المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصل العلاقة بين الجنسين تبدأ منذ الطفولــــة


ابو كايد
22-10-2009, 03:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملخص عن المصدر
يشمل من خلالـــه حذف أو إضافة أراها كذلك وتعليق لي لا بد منه

أقول وبالله التوفيق
الموضوع طويل جداً وجدت فيه فوائد وتوجيهات وإرشادات
لخصتها وغبت في طرحها عليكم أحبتي من الشباب والصبايا
لعلنا من خلال هذا المنظار نكون واقعيين في طرحنا
وأن لا نكابر ولا نتشدد حيث أن
" القابض على دينه في هذا الزمان كالقلبض على جمرة من نار"

وهذا ما نلمسة بشكل أدق من خلال السلوكيات اليومية
على مدار السنة الدراسية فيكبر معنا يوماً بيوم..........
فتتبعنا لنظام التعليم قد نصل إلى مناقشة فكرة الشرخ في العلاقة
وما يترتّب عليها من آثار على حياة الجنسين.

في زماننا الأمر غير هذا ولكن نستطيع القول بعد السبعينيات بتصوري
، كان الصبيان والبنات يتزاحمون في الجلوس على الكرسي الطويل
، وخاصة في المرحلة الأساسية وفي المرحلة الإعدادية الأمر كان أقل تزاحم
.
حيث كان الإختلاط بحكم قلة وجود المدارس
فمن الصعوبة بمكان وضع البنات في مدارس مستقلة. لأسباب مادية
وهذا ينطبق على المدارس الابتدائية خاصة،
لأن عددهم كان يفوق المرحلتين الإعدادية والثانوية.

وأما اليوم تم توفير مدارس إبتدائية خاصة بالبنات.
رغم هناك توجه على الأغلب في المدارس الخاصة لأسباب قد تكون مادية
والتي تغني كل بليلاها ما زالت تعمل على ضمّ البنات والبنين
في نفس المدرسة للمرحلة الأساسية
والتي تبدأ من الصف الأول وتنتهي بالرابع. وهذا مستوعب إلى حد بعيد

هنا ينتقل الفتاة والفتى إلى المرحلة التعليمية الثانية التي تبدأ
من الصف الخامس وحتى الثاني عشر،
لكنهما ينفصلان ويبتعدان عن بعضهما البعض؛
فلا صفٌّ يجمعهما ولا مدرسة، ولا يعودان ذينك الطفليْن اللطيفيْن
أو المشاكسيْن اللذيْن يؤديان تدريبات طابور الصباح معا،
ويتشاركان في نفس الطاولة،

. تذهب الفتاة إلى مدرسة خاصة بالبنات،
ويذهب الفتى إلى مدرسة خاصة بالفتيان.

تحدث كل هذه النقلة هكذا خبط عشواء،
دون مناقشة الطرف المعنيّ ودون دراسة الآثار المتوقعة.


وهنا لو تمعنا حقاً يبدأ الشرْخ.
الفتاة والفتى حتما سيتعرضان لتشوّش ذهني ونفسي
بسبب هذا الفصل المفاجىء.....

فقد يقول قائل أن ذلك ليس فصلا مفاجئا
لأن الطالب والطالبة يعرفان مسبَّقا طبيعة النظام التعليمي السائد،

ولكنّ هذا التبرير يصحّ على مستوى المعرفة ولا علاقة له بالتفكير والشعور.
وأيضا سينافح الكثيرون عن فكرة الفصل
بدعوى حماية الناشئة والمجتمع من الاختلاط والرذيلة.

إنّ فرض هذا الفصل لدواعي دينية واجتماعية وأخلاقية غير حقيقية
من شأنه أن يكرِّس ذهنية العيب والحرام الواهمة في ذهن الفتى والفتاة
الذي لا يزال في طوْر التشكّل والنموّ، وهي مرحلة
ليست بهيّنة في تكوين المبادئ والأفكار.


وهذا الفصل هو الذي يُحدِث لفتاً لانتباه الفتاة والفتى إلى أمور
لا تكون أساساً حاضرة في ذهنيهما الغضيَّن،
ونتيجة لهذا الفصل تبدأ سلسلة لا حدّ لها من الأوهام الاجتماعية والأخلاقية
بنهش عقليْهما ونفسيْهما؛ فتتكوّن لدى كلّ منهما أفكار مَرضية وواهمة وغامضة
عن الآخر بدون أن يكون هناك تثقيف نفسي وذهني وجسدي من المحيطين.

يحدث ذلك بتعزيز من التربية البيتية الغارقة
في التوبيخ والتقريع والتخويف بدون إبداء أسباب واضحة.


ثم يحدث القطْع الكبير والشرخ المضني. الفتاة والفتى المراهقان
يخرجان إلى الجامعة أو الكلية أو المعهد أو سوق العمل ليلتقيا فجأة
بعد فصل دام ثمانية أعوام حدثت خلالها تحوّلات نفسية وذهنية وجسدية كبيرة

، يلتقيان وكل منهما لا يعلم شيئا عن الآخر أكثر من الاختلاف الجسدي المكرَّس.
وفي هذه المرحلة يكونان مثقلين ذهنياً ونفسياً بشتَّى الترسُّبات والأفكار المتناقضة.

وعندما يلتقي الطلبة من الجنسين في دورة تعليمبة أو في الجامعة
يفرض الأستاذ الأجنبي وحتى غير الأجنبي على طالب
أن يجلس قبالة طالبة أو العكس،
أو يطلب من كليهما التحاور بلغة ما. أو عمل تمثيلية أو س ج
هنا قد يحرج البعض وقد يخرج البعض عن الأخلاقيات
وأعتقد معظمناالبعض قد مر في هذه التجربو وواجهها
وعلى وجه الخصوص في دورات القيادات الشابة
المختلطة والعبثية الشاب جانب الصبية التي ينظمها العلمانيون
وأصحاب العقائد غير الإسلامية دون رابط ولا وازع من من دين
أو ضمير بحججة الإنفتاح والمساواة بين الجنسين


قد تفرض مثل هذه المواقف على الطلاب والطالبات وتحدث آثارا سلبية
لدى الكثيرين عندما كانوا يرفضون الجلوس إلى نفس الطاولة أو متقابلين،
فما يكون من الأستاذ إلا أن يستاء ويعاقب الطالب أو الطالبة
بخفض درجاته أو درجاتها.


ولا يفوتني هنا التنويه حول الآثار التي قد تترتب حتى على
من يتبعون جلوس الشباب في الصفوف الأمامية
والفتيات في الصفوف الخلفية.

وإن كان هذا الأمر من أخف الضررين إلا أنه قد يؤدي إلى حراك نفسي
لدى البعض طالما البشر هم من لحم ودم
حيث أن الدراسة تبدو مختلطة ظاهريا
بينما ينفصل الطلاب والطالبات داخل القاعة الواحدة
وتُخصَّص ممرات ومقاهٍ للطالبات وأخرى للطلاب.وخاصة

ورغم ذلك، تبرز إشكالية العلاقة بين الطرفين كأنها أمّ المشكلات.
فالكائن القادم من مختلف مناطق البلاد وقراها وجبالها
مما يجعل الجامعة مسرحا لتبادل الأفكار والتجارب والنقاشات
.قد تكون إيجابياتها أكثر من سلبياتها لإعتبارات أراها
فيحمل كل من الشاب والشابة في داخله الحياة التي تشرّبها
وتغذّاها بين ذويه وفي مدرسته، ثم يُفاجأ بعالم مختلف،
وتحدث الصدمة الثقافية المهمة في تشكيل واقعــه الجديد.

وهذه الصدمة كفيلة بإحداث تفتيت لمنظومة التفكير السابقة
وخلخلة الوعي القديم لإدخاله في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار،
حيث تكون هذه المرحلة بمثابة مواجهة مع النفس والآخر،
وتنبيه إلى ضرورة إعادة بناء التفكير بطريقة مغايرة،
سواء بالتحرّر التدريجي من الأفكار المسبّقة أو بالانكفاء والتراجع والانزواء،

والحالة الثانية لا يسلم منها الكثير من الفتيات والفتيان،
فهم كمن في المهب، تتلاعب به الريح وتتقاذفه ذات اليمين وذات الشمال
وما من جهة يستقر عليها. وبسبب هذه الصدمة النفسية القاسية
يعاني الكثيرون من الخجل والتوحّد والعزلة الخانقة
خوفا من الوقوع في المعصية والخطأ.
فينشأ الفرد خائفا مترددا من الاقتراب من الطرف الآخر إلا بتوجس وخجل.

ثمّ تحدث الطامة العظمى
: كيف يختار مثل هذا الكائن شريك حياته؟ لا يحدث هنا اختيار إلا مُصادفةً،
ما يحدث في الأعمّ الأغلب علاقات غرامية سريّة أو زيجات تقليدية
يفضي معظمهما إلى روابط صمّاء لا روح فيها إن لم تنتهي بالطلاق،
أو إلى خيانات شتّى كما يحدث في الواقع.

هذه ليست نظرة تشاؤمية، بقدر ما هي واقع لا يمكننا تجاهله،
فالأشياء التي تبدو سليمة على السطح يحدث نقيضها في الخفاء.
وأبرز دليل على ذلك العلاقات العاطفية السرية وتضارب المشاعر والأفكار.

فالفتاة والشاب لا يلتقيان لقاء إنسانيا طبيعيا
يثريه النقاش والحوار والصداقة المتبادلة،
لأن ذلك غير مشروع ولا يفضي إلا إلى فهم وحيد مغلوط:

الوقوع في الحرام، وتصبح سمعة الفتاة سيئة (لأنها تكلّم الشباب وتبتسم لهم)،

ويصير الشابّ (صايع وصاحب صولات وجولات في تصيِّد البنات).
وغالبا ما تنتهي بشكل مأساوي،

وهذا بالتأكيد نتيجة البعد عن الدين والأخلاق
والعادات والتقاليد والإنسياق أو الجري والتلهث وراء العلمانية والمباديء
الإلجادية التي تنكر وجود الذات الإلهية من الشرق والغرب سواء بسواء

نحن مطالبون بقراءة المتغيّرات ومواجهة المشكلات،
نظرة واقعية وموضوعية بعيدة كل البعد عن مساءلة العقل والواقع،


فالبعد عن الدين والأخلاق وكذلك الاستسلام لمغريات الفضائيات والإنترنت،
تردي للتخلف الدراسي وترك الدراسة وتحرش الحنسين ببعضهما البعض

كلنا مطالب بتوعية الطفل/ة ومتابعته
وإلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا
وكل بطريقته وأهل مكة أدرى بشعابها

وفي الختام
على المرء في مجتمعنا أن يبذل قصارى جهده ليربي داخله إنساناً سوِّيّاً متماسكاً
وليزيح عن كاهله إرثا ثقيلا من ثقافة تحريمية تكفيرية،
لأنه ينشأ ليس فقط على الفصل والعزل عن الطرف الآخر،

وإنما يُفصَل ويُعزَل عن ذاته أيضا بإخضاعه لثقافة لا ترى منه إلا جسده
الذي ينبغي محاصرته ووضعه في قالب جاهز ومهيأ له منذ الطفولة.


والله ولي التوفيــــــق