقول هذا إلا من حرقتي عليكم، من حرقتي على أهلي وإخواني، فليقف كل واحد منا ليحاسب نفسه

ماذا قدمت لنفسك ؟ ماذا قدمت لمجتمعك ؟ ماذا قدمت لدينك ووطنك ؟؟؟

يا إخواني .. والله لا ينفعكم هذا الحال أبداً، ولو بدأ كل واحد بنفسه لانقلبت حياتنا رأساً عن عقب، لانقلبت حياة الهم والغم والنكد -وكثير من يشكو هذا الحال في هذه الأيام- إلى حياة طيبة كريمة مبنية على المودة والألفة والأخوة
وذكر ذلك الله تعالى قائلاً ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً، ونحشره يوم القيامة أعمى )

فوالله إن هذا ما نحتاج إليه قبل كل الماديات، بحاجة إلى من يغير حال الأمة، أين صفات القادة التي يتمتع بها الشباب اليوم
( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهمم )

أين أمثال الصحابة الكرام، الذين حملوا هم الدعوة وهم شباب صغار في مقتبل العمر، هذا مصعب وهذا علي، وذاك أبو بكر ومعاوية وعمر بن الخطاب، كأمثالهم نريد شباب أمتنا، شباب بلدتنا، فأين نحن منهم ؟!!!


أما من الناحية المادية، نحن بحاجة إلى مواقف للسيارات، وأماكن لتجميع النفايات حتى لا تغلق الشوارعَ الحاوياتِ، وبحاجة إلى ستوديوها، وأماكن عامة، كما بحاجة إلى الكثير من المشاريع التي تقوم على ذكر الله، حتى لا يعصى الله بسببنا فنكون من الهالكين، ووالله لن تكون هذه إلا بكون الجانب المعنوي والتربوي الذي ذكرت


نعم .. أحبتي في الله، فليبدأ كل واحد منا بنفسه قبل القيام بأي عمل، أو حتى الكلام، وانظروا حال البلدة كيف يكون إذا استمعتم لي، بل أقول لا تسمعون لي، بل اسمعوا لكلام الله العزيز الجبار، فالق الحب والنوى، خالقنا ورازقنا وهو الأولى بالطاعة ورسوله أحق بالاتباع، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأسأل الله أن تكونوا ذوي آذان صاغية، تستمعون إلى الطيب من القول وتتبعون أحسنه، وشكراً جزيلاً لكم

دمتم بود