الســـــــــــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصــة من صميم الواقـــع فخذوا العبرة يا اولي الالباب
إقرأوها بتمعن
....
بسم الله الرحمن الرحيم
....


المكان : هنا
التاريخ:........ذاك الزمان


عاشت وحيدة وقد بلغ الكبر منها عِتيّاً

في بيتها الكبير ...الخالي...المليء بالحزن والوحدة
وقد فاحت منه ريح ..المعاناة ...

التَهم الكبر عظامها..فتثاقلت خُطاها...
اضحت وحيدة..

لا زوج،
لا ابناء،
ولا مؤنس،

غيرَ الله ...
لا من يسال عنها ولا من يُعينها

غيرَ الله...

عندما وصلت قصتُها مسامعي
استغربت وحزنتُ..

اهكذا تبقى الام وحيدة من غير ابناء؟
تربّي وتعاني ، ثم تُترَك هكذا في زاوية الحرمان...؟
عندما سمعت قصتها ندمتُ كثيرا
كان في امكاني زيارتُها
خدمتها ....لكن فات الاوان..


في ذلك اليوم صعدتْ كعادتها الى السطح
لتنام وحيدة...

تفترش الارض وتُغَطََّى بالسماء
كان الجو حارا جدا ..
وضعت بجانبها قارورة الماء
والكاس..لتشرب

فهي لا تستطيع النزول مرارا
فرجلاها لا تقوَيان
ونظرها بات باهتا ..

نامت....
وكان ذلك آخر عهدها بالدنيا

اشرقت الشمس ولم تقم من فراشها
زادت حرارة الشمس والتهمت جسدها النحيل...
ولا احد يدري

بينما احد الجيران يتفقد مقعره الهوائي اذ رآها تنام في الشمس..
الملتهبة الحارة

استغرب ...كيف لعجوز ان تنام في شمس حارة
...
-اجل وهل للميت ان يشعر بحرارة الشمس!!!-
ارتاب الجار مما رآه
فبلّغ الشرطة ...

لقد ماتت وتحللت جثّثها دون ان يشعر احد..
اين ابناؤها
اقاربها؟
أما من احد ...
...
لا احد
..
وبعد بحث طويل من الشرطة لمعرفة اسباب الوفاة
لم يجدوا سببا

سوى سبب واحد

قضاء الله
اولا وااخيرا
ثم
عقوق الابناء
مامن احد يمد اليها يد العون
ولا حتى بشربة ماء

ماتت غريبة...



فكيف لابنها ان ينام قرير العين بعد
هذا العقوق والتفريط؟؟


واخيرا ...دُفِنتْ.. الام المسكينة
غريبة ايضا...
فربما لايعرف ابناؤها اصلا انها ماتت
ولا باي ارض دفنت
فحسبـــــــي الله ونعم الوكــــيل