المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : i!i موضوع المليــــــــــــــ1.000.000 ـــــون رد !i!


الصفحات : 1 [2] 3

هدايه
16-07-2009, 08:58 PM
اللهم أرحم والدينا ووالد والدينا إلى سيدنا آدم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام وأدعوه وألح عليه في الدعاء أن يباعد بينهم وبين خطاياههم كما باعد بين المشرق والمغرب وان ينقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأسأل الله ان يغفر لهم وأن يكون القبر من خير منازلهم وأن يبلغهم الجنه يا رب

اللهم أغفر لكل من كان له مظلمه بذمتنا أو بذمة موتانا وموتى المسلمين اللهم أرحمهم يالله رحمة ومغفرة تليق بكرمك وجودك ومنك وفضلك وجلال وجهك وعظيم سلطانك يا جواد يا كريم يا فعال لما تريد.

يامن تقول للشئ كن فيكون أبدلهم دوراً هي خيراً من دورهم ، وأهلاً خيراً من أهلهم ورفقة خير من رفقتهم ونوراً من نورك وأنساً من أنسك يا كريم.

هدايه
16-07-2009, 08:59 PM
دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء

هدايه
16-07-2009, 09:00 PM
قصيدة الأرض
محمود درويش - فلسطين

-1-

في شهر آذار، في سنة الإنتفاضة، قالت لنا الأرضُ أسرارها الدموية. في شهر آذار مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بنات. وقفن على باب مدرسة إبتدائية، واشتعلن مع الورد والزعتر البلديّ. افتتحن نشيد التراب. دخلن العناق النهائي – آذار يأتي إلى الأرض من باطن الأرض يأتي، ومن رقصة الفتيات – البنفسج مال قليلاً ليعبر صوت البنات. العصافيرُ مدّت مناقيرها في اتّجاه النشيد وقلبي.

أنا الأرض
والأرض أنت
خديجةُ! لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل.
وفي شهر آذار، مرّت أمام البنفسج والبندقيّة خمس بناتٍ. سقطن على باب مدرسةٍ إبتدائيةٍ. للطباشير فوق الأصابع لونُ العصافيرِ. في شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

-2-

أُسمّي الترابَ امتداداً لروحي
أُسمّي يديّ رصيفَ الجروح
أُسمّي الحصى أجنحة
أسمّي العصافير لوزاً وتين
وأستلّ من تينة الصدر غصناً
وأقذفهُ كالحجرْ
وأنسفُ دبّابةَ الفاتحين.

-3-

وفي شهر آذار، قبل ثلاثين عاما وخمس حروب،
وُلدتُ على كومة من حشيش القبور المضيء.
أبي كان في قبضة الإنجليز. وأمي تربّي جديلتها وامتدادي على العشب. كنت أحبّ "جراح الحبيب" و أجمعها في جيوبي، فتذبلُ عند الظهيرة، مرّ الرصاص على قمري الليلكي فلم ينكسر،
غير أنّ الزمان يمرّ على قمري الليلكي فيسقطُ سهواً...
وفي شهر آذار نمتدّ في الأرض
في شهر آذار تنتشرُ الأرض فينا
مواعيد غامضةً
واحتفالاً بسيطاً
ونكتشف البحر تحت النوافذ
والقمر الليلكي على السرو
في شهر آذار ندخلٌُ أوّل سجنٍ وندخلُ أوّل حبّ
وتنهمرُ الذكريات على قريةً في السياج
وُلدنا هناك ولم نتجاوز ظلال السفرجل
كيف تفرّين من سُبُلي يا ظلال السفرجل؟
في شهر آذار ندخلُ أوّل حبٍّ
وندخلُ أوّل سجنٍ
وتنبلجُ الذكريات عشاءً من اللغة العربية:
قال لي الحبّ يوماً: دخلت إلى الحلم وحدي فضعتُ وضاع بي الحلم. قلت تكاثرْ!
تر النهر يمشي إليك.
وفي شهر آذار تكتشف الأرض أنهارها.

-4-

بلادي البعيدة عنّي.. كقلبي!
بلادي القريبة مني.. كسجني!
لماذا أغنّي
مكاناً، ووجهي مكانْ؟
لماذا أغنّي
لطفل ينامُ على الزعفران؟
وفي طرف النوم خنجر
وأُمي تناولني صدرها
وتموتُ أمامي
بنسمةِ عنبر؟

-5-

وفي شهر آذار تستيقظ الخيل
سيّدتي الأرض!
أيّ نشيدٍ سيمشي على بطنك المتموّج، بعدي؟
وأيّ نشيدٍ يلائم هذا الندى والبخور
كأنّ الهياكل تستفسرُ الآن عن أنبياء فلسطين في بدئها المتواصل
هذا اخضرار المدى واحمرار الحجارة-
هذا نشيدي
وهذا خروجُ المسيح من الجرح والريح
أخضر مثل النبات يغطّي مساميره وقيودي
وهذا نشيدي
وهذا صعودُ الفتى العربيّ إلى الحلم والقدس.
في شهر آذار تستيقظ الخيلُ.
سيّدتي الأرض!
والقمم اللّولبية تبسطها الخيلُ سجّادةً للصلاةِ السريعةِ
بين الرماح وبين دمي.
نصف دائرةٍ ترجعُ الخيلُ قوسا
ويلمعُ وجهي ووجهك حيفا وعُرسا
وفي شهر آذار ينخفضُ البحر عن أرضنا المستطيلة مثل
حصانٍ على وترِ الجنس
في شهر آذار ينتفضُ الجنسُ في شجر الساحل العربي
وللموج أن يحبس الموج ... أن يتموّج...أن
يتزوّج .. أو يتضرّح بالقطن
أرجوك – سيّدتي الأرض – أن تسكنيني صهيلك
أرجوك أن تدفنيني مع الفتيات الصغيرات بين البنفسج والبندقية
أرجوك – سيدتي الأرض – أن تخصبي عمري المتمايل بين سؤالين: كيف؟ وأين؟
وهذا ربيعي الطليعي
وهذا ربيعي النهائيّ
في شهر آذار زوّجتُ الأرضُ أشجارها.

-6-

كأنّي أعود إلى ما مضى
كأنّي أسيرُ أمامي
وبين البلاط وبين الرضا
أعيدُ انسجامي
أنا ولد الكلمات البسيطة
وشهيدُ الخريطة
أنا زهرةُ المشمش العائلية.
فيا أيّها القابضون على طرف المستحيل
من البدء حتّى الجليل
أعيدوا إليّ يديّ
أعيدوا إليّ الهويّة!

-7-

وفي شهر آذار تأتي الظلال حريرية والغزاة بدون ظلال
وتأتي العصافير غامضةً كاعتراف البنات
وواضحة كالحقول
العصافير ظلّ الحقول على القلب والكلمات.
خديجة!
- أين حفيداتك الذاهباتُ إلى حبّهن الجديد؟
- ذهبن ليقطفن بعض الحجارة-
قالت خديجة وهي تحثّ الندى خلفهنّ.
وفي شهر آذار يمشي التراب دماً طازجاً في الظهيرة. خمس بناتٍ يخبّئن حقلاً من القمح تحت الضفيرة. يقرأن مطلع أنشودةٍ على دوالي الخليل، ويكتبن خمس رسائل:
تحيا بلادي
من الصفر حتّى الجليل
ويحلمن بالقدس بعد امتحان الربيع وطرد الغزاة.
خديجةُ! لا تغلقي الباب خلفك
لا تذهبي في السحاب
ستمطر هذا النهار
ستمطرُ هذا النهار رصاصاً
ستمطرُ هذا النهار!
وفي شهر آذار، في سنة الانتفاضة، قالت لنا الأرض أسرارها الدّمويّة: خمسُ بناتٍ على باب مدرسةٍ ابتدائية يقتحمن جنود المظلاّت. يسطعُ بيتٌ من الشعر أخضر... أخضر. خمسُ بناتٍ على باب مدرسة إبتدائيّة ينكسرن مرايا مرايا
البناتُ مرايا البلاد على القلب..
في شهر آذار أحرقت الأرض أزهارها.

-8-

أنا شاهدُ المذبحة
وشهيد الخريطة
أنا ولد الكلماتُ البسيطة
رأيتُ الحصى أجنحة
رأيت الندى أسلحة
عندما أغلقوا باب قلبي عليّا
وأقاموا الحواجز فيّا
ومنع التجوّل
صار قلبي حارةْ
وضلوعي حجارةْ
وأطلّ القرنفل
وأطلّ القرنفل

-9-

وفي شهر آذار رائحةٌ للنباتات. هذا زواجُ العناصر. "آذار أقسى الشهور" وأكثرها شبقاً. أيّ سيفٍ سيعبرُ بين شهيقي وبين زفيري ولا يتكسّرُ ! هذا عناقي الزّراعيّ في ذروة الحب. هذا انطلاقي إلى العمر.
فاشتبكي يا نباتات واشتركي في انتفاضة جسمي، وعودة حلمي إلى جسدي
سوف تنفجرُ الأرضُ حين أُحقّقُ هذا الصراخ المكبّل بالريّ والخجل القرويّ.
وفي شهر آذار نأتي إلى هوس الذكريات، وتنمو علينا النباتات صاعدةً في اتّجاهات كلّ البدايات. هذا نموُّ التداعي. أُسمّي صعودي إلى الزنزلخت التداعي. رأيت فتاةً على شاطئ البحر قبل ثلاثين عاماً وقلتُ: أنا الموجُ، فابتعدتْ في التداعي. رأيتُ شهيدين يستمعان إلى البحر: عكّا تجئ مع الموج.
عكّا تروح مع الموج. وابتعدا في التداعي.
ومالت خديجة نحو الندى، فاحترقت. خديجة! لا تغلقي الباب!
إن الشعوب ستدخلُ هذا الكتاب وتأفل شمسُ أريحا بدونِ طقوس.
فيا وطن الأنبياء...تكامل!
ويا وطن الزارعين .. تكاملْ!
ويا وطن الشهداء.. . تكامل!
ويا وطن الضائعين .. تكامل!
فكلّ شعاب الجبال امتدادٌ لهذا النشيد.
وكلّ الأناشيد فيك امتدادٌ لزيتونة زمّلتني.

-10-

مساءٌ صغيرٌ على قريةٍ مهملة
وعيناك نائمتان
أعودُ ثلاثين عاماً
وخمس حروبٍ
وأشهدُ أنّ الزمانْ
يخبّئ لي سنبلة
يغنّي المغنّي
عن النار والغرباء
وكان المساءُ مساء
وكان المغنّي يغنّي
ويستجوبونه:
لماذا تغنّي؟
يردّ عليهم:
لأنّي أغنّي
.....
وقد فتّشوا صدرهُ
فلم يجدوا غير قلبه
وقد فتّشوا قلبه
فلم يجدوا غير شعبه
وقد فتشوا صوته
فلم يجدوا غير حزنه
وقد فتّشوا حزنه
فلم يجدوا غير سجنه
وقد فتّشوا سجنه
فلم يجدوا غيرهم في القيود
وراء التّلال
ينامُ المغنّي وحيداً
وفي شهر آذار
تصعدُ منه الظلال

-11-

أنا الأملُ والسهلُ والرحبُ – قالت لي الأرضُ والعشبُ مثل التحيّة في الفجر
هذا احتمالُ الذهاب إلى العمر خلف خديجة. لم يزرعوني لكي يحصدوني
يريد الهواء الجليليّ أن يتكلّم عنّي، فينعسُ عند خديجة
يريد الغزال الجليليّ أن يهدم اليوم سجني، فيحرسُ ظلّ خديجة وهي تميل على نارها.
يا خديجةُ! إنّي رأيتُ .. وصدّقتُ رؤياي تأخذني في مداها وتأخذني في هواها. أنا العاشق الأبديّ، السجين البديهيّ. يقتبس البرتقالُ اخضراري ويصبحُ هاجسَ يافا
أنا الأرضُ منذ عرفت خديجة
لم يعرفوني لكي يقتلوني
بوسع النبات الجليليّ أن يترعرع بين أصابع كفّي ويرسم هذا المكان الموزّع بين اجتهادي وحبّ خديجة
هذا احتمال الذهاب الجديد إلى العمر من شهر آذار حتّى رحيل الهواء عن الأرض
هذا الترابُ ترابي
وهذا السحابُ سحابي
وهذا جبين خديجة
أنا العاشقُ الأبديّ – السجينُ البديهيّ
رائحة الأرض توقظني في الصباح المبكّر..
قيدي الحديديّ يوقظها في المساء المبكّر
هذا احتمال الذهابِ الجديد إلى العمر،
لا يسأل الذاهبون إلى العمر عن عمرهم
يسألون عن الأرض: هل نهضت
طفلتي الأرض!
هل عرفوك لكي يذبحوك؟
وهل قيّدوك بأحلامنا فانحدرت إلى جرحنا في الشتاء؟
وهل عرفوك لكي يذبحوك
وهل قيّدوك بأحلامهم فارتفعت إلى حلمنا في الربيع؟
أنا الأرض..
يا أيّها الذاهبون إلى حبّة القمح في مهدها
احرثوا جسدي!
أيّها الذاهبون إلى صخرة القدس
مرّوا على جسدي
أيّها العابرون على جسدي
لن تمرّوا
أنا الأرضُ في جسدٍ
لن تمرّوا
أنا الأرض في صحوها
لن تمرّوا
أنا الأرض. يا أيّها العابرون على الأرض في صحوها
لن تمرّوا
لن تمرّوا
لن تمرّوا!

هدايه
16-07-2009, 09:01 PM
أربعة عناوين شخصية
محمود درويش - فلسطين

1 - متر مربع في السجن

هو البابُ، ما خلفه جنَّةُ القلب. أشياؤنا
- كُلُّ شيء لنا - تتماهى. وبابٌ هو الباب،
بابُ الكنايةِ، باب الحكاية. بابٌ يُهذِّب أيلولَ.
بابٌ يعيد الحقولَ إلى أوَّل القمحِ.
لا بابَ للبابِ لكنني أستطيع الدخول إلى خارجي
عاشقًا ما أراهُ وما لا أراهُ
أفي الأرض هذا الدلالُ وهذا الجمالُ ولا بابَ للبابِ؟
زنزانتي لا تضيء سوى داخلي..
وسلامٌ عليَّ، سلامٌ على حائط الصوتِ
ألَّفْتُ عشرَ قصائدَ في مدْح حريتي ههنا أو هناك
أُحبُّ فُتاتَ السماءِ التي تتسلل من كُوَّة السجن مترًا من الضوء تسبح فيه الخيول،
وأشياءَ أمِّي الصغيرة..
رائحةَ البُنِّ في ثوبها حين تفتح باب النهار لسرب الدجاجِ
أُحبُّ الطبيعةَ بين الخريفِ وبين الشتاءِ
وأبناءَ سجَّانِنا، والمجلاَّت فوق الرصيف البعيدِ
وألَّفْتُ عشرين أُغنيةً في هجاء المكان الذي لا مكان لنا فيهِ
حُرّيتي: أن أكونَ كما لا يريدون لي أن أكونَ
وحريتي: أنْ أوسِّع زنزانتي: أن أُواصل أغنيةَ البابِ
بابٌ هو البابُ: لا بابَ للبابِ
لكنني أستطيع الخروج إلى داخلي، إلخ.. إلخ..

2- مقعدٌ في قطار

مناديلُ ليست لنا
عاشقاتُ الثواني الأخيرةِ
ضوءُ المحطة
وردٌ يُضَلِّل قلبًا يُفَتِّش عن معطفٍ للحنانِ
دموعٌ تخونُ الرصيفَ. أساطيرُ ليست لنا
من هنا سافروا، هل لنا من هناك لنفرحَ عند الوصول؟
زنابقُ ليست لنا كي نُقَبِّل خط الحديد
نسافر بحثًا عن الصِّفْر
لكننا لا نحبُّ القطارات حين تكون المحطات منفى جديدًا
مصابيحُ ليستْ لنا كي نرى حُبَّنا واقفًا في انتظار الدخانِ
قطارٌ سريعٌ يَقُصُّ البحيراتِ
في كُل جيبٍ مفاتيحُ بيتٍ وصورةُ عائلةٍ
كُلُّ أهلِ القطارِ يعودون للأهلِ، لكننا لا نعودُ إلى أي بيتٍ
نسافرُ بحثًا عن الصفرْ كي نستعيد صواب الفراش
نوافذُ ليستْ لنا، والسلامُ علينا بكُلِّ اللغات
تُرى، كانت الأرضُ أوضحَ حين ركبنا الخيولَ القديمةَ؟
أين الخيول، وأين عذارى الأغاني، وأين أغاني الطبيعة فينا؟
بعيدٌ أنا عن بعيديَ
ما أبعد الحبّ! تصطادنا الفتياتُ السريعاتُ مثل لصوصِ البضائعِ
ننسى العناوين فوقَ زجاج القطاراتِ
نحن الذين نحبُّ لعشر دقائقَ لا نستطيع الرجوعَ إلى أي بيتٍ دخلناه
لا نستطيع عبور الصدى مرتين

3 - حجرة العناية الفائقة

تدورُ بيَ الريحُ حين تضيقُ بيَ الأرضُ
لا بُدَّ لي أن أطيرَ وأن ألجُمَ الريحَ
لكنني آدميٌّ.. شعرتُ بمليون نايٍ يُمَزِّقُ صدري
تصبَّبْتُ ثلجًا وشاهدتُ قبري على راحتيَّ
تبعثرتُ فوق السرير
تقيَّأت
غبتُ قليلاً عن الوعي
متُّ
وصحتُ قبيل الوفاة القصيرةِ:
إني أحبُّكِ، هل أدخل الموت من قدميكِ؟
ومتُّ.. ومتُّ تمامًا
فما أهدأ الموت لولا بكاؤك
ما أهدأ الموتَ لولا يداكِ اللتان تدقّان صدري لأرجع من حيث متُّ
أحبك قبل الوفاةِ، وبعد الوفاةِ
وبينهما لم أُشاهد سوى وجه أمي
هو القلب ضلَّ قليلاً وعادَ، سألتُ الحبيبة:
في أيِّ قلبٍ أُصبتُ؟ فمالتْ عليه وغطَّتْ سؤإلى بدمعتها
أيها القلب.. يا أيها القلبُ كيف كذبت عليَّ وأوقعتني عن صهيلي؟
لدينا كثير من الوقت، يا قلب، فاصمُدْ
ليأتيك من أرض بلقيس هدهدْ
بعثنا الرسائل
قطعنا ثلاثين بحرًا وستين ساحلْ
وما زال في العمر وقتٌ لنشرُد
ويا أيها القلب، كيف كذبتَ على فرسٍ لا تملُّ الرياحَ
تمهَّل لنكملَ هذا العناقَ الأخيرَ ونسجُدْ
:تمهَّل.. تمهَّلْ لأعرفَ إن كنتَ قلبي أم صوتَها وهي تصرخ
خُذني

4 - غرفة في فندق

سلامٌ على الحب يوم يجيءُ
ويوم يموتُ، ويومَ يُغَيِّرُ أصحابَهُ في الفنادِقِ
هل يخسرُ الحبُّ شيئًا? سنشربُ قهوتنا في مساءِ الحديقةِ
نروي أحاديثَ غربتنا في العشاءِ
ونمضي إلى حجْرةٍ كي نتابع بحث الغريبين عن ليلةٍ من حنانٍ، إلخ.. إلخ..
سننسى بقايا كلام على مقعدين
سننسى سجائرنا، ثم يأتي سوانا ليكمل سهرتنا والدخان
سننسى قليلاً من النوم فوق الوسادة
يأتي سوانا ويرقد في نومنا، إلخ.. إلخ
كيف كُنَّا نُصَدِّقُ أجسادَنا في الفنادقِ؟
كيف نُصَدِّقُ أَسرارنَا في الفنادق؟
يأتي سوانا، يُتابع صرختنا في الظلام الذي وَحَّدَ الجسدينْ
ولسنا سوى رَقمين ينامان فوقَ السرير .. إلخ.. إلخ..
المشاع المشاع، يقولان ما قاله عابرانِ على الحبِّ قبل قليلٍ
ويأتي الوداعُ سريعًا سريعًا
أما كان هذا اللقاء سريعًا لننسى الذين يحبوننا في فنادق أخرى؟
أما قلتِ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيري؟
أما قلتُ هذا الكلام الإباحيَّ يومًا لغيرك في فندقٍ آخر أو هنا فوق هذا السريرِ؟
سنمشي الخطى ذاتها كي يجيءَ سوانا ويمشي الخطى ذاتها.. إلخ.. إلخ

هدايه
16-07-2009, 09:02 PM
فلسطيـن ...فلسطينـا


يـا أرض أهـالينـا


بالله وحشتينــــــا


سنظـل ننــــاديكـي


وستظلي تنــــادينـا


ومهمـا طـال الضجــــر


سنغـزوه بفجـــرينـــــا


فلسطيـن ... فلسطينــــا

هدايه
16-07-2009, 09:02 PM
بـطـاقـة هـويـة
محمود درويش - فلسطين

سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
فهلْ تغضبْ؟

سجِّلْ

أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟

سجل
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ

سجلْ
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟

سجِّل!
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟
إذنْ
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!

هدايه
16-07-2009, 09:03 PM
ضباب كثيف علي الجسر
محمود درويش - فلسطين

قال لي صاحبي، والضباب كثيف
علي الجسر:
هل يعْرَف الشيء من ضدِّهِ؟
قلت: في الفجر يتَّضح الأمر
قال: وليس هنالك وقت أَشدُّ
التباسا من الفجر،
فاترك خيالك للنهر/
في زرقة الفجر يعْدَم في
باحة السجن، أو قرب حرش الصنوبر
شابٌ تفاءل بالنصر/
في زرقة الفجر ترسم رائحة الخبز
خارطة للحياة ربيعيَّة الصيف/
في زرقة الفجر يستيقظ الحالمون
خفافا ويمشون في ماء أَحلامهم
مرحين
إلي أَين يأخذنا الفجر، والفجر
جِسْر، إلي أَين يأخذنا؟
قال لي صاحبي: لا أريد مكانا
لأدفَنَ فيه. أريد مكانا لأَحيا،
وأَلعنَه إن أردت.
فقلت له والمكان يمرّ كإيماءة
بيننا: ما المكان؟
فقال: عثور الحواس على موطيء
للبديهة،
ثم تنهد:

يا شارعا ضيقا كان يحملني
في المساء الفسيح إلي بيتها
في ضواحي السكينةْ
أَما زلت تحفظ قلبيَ
عن ظهر قلب،
وتنسي دخان المدينةِ؟

قلت له: لا تراهن علي الواقعيِّ
فلن تجد الشيء حيا كصورته في
انتظارك....
إنَّ الزمان يدجِّنُ حتي الجبال
فتصبح أَعلي، وتصبح أوطأ مما عرفت.
إلي أَين يأخذنا الجسر؟
قال: وهل كان هذا الطريق
طويلا إلي الجسرِ؟
قلت: وهل كان هذا الضباب
كثيفا علي دَرَج الفجرِ؟
كم سنة كنْتَ تشبهني؟
قال: كم سَنَة كنْتَ أَنتَ أَنا؟
قلت: لا أَتذكَّر
قال: ولا أتذكر أني تذكرت
غير الطريق

وغنَّي:
علي الجسر، في بلد آخر
يعلن الساكسفون انتهاءَ الشتاء
علي الجسر يعترف الغرباء
بأخطائهم، عندما لا يشاركهم
أَحَد في الغناء

وقلت له: منذ كم سنة نَسْتَحِثّ
الحمامة: طيري إلي سدرة المنتهي،
تحت شباكنا، يا حمامة طيريَ طيري
فقال: كأني نسيت شعوري
وقال: وعما قليل نقلِّدُ أَصواتنا
حين كنا صغيرين. نلثغ بالسين واللام.
نغفو كزوجي يمام علي كرمة ترتدي
البيت. عما قليل تطلُّ علينا الحياة
بديهيَّة. فالجبال علي حالها، خلف
صورتها في مخيلتي. والسماء القديمة
صافية اللون والذهن، إن لم
يختِّي الخيال، تظلّ علي حالها
مثل صورتها في مخيٌلتي، والهواء
الشهيّ النقيُّ البهيُّ يظل علي
حاله في انتظاري.. يظلّ علي حاله.

قلت: يا صاحبي، أَفرَغتني الطريق
الطويلة من جسدي. لا أحس بصلصاله.
لا أحسّ بأحواله. كلما سرت طرت.
خطايَ رؤاي. وأَما 'أنا' ي، فقد
لَوَّحَتْ من بعيد:ٍ

'إذا كان دربكَ هذا
طويلا
فلي عملٌ في الأساطير'

أَيدي إلهيَّة دَرَّبتنا علي حفر أسمائنا
في فهارس صفصافة. لم نكنِ واضحين
ولا غامضين. ولكنَّ أسلوبنا في
عبور الشوارع من زمنِ نحو آخرَ
كان يثير التساؤل: مَنْ هؤلاءِ
الذين إذا شاهدوا نخلة وقفوا
صامتين، وخرّوا علي ظلِّها ساجدين؟
ومن هؤلاء الذين إذا ضحكوا أزعجوا
الآخرين؟

علي الجسر، في بلد آخر، قال لي
يعْرَف الغرباء من النَّظَر المتقطّع في الماء،
أو يعْرَفون من الانطواء وتأتأة المشي.
فابن البلاد يسير إلي هدف واضحِ
مستقيمَ الخطي. والغريب يدور علي
نفسه حائرا

قال لي: كلّ جسري لقاء... علي
الجسر أدخل في خارجي، وأسلم
قلبي إلي نَحْلَة أو سنونوَّة
قلت: ليس تماما. علي الجسر أمشي
إلي داخلي، وأروِّضُ نفسي علي
الانتباه إلي أمرها. كلّ جسري فصام،
فلا أنت أنت كما كنت قبل قليل،
ولا الكائنات هي الذكريات

أنا اثنان في واحد
أم أنا
واحد يتشظي إلي اثنين
يا جسْر يا جسر
أيُّ الشَّتِيتَيْنِ منا أَنا؟

مشينا علي الجسر عشرين عاما
مشينا علي الجسر عشرين مترا
ذهابا إيابا،

وقلت: ولم يبقَ إلا القليل
وقال: ولم يبقَ إلا القليل
وقلنا معا، وعلي حدة، حالمين:

سأمشي خفيفا، خطَايَ علي الريحِ
قوس تدغدغ أرضَ الكمان
سأسمع نبض دمي في الحصي
وعروق المكان

سأسند رأسي إلي جذع خَرّوبة،
هي أمِّي ، ولو أنْكَرَتْني
سأغفو قليلا، ويحملني طائران صغيران
أعلي وأعلي... إلي نجمة شرَّدتني

سأوقظ روحي علي وَجَع سابق
قادم، كالرسالة، من شرفة الذاكرةْ
سأهتف: مازلت حيًّا، لأنيَ
أَشعر بالسهم يخترق الخاصرةْ

سأنظر نحو اليمين، إلي جهة الياسمين
هناك تعلَّمْت أول أغاني الجسدْ
سأنظر نحو اليسار، إلي جهة البحر
حيث تعلَّمت صَيْدَ الزَّبَدْ

سأكذب مثل المراهق: هذا الحليب
علي بنطلوني ثمَاَلة حلْمِ تحرَّش بي... وانتهي
سأنكر أني أقلِّد قيلولة الشاعر
الجاهليِّ الطويلةَ بين عيون المها

سأشرب من حَنَفيَّة ماء الحديقة حفنةَ
ماء. وأَعطش كالماء شوقا إلي نفسِهِ
سأسأل أوَّل عابر درب: أَشاهدتَ
شخصا علي هيئة الطيف، مثلي، يفتِّش
عن أَمسِه؟

سأحمل بيتي علي كتفيَّ... وأَمشي
كما تفعل السلحفاة البطيئةْ
سأصطاد نسرا بمكنسة، ثم أسأل:
أَين الخطيئة؟

سأبحث في الميثولوجيا وفي الأركيولوجيا
وفي كل جيم عن اسمي القديم
ستنحاز إحدي إِلهات كَنْعَانَ لي، ثمَّ
تحلف بالبرق: هذا هو ابني اليتيم

سأثني علي امرأة أنجبتْ طفلة ً
في الأنابيب. لكنها لا تمتّ إليها بأيِّ شَبَهْ
سأبكي علي رجل مات حين انتَبهْ

سآخذ سطر المعرِّيَ ثم أعدِّلهُ:
جَسَدي خرقَة من تراب، فيا خائطَ
الكون خِطْني!
سأكتب: يا خالقَ الموت، دعني
قليلا... وشأني!

سأوقظ موتايَ: نحن سواسية أيها
النائمون، أما زلتموا مثلنا تحلمون
بيوم القيامةْ؟
سأجمع ما بعثرته الرياح من الغَزَل
القرْطبيِّ ، وأكمل طَوْقَ الحمامةْ

سأختار من ذكرياتي الحميماتِ
وَصْفَ الملائم: رائحة الشرشف المتجعِّد
بعد الجِماع كرائحة العشب بعد المطرْ
سأشهد كيف سيخضرّ وجه الحجرْ

سيلسعني وَرْد آذارَ، حيث ولدت
لأوٌل مَرٌةْ
ستحمل بي زهرة الجلَّنار، وأولَد منها
لآخر مَرَّةْ!

سأَنأي عن الأمس، حين أعيد
له إرثه: الذاكرةْ
سأدنو من الغد حين أطارد قبَّرة ًماكرةْ
سأعلم أَني تأخَّرْت عن موعدي

وسأعرف أنَّ غدي
مَرَّ، مَرَّ السحابةِ، منذ قليل،
ولم ينتظرني
سأعلم أن السماء ستمطر بعد قليل
عليَّ
وأنٌي
أَسير علي الجسر

هل نطأ الآن أرض الحكاية؟ قد
لا تكون كما نتخيَّل 'لا هي سَمْن
ولا عَسَل' والسماء رمادَّية اللون.
والفجر ما زال أزرقَ ملتبسا.ما
هو الزمن الآن؟ جسر يطول
ويقصر.. فجر يطول ويمكر. ما
الزمن الآن؟

تغفو البلاد القديمة خلف قلاع
سياحيّةٍ. والزمان يهاجر في نجمة
أَحرقت فارسا عاطفيا. فيا أيها
النائمون علي إبر الذكريات! أَلا
تشعرون بصوت الزلازل في حافر الظبي؟

قلت له: هل أَصابتك حمَّي؟
فتابع كابوسه: أَيها النائمون! ألا
تسمعون هسيس القيامة في حبة الرمل؟
قلت له: هل تكلمني؟ أم تكلِّم نفسك؟
قال: وصلت إلي آخر الحلم...
شاهدت نفسي عجوزا هناك،
وشاهدت قلبي يطارد كلبي هناك
وينبح... شاهدت غرفةَ نومي
تقَهْقِه: هل أَنتَ حيٌ؟ تعال
لأحمل عنك الهواء وعكازك الخشبيَّ
المرصَّع بالصدف المغربيِّ!! فكيف
أعيد البداية، يا صاحبي، من أَنا؟
من أنا دون حلْم ورفقة أنثي؟

فقلت: نزور فتات الحياة، الحياة
كما هي، ولنتدرَّبْ علي حبِّ أشياء
كانت لنا، وعلي حبِّ أشياء ليست
لنا... ولنا إن نظرنا إليها معا من علي
كسقوط الثلوج علي جَبَلي
قد تكون الجبال علي حالها
والحقول علي حالها
والحياة بديهية ومشاعا،
فهل ندخل الآن أرض الحكاية يا صاحبي؟
قال لي: لا أريد مكانا لأدفن فيه
أريد مكانا لأحيا، وألعنه لو أردت...

وحملق في الجسر: هذا هو الباب.
باب الحقيقة لا نستطيع الدخول ولا
نستطيع الخروج
ولا يعْرَف الشيء من شدِّهِ
أَلممرات مغْلَقَة
والسماء رماديَّة الوجه ضدَّه

ويد الفجر ترفع سروال جنديٌةِ
عاليا عاليا...

وبقينا علي الجسر عشرين عاما
أكلنا الطعام المعلّب عشرين عاما
لبسنا ثياب الفصول،
استمعنا إلي الأغنيات الجديدة،
جيدة الصنع،
من ثكنات الجنود
تزوَّج أولادنا بأميرات منفي
وغيَّرن أسماءهم،
وتركنا مصائرنا لهواة الخسائر
في السينما.
وقرأنا علي الرمل آثارنا
لم نكن غامضين ولا واضحين
كصورة فجر كثيرِ التثاؤبِ

قلت: أما زال يجرحك الجرح، يا صاحبي؟
قال لي: لا أحسّ بشيء
فقد حوَّلت فكرتي جسدي دفترا للبراهين،
لا شيء يثبت أَني أنا
غَيْر موت صريح علي الجسر،
أَرنو إلي وردة في البعيد
فيشتعل الجمر
أرنو إلي مسقط الرأس، خلف البعيد
فيتسع القبر

قلت: تمهل ولا تَمتِ الآن. إنَّ الحياةَ
علي الجسر ممكنة. والمجاز فسيح المدي
هاهنا بَرْزَخٌ بين دنيا وآخرةٍ
بين منفى وأرض مجاورة...
قال لي، والصقور تحلق من فوقنا:
خذِ اسمي رفيقا وحدِّثه عني
وعش أنت حتي يعود بك الجسر
حيّاً غدا
لا تقل: إنه مات، أو عاش
قرب الحياة سدي!
قل: أطلَّ علي نفسه من علي
ورأي نفسه ترتديِ شجرا، واكتفي
بالتحيَّة:

إن كان هذا الطريق طويلا
فلي عَمَل في الأساطير

كنت وحيدا علي الجسر، في ذلك
اليوم، بعد اعتكاف المسيح علي
جبل في ضواحي أريحا.. وقبل القيامة.
أمشي ولا أستطيع الدخول ولا أستطيع
الخروج... أدور كزهرة عبَّاد شمسِ.
وفي الليل يوقظني صوت حارسة الليل
حين تغنٌي لصاحبها:

لا تَعِدْني بشيءٍ
ولا تهدِني
وردة من أريحا!

هدايه
16-07-2009, 09:04 PM
لا أنام لأحلم
محمود درويش - فلسطين

لا أَنام لأحلم قالت لَه
بل أَنام لأنساكَ. ما أطيب النوم وحدي
بلا صَخَب في الحرير، اَبتعدْ لأراكَ
وحيدا هناك، تفكٌِر بي حين أَنساكَ/
لا شيء يوجعني في غيابكَ
لا الليل يخمش صدري ولاشفتاكَ...
أنام علي جسدي كاملا كاملا
لا شريك له،
لا يداك تشقَّان ثوبي، ولا قدماكَ
تَدقَّان قلبي كبنْدقَة عندما تغلق الباب/
لاشيء ينقصني في غيابك:
نهدايَ لي. سرَّتي. نَمَشي. شامتي،

ويدايَ وساقايَ لي. كلّ ما فيَّ لي
ولك الصّوَر المشتهاة، فخذْها
لتؤنس منفاكَ، واَرفع رؤاك كَنَخْب
أخير. وقل إن أَردت: هَواكِ هلاك.
وأَمَّا أَنا، فسأصْغي إلي جسدي
بهدوء الطبيبة: لاشيء، لاشيء
يوجِعني في الغياب سوي عزْلَةِ الكون

هدايه
16-07-2009, 09:05 PM
هكذا قالت الشجرة المهملة
محمود درويش - فلسطين

خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
وطني.
هل تحسّ العصافير أنّي
لها
وطن ... أو سفر ؟
إنّني أنتظر ...
في خريف الغصون القصير
أو ربيع الجذور الطويل
زمني.
هل تحسّ الغزالة أنّي
لها
جسد ... أو ثمر ؟
إنّني أنتظر ...
في المساء الذي يتنزّه بين العيون
أزرقا ، أخضرا ، أو ذهب
بدني
هل يحسّ المحبّون أنّي
لهم
شرفة ... أو قمر ؟
إنّني أنتظر ...
في الجفاف الذي يكسر الريح
هل يعرف الفقراء
أنّني
منبع الريح ؟ هل يشعرون بأنّي
لهم
خنجر ... أو مطر ؟
أنّني أنتظر ...
خارج الطقس ،
أو داخل الغابة الواسعة
كان يهملني من أحب
و لكنّني
لن أودّع أغصاني الضائعة
في رخام الشجر
إنّني أنتظر ...
***

هدايه
16-07-2009, 09:05 PM
برتقالية
محمود درويش - فلسطين
برتقالية، تدخل الشمس في البحر /
والبرتقالة قنديل ماء على شجر بارد

برتقالية، تلد الشمس طفل الغروب الإلهيَّ /
والبرتقالة خائفة من فم جائع

برتقالية، تدخل الشمس في دورة الأبدية /
والبرتقالة تحظى بتمجيد قاتلها:
تلك الفاكهة مثل حبة الشمس
تقَشرُ
باليد والفم، مبحوحة الطعم
ثرثارة العطر سكرى بسائلها...
لونها لا شبيه له غيرها،
لونها صفة الشمس في نومها
لونها طعمها: حامض سكري،
غني بعافية الضوء والفيتامين c..

وليس على الشعر من حرج إن
تلعثم في سرده، وانتبه
إلى خلل رائع في الشبه

هدايه
16-07-2009, 09:06 PM
درس من كاما سوطرا
محمود درويش - فلسطين

بكأس الشراب المرصّع باللازرود
انتظرها،
على بركة الماء حول المساء وزهر الكولونيا
انتظرها،
بصبر الحصان المعدّ لمنحدرات الجبال
انتظرها،
بسبع وسائد محشوة بالسحاب الخفيف
انتظرها،
بنار البخور النسائي ملء المكان
انتظرها،
برائحة الصندل الذكرية حول ظهور الخيول
انتظرها،
ولا تتعجل فإن اقبلت بعد موعدها
فانتظرها،
وإن أقبلت قبل موعدها
فانتظرها،
ولا تُجفل الطير فوق جدائلها
وانتظرها،
لتجلس مرتاحة كالحديقة في أوج زينتها
وانتظرها،
لكي تتنفس هذا الهواء الغريب على قلبها
وانتظرها،
لترفع عن ساقها ثوبها غيمة غيمة
وانتظرها،
وخذها إلى شرفة لترى قمراً غارقاً في الحليب
انتظرها،
وقدم لها الماء، قبل النبيذ، ولا
تتطلع إلى توأمي حجل نائمين على صدرها
وانتظرها،
ومسّ على مهل يدها عندما
تضع الكأس فوق الرخام
كأنك تحمل عنها الندى
وانتظرها،
تحدث اليها كما يتحدث ناي
إلى وتر خائف في الكمان
كـأنكما شاهدان على ما يعد غد لكما
وانتظرها
ولمّع لها ليلها خاتما خاتما
وانتظرها
إلى ان يقول لك الليل:
لم يبق غيركما في الوجود
فخذها، برفق، إلى موتك المشتهى
وانتظرها!...

هدايه
16-07-2009, 09:06 PM
سوناتا
محمود درويش - فلسطين
إذا كنت آخر ما قاله الله لي، فليكن
نزولك نون ال "أنا" في المثنى. وطوبى لنا
لقد نور اللوز بعد خطى العابرين، هنا
على ضفتيك، ورف عليك القطا و اليمام

بقرن الغزال طعنت السماء، فسال الكلام
ندى في عروق الطبيعة. ما اسم القصيدة
أمام ثنائية الخلق و الحق، بين السماء البعيدة
وأرز سريرك، حين يحن دم لدم، ويئن الرخام؟

ستحتج أسطورة للتشمس حولك. هذا الرخام
الهات مصر وسومر تحت النخيل يغيرن أثوابهن
و أسماء أيامهن، ويكملن رحلاتهن إلى آخر القافية

وتحتاج أنشودتي للتنفس : لا الشعر شعر
ولا النثر نثر . حلمت بأنك آخر ما قاله
لي الله حين رأيتكما في المنام، فكان الكلام

هدايه
16-07-2009, 09:07 PM
إن مشيت على شارع ٍ
محمود درويش - فلسطين

إن مشيت علي شارع لا ‏يؤدي إلى هاوية ‏
قل لمن يجمعون القمامة: شكراً!‏

إن رجعت إلي البيت، حياً، كما ترجع القافية ‏
بلا خللٍ، قل لنفسك: شكراً!‏

إن توقعت شيئاً وخانك حدسك، فاذهب غداً
لتري أين كنت وقل للفراشة: شكراً!‏

إن صرخت بكل قواك، ورد عليك الصدى ‏
‏(من هناك؟) فقل للهوية: شكراً!‏

إن نظرت إلي وردة دون أن توجعك ‏
وفرحت بها، قل لقلبك: شكراً!‏

إن نهضت صباحاً، ولم تجد الآخرين معك
يفركون جفونك، قل للبصيرة: شكراً!‏

إن تذكرت حرفاً من اسمك واسم بلادك ‏
كن ولداً طيباً!‏
ليقول لك الربُّ: شكراً ...‏

هدايه
16-07-2009, 09:08 PM
مقهى وأنت مع الجريدة
محمود درويش - فلسطين


مقهى، وأنت مع الجريدة جالس
لا، لست وحدك. نصف كأسك فارغ
والشمس تملأ نصفها الثاني ...

ومن خلف الزجاج تري المشاة المسرعين
ولا تُرى [إحدي صفات الغيب تلك:
ترى ولكن لا تُرى]
كم أنت حر أيها المنسي في المقهى!
فلا أحدٌ يرى أثر الكمنجة فيك،
لا أحدٌ يحملقُ في حضورك أو غيابك،
أو يدقق في ضبابك إن نظرت
إلى فتاة وانكسرت أمامها..
كم أنت حر في إدارة شأنك الشخصي
في هذا الزحام بلا رقيب منك أو
من قارئ!
فاصنع بنفسك ما تشاء، إخلع
قميصك أو حذاءك إن أردت، فأنت
منسي وحر في خيالك، ليس لاسمك
أو لوجهك ههنا عمل ضروريٌ. تكون
كما تكون ... فلا صديق ولا عدو
يراقب هنا ذكرياتك /
فالتمس عذرا لمن تركتك في المقهى
لأنك لم تلاحظ قَصَّة الشَّعر الجديدة
والفراشات التي رقصت علي غمازتيها /
والتمس عذراً لمن طلب اغتيالك،
ذات يوم، لا لشيء... بل لأنك لم
تمت يوم ارتطمت بنجمة.. وكتبت
أولى الأغنيات بحبرها...
مقهى، وأنت مع الجريدة جالسٌ
في الركن منسيّا، فلا أحد يهين
مزاجك الصافي،
ولا أحدٌ يفكر باغتيالك
كم انت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك

هدايه
16-07-2009, 09:08 PM
هو لا غيره
محمود درويش - فلسطين

هو، لا غيره، من ترجل عن نجمة
لم تصبه بأيّ أذى.
قال: أسطورتي لن تعيش طويلاً
ولا صورتي في مخيلة الناس /
فلتمتحني الحقيقة
قلت له: إن ظهرت انكسرت، فلا تنكسر
قال لي حُزْنُهُ النَّبٌَّوي: إلي أين أذهب؟
قلت إلى نجمة غير مرئية
أو إلى الكهف/
قال يحاصرني واقع لا أجيد قراءته
قلت دوّن إذن، ذكرياتك عن نجمة بعُدت
وغد يتلكأ، واسأل خيالك: هل
كان يعلم أن طريقك هذا طويل؟
فقال: ولكنني لا أجيد الكتابة يا صاحبي!
فسألت: كذبت علينا إذاً؟
فأجاب: على الحلم أن يرشد الحالمين
كما الوحي /
ثم تنهد: خذ بيدي أيها المستحيل!
وغاب كما تتمنى الأساطير /
لم ينتصر ليموت، ولم ينكسر ليعيش
فخذ بيدينا معاً، أيها المستحيل

هدايه
16-07-2009, 09:09 PM
حين تطيل التأمل
محمود درويش - فلسطين

حين تطيل التأمل في وردةٍ
جرَحَت حائطاً، وتقول لنفسكَ :
لي أملٌ في الشفاء من الرمل /
يخضر قلبُكَ...
حين ترافق أنثى إلى السيرك
ذات نهار جميل كأيقونة ...
وتحلًّ كضيف على رقصة الخيل /
يحمر قلبُكَ...
حين تعُدُّ النجوم وتخطئ بعد
الثلاثة عشر، وتنعس كالطفل
في زرقة الليل /
يبيض قلبُكَ...
حين تسير ولا تجد الحلم
يمشي أمامك كالظل /
يصفر قلبُكَ...

هدايه
16-07-2009, 09:10 PM
لم ينتظر أحداً
محمود درويش - فلسطين

لم ينتظر احداً،
ولم يشعر بنقص في الوجود،
أمامه نهرٌ رماديٌ كمعطفه،
ونور الشمس يملأ قلبه بالصحو
والاشجار عاليةٌ/
ولم يشعر بنقصٍ في المكان،
المقعد الخشبي، قهوته، وكأس الماء
والغرباء، والاشياء في المقهى
كما هي،
والجرائد ذاتها: أخبار أمس، وعالمٌ
يطفو على القتلى كعادته/
ولم يشعر بحاجته إلى أملٍ ليؤنسه
كأن يخضوضرالمجهول في الصحراء
أو يشتاق ذئب ما إلى جيتارةٍ
فلن يقوى على التكرار...أعرف
آخر المشوارمنذ الخطوة الأولى-
يقول لنفسه- لم أبتعد عن عالمٍ،
لم أقترب من عالم
لم ينتظر أحداً..ولم يشعر بنقص
في مشاعره. فما زال الخريف مضيفه الملكي،
يغريه بموسيقى تعيد إليه عصر النهضة
الذهبيّ...والشعر المقفى بالكواكب والمدى
لم ينتظر أحداً أمام النهر/
في اللا انتظار أصاهر الدوريّ
في اللا انتظار أكون نهراً-قال-
لا أقسو على نفسي، ولا
أقسو على أحد،
وأنجو من سؤال فادح:
ماذا تريد
ماذا تريد؟

هدايه
16-07-2009, 09:13 PM
وأنت تعدّ فطورك
محمود درويش - فلسطين

‎لا تنس قوت الحمام‎
وأنت تخوض حروبك فكّر بغيرك
‎لا تنس من يطلبون السلام‎
وأنت تسدّد فاتورة الماء، فكّر بغيرك
‎من يرضعون الغمام
وانت تعود إلى البيت ، بيتك ، فكّر بغيرك
‎لا تنس شعب الخيام
وأنت تنام و تحصي الكواكب ، فكّر بغيرك
‎ثمّة من لم يجد حيّزاً للمنام
وأنت تحرّر نفسك بالاستعارات، فكّر
بغيرك ‏
‎من فقدوا حقّهم في الكلام
وأنت تفكّر بالآخرين البعيدين ، فكّر
بنفسك
‎قل: ليتني شمعةٌ في الظلامْ

هدايه
16-07-2009, 09:14 PM
لا ينظرون وراءهم
محمود درويش - فلسطين

لا ينظرون وراءهم ليودِّعوا منفى،
فإنَّ أمامهم منفى، لقد ألِفوا الطريق
الدائريَّ، فلا أمام ولا وراء، ولا
شمال ولا جنوب. "يهاجرون" من
السياج الى الحديقة. يتركون وصيةً
في كل مترٍ من فناء البيت:
"لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة"...
"يسافرون" من الصباح السندسي الى
غبارٍ في الظهيرة، حاملين نُعوشَهُم ملأى
بأشياء الغياب: بطاقة شخصية، ورسالةٍ
لحبيبةٍ مجهولةِ العنوانِ:
"لا تتذكري من بعدنا
إلا الحياة"
و"يرحلون" من البيوت الى الشوارع،
راسمين إشارة النصر الجريحة، قائلين
لمن يراهُمْ:
"لم نَزَلْ نحيا، فلا تتذكّرونا"!
يخرجون من الحكاية للتنفُّس والتشمُّس.
يحلُمون بفكرةِ الطيرانِ أعلى... ثم أعلى.
يصعدون ويهبطون. ويذهبون ويرجعون.
ويقفزون من السيراميك القديم الى النجوم.
ويرجعون الى الحكاية... لا نهاية للبدايةِ.
يهربون من النعاس الى ملاك النوم،
أبيضَ، أحمرَ العينين من أثر التأمُّل
في الدم المسفوك:
"لا تتذكروا من بعدنا
إلا الحياة"...

هدايه
16-07-2009, 09:15 PM
هو هادئٌ ، وأنا كذلك
محمود درويش - فلسطين

هوَ هادئٌ، وأنا كذلك
يحتسي شاياً بليمونٍ،
وأشربُ قهوةً،
هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا.
هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ.
هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً،
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسةً،
هو هادئٌ، وأنا كذلك.
يسألُ الجرسون شيئاً،
أسألُ الجرسونَ شيئاً...
قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا،
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فروةَ ليلها...
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ.
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي.
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
يحرك رجلَهُ اليُمنى.
أدندنُ لحن أغنيةٍ،
يدندن لحن أغنية مشابهةٍ.
أفكِّرُ: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟
ثم أنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ...
فأتركُ المقهى على عجلٍ.
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما
هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائفٌ، وأنا كذلك

هدايه
16-07-2009, 09:15 PM
الظل
محمود درويش - فلسطين

الظلُّ، لا ذَكرٌ ولا أنثى
رماديٌّ، ولو أشعلْتُ فيه النارَ...
يتبعُني، ويكبرُ ثُمَّ يصغرُ
كنت أمشي. كان يمشي
كنت أجلسُ. كان يجلسُ
كنت أركضُ. كان يركضُ
قلتُ: أخدعُهُ وأخلعُ معطفي الكُحْليَّ
...قلَّدني، وألقي عنده معطفَهُ الرماديَّ...
استدَرْتُ الى الطريق الجانبيةِ
.فاستدار الى الطريق الجانبية.
قلتُ: أخدعُهُ وأخرجُ من غروب مدينتي
فرأيتُهُ يمشي أمامي
...في غروب مدينةٍ أخرى...
فقلت: أعود مُتّكئاً على عكازتين
فعاد متكئاً على عكازتين
،فقلت: أحمله على كتفيَّ،
...فاستعصى...
فقلتُ: إذنْ، سأتبعُهُ لأخدعهُ
سأتبعُ ببغاء الشكل سخريةً
أقلِّد ما يُقلِّدني
لكي يقع الشبيهُ على الشبيه
فلا أراهُ، ولا يراني.

هدايه
16-07-2009, 09:16 PM
في بيت أمي
محمود درويش - فلسطين

في بيت أُمِّي صورتي ترنو إليّ
ولا تكفُّ عن السؤالِ:
أأنت، يا ضيفي، أنا؟
هل كنتَ في العشرين من عُمري،
بلا نظَّارةٍ طبيةٍ،
وبلا حقائب؟
كان ثُقبٌ في جدار السور يكفي
كي تعلِّمك النجومُ هواية التحديق
في الأبديِّ...
(ما الأبديُّ؟ قُلتُ مخاطباً نفسي)
ويا ضيفي... أأنتَ أنا كما كنا؟
فمَن منا تنصَّل من ملامحِهِ؟
أتذكُرُ حافرَ الفَرَس الحرونِ على جبينكَ
أم مسحت الجُرحَ بالمكياج كي تبدو
وسيمَ الشكل في الكاميرا؟
أأنت أنا؟ أتذكُرُ قلبَكَ المثقوبَ
بالناي القديم وريشة العنقاء؟
أم غيّرتَ قلبك عندما غيّرتَ دَربَكَ؟
قلت: يا هذا، أنا هو أنت
لكني قفزتُ عن الجدار لكي أرى
ماذا سيحدث لو رآني الغيبُ أقطِفُ
من حدائقِهِ المُعلَّقة البنفسجَ باحترامً...
ربّما ألقى السلام، وقال لي:
عُدْ سالماً...
وقفزت عن هذا الجدار لكي أرى
ما لا يُرى
وأقيسَ عُمْقَ الهاويةْ

هدايه
16-07-2009, 09:19 PM
لي حكمة المحكوم بالإعدام
محمود درويش - فلسطين

ليَ حكمةُ المحكوم بالإعدامِ:
لا أشياءَ أملكُها لتملكني،
كتبتُ وصيَّتي بدمي:
"ثِقُوا بالماء يا سُكّان أُغنيتي!"
ونِمْتُ مُضرّجاً ومتوَّجاً بغدي...
حلِمْتُ بأنّ قلب الأرض أكبرُ
من خريطتها،
وأوضحُ من مراياها ومِشْنَقتي.
وهِمْتُ بغيمةٍ بيضاء تأخذني
الى أعلى
كأنني هُدْهُدٌ، والريحُ أجنحتي.
وعند الفجر، أَيقظني
نداءُ الحارس الليليِّ
من حُلْمي ومن لغتي:
ستحيا ميتةً أخرى،
فعدِّلْ في وصيّتك الأخيرة،
قد تأجَّل موعدُ الإعدام ثانيةً
سألت: الى متى؟
قال: أنتظر لتموت أكثر
قلتُ: لا أشياء أملكها لتملكني
كتبتُ وصيّتي بدمي:
"ثِقُوا بالماء
يا سُكّان أغنيتي!"
وأنا، وإن كنت الأخير
وأنا، وإن كُنْتُ الأخيرَ،
وجدْتُ ما يكفي من الكلماتِ...
كلُّ قصيدةٍ رسمٌ
سأرسم للسنونو الآن خارطةَ الربيعِ
وللمُشاة على الرصيف الزيزفون
وللنساء اللازوردْ...
وأنا، سيحمِلُني الطريقُ
وسوف أحملُهُ على كتفي
الى أن يستعيدَ الشيءُ صورتَهُ،
كما هي،
واسمَه الأصليّ في ما بعد/
كلُّ قصيدة أُمٌّ
تفتش للسحابة عن أخيها
قرب بئر الماء:
"يا ولدي! سأعطيك البديلَ
فإنني حُبْلى..."/
وكُلُّ قصيدة حُلمٌ:
"حَلِمْتُ بأنّ لي حلماً"
سيحملني وأحملُهُ
الى أن أكتب السطر الأخيرَ
على رخام القبرِ:
"نِمْتُ... لكي أطير"
... وسوف أحمل للمسيح حذاءَهُ الشتويَّ
كي يمشي، ككُلِّ الناس،
من أعلى الجبال... الى البحيرة

هدايه
16-07-2009, 09:20 PM
يختارني الإيقاعُ ، يشرقُ بي
محمود درويش - فلسطين


أنا رَجْعُ الكمان، ولستُ عازِفَهُ
أنا في حضرة الذكرى
صدى الأشياء تنطقُ بي
...فأنطقُ كُلَّما أصغيتُ للحجرِ استمعتُ الى
هديلِ يَمامةٍ بيضاءَ
تشهَق بي:
أخي! أنا أُخْتُكَ الصُّغْرى،
فأَذرف باسمها دَمْعَ الكلامِ
وكُلَّما أَبْصَرْتُ جذْعَ الزّنْزَلخْتِ
على الطريق الى الغمامِ،
سمعتُُ قلبِ الأُمِّ
يخفقُ بي:
أنا امرأة مُطلَّقةٌ،
فألعن باسمها زيزَ الظلامِ
وكُلَّما شاهدتُ مرآةً على قمرٍ
رأيتُ الحبّ شيطاناً
يُحَمْلِقُ بي:
أنا ما زلْتُ موجوداً
ولكن لن تعود كما تركتُك
لن تعود، ولن أعودَ
فيكملُ الإيقاعُ دَوْرَتَهُ
ويشرَقُ بي...

هدايه
16-07-2009, 09:21 PM
ليس للكردي إلا الريح
محمود درويش - فلسطين
يتذكر الكرديُّ حين أزوره ، غده ..
فيبعده بمكنسة الغبار : إليك عني !
فالجبال هي الجبال. ويشرب الفودكا
لكي يبقى الخيال على الحياد: أنا
المسافر في مجازي، و الكراكيّ الشقية
إخوتي الحمقى. وينفض عن هويته
الظلال: هويتي لغتي. أنا.. و أنا.
أنا لغتي. أنا المنفي في لغتي.
وقلبي جمرة الكردي فوق جباله الزرقاء ../
كل مدينة أخرى. على دراجة
حمل الجهات، وقال: أسكن أينما
وقعت بي الجهة الأخيرة. هكذا
اختارَ الفراغ ونام. لم يحلم
بشيء منذ حل الجن في كلماته،
(كلماته عضلاته. عضلاته لكمانه)
فالحالمون يقدسون الأمسَ، أو
يرشون بواب الغد الذهبي..
لا غد لي ولا أمس. الهنيهة
ساحتي البيضاء../

منزله نظيف مثل عين الديك ..
منسيّ كخيمة سيد القوم الذين
تبعثروا كالريش. سجاد من الصوف
المجعد. معجمٌ متآكل. كتب مجلدة
على عجل. مخدات مطرزة بإبرة
خادم المقهى. سكاكين مجلخة لذبح
الطير و الخنزير. فيديو للاباحيات.
باقات من الشوك المعادل للبلاغة.
شرفة مفتوحة للاستعارة. ها هنا
يتبادل الأتراك والإغريق أدوار
الشتائم. تلك تسليتي وتسلية
الجنود الساهرين على حدود فكاهة
سوداء../

ليس مسافرا هذا المسافر، كيفما اتفق..
الشمال هو الجنوب، الشرق غربٌ
في السراب. ولا حقائب للرياح،
ولا وظيفة للغبار. كأنه يخفي
الحنين الى سواه، فلا يغني .. لا
يغني حين يدخل ظله شجر الأكاسيا،
أو يبلل شعره مطر خفيف..
بل يناجي الذئب، يسأله النزال :
تعال يا ابن الكلب نقرع طبل
هذا الليل حتى نوقظ الموتى. فإن
الكرد يقتربون من نار الحقيقة،
ثم يحترقون مثل فراشة الشعراء/

يعرف ما يريد من المعاني. كلها
عبثٌ. وللكلمات حيلتها لصيد نقيضها،
عبثاً. يفضّ بكارة الكلمات ثم يعيدها
بكراً الى قاموسه. ويسوس خيل
الأبجدية كالخراف الى مكيدته، ويحلق
عانة اللغة : انتقمت من الغياب.
فعلتُ ما فعل الضبابُ بإخوتي.
وشويت قلبي كالطريدة.
لن أكون كما أريد. ولن أحب الأرض أكثر
أو أقل من القصيدة. ليس
للكردي إلا الريح تسكنه ويسكنها.
وتدمنه ويدمنها، لينجو من
صفات الأرض والأشياء ../

كان يخاطب المجهول: يا ابني الحر !
يا كبش المتاه السرمدي. إذا رأيتَ
أباك مشنوقاً فلا تنزله عن حبل
السماء، ولا تكفنه بقطن نشيدك
الرعوي. لا تدفنه يا ابني، فالرياح
وصية الكردي للكردي في منفاه،
يا ابني .. و النسور كثيرة حولي
وحولك في الأناضول الفسيح.
جنازتي سرية رمزيةٌ، فخذ الهباءَ
الى مصائره، وجر! سماءك الأولى
الى قاموسك السحري. واحذر
لدغة الأمل الجريح، فإنه وحشٌ
خرافيٌ. وأنت الآن .. أنت الآن
حرّ، يا ابن نفسك، أنت حرَ
من أبيك ولعنة الأسماء../

باللغة انتصرتَ على الهوية
قلتُ للكردي، باللغة انتقمتَ
من الغياب
فقال : لن أمضي الى الصحراء
قلت ولا أنا..
ونظرتُ نحو الريح/
- عمتَ مساء
- عم مساء!

هدايه
16-07-2009, 09:22 PM
السروة انكسرت
محمود درويش - فلسطين

ألسروةُ إنكسَرَتْ كمئذنةٍ، ونامت في

الطريق على تَقَشُّف ظِلِّها، خضراءَ، داكنةً،
كما هِيَ. لم يُصَبْ أَحدٌ بسوء. مَرّت
العَرَباتُ مُسْرِعَةًعلى أغصانها. هَبَّ الغبارُ
على الزجاج... ألسروةُ انكسرتْ، ولكنَّ
الحمامة لم تغيِّر عُشَّها العَلَنيَّ في دارٍ
مُجَاورةٍ. وحلّق طائران مهاجران على
كَفَاف مكانها، وتبادلا بعضَ الرموز.
وقالت امرأةٌ لجارتها: تُرَى، شأهَدْتِ عاصفةً؟
فقالت: لا، ولا جرَّافةً... والسروةُ
انكسرتْ. وقال العابرون على الحُطام:
لعلَّها سَئِمَتْ من الإهمال أَو هَرِمَتْ
من الأيّام، فَهْيَ طويلةٌ كزرافةٍ، وقليلةُ
المعنى كمكنسةِ الغبار، ولا تُظَلِّلُ عاشِقَيْن.
وقال طفلٌ: كنتُ أَرسمها بلا خطأ،
فإنَّ قوامَها سَهْلٌ. وقالت طفلةٌ: إن
السماءَ اليوم ناقصةٌ لأن السروةٌ انكسرت.
وقال فتىً: ولكنَّ السماءَ اليوم كاملةٌ
لأن السروةَ انكسرتْ. وقُلْتُ أَنا
لنفسي: لا غُموضَ ولا وُضُوحَ،
السروة انكسرتْ، وهذا كُلُّ ما في
الأمرِ: إنَّ السروة انكسرتْ

هدايه
16-07-2009, 09:24 PM
نسرٌ على ارتفاع منخفض
محمود درويش - فلسطين
قال المسافر في القصيدة
للمسافر في القصيدة:
كم تبقَّى من طريقك؟
-كله
-فاذهب إذاً، واذهب
كأنك قد وصلت...ولم تصل
-لولا الجهات، لكان قلبي هدهداً
-لو كان قلبك هدهداً لتبعته
-من أنت؟ ما اسمك؟
-لا اسم لي في رحلتي
-أأراك ثانية؟
-نعم. في قمتي جبلين بينهما
صدى عال وهاوية... أراك
-وكيف نقفز فوق هاوية
ولسنا طائرين؟
-إذن نغني:
من يرانا لا نراه
ومن نراه لا يرانا
-ثم ماذا؟
-لا نغني
-ثم ماذا؟
-ثم تسألني وأسأل:
كم تبقى من طريقك؟
-كله
-هل كله يكفي لكي يصل المسافر؟
-لا. ولكني أرى نسراً خرافياً
يحلق فوقنا... وعلى ارتفاع منخفض!

هدايه
16-07-2009, 09:25 PM
عندما يبتعد (http://www.mnsr.ws/?p=55)

محمود درويش - فلسطين

للعدوّ الذي يشرب الشاي في كوخنا فرسٌ في الدخان.
وبنتٌ لها حاجبان كثيفان.
عينان بنّيتان.
وشعرٌ طويلٌ كليل الأغاني على الكتفين.
وصورتها لا تفارقه كلّما جاءنا يطلب الشاي.
لكنّه لا يحدّثنا عن مشاغلها في المساء،
وعن فرسٍ تركته الأغاني على قمّة التلّ...
... في كوخنا يستريح العدوّ من البندقيّة،
يتركها فوق كرسيّ جدّي.
ويأكل من خبزنا مثلما يفعل الضيف.
يغفو قليلاً على مقعد الخيزران.
ويحنو على فرو قطّتنا.
ويقول لنا دائمًا:
لا تلوموا الضحيّة!
نسأله: من هي ؟
فيقول: دمٌ لا يجفّفه الليل.../
... تلمع أزرار سترته عندما يبتعد
عم مساءً! وسلّم على بئرنا
وعلى جهة التين. وامش الهوينى على
ظلّنا في حقول الشعير. وسلّم على سرونا
في الأعالي. ولا تنس بوّابة البيت مفتوحةً
في الليالي. ولا تنس خوف الحصان من الطائرات،
وسلّم علينا، هناك إذا اتّسع الوقت.../
هذا الكلام الذي كان في ودّنا
أن نقول على الباب... يسمعه جيّدًا
جيّدًا، ويخبّئه في السّعال السريع
ويلقي به جانبًا.
فلماذا يزور الضحيّة كلّ مساءٍ ؟
ويحفظ أمثالنا مثلنا،
ويعيد أناشيدنا ذاتها،
عن مواعيدنا ذاتها في المكان المقدّس ؟
لولا المسدس
لاختلط الناي في الناي ...
... لن تنتهي الحرب ما دامت الأرض فينا تدور على نفسها!
فلنكن طيّبين إذًا. كان يسألنا أن نكون هنا طيّبين.
ويقرأ شعرًا لطيّار (ييتس):
أنا لا أحبّ الذين أدافع عنهم،
كما أنني لا أعادي الذين أحاربهم...
ثم يخرج من كوخنا الخشبيّ،
ويمشي ثمانين مترًا إلى
بيتنا الحجريّ هناك على طرف السّهل.../
سلّم على بيتنا يا غريب.
فناجين قهوتنا لا تزال على حالها.
هل تشمّ أصابعنا فوقها ؟
هل تقول لبنتك ذات الجديلة والحاجبين الكثيفين إنّ لها صاحبًا غائبًا،
يتمنّى زيارتها، لا لشيءٍ...
ولكن ليدخل مرآتها ويرى سرّه:
كيف كانت تتابع من بعده عمره
بدلاً منه؟ سلّم عليها
إذا اتّسع الوقت...
هذا الكلام الذي كان في ودّنا
أن نقول له، كان يسمعه جيّدًا جيّدًا،
ويخبّئه في سعالٍ سريع،
ويلقى به جانبًا، ثم تلمع
أزرار سترته، عندما يبتعد...

هدايه
16-07-2009, 09:26 PM
يطير الحمام .. يحطُّ الحمام
محمود درويش - فلسطين

يطير الحمام
يحطّ الحمام

أعدّي لي الأرض كي أستريح

فإني أحبّك حتى التعب

صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساء ذهب

ونحن لنا حين يدخل ظلٌّ إلى ظلّه في الرخام

وأشبه نفسي حين أعلّق نفسي على عنقٍ

لا تعانق غير الغمام

وأنت الهواء الذي يتعرّى أمامي كدمع العنب

وأنت بداية عائلة الموج حين تشبّث بالبرّ حين اغترب

وإني أحبّك، أنت بداية روحي، وأنت الختام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده

أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده

وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه

وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه

وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي

وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده

فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ

ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده

ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام

يطير الحمام

يحطّ الحمام

رأيت على البحر إبريل

قلت: نسيت انتباه يديك

نسيت التراتيل فوق جروحي

فكم مرّةً تستطيعين أن تولدي في منامي

وكم مرّةً تستطيعين أن تقتليني لأصرخ

إني أحبّك كي تستريحي

أناديك قبل الكلام أطير بخصرك قبل وصولي إليك

فكم مرّةً تستطيعين أن تضعي في مناقير هذا الحمام

عناوين روحي

وأن تختفي كالمدى في السفوح

لأدرك أنّك بابل، مصر، وشام

يطير الحمام يحطّ الحمام

إلى أين تأخذني يا حبيبي من والديّ

ومن شجري، من سريري الصغير ومن ضجري،

من مراياي من قمري، من خزانة عمري

ومن سهري، من ثيابي ومن خفري

إلى أين تأخذني يا حبيبي

إلى أين تشعل في أذنيّ البراري

تحمّلني موجتين وتكسر ضلعين، تشربني ثم توقدني،

ثم تتركني في طريق الهواء إليك

حرامٌ... حرام

يطير الحمام يحطّ الحمام

- لأني أحبك، خاصرتي نازفه

وأركض من وجعي في ليالٍ يوسّعها الخوف مما أخاف

تعالى كثيرًا، وغيبي قليلاً تعالى قليلاً، وغيبي كثيرًا

تعالى تعالى ولا تقفي، آه من خطوةٍ واقفه

أحبّك إذ أشتهيك أحبّك إذ أشتهيك وأحضن هذا الشعاع المطوّق بالنحل والوردة الخاطفه

أحبك يا لعنة العاطفه

أخاف على القلب منك، أخاف على شهوتي أن تصل

أحبّك إذ أشتهيك

أحبك يا جسدًا يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتمل

أحبك إذ أشتهيك أطوّع روحي على هيئة القدمين

- على هيئة الجنّتين أحكّ جروحي بأطراف صمتك.. والعاصفه

أموت، ليجلس فوق يديك الكلام

يطير الحمام يحطّ الحمام

لأني أحبّك (يجرحني الماء) والطرقات إلى البحر تجرحني

والفراشة تجرحني وأذان النهار على ضوء زنديك يجرحني

يا حبيبي، أناديك طيلة نومي، أخاف انتباه الكلام

أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيّ تبكي

لأني أحبّك يجرحني الظلّ تحت المصابيح، يجرحني طائرٌ في السماء البعيدة،

عطر البنفسج يجرحني أوّل البحر يجرحني آخر البحر يجرحني

ليتني لا أحبّك

يا ليتني لا أحبّ ليشفى الرخام

يطير الحمام يحطّ الحمام

- أراك، فأنجو من الموت.

جسمك مرفأ

بعشر زنابق بيضاء، عشر أنامل تمضي السماء

إلى أزرقٍ ضاع منها

وأمسك هذا البهاء الرخاميّ، أمسك رائحةً للحليب المخبّأ

في خوختين على مرمر

ثم أعبد من يمنح البرّ والبحر ملجأ على ضفّة الملح والعسل الأوّلين

سأشرب خرّوب ليلك ثم أنام على حنطةٍ تكسر الحقل، تكسر حتى الشهيق فيصدأ

أراك، فأنجو من الموت. جسمك مرفأ

فكيف تشرّدني الأرض في الأرض

كيف ينام المنام

يطير الحمام يحطّ الحمام

حبيبي، أخاف سكوت يديك فحكّ دمي كي تنام الفرس

حبيبي، تطير إناث الطيور إليك فخذني أنا زوجةً أو نفس

حبيبي، سأبقي ليكبر فستق صدري لديك ويجتثّني من خطاك الحرس

حبيبي، سأبكي عليك عليك عليك لأنك سطح سمائي وجسمي أرضك في الأرض

جسمي مقام

يطير الحمام يحطّ الحمام

رأيت على الجسر أندلس الحبّ والحاسّة السادسه

على وردة يابسه أعاد لها قلبها وقال: يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّها

ونام القمر على خاتم ينكسر وطار الحمام

رأيت على الجسر أندلس الحب والحاسّة السادسه

على دمعةٍ يائسه أعادت له قلبه وقالت

يكلفني الحبّ ما لا أحبّ يكلفني حبّه ونام القمر على خاتم ينكسر

وطار الحمام

وحطّ على الجسر والعاشقين الظلام

يطير الحمام يطير الحمام

هدايه
16-07-2009, 09:28 PM
فراغ فسيح
محمود درويش - فلسطين

فراغ فسيح. نحاس. عصافير حنطيَّة
اللون. صفصافَة. كَسَل. أفق مهْمَل
كالحكايا الكبيرة. أَرض مجعَّدة الوجه.
صَيْف كثير التثاؤب كالكلب في ظلِّ
زيتونة يابس . عرَق في الحجارة.
شمس عمودية. لا حياة ولا موت
حول المكان . جفاف كرائحة الضوء في القمح
لا ماء في البئر و القلب .
لا حبَّ في عَمَل الحبِّ... كالواجب الوطنيِّ
هو الحبّ. صحراء غير سياحيَّةٍ، غير
مرئيَّةٍ خلف هذا الجفاف. جفاف
كحرية السجناء بتنظيف أعلامهم من
براز الطيور. جفاف كحقِّ النساء
بطاعة أزواجهنَّ وهجر المضاجع. لا
عشب أَخضر، لا عشب أَصفر. لا
لون في مَرَض اللون. كلّ الجهات
رمادٌية
لا انتظارٌ إذاً
للبرابرة القادمين إلينا
غداة احتفالاتنا بالوطنْ

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:08 PM
يلاااااا وينكم شو ما بدكم تكملو للمليوووون يلا وصلنا للــ ( 280 (http://esawiah.com/vb/showpost.php?p=494684&postcount=280) ) ــ يلا بدنا نوصل للمليووووووووووووون
ورجوني الهمة يا أحلا أعضاء

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:11 PM
يا رب أشكو اليك بلائى وانت من أبليتنى

يا رب أشكو اليك ضعفى وقلة حيلتى

يا رب أشكو اليك عدو ملكتة امري

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على

الناس يا أرحم الراحمين أنت ربُّ المستضعفين وانت ربّي إلى من تكلني، إلى بعيد يتجهَّمني أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علىِّ غضبُُ فلا أبالي، ولكنَّ عافَيَتَك أوسعُ لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخر ه من أن تُنزل بي غضبك أو يَحِلَّ علىَّ سخطُك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك

http://www.w6w.com/album/264/w6w200604290142582aca7521.JPG

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:12 PM
قويني ياااااااااااا رب

http://www.youtube.com/watch?v=eRYIzCfW_NQ&feature=related (http://www.youtube.com/watch?v=eRYIzCfW_NQ&feature=related)

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:16 PM
سبحان الخالق
/
/

http://photo.bdr130.net/files/file/photo/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D9%87.jpg

http://photo.bdr130.net/files/file/photo/%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%B9%D8%A9.jpg
http://www.mzaeen.com/gallery/data/media/2/bb41.jpg

http://www.sunna.info/souwar/data/media/45/www_sunna-info-110.jpg

صدى الكتمان
16-01-2010, 06:16 PM
*!\من أقوال العظماء/!*

عندما تكون على حق تستطيع أن تتحكم في أعصابك أما إذا كنت مخطئاً فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيك... غاندي

تحياتي

!صدى الكتمان!

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:18 PM
سبحان الله والحمد لله والله أكبر ولا إله إلا الله
ولا حول ولا قوة إلا بالله
.....

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:21 PM
جزر الساندوتش

جزر الساندويتش كما كانت تسمى قديما ...

هاواي هي ولاية أمريكية على شكل أرخبيل من الجزر في المحيط الهادي تبلغ مساحته 166,642 كم.

هنولولو هي العاصمة وأكبر المدن، تتكون هاواي من 19 جزيرة رئيسية.

تعتبر ولاية هاواي الوحيدة التي لا ليس لها أراضي تابعة لأي قارة وهي الوحيدة التي تزداد

مساحتها باستمرار بسبب النشاط البركاني وتدفق الحمم البركانية

هاواي عاصمة الأنواع المهددة بالانقراض في العالم .

تتكون هاواي من (23 ) جزيرة ، أكبرها جزر هاواي، وماوى وأواهو وبها العاصمة ،

ومالاكاس ، ولانا ،]ونيهاو ، وكاهولاوي وأرضها عبارة عن قمم سلاسل جبلية بركانية

غارقة ، أقدمها الطرف الغربي من[هذه المجموعة الجزيرية ، تكثر بها البراكين، ترتفع

بعض قممها إلي أكثر من 13 ألف قدم في جزيرة

هاواى ، حيث قمة ماونالوا ، وهي قمة بركانية يتجدد ثوران بركانها .

المناخ

مدارى جزري إلا أنه يختلف بين منطقة وأخرى حسب الموقع ونظام التضاريس واتجاه

الرياح، والأمطار وفيرة وتسقط معظم أيام السنة

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:23 PM
من صور هاواي







http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east32.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east7.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east5.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east11.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-food32.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east82.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-night2.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-dawn2.jpg

http://travelgrotto.com/images/Travelogue/Islands/oahu/hon-east42.jpg

همسة الاحساس
16-01-2010, 06:25 PM
* نزار قباني*


أشهد أن لا أمرأه إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

أتقنت اللعبة إلا أنت

واحتملت حماقتي

عشرة أعوام كما احتملت

واصطبرت على جنوني مثلما صبرت

وقلمت أظافري

ورتبت دفاتري

وأدخلتني روضة الأطفال

إلا أنت ..

2

أشهد أن لا امرأة ً

تشبهني كصورة زيتية

في الفكر والسلوك إلا أنت

والعقل والجنون إلا أنت

والملل السريع

والتعلق السريع

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد أخذت من اهتمامي

نصف ما أخذت

واستعمرتني مثلما فعلت

وحررتني مثلما فعلت

3

أشهد أن لا امرأة ً

تعاملت معي كطفل عمره شهران

إلا أنت ..

وقدمت لي لبن العصفور

والأزهار والألعاب

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

كانت معي كريمة كالبحر

راقية كالشعر

ودللتني مثلما فعلت

وأفسدتني مثلما فعلت

أشهد أن لا امرأة

قد جعلت طفولتي

تمتد للخمسين .. إلا أنت

4

أشهد أن لا امرأة ً

تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت

وإن في سرتها

مركز هذا الكون

أشهد أن لا امرأة ً

تتبعها الأشجار عندما تسير

إلا أنت ..

ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي

إلا أنت ..

وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة

وحرضت رجولتي علي

إلا أنت ..

5

أشهد أن لا امرأة ً

توقف الزمان عند نهدها الأيمن

إلا أنت ..

وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر

إلا أنت ..

أشهد أن لا امرأة ً

قد غيرت شرائع العالم إلا أنت

وغيرت

خريطة الحلال والحرام

إلا أنت ..

6

أشهد أن لا امرأة ً

تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال

تحرقني .. تغرقني

تشعلني .. تطفئني

تكسرني نصفين كالهلال

أشهد أن لا امرأة ً

تحتل نفسي أطول احتلال

وأسعد احتلال

تزرعني

وردا دمشقيا

ونعناعا

وبرتقال

يا امرأة

اترك تحت شعرها أسئلتي

ولم تجب يوما على سؤال

يا امرأة هي اللغات كلها

لكنها

تلمس بالذهن ولا تقال

7

أيتها البحرية العينين

والشمعية اليدين

والرائعة الحضور

أيتها البيضاء كالفضة

والملساء كالبلور

أشهد أن لا امرأة ً

على محيط خصرها . .تجتمع العصور

وألف ألف كوكب يدور

أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي

على ذراعيها تربى أول الذكور

وآخر الذكور

8

أيتها اللماحة الشفافة

العادلة الجميلة

أيتها الشهية البهية

الدائمة الطفوله

أشهد أن لا امرأة ً

تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت

وكسرت أصنامهم

وبددت أوهامهم

وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت

أشهد أن لا امرأة

إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة

واعتبرت حبي لها

خلاصة الفضيله

9

أشهد أن لا امرأة ً

جاءت تماما مثلما انتظرت

وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت

وجاء شكل نهدها

مطابقا لكل ما خططت أو رسمت

أشهد أن لا امرأة ً

تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت

تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت

يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها

لكنها برغم شعري كله

قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10

أشهد أن لا امرأة ً

مارست الحب معي بمنتهى الحضاره

وأخرجتني من غبار العالم الثالث

إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً

قبلك حلت عقدي

وثقفت لي جسدي

وحاورته مثلما تحاور القيثاره

أشهد أن لا امرأة ً

إلا أنت ..

إلا أنت ..

إلا أنت ..

بنت الاسلام
16-01-2010, 06:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قال الشافعى رحمه الله :
الخير فى خمسه .........
غنى النفس ؛وكف الاذى ؛وكسب الحلال؛ والتقوى ؛والثقه بالله
لا الله الا الله
همسه بارك الله بك وعمر قلبك بالايمان

المظلوم
16-01-2010, 09:19 PM
من خان لأجلك يخونك ...

مع تحيات المظلوم ..
والله يعطيكي العافيه اختي همسة

المظلوم
16-01-2010, 09:21 PM
لا تجعل مصيرك معلقا بين يدين اي شخص بل يجب ان يكون مصيرك بيدك وحدك

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
16-01-2010, 09:23 PM
كن مظلوم احسن من ان تكون ظالم ..

مع تحيات المظلوم ..

ريّانه
16-01-2010, 11:02 PM
بالتوفيق همسه ..

لا تنسَ أبداً ذكر الله ..
لا إله إلا الله محمد رسول الله ..

همسة الاحساس
17-01-2010, 03:14 PM
مشكوووورين يا أحلا أعضاء على التفاعل
بس هيك ما بمشي الحاااال
يلا بدنا تفاعل أكبر
بدنا نوصل للمليووووووووون

همسة الاحساس
17-01-2010, 03:19 PM
وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ

السرطان


قال رسول الله: " ان الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داء دواء فتداووا ولاتداووا بالمحرم ".
وقال ايضا " لكل داء دواء فإذا اصيب دواء الداء برأ بإذن الله عز وجل

ما هو السرطان؟


تحتوي نواة كل خلية في جسم الإنسان على مورثات تشرف و تسيطر على وظائف هذه الخلية و عملها و غذائها و انقسامها و موتها ، و لكل خلية نمط معين من الحياة تحدده مجموعة من المورثات الخاصة تشرف على عملية الانقسام أو شيخوخة و موت الخلية و تدعى مجموعة هذه المورثات بمورثات الموت المبرمج .
و تضبط هذه المورثات عمل مورثتين مسؤولتين إما عن الانقسام و التكاثر أو عن إيقاف ولجم هذا التكاثر .
المورثة الورمية التي تنشط النمو و التكاثر و الانقسام
المورثة الكابحة للورم و هي المورثة التي تقي من حدوث الورم و تعمل مجموعة هذه المورثات بشكل منتظم و متوافق بشكل يضمن سلامة ووظيفة النسج والخلايا ومن برنامج محدد لكل نسيج فمثلاً تشرف هذه المورثات على نسيج بطانة الرحم ليتبدل كل 28 يوم كما أن النسيج يفترض ألا يتجدد بعد الولادة لذلك نجد أن المورثة الورمية متوقفة عن العمل فيه
هذه الأمور تحدث في حال سلامة و انتظام عمل المورثات لكن ماذا يحدث لو تعرض عمل هذه المورثات لخلل بحيث زاد عمل المورثة الورمية أو تعطل عمل المورثة الكابحة ؟
الجواب سيكون هو حدوث الورم .
فالورم هو تكاثر عشوائي و غير مضبوط للخلايا بحيث تفقد الخلية قدرتها على الموت فتنقسم في جميع الاتجاهات دون وجود من يلجمها أو يقيد تكاثرها . و لكن هذا الورم الناشئ ليس بالضرورة أن يكون خبيثاً فيلزمه بعض التغيرات في بنية الخلية حتى يتحول إلى ورم خبيث و يكون هذا الورم الخبيث في بدايته متواضعا في مكانه ، ومع مرور الوقت و حسب شدة خباثته يبدأ بالانتشار و التوسع و الانتقال إلى مناطق بعيدة معطياً النقائل الورمية التي حين وجودها يعني التقدم في مرحلة الورم و صعوبة و تعقيد بالعلاج .
فالسرطان إذاً لا يبدأ دفعة واحدة إنما هناك عدة مراحل يمر بها و هذه المراحل تحتاج إلى زمن قد يمتد لسنوات ، و السرطان إذاً هو داء يصيب مورثات الخلية فيؤدي إلى تكاثرها و هذا لا يعني انه داء وراثي بالضرورة .

سفير الأقصى
19-01-2010, 02:42 PM
الصداقة الحقيقية هي التي يشترك فيها القلب والعقل والضمير


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
19-01-2010, 02:42 PM
متى أصبح صديقك بمنزلة نفسك فقل : عرفت الصداقة



تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
19-01-2010, 02:43 PM
جميل أن يكون لك قلب أنت صاحبه ولكن الأجمل أن يكون لك صاحب أنت قلبه


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
19-01-2010, 02:44 PM
يقول لي أبي دائما : إن متّ وكان لديك 5 أصدقاء فقد عشت حياةً جميلة



تحياتي : سفير الأقصى

همسة الاحساس
19-01-2010, 02:57 PM
مشكوووووور خيو على التفاااااااااااعل
...........................

المظلوم
19-01-2010, 03:09 PM
لا تؤمن لفتاة دخل قلبها شخص غيرك ابدا ..

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:18 PM
ان تخطئ مره لاتعنى انك انسان سئ ولكن مايجعلك سئ هو الاستمرار على ذلك الخطأ

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:19 PM
حكمة اليوم
اذا لم تكن ملحا تصلح فلا تكن ذبابا تفسد علي بن ابي طالب

مع تحيات المظلوم

المظلوم
19-01-2010, 03:20 PM
نصيحه اليوم
النسيان نعمه من عند الله .. فحاول نسيان ماقد يعيقك عن التقدم بحياتك

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:21 PM
نصيحه اليوم

لا تتكلم وأنت غاضب فستقول أعظم حديث تندم عليه طوال حياتك


مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:22 PM
عيوب الناس نحفرها على النحاس، أما فضائلهم فنكتبها على الماء

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:23 PM
لايهمك السير ببطء طالما انك لاتتوقف عن السير كونفوشيوس

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 03:24 PM
حكمة اليوم
ليس من الصعب أن تُضحِّي من أجل صديق .. ولكن من الصعب أن تجد الصديق الذي يستحق التضحية

مع تحيات المظلوم ..

المظلوم
19-01-2010, 04:14 PM
سيدة شابة كانت تنتظر طائرتها فى مطار دولى كبير


ولأنها كانت ستنتظر كثيرا – إشترت كتابا ً لتقرأ فيه وإشترت أيضا علبة بسكويت

بدأت تقرأ كتابها أثناء إنتظارها للطائرة



كان يجلس بجانبها رجل يقرأ فى كتابه



عندما بدأت فى قضم أول قطعة بسكويت التى كانت موضوعة على الكرسى بينها وبين الرجل

فوجئت بأن الرجل بدأ فى قضم قطعة بسكويت من نفس العلبة التى كانت هى تأكل منها

بدأت هى بعصبية تفكر أن تلكمه لكمة فى وجهه لقلة ذوقه



كل قضمة كانت تأكلها هى من علبة البسكويت كان الرجل يأكل قضمة أيضا ً

زادت عصبيتها لكنها كتمت فى نفسها

عندما بقى فى كيس البسكويت قطعة واحدة فقط نظرت إليها وقالت فى نفسها

"ماذا سيفعل هذا الرجل قليل الذوق الآن"

لدهشتها قسم الرجل القطعة إلى نصفين ثم أكل النصف وترك لها النصف



قالت فى نفسها "هذا لا يحتمل"

كظمت غيظها أخذت كتابها وبدأت بالصعود إلى الطائرة




عندما جلست فى مقعدها بالطائرة فتحت حقيبتها لتأخذ نظارتها

وفوجئت بوجود علبة البسكويت الخاصة بها كما هى مغلفة بالحقيبة !!



صـُدمت وشعرت بالخجل الشديد

أدركت فقط الآن بأن علبتها كانت فى شنطتها

وأنها كانت تأكل مع الرجل من علبته هو !!

أدركت متأخرة بأن الرجل كان كريما ً جدا ً معها

وقاسمها فى علبة البسكويت الخاصة به بدون أن يتذمر أو يشتكى !!

وإزداد شعورها بالعار والخجل

أثناء شعورها بالخجل لم تجد وقت أو كلمات مناسبة

لتعتذر للرجل عما حدث من قله ذوقها !


هناك دائما ً 4 أشياء لا يمكن إصلاحها


1) لا يمكنك إسترجاع الحجر بعد إلقائه


2) لا يمكنك إسترجاع الكلمات بعد نطقها


3) لا يمكن إسترجاع الفرصة بعد ضياعها


4) لا يمكن إسترجاع الشباب أو الوقت بعد أن يمضى

--------------------
منقــــــــــووول

نع تحيات المظلوم ..

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:33 AM
غسان كنفاني...رجال تحت الشمس


*!|!*غسان كفاني*!|!*

ولد في عكا في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش طفولته في - يافا التي اضطر للنزوح عنها كما نزح الآلاف بعد نكبة 1948، وأثر مجزرة دير ياسين التي وقعت في عيد ميلاده الثاني عشر، والتي جعلته ينقطع عن الاحتفال بـ " عيده " منذ ذلك التاريخ.
عاش لفترة قصيرة في جنوب لبنان ثم انتقل مع عائلته إلى دمشق حيث عمل منذ شبابه المبكر في النضال الوطني ، وبدأ حياته العملية معلماً للتربية الفنية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين ( الأنروا ). انتقل إلى الكويت عام 1956 حيث عمل مدرساً للرسم والرياضة في مدارسها الرسمية. وفي هذه الأثناء عمل في الصحافة وظهرت بدايات إنتاجه الأدبي.

أقام في بيروت منذ 1960 ، وعمل محرراً أدبياً لجريدة " الحرية " الأسبوعية ، ثم أصبح عام 1963 رئيسا لتحرير جريدة " المحرر " كما عمل في " الأنوار " و" الحوادث " حتى عام 1969 ليؤسس بعد ذلك صحيفة " الهدف " التي بقي رئيساً لتحريرها حتى يوم استشهاده في 8 تموز / يوليو 1972 بعد انفجار لغم في سيارته حيث قتل ومعه ابنة شقيقته " لميس نجم " وعمرها 17 عاماً .

يتناول غسان كنفاني في كتاباته معاناة الشعب الفلسطيني في أكثر تجلياتها تعبيراً. " وهو يمثل نموذجاً خاصاً للكاتب السياسي والروائي والقاص والناقد.. " ، رواية رجال في الشمس، أعدت للسينما وحصل الفيلم على عدد من الجوائز في مهرجانات متعددة.

نقلت أعماله إلى ست عشرة لغة، ونشرت في عشرين بلداً. ومن *مؤلفاته:
- موت سرير رقم 12 ( قصص ) 1961.
- أرض البرتقال الحزين ( قصص ) 1963
- رجال في الشمس ( رواية ) 1963
- عالم ليس لنا ( قصص ) 1965
- ما تبقى لكم ( رواية)1966
- القبعة والنبي ( مسرحية ) 1967
- العاشق ( رواية غير كاملة ) بدأ كتابتها عام 1966
- برقون نيسان ( رواية غير كاملة ) 71 - 72
بالإضافة إلى مجموعة من الدراسات والمقالات السياسية والفكرية والنقدية.

حصل على جائزة " أصدقاء الكتاب في لبنان " لأفضل رواية عن روايته " ما تبقى لكم " عام 1966 ، كما نال جائزة منظمة الصحافيين العالمية ( . I.o.j ) عام 1974، ونال جائزة " اللوتس التي يمنحها اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عام 1975.

فيما يلي روايته الشهيرة " رجال تحت الشمس "
الرواية مؤلفة من الفصول التالية :
أبو قيس

أسعد

مروان

الصفقة

الطريق

الشمس والظل

القبر

يـــــــــــتـــــــــبع
>
<

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:35 AM
أبو قيس


أراح أبو قيس صدره فوق التراب الندي، فبدأت الأرض تخفق من تحته: ضربات قلب متعب تطوف في ذرات الرمل مرتجة ثم تعبر إلى خلاياه... في كل مرة يرمي بصدره فوق التراب يحس ذلك الوجيب كأنما قلب الأرض ما زال ، منذ أن استلقى هناك أول مرة، يشق طريقاً قاسياً إلى النور قادماً من أعمق أعماق الجحيم، حين قال ذلك مرة لجاره الذي كان يشاطره الحقل، هناك، في الأرض التي تركها منذ عشر سنوات، أجابه ساخراً:
"هذا صوت قلبك أنت تسمعه حين تلصق صدرك بالأرض "، أي هراء خبيث! والرائحة إذن؟ تلك التي إذا تنشقها ماجت في جبينه ثم انهالت مهومة في عروقه؟. كلما تنفس رائحة الأرض وهو مستلق فوقها خيل إليه أنه يتنسم شعر زوجه حين تخرج من الحمام وقد اغتسلت بالماء البارد.. الرائحة إياها، رائحة امرأة اغتسلت بالماء البارد وفرشت شعرها فوق وجهه وهو لم يزل رطيباً .. الخفقان ذاته: كأنك تحمل بين كفيك الحانيتين عصفورا صغيراً.. الأرض الندية - فكر- هي لا شك بقايا من مطر أمس.. كلا، أمس لم تمطر! لا يمكن أن تمطر السماء الآن إلا قيظاً وغباراً ! أنسيت أين أنت؟ أنسيت؟
دور جسده واستلقى على ظهره حاضنا رأسه بكفيه وأخذ يتطلع إلى السماء: كانت بيضاء متوهجة، وكان ثمة طائر أسود يحلق عالياً وحيدا على غير هدى، ليس يدري لماذا امتلأ، فجأة بشعور آسن من الغربة، وحسب لوهلة أنه على وشك أن يبكي.. كلا، لم تمطر أمس، نحن في آب الآن.. أنسيت؟ كل تلك الطريق المنسابة في الخلاء كأنها الأبد الأسود.. أنسيتها؟ ما زال الطائر يحوم وحيدا مثل نقطة سوداء في ذلك الوهج المترامي فوقه.. نحن في آب ! إذن لماذا هذه الرطوبة في الأرض؟ إنه الشهد ! ألست تراه يترامى على مد البصر إلى جانبك ؟

- " وحين يلتقي النهران الكبيران: دجلة والفرات، يشكلان نهرا واحدا اسمه شط العرب يمتد من قبل البصرة بقليل إلى...

الأستاذ سليم، العجوز النحيل الأشيب، قال ذلك عشر مرات بصوته الرفيع لطفل صغير كان يقف إلى جانب اللوح الأسود، وكان هو ماراً حينذاك حذاء المدرسة في قريته.. فارتقى حجراً وأخذ يتلصص من الشباك: كان الأستاذ سليم واقفاً أمام التلميذ الصغير وكان يصبح بأعلى صوته وهو يهز عصاه الرفيعة:
- ".. وحين يلتقي النهران الكبيران: دجلة والفرات.. "

وكان الصغير يرتجف هلما فيما سرت ضحكات بقية الأطفال في الصف.. مد يده ونقر طفلا على رأسه فرفع الطفل نظره إليه وهو يتلصص من الشباك:
-"... ماذا حدث؟

ضحك الطفل وأجاب هامساً:
- " تيس !"

عاد، فنزل عن الحجر وأكمل طريقه وصوت الأستاذ سليم ما زال يلاحقه وهو يكرر:
- " وحين يلتقي النهران الكبيران... "

في تلك الليلة شاهد الأستاذ سليم جالساً في ديوانية المختار يقرقر بنرجيلته : كان قد أرسل لقريتهم في يافا كي يعلم الصبية، وكان قد أمضى شطراً طويلاً من حياته في التعليم حتى صارت كلمة أستاذ جزءاً لا يتجزأ من اسمه، وفي الديوانية سأله أحدهم، تلك الليلة:
- ".. وسوف تؤم الناس يوم الجمعة.. أليس كذلك؟ "

وأجاب الأستاذ سليم ببساطة:
- " كلا، إنني أستاذ ولست إماماً... "

قال له المختار:
- " وما الفرق؟ لقد كان أستاذنا إماماً.. "
- " كان أستاذ كتاب، أنا أستاذ مدرسة.. "

وعاد المختار يلح:
- " وما الفرق؟."

لم يجب الأستاذ سليم بل دور بصره من وراء نظارتيه فوق الوجوه، كأنه يستغيث بواحد من الجالسين، إلا أن الجميع كانوا مشوشين حول هذا الموضوع مثل المختار..
بعد فترة صمت طويلة تنحنح الأستاذ سليم وقال بصوت هاديء:
- " طيب، أنا لا أعرف كيف أصلي.. "
- " لا تعرف؟ "

زأر الجميع، فأكد الأستاذ سليم محدداً:
- " لا أعرف ! "

تبادل الجلوس نظرات الاستغراب ثم ثبتوا أبصارهم في وجه المختار الذي شعر بأن عليه أن يقول شيئاً، فاندفع دون أن يفكر:
- ".. وماذا تعرف إذن؟ "

وكأن الأستاذ سليم كان يتوقع مثل هذا السؤال، إذ أنه أجاب بسرعة وهو ينهض:
- " أشياء كثيرة.. إنني أجيد إطلاق الرصاص مثلا.. "

وصل إلى الباب فالتفت، كان وجهه النحيل يرتجف:
- " إذا هاجموكم أيقظوني، قد أكون ذا نفع.. "

***

ها هو إذن الشط الذي تحدث عنه الأستاذ سليم قبل عشر سنوات ! ها هو ذا يرتمي على بعد آلاف من الأميال والأيام عن قريته وعن مدرسة الأستاذ سليم.. يا رحمة الله عليك يا أستاذ سليم !.. يا رحمة الله عليك ! لا شك أنك ذا حظوة عند الله حين جعلك تموت قبل ليلة واحدة من سقوط القرية المسكينة في أيدي اليهود.. ليلة واحدة فقط.. يا الله ! أتوجد ثمة نعمة إلهية أكبر من هذه؟.. صحيح أن الرجال كانوا في شغل عن دفنك وعن إكرام موتك.. ولكنك على أي حال بقيت هناك.. بقيت هناك ! وفرت على نفسك الذل والمسكنة وأنقذت شيخوختك من العار .. يا رحمة الله عليك يا أستاذ سليم .. ترى لو عشت، لو أغرقك الفقر كما أغرقني.. أكنت تفعل ما أفعل الآن؟ أكنت تقبل أن تحمل سنيك كلها على كتفيك وتهرب عبر الصحراء إلى الكويت كي " تجد لقمة خبز؟

نهض، واستند إلى الأرض بكوعيه وعاد ينظر إلى النهر الكبير كأنه لم يره قبل ذلك. إذن هذا هو شط العرب: " نهر كبير تسير فيه البواخر محملة بالتمر والقش كأنه شارع في وسط البلد تسير فيه السيارات.. " هكذا صاح ابنه، قيس، بسرعة حين سألة تلك الليلة:
- " ما هو شط العرب؟ "

كان يقصد أن يمتحنه، إلا أن قيس صاح الجواب بسرعة، وأردف قائلا:
- ".. لقد رأيتك تطل من شباك الصف اليوم.. "

التفت إلى زوجه فضحكت، أحس بشيء من الخجل، وقال ببطء:
- " إنني أعرف ذلك من قبل.. "
- " كلا، لم تكن تعرفه.. عرفته اليوم وأنت تطل من الشباك.. "
- " طيب ! وماذا يهمني أن أعرف ذلك أو أن لا أعرفه، هل ستقوم القيامة؟ "

رمقته زوجته من طرف عينيها ثم قالت:
- " اذهب والعب يا قيس في الغرفة الأخرى... "

وحين صفق الباب خلفه قالت لزوجها:
- " لا تحكي أمامه بهذا الشكل، الولد مبسوط لأنه يعرف ذلك، لماذا تخيب أمله؟ "

قام واقترب منها ثم وضع كفه على بطنها وهمس:
- " متى ؟ "
-" بعد سبعة أشهر "
- " أوف !"
- " نريد بنتا هذه المرة.. "
- " كلا ! نريد صبياً ! صبياً ! "

***

ولكنها أنجبت بنتاً سماها "حسنا " ماتت بعد شهرين من ولادتها وقال الطبيب مشمئزاً: " لقد كانت نحيلة للغاية ! "
كان ذلك بعد شهر من تركه قريته ، في بيت عتيق يقع في قرية أخرى بعيدة عن خط القتال :
- " يا أبا قيس، أحس بأنني سألد ! "
- " طيب، طيب، اهدئي "

وقال في ذات نفسه :
وربما نبني غرفة في مكان ما ..
- " بودي لو تلد المرأة بعد مئة شهر من الحمل ! أهذا وقت ولادة ؟ "
- " يا إلهي ! "
- " ماذا؟ "
- " سألد "
- " أأنادي شخصاً ؟ "
- " أم عمر"
- " أين أجدها الآن؟ "
- " ناولني هذه الوسادة.."
- " أين أجد أم عمر؟ "
- " يا إلهي.. ارفعني قليلا، دعني أتكىء على الحائط.. "
- " لا تتحركي كثيراً، دعيني أنادي أم عمر.. "
- " أسرع... أسرع.. يا رب الكون ! "

هرول إلى الخارج، وحين صفق وراءه الباب سمع صوت الوليد، فعاد وألصق أذنه فوق خشب الباب..
صوت الشط يهدر، والبحارة يتصايحون، والسماء تتوهج والطائر الأسود ما زال يحوم على غير هدى.
قام ونفض التراب عن ملابسه ووقف يحدق إلى النهر..
أحس، أكثر من أي وقت مضى، بأنه غريب وصغير، مرر كفه فوق ذقنه الخشنة ونفض عن رأسه كل الأفكار التي تجمعت كجيوش زاحمة من النمل.
وراء هذا الشط، وراءه فقط ، توجد كل الأشياء التي حرمها.

هناك توجد الكويت.. الشيء الذي لم يعش في ذهنه إلا مثل الحلم والتصور يوجد هناك.. لا بد أنها شيء موجود، من حجر وتراب وماء وسماء، وليست مثلما تهوم في رأسه المكدود.. لا بد أن ثمة أزقة وشوارع ورجالاً ونساء وصغاراً يركضون بين الأشجار.. لا.. لا.. لا توجد أشجار هلاك.. سعد، صديقه الذي هاجر إلى هناك واشتغل سواقا وعاد بأكياس من النقود قال إنه لا توجد هناك أية شجرة.. الأشجار موجودة في رأسك يا أبا قيس.. في رأسك العجوز التعب يا أبا قيس.. عشر أشجار ذات جذوع معقدة كانت تساقط زيتونا وخيرا كل ربيع.. ليس ثمة أشجار في الكويت، هكذا قال سعد.. ويجب أن تصدق سعدا لأنه يعرف أكثر منك رغم أنه أصغر منك.. كلهم يعرفون أكثر منك.. كلهم. في السنوات - العشر الماضية لم تفعل شيئاً سوى أن تنتظر.. لقد أحتجت إلى عشر سنوات كبيرة جائعة كي تصدق أنك فقدت شجراتك وبيتك وشبابك وقريتك كلها.. في هذه السنوات الطويلة شق الناس طرقهم وأنت مقع ككلب عجوز في بيت حقير.. ماذا تراك كنت تنتظر؟ أن تثقب الثروة سقف بيتك.. بيتك؟ إنه ليس بيتك.. رجل كريم قال لك: أسكن هنا ! هذا كل شيء وبعد عام قال لك أعطني نصف الغرفة، فرفعت أكياسا مرقعة من الخيش بينك وبين الجيران الجدد..

وبقيت مقعيا حتى جاءك سعد وأخذ يهزك مثلما يهز الحليب ليصير زبداً.. "
- " إذا وصلت إلى الشر بوسعك أن تصل إلى الكويت بسهولة، البصرة مليئة بالأدلاء الذين يتولون تهريبك إلى هناك عبر الصحراء.. لماذا لا تذهب؟ "

سمعت زوجته كلام سعد فنقلت بصرها بين وجهيهما وأخذت تهدهد طفلها من جديد.
- " إنها مغامرة غير مأمونة العواقب؟ "
- " غير مأمونة العواقب؟ ها ! ها ! أبو قيس يقول، غير مأمونة العواقب.. ها ها " !

ثم نظر إليها وقال:
- " أسمعت ما يقول زوجك؟ غير مأمونة العواقب ! كأن الحياة شربة لبن ! لماذا

لا يفعل مثلنا ؟ هل هو أحسن؟..
لم ترفع بصرها إليه، وكان هو يرجو أن لا تفعل..
- " أتعجبك هذه الحياة هنا؟ لقد مرت عشر سنوات وأنت تعيش كالشحاذ..

حرام ! ابنك قيس، متى سيعود للمدرسة؟ وغدا سوف يكبر الآخر.. كيف ستنظر إليه وأنت لم... "
- " طيب ! كفى ! "
- لا ! لم يكف ! حرام ! أنت مسؤول الآن عن عائلة كبيرة، لماذا لا تذهب إلى هناك . ما رأيك أنت ؟

زوجته ما زالت صامتة وفكر هو: " غدا سيكبر هو الآخر.. " ولكنه قال:
- " الطريق طويلة، وأنا رجل عجوز ليس بوسعي أن أسير كما سرتم أنتم.. قد أموت .. "

لم يتكلم أحد في الغرفة زوجته ما زالت تهدهد طفلها ، وكف سعد عن الإلحاح ولكن الصوت ! انفجر في رأسه هو :
- " تموت؟ هيه ! من قال أن ذلك ليس أفضل من حياتك الآن ؟ منذ عشر سنوات وأنت تأمل أن تعود إلى شجرات الزيتون العشر التي امتلكتها مرة في قريتك... قريتك ! هيه ! "

عاد فنظر إلى زوجته :
- " وماذا ترين يا أم قيس؟ "

حدقت إليه وهمست:
" كما ترى أنت.. "

" سيكون بوسعنا أن نعلم قيس.. "
- " نعم " ..
- " وقد نشتري عرق زيتون أو اثنين.. "
- " طبعاً ! "
- " وربما نبني غرفة في مكان ما.."
- " أجل "
- " إذا وصلت.. إذا وصلت.."

كف، ونظر قليلا ثم ستنساب دمعة واحدة تكبر رويداً رويداً ثم تنزلق فوق خدها المغضن الأسمر.. حاول أن يقول شيئاً، ولكنه لم يستطع، كانت غصة دامعة تمزق حلقه.. غصة ذاق مثلها تماما حين وصل إلى البصرة وذهب إلى دكان الرجل السمين الذي يعمل في تهريب الناس من البصرة إلى الكويت، وقف أمامه حاملا على كتفيه كل الذل وكل الرجاء اللذين يستطيع رجل عجوز أن يحملهما.. وكان الصمت مطبقاً مطنا حين كرر الرجل السمين صاحب المكتب:
- " إنها رحلة صعبة، أقول لك، ستكلفك خمسة عشر ديناراً ".
- " وهل تضمن أننا سنصل سالمين؟
- " طبعاً ستصل سالماً، ولكن ستتعذب قليلا، أنت تعرف، نحن في آب الآن، الحر شديد والصحراء مكان بلا ظل.. ولكنك ستصل.."

كانت الغصة ما تزال في حلقه، ولكنه أحس أنه إذا ما أجل ذلك الذي سيقوله فلن يكون بوسعه أن يلفظه مرة أخرى:
- " لقد سافرت آلافا من الأميال كي أصل إليك، لقد أرسلني سعد، أتذكره؟ ولكنني لا أملك إلا خمسة عشر ديناراً، ما رأيك أن تأخذ منها عشرة وتترك الباقي لي؟ "

قاطعه الرجل:
- " إننا لا نلعب.. ألم يقل لك صديقك أن السعر محدود هنا؟ إننا نضحي بحياة الدليل من أجلكم.. "
- " ونحن أيضا نضحي بحياتنا.. "
- " إنني لا أجبرك على هذا "
- " عشرة دنانير؟ "
- " خمسة عشر ديناراً.. ألا تسمع؟ "

لم يعد بوسعه أن يكمل، كان الرجل السمين الجالس وراء كرسيه، المتصبب عرقاً، يحدق إليه بعينين واسعتين وتمني هو لو يكف الرجل عن التحديق، ثم أحس بها، ساخنة تملأ مؤقه وعلى وشك أن تسقط.. أراد أن يقول شيئاً لكنه لم يستطع، أحس أن رأسه كله قد امتلأ بالدمع من الداخل فاستدار وانطلق إلى الشارع، هناك بدأت المخلوقات تغيم وراء ستار من الدمع. اتصل أفق النهار بالسماء وصار كل ما حوله مجرد وهج أبيض لا نهائي. عاد، فارتمى ملقيا صدره فوق التراب الندي الذي أخذ يخفق تحته من جديد.. بينما انسابت رائحة الأرض إلى أنفه وانصبت في شرايينه كالطوفان.

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:36 AM
أسعد


وقف أسعد أمام الرجل السمين صاحب المكتب الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت ، ثم انفجر :
- خمسة عشر ديناراً سأدفعها لك ؟ .. لا بأس ولكن بعد أن أصل وليس قبل ذلك قط ..

حدق إليه الرجل من وراء جفنيه السمينين وسأل ببلاهة :
- لماذا ؟
- لماذا ؟ ها ! لأن الدليل الذي سترسلونه معنا سوف يهرب قبل أن نصل إلى منتصف الطريق ! خمسة عشر ديناراً ، لا بأس .. ولكن ليس قبل أن نصل ..

طوى الرجل أوراقا صفراء أمامه وقال بلؤم :
- أنا لا أجبرك على أي شيء .. أنا لا أجبرك .
- ماذا تعني ؟
- أعني أنه إذا لم تعجبك شروطنا فبوسعك أن تستدير ، وتخطو ثلاث خطوات ، وستجد نفسك في الطريق .

الطريق ! .. أتوجد بعد طرق في هذه الدنيا ؟ ألم يمسحها بجبينه ويغسلها بعرقه طوال أيام وأيام ، كلهم يقولون ذلك : ستجد نفسك على الطريق ! .. قال له أبو العبد الذي هربه من الأردن إلى العراق :
- " ما عليك إلا أن تدور حول الإتشفور ، لا بأس أن تضرب قليلا إلى الداخل . أنت ما زلت فتى وبوسعك أن تتحمل قليلا من القيظ .. ثم عد ، وستجدني بانتظارك على الطريق ..
- " ولكن هذا لم يكن ضمن الشروط .. لقد قلت لي ، ونحن في عمان أنك ستأخذني إلى بغداد ودفعت لك عشرين دينارا كاملا .. لم تقل لي أنني سأدور حول الإتشفور .. "

وضرب أبو العبد جناح سيارته المغبر فعلمت أصابعه الخمسه وبان من تحتها لون السيارة الأحمر الفاقع .. كانت السيارة الضخمة واقفه إلى جانب البيت قرب جبل عمان حين تفاوض معه ، وهو يذكر تماما كل الشروط التي قيلت :
- " إنها مهمة صعبة ، وسوف يأخذونني إلى السجن لو أمسكوك معي ، ورغم ذلك فسوف أقدم لك خدمة كبرى لأنني كنت أعرف والدك ، رحمه الله .. بل إننا قاتلنا سوية في الرملة منذ عشر سنوات .. "

صمت أبو العبد قليلا .. كان قميصه الأزرق ينضح بالعرق وأعطاه وجهه الحاد شعورا بأنه أمام واحد من أولئك الرجال الذين يعتقدون أن اجتراح معجزة ما هو واجب من واجبات رب العائلة :
- " سأخذ منك عشرين دينارا .. وسوف تجد نفسك في بغداد "
- " عشرون ديناراً ؟ "
- " نعم ! وعليك أيضا أن تساعدني طوال الطريق . سنبدأ بعد غد ، على أن أشحن سيارة صغيرة لرجل ثري في بغداد كان قد أمضى شطرا من الصيف في رام الله ثم أراد أن يعود إلى بغداد بالطائرة .."
- " ولكن .. عشرين دينار ؟ "

نظر إليه أبو العبد بإلحاح ، ثم انفجر :
- " إنني أنقذ حياتك بعشرين ديناراً .. أتحسب أنك ستمضي عمرك مختفيا هنا ؟ غدا يلقون القبض عليك .."
- " ولكن من أين .. من أين أحضر لك عشرين ديناراً ؟ "
- " استدن .. استدن ، أي صديق بوسعه أن يعطيك عشرين دينارا إذا عرف بأنك ستسافر إلى الكويت .. "
- " عشرون .. عشرون .. "
- " إلى بغداد ؟ "
- مباشر !

ولكنه كذب عليه ! استغل براءته وجهله ، خدعه ، أنزله من السيارة ، بعد رحلة يوم قائظ ، وقال له أن يدور حول الإتشفور كي يتلافى الوقوع في أيدي رجال الحدود ، ثم يلتقيه على الطريق !
لكنني لا أعرف هذه المنطقة .. أتفهم أنت معنى أن أسير كل هذه المسافة حول الإتشفور ، في عز الحر ؟
ضرب أبو العبد جناح سيارته المغبرة مرة أخرى ، كانا واقفين منفردين قبل ميل من الإتشفور وصاح :
- ماذا تعتقد ؟ أن اسمك مسجل في كل نقاط الحدود ، إذا رأوك معي الآن ، لا جواز سفر ولا سمة مرور .. ومتآمر على الدولة ماذا تعتقد أنه سيحدث ؟ كفاك دلالا .. أنك قوي كالثور بوسعك أن تحرك ساقيك .. سألاقيك وراء الإتشفور على الطريق .

كلهم يتحدثون عن الطرق .. يقولون : تجد نفسك على الطريق ! وهم لا يعرفون من الطريق إلا لونها الأسود وأرصفتها ! وها هو الرجل السمين ، المهرب البصراوي يكرر القصة نفسها .
- ألا تسمع ؟ أنني رجل مشغول جدا ً ، قلت لك : خمسة عشر دينار وسأوصلك إلى الكويت ، طبعا عليك أن تمشي قليلا ولكنك فتى في غاية القوة ، لن يضرك هذا .
- ولكن لماذا لا تصغي إلى ؟ قلت لك أنني سأعطيك المبلغ إذا ما وصلنا إلى الكويت .
- ستصل ! ستصل !
- كيف ؟
- إنني أقسم لك بشرفي أنك ستصل إلى الكويت !
- تقسم بشرفك ؟
- أقسم لك بشرفي إنني سألتقيك وراء الإتشفور! ما عليك إلا أن تدور حول تلك المنطقة الملعونة وستجدني بانتظارك !

لقد دار دورة كبيرة حول الإتشفور ، كانت الشمس تصب لهبا فوق رأسه ، وأحس فيما كان يرتقي الوهاد الصفر ، أنه وحيد في كل هذا العلم .. جرجر ساقيه فوق الرمل كما لو أنه يمشي على رمل الشاطئ بعد أن سحب زورقا كبيرا امتص صلابة ساقيه .. اجتاز بقاعا صلبة من صخور بنية مثل الشظايا ثم صعد كثبانا واطئة ذات قمم مسطحة من تراب أصفر ناعم كالطحين .. تراهم لو حملوني إلى معتقل الجفر الصحراوي .. هل سيكون الأمر أرحم مما هو الآن ؟ عبث .. الصحراء موجودة في كل مكان ، كان أبو العبد قد أعطاه كوفية لف بها رأسه ، ولكنها لم تكن ذات جدوى في رد اللهب بل خيل إليه أنها آخذة ، هي الأخرى ، في الاحتراق .. كان الأفق مجموعة من الخطوط المستقيمة البرتقالية ، ولكنه كان قد عقد عزمه على المسير بجد .. وحتى حينما انقلب التراب إلى صفائح لامعة من ورق أصفر ، لم يتباطأ .. وفجأة بدأت الأوراق الصفر تتطاير فانحنى يلمها :

شكرا..شكرا.. إن هذه المروحة الملعونة تطير الأوراق من أمامي، ولكن دونها ليس بوسعي أن أتنفس.. ها! ماذا قررت؟.
- هل أنت متأكد من أن الدليل الذي سترسله معنا لن يهرب؟

كيف يهرب أيها الغبي؟ ستكونون أكثر من عشرة أشخاص.. لن يكون بوسعه أن يهرب منكم ..
- وإلى أين سيوصلنا؟

حتى طريق الجهرة، وراء المطلاع، وهناك ستكونون داخل الكويت..
هل سنمشي كثيرا؟.
- ست أو سبع ساعات فقط...

بعد أربع ساعات وصل إلى الطريق، كان قد خلف الإتشفور وراءه، وكانت الشمس قد سقطت وراء التلال البنية إلا أن رأسه كان ما يزال يلتهب وخيل إليه أن جبينه يتصبب دماً.. لقد اقتعد حجرا وألقى بصره بعيدا إلى رأس الطريق الأسود المستقيم، كان رأسه مشوشا تخفق فيه آلاف الأصوات المتشابكة ، وبدا له أن بروز سيارة كبيرة حمراء في رأس تلك الطريق أمر خيالي وسخيف .. وقف، حدق إلى الطريق من جديد، لم يكن بوسعه أن يرى بوضوح بعد ، تراه الغسق أم العرق؟.. كان رأسه ما يزال يطن مثل الخلية وصاح بملء رئتيه :
- أبو العبد .. يلعن أبوك.. يلعن أصلك..
- ماذا قلت ؟
- أنا ؟ لا شيء.. متى ستبدأ الرحلة؟
- حال يصير عددكم عشرة.. أنت تعرف، ليس بوسعنا أن نرسل دليلاً مع كل واحد منكم ، ولذلك فنحن ننتظر حتى يرتفع العدد إلى عشرة أشخاص ونرسل معهم دليلا واحداً.. هل ستعطيني النقود الآن؟
- شد على النقود في جيبه وفكر: سوف يكون بوسعي أن أرد لعمي المبلغ في أقل من شهر.. هناك في الكويت يستطيع المرء أن يجمع نقودا في مثل لمح البصر..
لا تتفاءل كثيرا، قبلك ذهب العشرات ثم عادوا دون أن يحضروا قرشاً.. ورغم ذلك سأعطيك الخمسين ديناراً التي طلبتها، وعليك أن تعرف أنها جنى عمر..
- إذن لماذا تعطيني النقود إذا كنت متأكدا من أنني لن أعيدها لك؟
- أنت تعرف لماذا.. ألست تعرف؟ إنني أريدك أن تبدأ.. أن تبدأ ولو في الجحيم حتى يصير بوسعك أن تتزوج ندى.. إنني لا أستطيع أن أتصور ابنتي المسكينة تنتظر أكثر هل تفهمني؟

أحس الإهانة تجترح حلقه ورغب في أن يرد الخمسين ديناراً لعمه يقذفها بوجهه بكل ما في ذراعه من عنف وفي صدره من حقد، يزوجه ندى ! من الذي قال له إنه يريد أن يتزوج ندى؟ لمجرد أن أباه قرأ معه الفاتحة حين ولد هو وولدت هي في يوم واحد؟ إن عمه يعتبر ذلك قدراً، بل إنه رفض مئة خاطب قدموا ليتزوجوا ابنته، وقال لهم إنها مخطوبة ! يا إله الشياطين ! من الذي قال له أنه يريد أن يتزوجها؟ من قال له أنه يريد أن يتزوج أبداً ؟ وها هو الآن يذكره مرة أخرى ! يريد أن يشتريه لابنته مث لما يشرى كيس الروث للحقل، شد على النقود في جيبه وتحفز في مكانه.. ولكنه حين لمسها هناك، في جيبه، دافئة ناعمة، شعر بأنه يقبض على مفاتيح المستقبل كله، فلو أتاح الآن لحنقه أن يسيطر عليه ليرجع النقود إلى عمه، إذن لما تيسرت له قط فرصة الحصول على خمسين دينار بأي شكل من الأشكال.. هدأ غضبه مطبقا فمه بأحكام وشد أصابعه على النقود الملتفة في جيب بنطاله، ثم قال:
- لا، لا، سأسلمك النقود حالما تجهز الرحلة تماماً.. سوف أراك مرة كل يوم.. إنني أنزل في فندق قريب..

ابتسم الرجل السمين، ثم تطاولت ابتسامته فانفجر ضاحكاً بصخب:
من الخير لك أن لا تضيع وقتك يا بني .. كل المهربين يتقاضون نفس السعر، نحن متفقون فيما بيننا.. لا تتعب نفسك.. وعلى أي حال: احتفظ بنقودك حتى تجهز الرحلة، أنت حر.. ما اسم الفندق الذي تنزل فيه؟
- فندق الشط..
- آه ! فندق الجرذان !

نط جرذ الحقل عبر الطريق فلمعت عيناه الصغيرتان في ضوء السيارة وقالت الفتاة الشقراء لزوجها المنهمك بالسياقة:
- إنه ثعلب ! أرأيته؟

قال الزوج الأجنبي ضاحكاً:
- أف منكن أيتها النساء ! تجعلن من الجرذ ثعلبا !

كانا قد التقطاه بعد الغروب بقليل بعد أن لوح لهما وهماً في سيارتهما الصغيرة، فلما أوقف الزوج السيارة، أطل هو من النافذة.. كان يرجف من فرط البرد، وكانت الزوجة خائفة منه.. إلا أنه جمع في ذهنه ما تعلمه من اللغة الإنكليزية وقال:
- لقد اضطر صديقي أن يعود إلى الإتشفور بالسيارة وتركني..

قاطعه الرجل:
- لا تكذب.. أنت هارب من هنالك، لا بأس، اصعد.. سأوصلك إلى بعقوبة.

كان المقعد الخلفي مريحا وناولته الفتاة بطانية التفح بها وكان لا يستطيع أن يعرف بالضبط، هل هو يرجف بسبب البرد الصحراوي، أم بسبب الخوف، أم بسبب التعب.. وقال الرجل:
- هل مشيت كثيراً؟
- لست أدري.. ربما أربع ساعات..
- لقد تركك الدليل.. أليس كذلك؟ إن ذلك يحدث دائما.

التفتت إليه الفتاة وسألت:
- لماذا تهربون من هناك؟
- أجابها زوجها:

إنها قصة طويلة.. قل لي.. هل تجيد قيادة السيارات؟
- نعم
- بوسعك أن تأخذ مكاني بعد أن تستريح قليلا.. قد أستطيع أن أساعدك على عبور مركز الحدود العراقي... سنصل هناك في الثانية بعد منتصف الليل، وسيكون المسؤولون نياما..

لم يكن يستطيع أن يركز رأسه على محور واحد، كان مشوشا ولم يكن بوسعه أن يهتدي إلى أول طريق التساؤلات كي يبدأ، ولذلك حاول جهده أن ينام ولو لنصف ساعة..
- من أين أنت؟.
- من فلسطين.. من الرملة.
- أوف .. أن الرملة بعيدة جدا.. قبل إسبوعين كنت في زيتا.. أتعرف زيتا؟ لقد وقفت أمام الأسلاك الشائكة، فاقترب مني طفل صغير وقال بالإنكليزية أن بيته يقع على بعد خطوات وراء الأسلاك..
- هل أنت موظف؟
- موظف ؟ ها ! أن الشيطان نفسه تأبي عليه براءته أن يكون موظفاً.. كلا يا صديقي .. أنا سائح..
- " انظر، إنه ثعلب آخر.. ألم تر إلى عينيه كيف تتقدان؟ "
- " يا عزيزتي إنه جرذ.. جرذ.. لماذا تصرين على أنه ثعلب؟ هل سمعت ما حدث أخيرا هناك، قرب زيتا؟. "
- " كلا .. ماذا حدث؟ "
- " الشيطان لا يعرف ماذا حدث ! هل ستستقر في بغداد؟ "
- " كلا "
- " أوف ! إن هذه الصحراء مليئة بالجرذان، تراها ماذا تقتات؟ "

أجاب بهدوء:
- جرذانا أصغر منها.. "

قالت الفتاة :
- حقا ؟ إنه شيء مرعب! الجرذ نفسه حيوان مرعب كريه... "

قال الرجل السمين صاحب المكتب:
- " الجرذ حيوان كريه.. كيف بوسعك أن تنام في ذلك الفندق؟ "
- " أنه رخيص ".

نهض الرجل السمين صاحب المكتب واقترب منه ثم وضع ذراعه الثقيلة فوق كتفيه :
- تبدو متعبا أيها الفتى.. ماذا حدث ؟ هل أنت مريض؟ "
- " أنا ؟ كلا ! "
- " إذا كنت مريضا قل لي .. قد أستطيع أن أساعدك. لي كثير من الأصدقاء يعلمون أطباء .. واطمئن ، لن تدفع شيئا ..
- بارك الله فيك ، ولكنني تعب قليلا .. هذا كل ما في الأمر .. هل سيتأخر إعداد الرحلة ؟
- " كلا ، نحمد الله أنكم كثر .. خلال يومين ستجد نفسك على الطريق .. "

أدار ظهره واتجه إلى الباب ، ولكن قبل أن يتجازه سمع الرجل السمين يقهقه من وراء كتفيه :
- " .. لكن حاذر أن تأكلك الجرذان قبل أن تسافر .. "

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:37 AM
مروان


خرج مروان من دكان الرجل السمين الذي يتولى تهريب الناس من البصرة إلى الكويت، فوجد نفسه في الشارع المسقوف المزدحم الذي تفوح منه رائحة التمر وسلال القش الكبيرة.. لم تكن له أية فكرة محددة عن وجهته الجديدة.. فهناك، داخل الدكان، تقطعت آخر خيوط الأمل التي شدت، لسنوات طويلة، كل شيء في داخله.. كانت الكلمات الأخيرة التي لفظها الرجل السمين حاسمة ونهائية، بل خيل إليه أنها كانت مصبوبة من رصاص:
- خمسة عشر ديناراً.. ألا تسمع؟
- ولكن..
- أرجوك ! أرجوك ! لا تبدأ بالنواح ! كلكم تأتون إلى هنا ثم تبدأون بالنواح كالأرامل !.. يا أخي، يا روحي لا أحد يجبرك على الالتصاق هنا، لماذا لا تذهب وتسأل غيري، البصرة مليئة بالمهربين !

طبعاً سيذهب ويسأل غيره، لقد قال له حسن. الذي اشتغل في الكويت أربع سنين . أن تهريب الفرد الواحد من البصرة إلى الكويت يكلف خمسة دنانير فقط لا غير، وأنه يجب أن يكون - حين يمثل أمام المهرب - أكبر من رجل وأكثر من شجاع وإلا ضحك عليه وخدعه واشتغل سنيه الست عشرة وجعل منه ألعوبة.
- قالوا إن سعر الواحد خمسة دنانير.
- خمسة دنانير؟ ها ها ها! كان ذلك قبل أن تزف حواء إلى آدم.. يا بني، استدر، واخط ثلاث خطوات، وستجد نفسك في الطريق غير مطرود !

جمع شجاعته كلها وحشدها في لسانه، كل ما تبقي في جيبه لا يزيد عن السبعة دنانير، ولقد كان يحسب قبل هنيهة أنه غني.. أما الآن.. أتراه يستصغره؟
- سوف تأخذ مني خمسة دناينر وأنت مبسوط .. وإلا..
- وإلا ماذا؟
- وإلا فضحتك في مخفر الشرطة !

قام الرجل السمين ودار حول مكتبه ثم وقف أمامه وهو يلهث ويتصبب عرقاً..
حدق فيه هنيهة قاسه فيها من رأسه حتى قدميه ثم رفع يده الثقيله في الهواء..
- تريد أن تشكوني إلى الشركة يا ابن الـ...

وهوت اليد الثقيلة فوق خده ، فضاعت الكلمة في طنين شيطاني أخذ يدور بين أذنيه .. لم يستطع أن يحتفظ بتوازنه للحظة فخطا إلى الوراء خطوتين صغيرتين ، ووصله صوت الرجل السمين مبحوحا بالغضب :
- اذهب وقل للقواويد أنني ضربتك .. تشكوني للشرطة ؟

تحفز في مكانه لبرهة وجيزة ، ولكنها كانت كافية ليكتشف فيها عبث أية محاولة يقوم بها لترميم كرامته ، بل إنه أحس . حتى عظامه ، بأنه قد أخطأ خطأ لا يغتفر ، فأخذ يمضغ ذله وعلامات الأصابع فوق خده الأيسر تلتهب ..
- ماذا تراك تنتظر هنا ؟

دار على عقبيه ، واجتاز الباب إلى الخارج فصفعت أنفه روائح التمر وسلال القش الكبيرة .. تراه ماذا سيفعل الآن ؟ لم يكن يريد أن يسأل السؤال لنفسه
قط.. ولكنه ليس يدري لماذا كان يحس بنوع من الارتياح.. ترى ما السبب في ذلك ؟ لقد أحب أن يشغل نفسه بالتقصي عن السبب.. ثمة شعور يملأ جانبا من ، رأسه ويوحي له بالارتياح والسعادة، ولكنه لم يكن ليستطيع أن يفصله عن كل الأحداث المؤسية التي احتشدت في صدره خلال نصف الساعة الماضي.. وحين انتهت كل محاولاته إلى الفشل اتكأ على الحائط.. كانت جموع الناس تعبر حواليه دون أن تلتفت إليه، ربما يحدث هذا للمرة الأولى في حياته: أن يكون منفردا وغريبا في مثل هذا الحشد من البشر.. ولكنه كان يريد أن يعرف سبب ذلك الشعور البعيد الذي يوحي له الاكتفاء والارتياح، شعور يشابه ذاك الذي كان يراوده بعد أن ينتهي من مشاهدة فيلم سينمائي فيحس بأن الحياة كبيرة وواسعة وأنه سوف يكون في المستقبل واحداً من أولئك الذين يصرفون حياتهم لحظة إثر لحظة وساعة أثر ساعة بامتلاء وتنوع مثيرين.. ولكن ما السبب في كونه يحس الآن مثل ذلك الشعور رغم أنه لم يشاهد منذ زمن بعيد لما من ذلك النوع، ورغم أن خيوط الأمل التي نسجت في صدره أحلاما كباراً قد تقطعت، قبيل لحظات، داخل دكان الرجل السمين؟

لا فائدة.. يبدو أنه لن يستطيع اختراق الحجاب الكثيف من خيبة الأمل الذي ارتفع دونه ودون ذلك الشعور الملتف على نفسه في مكان ما من رأسه.. وقرر، فيما بعد، أن لا يرهق رأسه قط.. وأن يشغل نفسه بالمسير.. ولكنه ما أن ترك جدار وبدأ يمشي في الزحام حتى شعر بيد تربت على كتفه..
لا تيأس إلى هذا الحد.. إلى أين ستذهب الآن؟

كان الرجل الطويل قد بدأ يسير إلى جانبه بألفة، وحين نظر إليه خيل له أنه قد شاهده في مكان ما من قبل، ولكنه رغم ذلك، ابتعد عنه خطوة وصب فوق وجهه عينين متسائلتين، فقال الرجل:
- إنه لص شهير.. ما الذي قادك إليه ؟

أجاب بعد تردد قصير:
- كلهم يأتون إليه..

اقترب الرجل منه وشبك ذراعه بذراعه كأنه يعرفه منذ زمن بعيد:
- أتريد أن تسافر إلى الكويت؟
- كيف عرفت؟
- لقد كنت واقفاً إلى جانب باب تلك الدكان، وشهدتك تدخل ثم شهدتك تخرج.. ما اسمك؟
- مروان.. وأنت؟
- إنهم ينادونني " أبو الخيزران ".

لأول مرة منذ رآه لاحظ الآن أن منظره يوحي حقا بالخيزران، فهو رجل طويل القامة جدا، نحيل جداً، ولكن عنقه وكفيه تعطي الشعور بالقوة والمتانة وكان يبدو لسبب ما، أنه بوسعه أن يقوس نفسه، فيضع رأسه بين قدميه دون أن يسبب ذلك أي إزعاج لعموده الفقري أو بقية عظامه.
- حسناً، ماذا تريد مني؟
- تجاهل أبو الخيزران السؤال بسؤال من عنده
- لماذا تريد أن تسافر إلى الكويت؟
- أريد أن أشتغل.. أنت تعرف كيف تجري الأمور هنالك. منذ شهور طويلة.

وأنا ..
صمت فجأة ووقف.

الآن، فقط، عرف منشأ ذلك الشعور بالارتياح والاكتفاء الذي لم يكن بوسعه، قبل دقائق، أن يكتشفه.. إنه ينفتح أمام عينيه بكل اتساعه وصفائه، بل إنه هدم، بشكل رائع، كل سدود الكآبة التي حالت بينه وبين معرفته.. وها هو الآن يتملكه من جديد بسطوة لا مثيل لها قيد.. كان أول شيء فعله ذلك الصباح الباكر هو كتابة رسالة طويلة إلى أمه.. وإنه يشعر الآن بمزيد من الارتياح لأنه كتب تلك الرسالة قبل أن تخيب آماله كلها في دكان الرجل السمين فيضيع صفاء الفرح الذي صبه في تلك الرسالة.. لقد كان بديعا أن يعيش بعض ساعة مع أمه.

نهض باكرا جدا ذلك الصباح.. كان الخادم قد رفع السرير إلى سطح الفندق لأن النوم داخل الغرفة في مثل ذلك القيظ وتلك الرطوبة أمر مستحيل.. وحينما أشرقت الشمس فتح عينيه " كان الجو رائعاً وهادئاً وكانت السماء ما زالت تبدو زرقاء تحوم فيها حمامات سود على علو منخفض ويسمع رفيف أجنحتها كلما اقتربت - في دورتها الواسعة - من سماء الفندق.. كائن الصمت مطبقا بكثافة، والجو يعبق برائحة رطوبة مبكرة صافية...مد يده إلى حقيبته الصغيرة الموضوعة تحت السرير فأخرج دفتراً وقلماً ومضى يكتب رسالة إلى أمه وهو مستلق هناك.

كان ذلك أحسن ما فعله خلال شهور، لم يكن مجبرا على فعله، ولكنه كان يريد ذلك بملء رغبته وإرادته.. كان مزاجه رائقاً، وكانت الرسالة تشبه صفاء تلك السماء فوقه.. ليس يدري كيف أجاز لنفسه أن يصف أباه بأنه مجرد كلب منحط ولكنه لم يشأ أن يشطب ذلك بعد أن كتبه، لم يكن يريد أن يشطب أي كلمة في الرسالة كلها.. ليس لأن أمه تتشاءم من الكلمات المشطوبة فقط، بل لأنه كان لا يريد ذلك أيضا، وببساطة.

ولكنه - على أي حال- لا يحقد على أبيه إلى ذلك الحد.. صحيح أن أباه قام بعمل كريه، ولكن من منا لا يفعل ذلك بين الفينة والأخرى؟ إنه يستطيع أن يفهم بالضبط ظروف والده، وبوسعه أن يغفر له.. ولكن هل بوسع والده أن يغفر لنفسه تلك الجريمة؟

" أن يترك أربعة أطفال. أن يطلقك أنت بلا أي سبب، ثم يتزوج من تلك المرأة الشوهاء.. هذا أمر لن يغفره لنفسه حين يصحو، ذات يوم، ويكتشف ما فعل. أنني لا أريد أن أكره أحداً، ليس بوسعي أن أفعل ذلك حتى لو أردت.. ولكن لماذا فعل ذلك، معك أنت؟ أنا أعرف أنك لا تحبين لأحد منا أن يحكي عنه، أعرف.. ولكن لماذا تعتقدين أنه فمل ذلك؟

لقد مضى كل شيء الآن وراح ولا أمل لنا بأن نستعيده مرة أخرى.. ولكن لماذا فعل ذلك؟ دعينا نسأل، لماذا؟

أنا سوف أقول لك لماذا.. منذ أن انقطعت عنا أخبار أخي زكريا اختلف الوضع

نهائيا.. كان زكريا يرسل لنا من الكويت، كل شهر حوالي مئتي روبية.. كان هذا المبلغ يحقق لأبي بعض الاستقرار الذي يحلم به.. ولكن حين انقطعت أخبار زكريا. نرجو أن يكون ذلك خيراً
- ماذا تعتقدين أنه فكر؟

لقد قال لنفسه. بل قال لنا كلنا. إن الحياة أمر عجيب.. وإن الرجل يريد أن يستقر في ، شيخوخته لا أن يجد نفسه مجبرا على إطعام نصف دزينة من الأفواه المفتوحة.. ألم يقل ذلك؟ زكريا راح.. زكريا، ضاعت أخباره، من الذي سيطعم الأفواه؟ من الذي سيكمل تعليم مروان ويشتري ملابس مي ويحمل خبزاً لرياض وسلمى وحسن؟ من؟

إنه رجل معدم، أنت تعرفين ذلك.. لقد كان طموحه كله.. كل طموحه، هو أن يتحرك من بيت الطين الذي يشغله في المخيم منذ عشر سنوات ويسكن تحت سقف من إسمنت، كما كان يقول.. الآن، زكريا راح.. آماله كلها تهاوت.. أحلامه انهارت.. مطامحه ذابت.. فماذا تعتقدين أنه سيفعل؟

لقد عرض عليه صديقه القديم والد شقيقة أن يتزوجها.. قال له أنها تمتلك بيتا من ثلاث غرف في طرف البلد، دفعت ثمنه من تلك النقود التي جمعتها لها منظمة خيرية.. وأبو شفيقة يريد شيئا واحدا: أن يلقي حمل ابنته. التي فقدت ساقها اليمنى أثناء قصف يافا - على كاهل زوج ! إنه على عتبة قبره ويريد أن يهبطه مطمئناً على مصير ابنته التي رفضها الجميع بسبب تلك الساق المبتورة من أعلى الفخذ.. لقد فكر والدي بالأمر: لو أجر غرفتين وسكن مع زوجته الكسحاء في الثالثة إذن لعاش ما تبقي له من الحياة مستقرا غير ملاحق بأيما شيء.. وأهم من ذلك.. تحت سقف من إسمنت.. ".
- أتريد أن تبقي واقفا هنا إلى الأبد؟

نفض رأسه وسار.. كان " أبو الخيزران " ينظر إليه من طرف حدقيته، وخيل إليه أنه على وشك أن يبتسم ساخراً.
- ما بالك تفكر بهذا الشكل؟ أن التفكير غير ملائم لك يا مروان، ما زلت صغير السن.. والحياة طويلة..

وقف مرة أخرى وألقى برأسه إلى الوراء قليلا:
- والآن .. ماذا تريد مني؟.

واصل " أبو الخيزران " المسير فلحق به من جديد:
- أستطيع أن أهربك إلى الكويت.
- كيف ؟
- هذا شأني أنا. أنت تريد أن تذهب إلى الكويت أليس كذلك؟ ها هو ذا إنسان بوسعه أن يأخذك إلى هناك.. ماذا تريد غير ذلك؟
- كم ستأخذ مني ؟

هذا ليس مهما في الواقع ...
- إنه المهم .

ابتسم أبو الخيزران ابتسامة واسعة فانشقت شفتاه عن صفين من الأسنان الكبيرة الناصعة البياض ثم قال:
- سأخبرك الأمر بكل صراحة.. أنا رجل مضطر للذهاب إلى الكويت، قلت لنفسي : لا بأس من أن أرتزق فأحمل معي بعض من يريد أن يذهب إلى هناك .. كم بوسعك أن تدفع؟
- خمسة دنانير..
- فقط ؟
- لا أملك غيرها.
- حسناً، سأقبلها..

وضع أبو الخيزران يديه في جيبه ومضى يسير بخطوات واسعة حتى أوشك مروان أن يضيعه، فاضطر إلى اللحاق به مسرعاً، إلا أن أبا الخيزران وقف فجأة وهز أصبعه أمام فمه:
-.. ولكن ! لا تقل ذلك لأي إنسان.. أعني إذا طلبت من رجل آخر عشرة دنانير فلا تقل له إنني أخذت منك خمسة فقط..
- ولكن كيف تريدني أن أثق بك؟

فكر أبو الخيزران قليلا ثم عاد فابتسم تلك الابتسامة الواسعة وقال:
- معك حق ! ستعطيني النقود في ساحة الصفاة في الكويت.. في العاصمة في منتصف العاصمة، مبسوط؟
- موافق !
- ولكننا سنحتاج إلى عدد آخر من المسافرين.. وعليك أن تساعدني، هذا شرط.
- إنني أعرف واحدا ينزل معي في الفندق ويرغب في السفر.
- هذا رائع، أنا أعرف واحداً آخر.. إنه من بلدتي في فلسطين أيام زمان قابلته صدفة هنا.. ولكنني لم أسألك.. ماذا تريد أن تفعل في الكويت.. هل تعرف أحدا؟

وقف مرة أخرى، إلا أن أبا الخيزران شده من ذراعه فعاد يخب إلى جانبه..
- إن أخي يعمل هناك.

هز أبو الخيزران رأسه فيما كان يسير متعجلا ثم رفع كتفيه فغاصت عنقه وبدأ أقصر من ذي قبل..
- وإذا كان أخوك يشتغل هناك.. فلماذا تريد أنت أن تشتغل؟ الذين في سنك ما زالوا في المدارس !..
- لقد كنت في المدرسة قبل شهرين، ولكنني أريد أن أشتغل الآن كي أعيل عائلتي ...

وقف أبو الخيزران ثم رفع كفيه من جيبه وثبتهما على خصريه وأخذ يحدق إليه ضاحكاً:
- ها ! لقد فهمت الآن.. أخوك لم يعد يرسل لكم نقوداً، أليس كذلك؟

هز مروان رأسه وحاول أن يسير، إلا أن أبا الخيزران شده من ذراعه فأوقفه..
- لماذا؟ هل تزوج ؟

حدق مروان إلى أبي الخيزران مشدوها ثم همس:
- كيف عرفت؟
- ها ، الأمر لا يحتاج إلى ذكاء خارق، كلهم يكفون عن إرسال النقود إلى عائلاتهم حين يتزوجون أو يعشقون..

أحس مروان بخيبة أمل صغيرة تنمو في صدره، لا لأنه فوجئ، بل لأنه اكتشفت أن الأمر شائع ومعروف، لقد كان يحسب أنه يخنق صدره على سر كبير لا يعرفه غيره: حجبه عن أمه وأبيه طوال شهور وشهور.. وها هو الآن يبدو على لسان أبي الخيزران كأنه قاعدة معروفة وبديهية:
- ولكن.. لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا يتنكرون لـ...

صمت فجأة، كان أبو الخيزران قد بدأ يضحك:
- أنا مبسوط أنك ستذهب إلى الكويت لأنك ستتعلم هناك أشياء عديدة.. أول شيء ستتعلمه. هو أن: القرش يأتي أولا، ثم الأخلاق.

حين تركه أبو الخيزران على أمل لقاء بعد الظهر كان قد فقد. من جديد. كل تلك المشاعر الرائعة التي كانت تغسله، من الداخل، طوال الصباح.. بل أنه استغرب كيف تكون تلك الرسالة التي كتبها لأمه قد أعطته الشعور الرائق الذي جعل خيبة أمله تبدو أقل قيمة مما هي في الواقع.. رسالة سخيفة كتبها تحت وطأة الشعور بالوحدة والأمل على سطح فندق حقير مرمي في طرف الكون.. ما هو الخارق في الأمر؟ أيحسب أن أمه لا تعرف القصة كلها؟ ماذا كان يريد أن يقول ؟ أكان يريد أن يقنعها بأن هجران زوجها لها ولأولادها أمر رائع وطبيعي؟ إذن لماذا كل تلك الثرثرة؟ أنه يحب والده حبا خارقا لا يتزعزع.. ولكن هذا لا يغير شيئا من الحقيقة الراعبة.. الحقيقة التي تقول أن أباه قد هرب.. هرب.. هرب.. تماما كما فعل زكريا الذي تزوج وأرسل له رسالة صغيرة قال له فيها أن دوره قد أتى، وأن عليه أن يترك تلك المدرسة السخيفة التي لا تعلم شيئا وأن يغوص في المقلاة مع من غاص..

كل عمره كان على طرفي نقيض مع زكريا.. بل إنهما كانا. في الواقع. يكرهان بعضهما.. زكريا لم يكن يستطيع أن يفهم قط لماذا يتوجب عليه أن يصرف على العائلة طوال عشر سنوات بينما يروح مروان ويجيء إلى المدرسة مثل الأطفال.. وكان هو يريد أن يصبح طبيباً.. كان يقول لأمه إن زكريا لن يفهم قط معنى أن يتعلم الإنسان لأنه ترك المدرسة حين ترك فلسطين وغاص، منذ. ذاك، في المقلاة، كما يحب أن يقول.

وها هو الآن قد تزوج دون أن يقول ذلك لأحد غيره، كأنه كان يريد أن يضعه أمام ضميره وجها لوجه.. ولكن ماذا ترك له ليختار؟ لا شيء سوى أن يترك المدرسة ويعمل، يغوص في المقلاة من هنا وإلى الأبد !

لا بأس ! لا بأس.. أيام قليلة ويصل إلى الكويت.. إذا ساعده زكريا كان ذلك أفضل، إذا تجاهله فلسوف يعرف كيف يهتدي إلى أول الطريق كما اهتدى الكثيرون.. ولسوف يرسل كل قرش يحصله إلى أمه، سوف يغرقها ويغرق إخوته بالخير حتى يجعل من كوخ الطين جنة إلهية.. ويجعل أباه يأكل أصابعه ندماً !

ورغم ذلك، فإنه لا يكره أباه إلى هذا الحد، لسبب بسيط هو أن أباه ما زال يحبهم جميعاً.. لقد تأكد من ذلك تماما حين ذهب إليه يودعه قبل أن يسافر، لم يقل لأمه أنه سيذهب إلى بيت شفيقة وإلا لكانت جنت.. قال له أبوه هناك:
- أنت تعرف يا مروان بأن لا يد لي في الأمر، هذا شيء مكتوب لنا منذ بدء الخليقة.

قالت شفيقة:
- قلنا لأمك أن تأتي وتسكن هنا لكنها لم تقبل.. ماذا تريدنا أن نفعل أكثر من ذلك؟

كانت جالسة فوق بساط من جلد ماعز، وكان العكاز ملقى إلى حانبها، وفكر
هو: ترى أين ينتهي فخذها؟ " كان وجهها جميلا ولكنه حاد الملامح مثل وجوه كل أولئك المرضى الذين لا يرجى لهم الشفاء، وكانت شفتها السفلى مقوسة كأنها على وشك أن تبكي..

قال أبوه:
- خذ ، هذه عشرة دنانير.. قد تنفعك.. واكتب لنا دائما.

حين قام رفعت شفيقة ذراعيها في الهواء ودعت له بالتوفيق، كان صوتهـا فاجعا وحين التفت إليها قبل أن يجتاز الباب بدأت تشهق بالبكاء. وقال له أبوه:
- وفقك الله يا مروان يا سبع.

وحاول أن يضحك إلا أنه لم يستطع فأخذ يربت بكفه الكبيرة الخشنة على ظهره بينما تناولت شفيقة عكازها واستوت واقفة بحركة سريعة، كانت قد كفت عن البكاء.

صفق الباب وراءه وسار. كان ما زال يسمع صوت عكاز شفيقة يقرع البلاط برتابة، وعند المنعطف تلاشى الصوت

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:38 AM
الصفقة


اقتاد مروان زميله أسعد إلى موعده مع أبي الخيزران، وصلا متأخرىن قليلا فوجد أبا الخيزران، بانتظارهما، جالساً مع أبي قيس فوق مقعد إسمنت كبير على رصيف الشارع الموازي للشط.
- لقد اجتمعت العصابة كلها الآن أليس كذلك؟

صاح أبو الخيزران ضاحكا وهو يضرب كتف مروان بكفه ويمد الأخرى ليصافح أسعد.
- هذا هو صديقك إذن.. ما اسمه؟

أجاب مروان باقتضاب:
- أسعد.
- دعيني إذن أعرفكما على صديقي العجوز. " أبو قيس.. " وبهذا تكون العصابة قد اكتملت.. لا بأس أن تزداد واحداً.. ولكنها الآن كافية أيضا.

قال أسعد:
- يبدو لي أنك فلسطيني.. أأنت الذي سيتولى تهريبنا؟
- نعم، أنا.
- كيف؟
- هذا شأني أنا..

ضحك أسعد بسخرية ثم قال ببطء شادا على كلماته بعنف:
- لا يا سيدي.. أنه شأننا نحن.. يجب أن تحكي لنا كل التفاصيل، لا نريد متاعب منذ البدء.

قال أبو الخيزران بصوت حاسم:
- سأحكي لكم التفاصيل بعد أن نتفق، وليس قبل ذلك..

قال أسعد:
- لا يمكن أن نتفق قبل أن نعرف التفاصيل، ما رأي الشباب؟

لم يجب أحد، فأكد أسعد من جديد:
- ما رأي العم أبو قيس؟
- الرأي رأيكم..
- ما رأيك يا مروان؟
- أنا معكم.

قال أسعد بعنف:
- إذن، دعونا نختصر الوقت.. يبدو لي أن العم أبو قيس غير خبير بالأمر، أما مروان فإنها تجربته الأولى.. أنا عتيق في هذه الصنعة، ما رأيكم أن أتفاوض عنكم ؟

رفع أبو قيس كفه في الهواء موافقاً، وهز مروان رأسه، فالتفت أسعد إلى أبي الخيزران..
- لقد رأيت: الشباب سلموني الأمر، فدعني أقول لك شيئا: إننا من بلد واحد.

نحن نريد أن نرتزق وأنت تريد أن ترتزق، لا بأس، ولكن يجب أن يكون الأمر في منتهى العدل.. سوف تحكي لنا بالتفصيل كل خطوة، وسوف تقول لنا بالضبط كم تريد، طبعا سنعطيك النقود بعد أن نصل وليس قبل ذلك قط ..

قال أبو قيس:
- الأخ أسعد يحكي الحق يجب أن نكون على بينه من الأمر ، وكما يقول المثل :

ما يبدأ بالشرط ينتهي بالرضا .

رفع أبو الخيزران كفيه من جيبه ووضعهما على خصريه ، ثم نقل بصره فوق الوجوه جميعا ببطء وببرود حتى قرقراه فوق وجه أسعد :
- أولا كل واحد منكم سيدفع عشرة دنانير .. موافقون ؟

قال أبو قيس..
- أنا موافق

قال أسعد:
- أرجوك .. لقد سلمتني الأمر إذن دعني أحكي ... عشرة دنانير مبلغ كبير ، أن المهرب المحترف يأخذ ، عشر دينارا .. ثم ..

قاطعه أبو الخيزران:
- لقد اختلفنا إذن قبل أن نبدأ، هذا ما كنت أخشاه .. عشرة دنانير لا تنقص فلساً.. السلام عليكم.

أدار ظهره وخطا خطوتين بطيئتين قبل أن يلحقه أبو قيس صائحا :
- لماذا غضبت ؟ الموضوع سؤال وجواب والاتفاق أخو الصبر ..
- حسنا ، نعطيك عشرة دنانير .. ولكن كيف ستأخذنا ؟

ها ! نحن الآن في شغل الجد .. اسمع .
جلس أبو الخيزران على مقعد الإسمنت ووقف الثلاثة حواليه ومضى يشرح مستعيناً بيديه الطويلتين،
- لدي سيارة مرخصة لاجتياز الحدود.. ها ! يجب أن تنتبهوا: أنها ليست سيارتي.. أنا رجل فقير أكثر منكم جميعا وكل علاقتي بتلك السيارة أنني سائقها ! صاحب هذه السيارة رجل ثري معروف، ولذلك فإنها لا تقف كثيرا على الحدود، ولا تتعرض للتفتيش، فصاحب السيارة معروف ومحترم، والسيارة نفسها معروفة ومحترمة وسائق السيارة، تبعا لذلك، معروف ومحترم.

كان أبو الخيزران سائقاً بارعاً، فقد خدم في الجيش البريطاني في فلسطين قبل عام 1948 أكثر من خمس سنين، وحين ترك الجيش وانضم إلى فرق المجاهدين كان معروفا بأنه أحسن سائق للسيارات الكبيرة يمكن أن يعثر عليه، ولذلك استدعاه مجاهدو الطيرة ليقود مصفحة عتيقة كان رجال القرية قد استولوا عليها إثر هجوم يهودي.. ورغم أنه لم يكن خبيرا في قيادة المصفحات إلا أنه لم يخيب آمال أولئك الذين وقفوا على جانبي الطريق يتفرجون عليه وهو يدخل من الباب المصفح الصغير ويغيب لحيظات، ثم يهدر المحرك بالضجيج وتمضي المصفحة تدرج في الطريق الرملي الضيق. إلا أن المصفحة ما لبثت أن تعطلت، ولم تجد كل المحاولات التي بذلها أبو الخيزران لإعادتها إلى سيرتها السوية.. وإذا كانت خيبة أمل الرجال كبيرة، فإن خيبة أمله كانت أكبر، ولكن أبا الخيزران - على أي حال- أضاف إلى تجاربه في عالم المحركات تجربة أخرى، ومن ذا الذي يستطيع أن يقول أن هذه التجربة لم تنفعه حين انضم إلى سائقي سيارات الحاج رضا في الكويت؟

لقد استطاع ذات يوم أن يقود سيارة ماء جبارة أكثر من ست ساعات في طريق ملحى موحل دون أن تغوص في الأرض وتتعطل مثلما حدث لجميع سيارات القافلة.. كان الحاج رضا قد خرج مع عدد من رجاله إلى الصحراء ليغيبوا عدة أيام في القنص.. إلا أن الربيع كان خادعاً، وأثناء عودتهم كانت الطريق تبدو بيضاء صلدة، وهذا ما دفع سائقي السيارات لاقتحامها دون وجل، وهناك بدأت السيارات، الكبيرة والصغيرة، تغوص في الوحل واحدة أثر الأخرى..إلا أن أبا الخيزران، الذي كان يقود سيارته الجبارة خلف الجميع واصل السير ببراعة ودون أن يتعطل ثانية واحدة.. وحين شارف سيارة الحج رضا الرمادية الغارقة حتى ثلاثة أرباع عجلاتها الورائية في الوحل، أوقف سيارته وهبت ثم اقترب من الحج وقال له:

ما رأي عمي الحج رضا أن يصعد إلى سيارتي؟ أن انتشال هذه السيارات يستلزم أكثر من أربع ساعات، وفي هذا الوقت سيكون عمي الحج رضا قد وصل إلى بيته.

قال الحج رضا:
- تمام ! أن صوت محرك سيارتك أرحم من الوقوف هنا مدة أربعة ساعات. وقاد أبو الخيزران سيارته الضخمة طوال ست ساعات فوق تلك الأرض الخادعة التي تبدو بيضاء صلدة بسبب طبقة رقيقة من الملح الذي جف على السطح، وكان أبو الخيزران، طوال الطريق، يحرك مقود سيارته حركات خفيفة وسريعة ذات اليمين وذات اليسار كي تستطيع العجلتان الأماميتان أن تفتحا طريقاً أوسع قليلا من حاجتهما..

لقد سر الحج رضا للغاية من براعة أبي الخيزران وتحدث بذلك لكل أصدقائه طوال شهور.. وقد سر الحج أكثر حين نما إليه أن أبا الخيزران رفض عروضا عديدة للعمل عند سواه، بعد أن تفشت هذه الأخبار، واستدعاه وأثنى عليه ثم زود راتبه قليلا.. ما هو أهم من ذلك أن الحج رضا بات يشترط أن يكون أبو الخيزران رفيقا ضرورياً لكل رحلة قنص أو سفر بعيد.

منذ أسبوع خرج الحج رضا في قافلة من سياراته إلى رحلة قنص أقامها خصيصا من أجل ضيوف ينزلون عنده، وقد كلف أبو الخيزران بقيادة سيارة الماء الكبيرة، التي سترافق القافلة طوال الرحلة وتؤمن الماء الوفير للرجال أثناء الرحلة التي قد تستغرق أكثر من يومين.. لقد ضربت القافلة بعيدا في الصحراء حتى أن الحج رضا فضل أن يسلك في طريق عودته دروباً أخرى تصل به إلى الزبير، ومن الزبير يستطيع أن يسلك الطريق الرئيسي الذي يعود إلى الكويت.. كان من الممكن أن يكون أبو الخيزران الآن في الكويت، مع بقية القافلة لو لم يصب سيارته الكبيرة عطل صغير يضطره للبقاء في البصرة

يومين آخرين حتى يصلحه، ثم يلحق بمن سبق.
- أنت تريد إذن أن تضعنا داخل خزان ماء سيارتك في طريق عودتك؟
- بالضبط ! لقد قلت لنفسي: لماذا لا تنتهز الفرصة فترتزق بقرشين نظيفين طالما أنت هنا، وطالما أن سيارتك لا تخضع للتفتيش؟

نظر مروان إلى أبي قيس، ثم إلى أسعد فنظرا إليه بدورهما متسائلين:
- اسمع يا أبا الخيزران.. هذه اللعبة لا تعجبني ! هل تستطيع أن تتصور ذلك؟ في مثل هذا الحر من يستطيع أن يجلس في خزان ماء مقفل؟
- لا تجعل من القضية مأساة، هذه ليست أول مرة.. هل تعرف ما الذي سيحدث؟ ستنزلون إلى الخزان قبل نقطة الحدود في صفوان بخمسين متراً، سأقف على الحدود أقل من خمس دقائق، بعد الحدود بخمسين مترا ستصعدون إلى فوق.. وفي المطلاع على حدود الكويت، سنكرر المسرحية لخمس دقائق أخرى، ثم هوب ! ستجدون أنفسكم في الكويت !

هز أسعد رأسه ثم حدق إلى الأرض لبرهة وقد قلب شفته السفلى، أما مروان فقد أخذ يتلهي بقصف عود جاف، وواصل أبو قيس التحديق إلى السائق طويل القامة.. وفجأة قال مروان:
- هل يوجد ماء في الخزان؟.

انفجر أبو الخيزران ضاحكاً وابتسم أسعد:
- طبعاً لا .. ماذا تعتقد ؟ هل أنا مهرب أم معلم سباحة؟.

وكأنما راقت الفكرة لأبي الخيزران فقد مضى يقهقه ويضرب فخذيه بكفيه ويدور حول نفسه..
- ماذا تعتقد؟ هل أنا معلم سباحة؟ أيها الصغير: إن الخزان لم ير الماء منذ ستة شهور !

قال أسعد بهدوء:
- حسبت أنك كنت تنقل الماء في رحلة قنص قبل أسبوع؟
- أوف.. أنت تعرف، تعرف ماذا أقصد.
- لا، لا أعرف.
- أقصد منذ ستة أيام.. إن المرء يبالغ أحياناً.. والآن، هل اتفقنا؟.. دعونا ننهي هذا الاجتماع الخطير !

وقف أبو قيس مهيئا نفسه للقول الفصل ولكنه قبل أن ينطق دور بصره على الجميع وتوقف هنيهة وهو ينظر إلى أسعد كأنه يرجوه العون، ثم اقترب من أبي الخيزران..
- اسمع يا أبا الخيزران.. أنا رجل درويش ولا أفهم بكل هذه التعقيدات.. ولكن قصة رحلة القنص تلك، لم تعجبيني.. تقول أنك حملت للحج رضا، ماء، ثم تقول الآن إن خزان سيارتك لم يشم رائحة الماء منذ ستة أشهر. سأقول لك الحقيقة وأرجو أن لا تغضب : أنا أشك في أنك تملك سيارة ..

التفت أبو قيس للبقية ومضى يكمل بصوت حزين:
- أنا أفضل أن أدفع خمسة عشر ديناراً وأذهب مع مهرب عن طريق الصحراء..

لا أريد مزيدا من المشاكل.

ضحك أبو الخيزران وقال بصوت عال:
- اذهب وجرب.. أتحسب أنني لا أعرف هؤلاء المهربين ؟ سيتركونكم في منتصف الطريق ويذوبون مثل فص الملح ! وأنتم بدوركم ستذيبون في قيظ آب دون أن يشعر بكم أحد.. اذهب اذهب وجرب.. قبلك جرب الكثيرون.. تريد أن أدلك ؟ لماذا تحسب أنهم يأخذون منكم المبلغ سلفا؟
- " ولكنني أعرف كثيرين وصلوا إلى هناك من طريق المهربين ".
- "عشرة بالمئة على الأكثر.. ثم اذهب واسألهم وسيقولون لك أنهم أكملوا الطريق بلا مهرب وبلد دليل، وأن حظهم قد ساعدهم على النجاة. "
- جمد أبو قيس في مكانه، وبدا للحظة أنه موشك على السقوط. ولاحظ مروان أن أبا قيس يشبه والده إلى حد بعيد، فأشاح بوجهه عنه، لم يعد بوسعه أن يركز رأسه على موضوع واحد.. فيما مضى أبو الخيزران صائحا:
- يجب أن تقرروا بسرعة ! ليس لدى مزيد من الوقت لأضيعه، أقسم لكم بشرفي...

قال أسعد مقاطعا بهدوء:
- اترك موضوع الشرف في ناحية أخرى . الأمور تمضي بشكل أفضل حين لا يقسم المرء بشرفه..

التفت. أبو الخيزران إليه وقال:
- والآن يا سيد أسعد، أنت رجل ذكي ومجرب.. ما رأيك؟
- رأيي بماذا؟
- بكل شيء..

ابتسم أسعد ولاحظ أن أبا قيس ومروان ينتظران أن يسمعا قراره، فمضى يحكي ببطء وسخرية:
أولاً، أعفينا من تصديق قصة رحلة القنص ! يبدو لي أن الحج رضا وجنابك تعملان بالتهريب.. عفوك قليلا، دعني أكمل.. الحج رضا يعتقد أن تهريب الأشخاص في طريق العودة أمر تافه، لذلك يتركه لك، أما أنت فتترك له بالمقابل تهريب الأمور الأهم.. وبنسبة من الأرباح المعقولة، أم تراه لا يعرف أنك تهرب أشخاصا في طريق العودة؟

ابتسم أبو الخيزران ابتسامة واسعة فبانت أسنانه البيضاء النظيفة من جديد وبدا أنه لا يريد أن يجيب أسعد.. قال مروان فجأة:
وقصة القنص؟

أوه ! قصة القنص معدة لرجال الحدود، ليس لنا.. ولكن أبا الخيزران لا يجد بأسا من أن يرويها..
اتسعت ابتسامة أبي الخيزران أكثر من قبل وأخذ يبادل الرجال النظر دون أن يتكلم.. وبدا، للحظة، أنه غبي.

قال أبو قيس:
ولكن ماذا يهرب الحج رضا؟ لقد قلت أنه رجل ثري !.
نظر الجميع إلى أبي الخيزران الذي كف، فجأة، عن الابتسام وعاد وجهه يكتسي بطابع اللامبالاة والتسلط ثم قال بحزم:
- والآن كفوا عن الثرثرة.. يجب أن لا تعتقد يا سيد أسعد أنك ذكي إلى هذا الحد .. ماذا قررتم؟

قال أسعد بهدوء:
- أنا شخصياً لا أهتم إلا بموضوع وصولي إلى الكويت، أما ما عدا ذلك فإنه لا يعنيني .. ولذلك فإنني سأسافر مع أبي الخيزران .

قال مروان بحماسة .
- وأنا سأسافر معكما .

قال أبو قيس :
- هل تعتقدون أنه بوسعي أن أرافقكم أنا رجل عجوز ..

ضحك أبو الخيزران بعنف ثم شبك ذراعه بذراع أبي قيس .
- له ! له ! يا قيس .. من الذي أوهمك أنك عجوز إلى هذا الحد ؟ ربما أم قيس ! له ! يجب أن تأتي معنا ..

كانا قد سارا خطوات قليلة معا وتركا مروان وأسعد واقفين إلى جانب مقعد الإسمنت الكبير ، التفت أبو الخيزران من قوف كتفه وصاح :
- سينام أبو قيس معي في السيارة .. وسأزمر لكل صباح غدا الباكر أمام الفندق .

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:41 AM
الطريق


لم يكن الركوب فوق ظهر السيارة الجبارة مزعجاً كثيراً. فرغم أن الشمس كانت تصب جحيمها بلا هواده فوق رأسيهما إلا أن الهواء الذي كان يهب عليهما بسبب سرعة السيارة خفف من حدة الحر.. كان أبو قيس قد صعد مع مروان إلى فوق وجلسا على حافة الخزان متجاورين أما أسعد فقد رست عليه القرعة ليجلس إلى جانب السائق في الفترة الأولى من الرحلة.

قال أسعد محدثاً نفسه:
- " سوف يأتي دور العجوز أخيراً ليستظل هنا.. ولكن لا بأس، على أي حال، فإن الشمس تبقي محتملة الآن... أما عند الظهيرة فسيكون حظ العجوز حسناً .."

قال أبو الخيزران فجأة، بصوت عال ليسمع عبر هدير المحرك:
- هل تتصور؟.. إن هذه الكيلومترات المئة والخمسين أشبهها بيني وبين نفسي بالسراط الذي وعد الله خلقه أن يسيروا عليه قبل أن يجري توزيعهم بين الجنة والنار.. فمن سقط عن السراط ذهب إلى النار، ومن اجتازه وصل إلى الجنة.. أما الملائكة هنا فهم رجال الحدود !

انفجر أبو الخيزران ضاحكاً: كأنه لم يكن هو الذي قال ذلك، ثم أخذ يضرب المقود بكلتا يديه ويهز رأسه..
أتعرف؟ أنني أخاف أن تفطس البضاعة، هناك..
أشار بعنقه إلى حيث يجلس العجوز مروان فوق الخزان ومضى يضحك بعنف ..

قال أسعد بهدوء:
- قل لي يا أبا الخيزران.. ألم تتزوج أبدا؟
- أنا؟

سأل بعجب، واكتسى وجهه الهزيل بالأسى كأنه لم يكن يضحك قبل هنيهة..
ثم قال ببطء:
- لماذا تسأل؟
- لا لشيء معين.. كنت أقول لنفسي أن حياتك رائعة.. لا أحد يشدك من هنا ولا أحد يشدك من هناك.. وتطير أنت منفردا حيث شئت، تطير.. تطير.. تطير..

هز أبو الخيزان رأسه ثم ضيق جفنيه كي يتلافى ضوء الشمس الذي انصب، فجأة، فوق زجاج الواجهة.. كان الضوء ساطعاً بحدة حتى أنه لم يستطع، بادئ الأمر، أن يرى شيئاً.. إلا أنه أحس بألم فظيع يتلولب بين فخذيه، ثم استطاع أن يتبين، بعد لأي، أن ساقيه مربوطتان إلى حمالتين ترفعانهما إلى فوق، وأن عدداً من الرجال يدور حوله.. أغمض عينيه برهة ثم فتحهما، مرة أخرى، على وسعيهما. كان الضوء المستدير الموضوع فوق رأسه يحجب عنه

السقف ويعشي بصره. ولم يستطع أن يتذكر، وهو مقيد هناك على ذلك الشكل المحكم والغريب، أكثر من شيء واحد حدث له منذ برهة، ليس غير.. كان يركض مع عدد من الرجال المسلحين حين تفجرت جهنم أمامه فسقط على وجهه.. هذا كل شي، والآن، الألم الفظيع ما زال يغوص بين فخذيه والضوء المستدير الضخم معلق فوق عينيه وهو يحاول أن يرى إلى الأمور والأشخاص مضيقاً جفنيه قدر ما يستطيع.. وفجأة خطر له خاطر أسود فبدأ يصيح بجنون، ليس يذكر ما الذي قاله حينذالك، ولكنه أحس بيد تطبق فوق فمه بعنف، كانت تلبس قفازا لزجاً.. ووصله الصوت، كأنما عبر قطن:
- كن عاقلا.. كن عاقلا.. إن ذلك على أي حال أفضل من أن تموت !..

ليس يدري هل استطاعوا أن يسمعوه وهو يصيح من بين أسنانه واليد اللزجة مطبقة فوق فمه ؟ أم أن صوته ضاع في حلقه، أنه، على أي حال، ما زال يسمع الصوت نفسه كأن إنسانا آخر كان يصيح في أذنيه:
- لا .. الموت أفضل.

والآن.. مرت عشر سنوات على ذلك المشهد الكريه.. مرت عشر سنوات على اليوم الذي اقتلعوا فيه رجولته منه، ولقد عاش هذا الذل يوما وراء يوم وساعة أثر ساعة، مضغه مع كبريائه، وافتقده كل لحظة من لحظات هذه السنوات العشر ورغم ذلك فإنه لم يعتده قصد، لم يقبله قط.. عشر سنوات طوال وهو يحاول أن يقبل الأمور، ولكن أية أمور؟ أن يعترف ببساطة بأنه قد ضيع رجولته في سبيل الوطن؟ وما النفع؟ لقد ضاعت رجولته وضاع الوطن وتبا لكل شيء في هذا الكون الملعون...

كلا إنه لم يقبل، بعد عشر سنوات أن ينسى مأساته ويعتادهما. بل أنه لم يقبل ذلك حتى حين كان تحت المبضع يحاولون أن يقنعوه بأن فقدان الرجولة أرحم من فقدان الحياة. يا إله الشياطين، إنهم لا يعرفون ذلك قط، لا يعرفون شيئا ثم يتنطحون لتعليم الناس كل الأشياء.. أتراه لم يقبل أم إنه كان عاجزا عن القبول؟ منذ اللحظ ات الأولى كان قد قرر أن لا يقبل، نعم، هذا هو الصحيح بل أنه كان عاجزا عن تصور الأمر بتمامه حتى أنه، بعد وعي، هرب من المستشفى قبل أن يشفى نهائيا .. كأن هروبه كان قادرا على تسوية الأمور من جديد، لقد احتاج إلى وقت طويل حتى يعتاد مجرد الحياة.. ولكن تراه اعتادها؟ ليس بعد.. كلما سئل بشكل عابر:"لماذا لا تتزوج؟ " عاد إليه الإحساس الكريه بألم يغوص بين فخذيه كأنه مازال ملقى تحت الضوء المستدير الساطع وساقاه مرفوعتان إلى فوق.

كان الضوء متوهجاً وساطعاً حتى أن عينيه بدأتا تدمعان، عندها، مد أسعد يده فأنزل حاجبة الشمس المستطيلة ليقع الظل على وجه أبي الخيزران:
- " نعم، إن هذا أفضل.. شكرا.. أتعرف؟ إن إبا قيس رجل محفوظ " أحس أسعد بأن أبا الخيزران يريد تغيير موضوع الزواج الذي أثاره بسؤاله فاستجاب لذلك ببساطة:
- لماذا؟
- لو قدر له أن يذهب مع المهربين لكان وصوله إلى الكويت بمثابة أعجوبة لا أكثر ولا أقل.

كتف أبو الخيزران ذراعيه على المقود واتكأ بصدره فوقهما..
- أنت لا تعرف كيف تجري الأمور هنا.. كلكم لا تعرفون.. اسألني أنا.. اسألني، انني أعرف قصصا يبلغ عددها عدد شعر القط!
- إن الرجل السمين يبدو طيباً.. لقد ملت إليه.

أنزل أبو الخيزران رأسه ومسح عرق جبينه بكمه المتكئ على المقود وقال:
- هه ! إن الرجل السمين لا يذهب معلم عبر الحدود وهو لا يعرف ماذا يحدث..
- ماذا يحدث ؟
- لي ابن عم يدعى حسنين، هرب مرة عبر الحدود، وبعد مسير أكثر من عشر ساعات حل، الظلام. عندما أشار المهرب إلى مجموعة من الأضواء البعيدة وقال: تلك هي الكويت.. تصلونها بعد مسيرة نصف ساعة.. أتدري ما الذي حدث؟ لم تكن تلك الكويت .. كانت قرية عراقية نائية ! أستطيع أن أروي لك آلافا من القصص المشابهة. قصص رجال تحولوا إلى كلاب وهم يبحثون عن نقطة ماء واحدة يغسلون بها ألسنتهم المشققة.. وماذا تحسب أنه حدث حين شاهدوا خيام البدو؟ لقد اشتروا جرعة الماء، بكل ما يملكون من نقود أو خواتم زواج أو ساعات... يقولون أن حاتم كان بدوياً.. ولكنني أعتقد أنها مجرد كذبة،.. ذلك زمن راح يا أبا السعد.. راح.. ولكنكم لا تدركون ذلك تحسبون أن الرجل السمين بوسعه أن يعمل كل شيء.. أعرف رجلا عاش في الصحراء وحيداً مدة أربعة أيام، وحين التقطته سيارة على طريق الجهرة كان على وشك أن يلفظ آخر أنفاسه.. أتدري ماذا فعل ؟ كان يريد شيئا واحدا من كل هذه الحياة.. كان يريد أن يعود إلى البصرة فور أن يسترد صحته، ويعود إليها عبر الصحراء أيضاً إذا لزم الأمر.. أتعرف لماذا ؟ قال لي أنه يريد العودة إلى هناك كي يطبق بكفيه حول عنق الرجل السمين ويخنقه، ثم لتقم القيامة.. كان قد بدأ رحلته مع صديقين من أصدقاء شبابه، من غزة، عبر إسرائيل، عبر الأردن، عبر العراق .. ثم تركهم المهرب في الصحراء، وهم لما يعبروا حدود

الكويت.. لقد دفن صديقيه بتلك الأراضي المجهولة وحمل معه هويتيهما على أمل أن يصل إلى الكويت، فيرسلهما إلى أهليهما. لم يكن يريد لأحد أن ينصحه.. كان يقول أنه لا يريد أن ينسى ولا يريد أن يغفر.. وبعد مرور أقل من شهر عاد أدراجه إلى العراق، ولكنهم ألقوا القبض عليه.. وهو الآن يمضي سنته الثمانية في سجن حقير.. ماذا تراك تحسب؟ تأتون إلينا من المدارس مثل الأطفال وتحسبون أن الحياة هينة أتحسب أن أبا قيس لم يكن يقامر بحياته.. وسوف يكون هو الخاسر ! أنا متأكد من ذلك تأكدي من الشمس الملعونة هذه !ٍ غدا حين تصل إلى الكويت ستتذكرني بالخير وتقول : كان أبو الخيزران يحكي الصحيح، ثم تحمد ربك ألف مرة لأنني أنقذتك من أظافر الرجل السمين.. هل رأيت في عمرك كله هيكلا عظميا ملقى فوق الرمل؟
- ماذا قلت؟
- سألتك : هل رأيت في عمرك كله هيكلا عظميا ملقى فوق الرمل؟
- كلا...

دور أبو الخيزران مقود سيارته بعنف ليتجاوز حفره واسعة في الرمل، ثم بدأت السيارة تخب. وترتجف فوق طريق تشبه الدرج المنبسط، وأحس أسعد بأن أمعاءه على وشك أن تقفز من بين أسنانه المصطكة .
- كنت سترى الكثير منها. لو مشيت مع المهربين .. وعلى أي حال ، سوف لن يعني ذلك شيئا ...
- لماذا ؟
- لأنك ستكون مشغولا عن التفكير به .. أو ، مثلما قال حسنين ، لأنك لا تريد أن تفكر به

ابتسم أسعد ببلاهة ، لمجرد أنه لا يعرف ماذا يتعين عليه أن يفعل ، ثم سأل وهو يلكز أبا الخيزران في خاصرته،
- لماذا تعمل إذن في التهريب
- أنا ؟ أنا لا أعمل في التهريب

ضحك أسعد وضرب كفه فوق فخد أبي الخيزران :
إذن ماذا تسمي هذا؟
- أقول لك الحقيقية؟ أنني أريد مزيداً من النقود .. مزيدا من النقود.. مزيدا من النقود.. ولقد اكتشف أنه من الصعب تجميع ثروة عن طريق التهذيب ... أترى هذا المخلوق الحقير الذي هو أنا ؟ إنني أمتلك بعض المال ! وبعد عامين سأترك كل شيء وأستقر.. أريد أن أستريح .. أتمدد.. أستلقي في الظل وأفكر أولا أفكر.. لا أريد أن أتحرك قط.. لقد تعبت في حياتي بشكل أكثر من كاف ! إي والله، أكثر من كاف

أطفأ أبو الخيزران المحرك بسرعة، يفتح الباب ثم قفز إلى الأرض .. وأخذ يصيح:
- لقد بدأ الجد.. هيا.. سأفتح لكم باب الخزان.. هاها سيكون الطقس كالآخرة، هناك في الداخل..

صعد بخفة فوق السلم الحديدي الصغير وأخذ يعالج باب الخزان المستدير وفكر مروان ببطء: " أن ذراعيه قويتان.. " كانوا يتصببون عرقا ، إلا أن قميص أبي الخيزران كان مبتلا تماما وكان وجهه ويبدو كأنه مطلي بالوحل.

انفتح الباب مقرقعا ورفع أبو الخيزران طرف القرص الحديدي إلى فوق فاستوى واقفا فوق مفصله وبدا باطنه أحمر من فرط الصدأ .. جلس أبو الخيزران إلى جانب الفوهة موسعا ما بين ساقيه المدلاتين وأخذ يمسح عرقه بالمنديل الأحمر الذي يلفه على مؤخرة رقبته، تحت قبة القميص الأزرق، وكان يلهث:
- أنصحكم أن تنزعوا قمصانكم .. الحر خانق ومخيف هنا وسوف تعرقون كأنكم في المقلى . ولكن.. لخمس دقائق أو سبع، وسوف أقود بأقصى ما أستطيع من السرعة.. توجد. في الداخل عوارض حديدية.. في كل زاوية عارضة.. أنني أفضل أن تمسكوا بها جيدا وإلا تدحرجتم كالكرات.. طبعاً ستخلعون أحذيتكم..

بقي الجميع واقفين على الأرض دون حراك، نهض أبو الخيزران ثم قفز إلى تحت وكان يحاول أن يضحك:
- بوسع المرء أن ينام في الداخل لو كان الطقس أرحم قليلا..

نظر أبو قيس إلى مروان ثم نظر كلاهما إلى أسعد.. الذي خطا - تحت تأثير تلك النظرات - خطوتين صغيرتين إلى الأمام، ثم عاد، فوقف من جديد، وكان أبو الخيزران يراقبه.
- أنصحكم أن تعجلوا قليلاً .. إننا ما زلنا في مطلع النهار وبعد قليل سيصبح الخزان من الداخل فرناً حيقيقياً.. بوسعكم أن تأخذوا معكم مطارة ، ولكن لا تستعملوها حين تحسون أن السيارة واقفة..

حسم مروان رأيه فاقترب متسرعاً من السلم الحديدي، إلا أن أسعد سبقه فتسلق العجل ثم انحنى فوى الفوهة المفتوحة وأسقط رأسه داخل الخزان لبرهة وجيزة، ثم عاد فرفعه:
- هذه هي جهنم ! إنها تتقد !

قال أبو الخيزران وهو يفرش كفيه الكبيرتين :
- لقد قلت لكم ذلك من قبل ..

كان مروان قد وصل هو الآخر ودس رأسه داخل الفوهة ثم عاد فرفعه وقد ارتسمت على وجهه علائم الاشمئزاز والرعب . أما أبو قيس فقد وصل إلى جانبهما لا هنا .. وصاح أبو الخيزران من تحت :
- أتعرفون ماذا تفعلون إذا راود أحدكم العطاس؟

ابتسم أسعد ابتسامة باهتة بينما نظر مروان إلى تحت وبدا أن أبا قيس لم يفهم السؤال ..
ليضع إصبعه تحت منخريه مستقيما .. هكذا ..

مثل أبو الخيزران الحركة فبدا وجهه مضحكا وقال أسعد وهو يخطو إلى الأمام :
- لا أعتقد أن أحدنا سيعطس في هذا الفرن .. لا تقلق من هذه الناحية ..

وضع أسعد كفيه على خاصرتيه ووقف إلى جانب الفوهة مطأطئاً رأسه وكأنه يريد أن يرى ماذا يوجد في الداخل.. بينما خلع أبو قيس قميصه ولفه باعتناء تحت إبطه. وبدا صدره مستعرا شائباً وعظام كتفيه بارزة إلى الأمام.. جلس على حافة الفوهة مدليا ساقية داخلها . رمى بقميصه أولاً ، ثم بدأ ينزلق بطيئاً مستقيماً معتمداً على ذراعيه المشدودتين فوق حافة الفوهة حتى إذا ما لمست قدماه أرض الخزان أرخى ذراعيه وجعل ينساب باعتناء، فغاص رأسه ثم توارت ذراعاه..

قوس أسعد جسده وصاح:
- كيف ترى الأمور؟

ودوى صوت عريض من الداخل كأنه آت من عمق سحيق:
- إنه بئر ملعونة.. تعال.

نظر أسعد إلى مروان الذي خلع قميصه ووقف ينتظر بينما بدأ أبو الخيزران يتسلق السلم الحديدي من جديد.
- دور من؟
- دوري.

توجه مروان إلى الفوهة وأدار لها ظهره.. أنزل ساقيه أولا جاعلا بطنه فوق الحافة ثم انزلق الجسد ببراعة، وبقيت الكفان متمسكتين بإطار الفوهة لبرهة، ثم اختفتا.

لحق أسعد بزميليه دون أن يخلع قميصه، وحين وارته الفوهة انحنى أبو الخيزران محاولا أن يرى الوضع في الداخل إلا أنه لم ير شيئا، في كل مرة كان يطل بها كان جسده يحجب الضوء المتسلل من الفوهة فتتعذر الرؤيا، وأخيراً صاح:
- ها ؟

وأجابه صوت عريض:
- ماذا تنتظر؟ عجل، إننا على وشك الاختناق !

أغلق أبو الخيزران الغطاء بسرعة ودور يده المضلعة دورتين ثم انحدر راكضاً إلى مقعده، وبدأت السيارة، قبل أن ينغلق الباب، تلتهم الطريق.. !

في تلك الدقائق القليلة كانت، ثمة، فكرة واحدة تحوم في رأس أبي الخيزران، ليس غير

إن الطريق المحفرة ، التي تشبه درجا منبسطاً تهز السيارة وترجفها بلا هوادة وبلا إنقطاع .. إن هذا العزيز جدير بأن يجعل البيض عجة في وقت أقل مما تستطيع الخفاقة الكهربائية أن تفعل.. لا بأس بذلك بالنسبة لمروان فهو فتى، ولا بأس بذلك بالنسبة لأسعد فهو قوي البنية.. ولكن، ماذا عن أبي قيس؟ لا شك أن أسنانه تصطلك مثل إنسان على وشك أن يموت من شدة الصقيع، ولكن الفرق أنه ليس ثمة صقيع هنا.

بوسع أبي الخيزران أن يتلافى بعض هذا الهزيز لو زاد من سرعته أكثر.. لو جعل هذه الدبابة الجهنمية تسير بسرعة مئة وعشرين بدل التسعين التي يشير لها المؤشر الآن .. ولكن إذا فعل ذلك من يضمن أن لا تنقلب السيارة فوق مثل هذه الطريق الملعونة ؟ لا بأس أن تنقلب السيارة فهي ليست له ، ولكن ماذا لو استقرت على قفاها؟ ثم من قال أن محرك السيارة يتحمل مثل هذه السرعة في مثل هذا الجو وهذه الأرض؟ إنهم يضعون دائمًا على المؤشر أرقاماً عالية ليس من الحكمة أن يبلغها السائق الماهر..

لم يخفف السرعة حين وصل إلى صفوان ، بل إنه - حين دور في الساحة متجهاً إلى اليسار حيث يقوم المخفر لم يرفع قدمه عن مضغط البنزين قيد شعرة بل جعلها دورة واسعة نثرت الغبار في حلقة واسعة.. ولم يرفع قدمه إلا حين ضغط المكبح أمام باب المخفر بعنف، ومرق كالسهم إلى الداخل.

ساحة الجمرك ساحة رملية واسعة في صفوان تتوسطها شجرة كبيرة يتيمة تتهدل أوراقها المتطاولة فترمي ظلا واسعاً في الساحة.. وعلى الأطراف تنتصب حجرات ذات أبواب خشبية واطئة في داخلها مكاتب مكتظة ورجال مشغولون دائماً.. لم يلحظ أبو الخيزران، وهو يقتحم الساحة بقده المديد، سوى بعض النسوة الجالسات في ظل الشجرة ملتفعات بالعباءات. كان ثمة طفل أو طفلان يقفان إلى جانب صنبور المياه وكان الحاجب نائماً فوق كرسي القش العتيق.

أبو الخيزران متعجل اليوم !
- نعم.. الحج رضا ينتظر.. إذا تأخرت طردني.
- الحج رضا لن يطردك ، لا تخف.. لا يمكن أن يعثر على شاب مثلك.
- هه ! الشباب يملأون الأرض كالفقع.. لو أشار بيديه لتهاووا فوقه كالذباب.
- ماذا تحمل معك؟
- أسلحة ! دبابات! ومصفحات ! وست طائرات ومدفعين..

انفجر الرجل ضاحكاً من أعماقه وتناول أبو الخيزران الأوراق من تحت يديه بخفة وانطلق إلى الخارج .. قال في ذات نفسه وهو يدخل إلى غرفة أخرى : " أصعب المراحل انتهت " بعد دقيقة واحدة خرج من الغرفة الأخرى.. وبأقل من لمح البصر كان يدور المحرك فيمزق السكون الضارب فوق صفوان وينطلق إلى الطريق من جديد.

فيما كانت السيارة تنطلق كالسهم تاركة وراءها خطاً من غيوم الغبار كان أبو الخيزران ينزف عرقاً غزيراً يصب في وجهه ممرات متشعبة تلتقي عند ذقنه.. كانت الشمس ساطعة متوهجة وكان الهواء ساخناً مشبعاً بغبار دقيق كأنه الطحين: " لم أر في حياتي مثل هذا الطقس اللعين.. " فك أزرار قميصه فلامست أصابعه شعر صدره الغزيز المبتل.. كانت الطريق قد استوت، ولم تعد السيارة ترجف شأنها من قبل فزاد من سرعته - كان المؤشر يندفع إلى الأمام ككلب أبيض مربوط إلى وتد.

نظر إلى الأمام بعينيه الغارقتين في عرقه فتبين نهاية الهضبة الصغيرة.. وراء هذه الهضبة تحتجب صفوان، وهناك يتعين عليه أن يقف.
زود ضغط قدمه فوق المضغط كيما تتسلق السيارة الهضبة دون أن تتباطأ، وأحس بأن عضلة ساقه قد تكورت حتى أوشكت أن تتمزع، الأرض تنطوي والسيارة تزأر، والزجاج يتوهج والعرق يحرق عينيه، وما تزال قمة الهضبة تتراءى له بعيدة كالأبد.. يا إلهي العزيز العلى القدير، كيف يمكن لقمة هضبة ما أن تعني كل هذه المشاعر التي تموج في شرايينه وتصب لهبها على جلده الملوث بالوحل عرقا، مالحا ؟ يا إلهي العلى الذي لم تكن معي أبداً، الذي لم تنظر إلى أبداً، الذي لا أؤمن بك أبداً. أيمكن أن تكون هنا هذه المرة؟ هذه المرة فقط؟

رف عينيه رفات سريعة ليغسل العرق عن جفنيه، وحين فتحهما آخر مرة كانت قمة الهضبة قد صارت أمامه..

وصل إلى أعلاها فأطفأ المحرك وترك " السيارة تنزلق قليلا ثم أوقفها وقفز من الباب إلى ظهر الخزان.

خرج مروان أولاً : رفع ذراعيه فانتشله أبو الخيزران بعنف وتركه مفروشا فوق سطح الخزان.. أطل أبو قيس برأسه ثم حاول أن يخرج إلا أنه لم يستطع، عاد فأخرج ذراعيه وترك أبا الخيزران يساعده.. أما أسعد فقد استطاع أن يتسلق الفوهة. كان قد خلع قميصه.

جلس أبو الخيزران فوق سطح الخزان الساخن. كان يلهث وبدا أنه قد كبر عن ذي قبل.. بينما انزلق أبو قيس ببطء فوق العجلات واستلقى في ظل السيارة منبطحا على وجهه . وقف أسعد هنيهة يتنشق بملء صدره. كان يبدو؟ أنه يريد أن يتكلم إلا أنه لم يستطع .. وأخيراً قال لاهثاً :

أووف ! الطقس هنا في غاية البرودة !

كان وجهه محمرا ومبتلا، وكان بنطاله مغسولاً بالعرق أما صدره فقد انطبعت عليه علائم الصدأ فبدا وكأنه ملطخ بالدم.. نهض مروان وهبط السلم الحديدي بإعياء.. كانت عيناه حمراوين وكان صدره مصبوغاً بالصدأ وحين وصل إلى الأرض وضع رأسه فوق فخذ أبي قيس ومدد جسده ببطء إلى جانب العجل.. بعد لحظة تبعه أسعد ثم أبو الخيزران فجلسا واضعين رأسيهما فوق ركبهما المطوية.. قال أبو الخيزران بعد فترة:
- هل كان الأمر مخيفاً ؟

لم يجبه أحد.. فدور نظره فوق وجوههم فبدت له وجوهاً صفراء محنطة، ولولا أن صدر مروان كان يرتفع ويهبط، ولولا أن أبا قيس كان يتنفس بصفير مسموع، لخيل إليه إذن أنهما ميتان..
- قلت لكم سبع دقائق.. ورغم ذلك لم يستغرق الأمر أكثر من ست.

نظر إليه أسعد ببرود بينما فتح مروان عينيه دون أن ينظر إلى شيء معين ودور أبو قيس وجهه إلى الناحية الأخرى.
- أقسم لك بشرفي. ست دقائق ! انظر إلى الساعة يا أسعد. ست دقائق بالضبطا انظر ! لماذا لا تريد أن تنظر؟ لقد قلت لكما ذلك، قلته منذ البدء، وأنتم تعتقدون الآن أنني أكذب عليكم.. ها هي الساعة انظر.. انظر.

رفع مروان رأسه ثم استند على عضديه وأخذ ينظر، ملقياً رأسه بعض الشيء إلى الوراء، باتجاه أبي الخيزران.. لم يكن يبدو أنه يراه بوضوح..
- هل جربت أن تجلس هناك ست دقائق؟
- لقد قلت لكم..
- ثم إنها لم تكن ست دقائق.
- لماذا لا تنظر إلى ساعتك.. لماذا ؟ إنها في رسغك، هيا انظر.. انظر.. وكف عن التحديق بي كالمجنون..

قال أبو قيس:
- إنها ست دقائق.. كنت طوال الوقت أعد .. من الواحد إلى الستين: دقيقة، هكذا حسبت.. عددت ست مرات.. في المرة الأخيرة عددت ببطء شديد..

كان يتكلم بصوت منخفض وببطء.. فقال أسعد:
- ماذا بك يا أبا قيس، هل أنت مريض؟
- أنا؟ أنا؟ أوف، كلا.. لكنني أتنفس حصتي من الهواء.

وقف أبو الخيزران ونفض عن بنطاله الرمل ثم ثبت كفيه فوق خاصرتيه وأخذ ينقل بصره بين الرجال الثلاثة:
- هيا بنا.. يجب أن لا نضيع وقتا أكثر.. أمامكم حمام تركي آخر بعد فترة وجيزة.

نهض أبو قيس واتجه إلى غرفة السائق بينما تسلق أسعد السلم الحديدي وبقي مروان جالساً في الظل.

قال أبو الخيزران:
- ألا تريد أن تنهض
- لماذا لا نستريح قليلا؟

صاح أسعد من فوق:
- سنستريح كثيرا بعد أن نصل وليس قبل ذلك.. هيا..

ضحك أبو الخيزران بصوت عال.. ثم ضرب بكفه فوق كتف مروان وقال:
- تعال اجلس إلى جانب أبي قيس، إنك نحيل ولن تضايقنا كثيراً. ثم إنك، كما يبدو متعب جدا.

صعد مروان فجلس إلى جانب أبي قيس بينما صاح أبو الخيزران بصوت عال قبل أن يغلق الباب:
- البس قميصك يا أسعد وإلا شوتك الشمس..

قال مروان لأبي الخيزران بصوت موهن:
- قل له أن يترك باب الفرن مفتوحا عله يبترد.

صاح أبو الخيزران جذلا :
- واترك باب الخزان مفتوحاً..

هدر المحرك ومضت السيارة الكبيرة ترسم في الصحراء خطاً من الضباب، يتعالى، ثم يذوب في القيظ..

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:43 AM
الشمس والظل


شق العالم الصغير الموهن طريقه في الصحراء مثل قطرة زيت ثقيلة فوق صفيحة قصدير متوهجة.. كانت الشمس ترتفع فوق رؤوسهم مستديرة متوهجة براقة، ولم يعد أحد منهم يهتم بتجفيف عرقه .. فرش أسعد قميصه فوق رأسه وطوى ساقيه إلى فخذيه وترك للشمس أن تشويه بلا مقاومة.. أما مروان فقد اتكأ برأسه على كتف أبي قيس وأغمض عينيه.. وكان أبو قيس كدق إلى الطريق مطبقاً شفتيه بإحكام تحت شاربه الرمادي الكث.

لم يكن أي واحد من الأربعة يرغب في مزيد من الحديث.. ليس لأن التعب قد أنهكهم فقط بل لأن كل واحد منهم غاص في أفكاره عميقاً عميقاً.. كانت السيارة الضخمة تشق الطريق بهم وبأحلامهم وعائلاتهم ومطامحهم وأمالهم وبؤسهم ويأسهم وقوتهم وضعفهم وماضيهم ومستقبلهم.. كما لو أنها آخذة في نطح باب جبار لقدر جديد مجهول.. وكانت العيون كلها معلقة فوق صفحة ذلك الباب كأنها مشدودة إليه بحبال غير مرئية.

سوف يكون بوسعنا أن نعلم قيساً وأن نشتري عرق زيتون أو عرقين، وربما نبني غرفة نسكنها وتكون لنا، أنا رجل عجوز قد أصل وقد لا أصل.. أو تحسب إذن أن حياتك هنا أفضل كثيراً من موتك؟ لماذا لا تحاول مثلنا؟ لماذا لا تنهض من فوق تلك الوسادة وتضرب في بلاد الله بحثاً عن الخبز؟ هل ستبقي كل عمرك تأكل من طحين الإعاشة الذي تهرق من أجل كيلو واحد منه كل كرامتك على أعتاب الموظفين؟

وتمضي السيارة فوق الأرض الملتهبة ويدوي محركها بلا هوادة..

شفيقة إمرأة بريئة.. كانت صبية يافعة حين طوحت قنبلة مورتر بساقها فبترها الأطباء من أعلى الفخذ.. وأمه لا تحب أن يحكي إنسان عن أبيه. زكريا راح.. هناك، في الكويت، ستتعلم كل شيء. ستعرف كل شيء.. أنت ما زلت فتى لا تفهم من الحياة إلا قدر ما يفهم الطفل الرضيع من بيت ! المدرسة لا تعلم شيئاً. لا تعلم سوى الكسل فاتركها وغص في المقلاة مثلما فعل سائر البشر.

السيارة تمضي فوق الأرض الملتهبة، ويدوي محركها بهدير شيطاني..

ربما كانت قنبلة مزروعة في الأرض تلك التي داس عليها فيما كان يركض، أو

ربما قذفها، أمامه، رجل كان مختبئاً في خندق قريب، كل ذلك لا يهم الآن.

ساقاه معلقتان إلى فوق وكتفاه ما زالتا فوق السرير الأبيض المريح والألم الرهيب يتلولب بين فخديه.. كانت، ثمة، امرأة تساعد الأطباء. كلما يتذكر ذلك يعبق وجهه بالخجل.. ثم ماذا نفعتك الوطنية ؟ لقد صرفت حياتك مغامراً ، وها أنت ذا أعجز من أن تنام إلى جانب امرأة ! وما الذي أفدته ؟ ليكسر الفخار بعضه. أنا لست أريد الآن إلا مزيداً من النقود.. مزيداً من النقود. السيارة تمضي فوق الأرض الملتهبة.. ويدوي محركها بالهدير.

دفعه الشرطي أمام الضابط فقال له: تحسب نفسك بطلا وأنت على أكتاف البغال تتظاهرون في الطريق ! بصق على وجهه ولكنه لم يتحرك فيما أخذت البصقة تسيل ببطء نازلة من جبينه، لزجة كريهة تتكوم على قمة أنفه.. أخرجوه، وحينما كان في الممر سمع الشرطي القابض على ذراعه بعنف يقول بصوت خفيض: " يلعن أبو هالبدلة ".. ثم أطلقه فمضى يركض. عمه يريد أن يزوجه ابنته ولذلك يريده أن يبدأ.. لولا ذلك لما حصل الخمسين ديناراً كل حياته.

السيارة تمضي فوق الأرض الملتهبة، ويهدر محركها مثل فم جبار يزدرد الطريق...

الشمس في وسط السماء ترسم فوق الصحراء قبة عريضة من لهب أبيض،

وشريط الغبار يعكس وهجاً يكاد يعمي العيون.. كانوا يقولون لهم إن فلاناً لم يعد من الكويت، لأنه مات، قتلته ضربة شمس، كان يغرس معوله في الأرض حين سقط فوقه وفوقها، وماذا،؟ ضربة شمس قتلته، تريدون أن تدفنوه هنا أو هناك؟ هذا كل شيء، ضربة شمس ! هذا صحيح، من الذي سماها ضربة؟ ألم يكن عبقريا ؟ كأن هذا الخلاء عملاق خفي يجلد رؤوسهم بسياط من نار وقار مغلي. ولكن أيمكن للشمس أن تقتلهم وتقتل كل الزخم المطوي في صدورهم ؟ كأن الأفكار كانت تسيل من رأس إلى رأس وتخفض بهواجس واحدة، لقد التقت العيون فجأة : نظر أبو الخيزران إلى مروان ثم إلى أبي قيس فوجده يحدق به، حاول أن يبتسم ولكنه لم يستطع فمسح عرق جبينه بكمه وقاله بصوت خفيض:
- هذه جهنم التي سمعت عنها.
- جهنم الله؟
- نعم.
- مد أبو الخيزران يده فأطفأ المحرك، ثم نزل ببطء فتبعه مروان وأبو قيس بينما بقي أسعد معلقاً فوق.

جلس أبو الخيزران في ظل السيارة وأشعل لفاقه ثم قال بصوت خفيض:
- لنسترح قليلاً قبل أن نبدأ التمثيلية مرة أخرى.

قاله أبو قيس :
- لماذا لم تتحرك بنا مساء أمس فتوفر علينا برودة الليل كل هذه المشقة؟

قال أبو الخيزران دون أن يرفع بصره عن الأرض:
- الطريق بين صفوان والمطلاع تمتلئ بالدوريات في الليل.. في النهار لا يمكن لأية دورية أن تغامر بالاستطلاع في مثل هذا القيظ..

قال مروان:
- إذا كانت سيارتك معصومة عن التفتيش.. فلماذا لا نبقي خارج ذلك السجن

الرهيب؟

قال أبو الخيزران بحدة :
- لا تكن سخيفاً .. هل أنت خائف إلى هذا الحد من البقاء خمس أو ست دقائق في الداخل ؟ لقد اجتزنا أكثر من نصف الطريق ولم يبق إلا الأسهل..

نهض أبو الخيزران واقفاً ثم اتجه، إلى المطارة المعلقة خارج الباب وفتحها:
- سوف أقيم لكم حفلة غداء رائعة حين نصل.. سأذبح دجاجتين..

رفع المطارة وصب في فمه الماء فبدأ يسيل من ركنيه مزرزبا إلى ذقنه ثم إلى قميصه المبتل ، وحين ارتوى صب ما تبقي في المطارة فوق رأسه وترك الماء يسيل على عنقه وصدره وجبينه وبدا شكله عجيباً. علق المطارة من جديد خارج الباب وفرش كفيه الكبيرتين وصاح:
- هيا بنا.. لقد تعلمتم الصنعة جيدا.. كم الساعة الآن ؟ إنها الحادية عشرة والنصف.. احسبوا.. سبع دقائق على الأكثر وأفتح لهم الباب.، تذكروا ذلك جيدا .. الحادية عشرة والنصف..

نظر مروان إلى ساعته وهز رأسه ، لقد حاول أن يقول شيئاً إلا أنه لم يستطع، فمشى خطوات قليلة إلى السلم الحديدي وبدأ يتسلقه.

طوى أسعد قميصه وغاص في الفوهة.. تردد مروان قليلا ثم تبعه متكئاً ببطنه فوق الحافة منزلقاً ببراعة وقسوة بينما هز أبو قيس رأسه وقال :
- سبع دقائق؟

ربت أبو الخيزران على كتف أبي قيس ونظر مباشرة في عينيه ، كانا واقفين هناك معاً يتصببان عرفاً، ولكنهما لم يستطيعا الكلام.

تسلق أبو قيس السلم بثبات ثم أسقط ساقيه داخل الفوهة فأعانه الشابان على النزول.

أغلق أبو الخيزران الباب ودور الذراع المضلعة دورتين ثم قفز إلى الأرض متعجلا وانطلق إلى مقعده.

بعد دقيقة ونصف فقط اجتاز أبو الخيزران بسيارته الباب الكبير المفتوح في الأسلاك الشائكة المشدودة حول مركز المطلاع وأوقف سيارته أمام السلم . العريض الذي يرقى إلى البناء المقرمد ذي الطابق الواحد، والذي تمتد على جانبيه غرف صغيرة ذات شبابيك واطئة مغلقة، بينما تقوم بضعة عربات لبيع المأكولات قبالته، وكانت أصوات مكيفات الهواء تملأ الساحة بالضجيج.

لم يكن ثمة، غير سيارة أو سيارتين واقفتين في طرف الساحة الكبيرة بالانتظار، كان الصمت مطبقا بكثافة إلا من أصوات هدير مكيفات الهواء المثبتة على كل الشبابيك المطلة على الساحة، ولم يكن هناك سوى جندي واحد واقف في كوخ خشبي صغير يقع إلى جانب الدرج العريض.

ارتقى أبو الخيزران الدرج مسرعاً واتجه إلى الغرفة الثالثة إلى اليمين، وفور أن فتح الباب ودخل أحس، نتيجة للنظرات التي انصبت عليه من قبل الموظفين، أن شيئاً ما سوف يحدث، إلا أنه لم يتباطأ ودفع أوراقه أمام الموظف السمين الذي كان يجلس في صدر الغرفة.
- ها ! أبو خيزرانة !

قال الموظف وهو ينحي الأوراق من أمامه بلا مبالاة متعمدة ويكتف ذراعيه فوق الطاولة الحديدية..
- أين كنت كل هذا الوقت؟

قال أبو الخيزران لاهثاً :
- في البصرة.
- سأل عنك الحاج رضا أكثر من ست مرات.
- كانت السيارة معطلة.

ضج الموظفون الثلاثة الذين يشغلون الغرفة ضاحكين بصخب فالتفت أبو الخيزران حواليه حائراً ثم ثبت نظره على وجه الرجل السمين :
- ما الذي يضحككم في هذا الصباح ؟

تبادل الموظفون النظر ثم انفجروا ضاحكين من جديد.. قال أبو الخيزران متوتراً وهو ينقل قدماً ويضعها مكان الأخرى :
- والآن يا أبو باقر .. لا وقت لدي للمزاح.. أرجوك . مديده فقرب الأوراق إلى أمامه، إلا أن أبا باقر عاد فنحى الأوراق إلى طرف الطاولة وكتف ذراعيه من جديد وهو يبتسم ابتسامة خبيثة:
- سأل عنك الحاج رضا ست مرات..
- قلت لك: كانت السيارة معطلة.. ثم إنني والحج رضا نستطيع أن نتفاهم حين نلتقي.. وقع الأوراق رجاء، إنني على عجل..

قرب الأوراق من جديد إلا أن أبا باقر نحاها مرة أخرى.
- كانت سيارتك معطلة؟
- نعم ..أرجوك إني مستعجل.

نظر الموظفون الثلاثة إلى بعضهم وضحكوا بخبث - ولكن بصوت خفيض - كانت طاولة أحدهم فارغة تماماً إلا من كأس شاي زجاجي صغير، وكان الآخر قد كف عن عمله وأخذ يتابع ما يحدث.

قال الرجل السمين المسمى أبو باقر وهو يتجشأ:
- والآن.. كن عاقلا يا أبو خيزرانة.. لماذا تتعجل السفر في مثل هذا الطقس الرهيب ؟ الغرفة هنا باردة وسوف أطلب لك استكانة شاي.. فتمتع بالنعم !

حمل أبو الخيزران الأوراق ثم تناول القلم من أمام أبي باقر ودار حول الطاولة حتى صار إلى جانبه فانحنى ودفع له القلم وهو يدفع، بذراعه، كتف أبي باقر:
- في طريق عودتي سأجلس عندك ساعة، ولكن الآن دعني أمشي كرامة لباقر وأم باقر.. خذ.

إلا أن أبا باكر لم يمد يده وبقي يحدق إليه بعينين بلهاوين وهو على وشك أن ينفجر بالضحك.
- آه يا ملعون يا أبا خيزرانة ! لماذا لا تتذكر أنك على عجلة حين تكون في البصرة ؟ ها ؟
- قلت لك أن السيارة كانت في الكاراج :

دفع له القلم مرة أخرى إلا أن أبا باقر لم يتحرك :
- لا تكذب يا أبو خيزرانة.. لا تكذب.. الحج رضا حكى لنا القصة من الألف للياء..
- أية قصة؟

نظر الجميع إلى بعضهم فيما انقلب وجه أبي الخيزران الهزيل فصار مبيضاً من فرط الرعب وأخذ القلم يرتجف في يده.
قصة تلك الراقصة.. ما اسمها يا علي؟

أجاب على من وراء الطاولة الفارغة:
كوكب.

ضرب أبو باقر طاولته بيده واتسعت ابتسامته:

كوكب ! كوكب ! يا أبا خيزرانة يا ملعون.. لماذا لا تحكي لنا قصصك في البصرة ؟ تمثل أمامنا أنك رجل مهذب، ثم تمضي إلى البصرة فتمارس الشرور السبعة مع تلك الراقصة.. كوكب.. آه.. كوكب هذا هو الاسم.

طاح أبو الخيزران محاولا أن لا يتجاوز حد المزاح.
أي كوكب وأي بطيخ ! دعني أمضى قبل أن يطردني الحج..

قال أبو باقر:
- لا يمكن ! حدثنا عن تلك الراقصة.. الحج يعرف قصتك كلها وقد رواها لنا.. هيا.
- إذا رواها الحج لكم.. فلماذا تريدونني أن أرويها مرة أخرى .

وقف أبو باقر وصاح كالثور:
- إذن.. إنها قصة حقيقية !.. قصة حقيقية !

دار حول الطاولة حتى صار في منتصف الغرفة. كانت القصة الفاجرة قد هيجته.
لقد فكر بها ليل نهار، ركب فوقها كل المجون الذي خلقه حرمانه الطويل الممض، كانت فكرة أن صديقاً له قد ضاجع عاهرة ما، فكرة مهيجة تستحق كل تلك الأحلام:
- تذهب إلى البصرة وتدعي أن السيارة قد تعطلت.. ثم تمضي

مع كوكب أسعد ليالى العمر! يا سلام يا أبو خيزرانة.. يا سلام يا ملعون..
ولكن قل لنا كيف أحبتك؟ الحج رضا يقول أنها من فرط حبها لك تصرف نقودها عليك وتعطيك شيكات.. آه يا أبو خيزرانة يا ملعون !

اقترب منه، كان وجهه محمرا وكان من الواضح أنه أمضى وقتاً طيباً وهو يتفكر في القصة كما رواها الحاج رضا له على الهاتف.. انحنى فوق أذنه وهمس بصوت مبحوح:
أتراها فحولتك؟ أم قلة الرجال؟

ضحك أبو الخيزران ضحكة هستيرية ودفع الأوراق إلى صدر أبي باقر الذي تناول القلم دون وعي وأخذ يوقعها وهو يرتج بالضحك المكبوت، ولكن حين مد أبو الحيزران يده ليتناولها خبأها أبو باقر وراء ظهره ومد ذراعه الأخرى بينه وبين أبي الخيزران.

في المرة القادمة سأذهب معك إلى البصرة.. أتوافق؟ تعرفني على كوكب هذه.. الحج رضا يقول إنها جميلة حقاً.

قال أبو الخيزران راجفاً وهو يمد ذراعه محاولاً أن يصل إلى الأوراق:
- موافق..
- بشرفك؟
- بشرفي..

ضج أبو باقر بالضحك من جديد وأخذ يهز برأسه المدور وهو يعود إلى مكتبه بينما اندفع أبو الخيزران بأوراقه إلى الخارج وصوت أبي باقر يلاحقه:
- يا ملعون يا أبا خيزرانه ! خدعنا أكثر من سنتين، وانكشف الآن.. آه يا ملعون يا أبا خيزرانه.

اقتحم أبو الخيزران الغرفة الأخرى وهو يحدق إلى ساعته، كانت تشير إلى الثانية عشرة إلا ربعاً.. توقيع الأوراق الأخرى لم يستغرق أكثر من دقيقة.. وحين صفق وراءه الباب لسعه القيظ من جديد ولكنه لم يهتم بالأمر وقفز الدرج العريض مثنى مثنى حتى صار أمام سيارته، حدق إلى الخزان لحظة وخيل إليه أن حديده على وشك أن ينصهر تحت تلك الشمس الرهيبة، استجاب المحرك لأول ضغطة، وطوى الباب في لحظة دون أن يلوح للحارس.. الطريق الآن معبدة تماماً وأمامه دقيقة أو دقيقة ونصف ليتجاوز أول منعطف يحجبه عن مركز المطلاع، لقد اضطر إلى تخفيف السرعة قليلا حين التقى سيارة شحن كبيرة، ثم عاد فأطلق لسيارته كل العنان الممكن وحين وصل إلى المنعطف صفرت العجلات صفيراً متواصلا كأنه النواح وكادت أن تمس الرصيف الرملي وهي تقوم بدورتها الشيطانية الواسعة.. لم يكن في رأسه أي شيء سوى الرعب وخيل إليه أنه على وشك أن يقع فوق مقودة مغمياً عليه.. كان المقود ساخناً وكان يحسه يحرق كفيه الخشنتين ولكنه لم يخفف من تمسكه به، كان المقعد الجلدي يلتهب تحته وكان زجاج الواجهة مغبراً يتوهج ببريق الشمس.

أزيز عريض ترسله العجلات كأنها تسلخ الإسفلت سلخاً من تحتها، أكان من الضروري أن تتفلسف يا أبا باقر؟ أكان من الضروري أن تقيء كل قاذوراتك على وجهي وعلى وجوههم؟ يا لعنة الإله العلى القدير عليك، يا لعنة الإله تنصب عليك يا أبا باقر! وعليك يا حاج رضا يا كذاب ! راقصة؟ كوكب؟ يا لعنة الله عليكم كلكم..

أوقف السيارة بعنف وتسلق فوق العجل إلى سطح الخزان.. وحين لامست كفاه السطح الحديدي أحس بهما تحترقان ولم يستطع أن يبقيهما هناك فسحبهما واتكأ بكميه - عند الكوعين - فوق حديد السطح ثم زحف إلى القفل المضلع، وأمسكه بطرف قميصه الأزرق ودوره فانفتح مقرقعاً واستوى القرص الحديدي الصدىء مستقيماً فوق مفصله.

حين ترك القرص لمح عقارب الساعة الملتفة على زنده: كانت تشير إلى الثانية عشرة إلا تسع دقائق. وكان زجاجها المدور قد تشقق - شقوقاً مضلعة صغيرة. الفوهة المفتوحة بقيت تخفق بالفراغ لحظة، كان وجه أبي الخيزران مشدوداً إليها متشنجاً وشفته السفلى ترتجف باللهاث والرعب، سقطت نقطة عرق عن جبينه إلى سطح الخزان الحديدي وما لبثت أن جفت.. وضع كفيه على ركبتيه وقوس ظهره المبتل حتى صار وجهه فوق الفوهة السوداء وصاح بصوت خشبي يابس:
- أسعد !

دوى الصدى داخل الخزان فكاد أن يثقب أذنيه وهو يرتد إليه، وقبل أن تتلاشى دوامة الهدير التي خلقها نداؤه الأول صاح مرة أخرى:
- يا هوه..

وضع كفين صلبتين فوق حافة الفوهة واعتمد على ذراعيه القويتين ثم انزلق إلى داخل الخزان.. كان الظلام شديداً في الداخل حتى إنه لم يستطع أن يرى شيئاً بادئ الأمر، وحين نحى جسده بعيداً عن الفوهة سقطت دائرة ضوء صفراء إلى القاع وأضاءت صدرا يملؤه شعر رمادي كث أخذ يلتمع متوهجاً كأنه مطلي بالقصدير.. انحنى أبو الخيزران ووضع أذنه فوق الشعر الرمادي المبتل : كان الجسد بارداً وصامتاً. مد يده وتحسس طريقه إلى ركن الخزان، كان الجسد الآخر ما زال متمسكاً بالعارضة الحديدية. حاول أن يهتدي إلى الرأس فلم يستطع أن يتحسس إلا الكتفين المبتلين ثم تبين الرأس منحدراً إلى الصدر، وحين لامست كفه الوجه سقطت في فم مفتوح على وسعه.

أحس أبو الخيزران أنه على وشك أن يختنق، كان جسده قد بدأ ينزف عرقاً بشكل مريع حتى بات يشعر أنه مدهون بالزيت الثقيل ولم يدر، أهو يرتجف بسبب إطباق هذا الزيت على صدره وظهره، أم بسبب الرعب؟ تحسس طريقه منحنياً إلى الفوهة وحين أخرج رأسه منها لم يدر لماذا سقطت في ذهنه صورة وجه مروان دون أن تبرح. لقد أحس بالوجه يلبسه من الداخل مثل صورة ترتجف على حائط فأخذ يهز رأسه بعنف وهو ينسل من الفوهة فتحرق رأسه شمس لا ترحم.. وقف هنيهة يتنشق هواء جديداً، لم يكن ليستطيع أن يفكر بأي شيء، كان وجه مروان يطغي في رأسه مثل نبعة انبثقت هادرة من الأرض شامخة إلى علو رهيب.. وحين وصل إلى كرسيه تذكر أبا قيس، كان قميصه ما زال موضوعاً على المقعد إلى جانبه فتناوله بأصابعه وقذف به بعيداً.. ودور محرك سيارته فبدأ يهدر من جديد، ومضت السيارة تدرج فوق المنحدر ببطء وجبروت.

التفت وراءه، عبر النافذة المشبكة الصغيرة، فشاهد القرص الحديدي مفتوحا مستويا فوق مفصله يأكل باطنه الصدأ.. وفجأة غاب القرص الحديدي وراء نقاط من الماء المالح ملأت عينيه. كان الصداع يتآكله وكان يحس بالدوار إلى حد لم يعرف فيه.. هل كانت هذه النقاط المالحة دموعاً ؟ أم عرقاً نزفه جبينه الملتهب؟

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:44 AM
القبر


قاد أبو الخيزران سيارته الكبيرة حين هبط الليل متجهاً إلى خارج المدينة النائمة.. كانت الأضواء الشاحبة ترتعش على طول الطريق، وكان يعرف أن هذه الأعمدة التي تنسحب أمام شباك سيارته سوف تنتهي بعد قليل حينما يغرق في البعد عن المدينة.. وسوف يعم الظلام.. فالليلة لا قمر فيها، وأطراف الصحراء ستكون صامتة كالموت.

انحرف بسيارته عن الطريق الأسفلت ومضى يتدرج في طريق رملي إلى داخل الصحراء. لقد قر قراره منذ الظهيرة على أن يدفنهم، واحداً واحداً، في ثلاثة قبور... أما الآن فإنه يحس بالتعب يتآكله فكأن ذراعيه قد حقنتا بمخدر.. لا طاقة له على العمل.. ولن يكون بوسعه أن يحمل الرضا ساعات طويلة ليحضر ثلاثة قبور.. قبل أن يتجه إلى سيارته ويخرجها من كاراج الحاج رضا. قال في ذات نفسه أنه لن يدفنهم، بل سيلقي بالأجساد الثلاتة في الصحراء ويكر عائداً إلى بيته.. الآن، لم تعجبه الفكرة، لا يروقه أن تذوب أجساد الرفاق في الصحراء ثم تكون نهباً للجوارح والحيوانات.. ثم لا يبقي منها بعد أيام إلا هياكل بيضاء ملقاة فوق الرمل.

درجت السيارة بصوت هزيل فوق الطريق الرملي، ومضى هو يفكر.. لم يكن يفكر بالمعنى الصحيح، كانت أشرطة من مشاهد مقطعة تمر في جبينه بلا أي توقف أو ترابط أو تفسير.. وكان يشعر بإرهاق مر يتسرب في عظامه كقوافل مستقيمة من النمل.

هبت نسمة ريح فحملت إلى أنفه رائحة نتنة.. قال في ذات نفسه :"هنا تكوم البلدية القمامة " ثم فكر: " لو ألقيت الأجساد هنا لاكتشفت في الصباح،

ولدفنت بإشراف الحكومة " دور مقود سيارته وتتبع آثار عجلات عديدة حفرت طريقها قبله في الرمل ثم أطفأ فانوسي سيارته الكبيرين وسار متمهلاً على ضوء الفانوسين الصغيرين، وحين لاحت أمامه أكوام القمامة سوداء عالية أطفأ الفانوسين الصغيرين.. كانت الرائحة النتنة قد ملأت الجو حواليه ولكنه ما لبث أن اعتادها.. ثم أوقف سيارته وهبط.

وقف أبو الخيزران إلى جانب سيارته لحيظات ليتأكد من أن أحداً لا يشاهده ثم صعد ظهر الخزان: كان بارداً رطباً.. دور القفل المضلع ببطء، ثم شد القرص الحديدي إلى فوق فقرقع بصوت متقطع.. اعتمد ذراعيه وانزلق إلى الداخل بخفة.. كانت الجثة الأولى باردة صلبة، ألقى بها فوق كتفيه، أخرج الرأس أولاً من الفوهة ثم رفع الجثة من الساقين وقذفها إلى فوق وسمح صوتها الكثيف يتدحرج فوق حافة الخزان ثم صوت ارتطامها المخنوق على الرمل، لقد لاقى صعوبة جمة في فك يدي الجثة الأخرى عن العارضة الحديدية، ثم سحبها من رجليها إلى الفوهة وقذفها من فوق كتفيه.. مستقيمة متشجنة وسمع صوت ارتطامها بالأرض.. أما الجثة الثالثة فقد كانت أسهل من أختيها..

قفز إلى الخارج وأغلق الفوهة ببطء، ثم هبط السلم إلى الأرض، كان الظلام كثيفاً مطبقاً وأحس بالارتياح لأن ذلك سوف يوفر عليه رؤية الوجوه ، جر الجثث - واحدة واحدة - من أقدامها وألقاها على رأس الطريق، حيث تقف سيارات البلدية عادة لإلقاء قمامتها كي تتيسر فرصة رؤيتها لأول سائق قادم في الصباح الباكر.

صعد إلى مقعده ودور المحرك ثم كر عائدا إلى الوراء ببطء محاولاً قدر الإمكان أن يخلط آثار عجلات سيارته بالآثار الأخرى، كان قد اعتزم أن يعود إلى الشارع الرئيسي بذلك الشكل الخلفي حتى يشوش الأثر تماماً.. ولكنه ما لبث أن تنبه إلى أمر ما بعد أن قطع شوطاً فأطفاً محرك سيارته من جديد ثم وعاد يسير إلى حيث ترك الجثث فأخرج النقود من جيوبها؟ وانتزع ساعة مروان وعاد أدراجه إلى السيارة ماشياً على حافتي حذائه.

حين وصل إلى باب السيارة ورفع ساقاً إلى فوق تفجرت فكرة مفاجئة في رأسه.. بقي واقفاً متشنجاً في مكانه محاولاً أن يفعل شيئاً، أو يقول شيئاً.. فكر أن يصيح إلا أنه ما لبث أن أحس بغباء الفكرة، حاول أن يكمل صعوده إلى السيارة إلا أنه. لم يشعر بالقوة الكافية ليفعل.. لقد شعر بأن رأسه على وشك أن تنفجر، وصعد كل التعب الذي كان يحسه فجأة، إلى رأسه وأخذ يطن فيه حتى أنه احتواه بين كفيه وبدأ يشد شعره ليزيح الفكرة.. ولكنها كانت ما تزال هناك.. كبيرة داوية ضخمة لا تتزعزع ولا تتوارى ، التفت إلى الوراء حيث ألقى بالجثث، إلا أنه لم ير شيئاً، ولم تجد النظرة تلك إلا بأن أوقدت الفكرة ضراماً فبدأت تشتعل في رأسه.. وفجأة لم يعد بوسعه أن يكبحها داخل رأسه أكثر فأسقط يديه إلى جنبيه وحدق في العتمة وسع حدقتيه.

انزلقت الفكرة من رأسه ثم تدحرجت على لسانه:
- " لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟... "

دار حول نفسه دورة ولكنه خشي أن يقع فصعد الدرجة إلى مقعده وأسند رأسه فوق المقود:
- لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقولوا؟ لماذا وفجأة بدأت الصحراء كلها تردد الصدى:
- لماذا لم تدقوا جدران الخزان؟ لماذا لم تقرعوا جدران الخزان؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟

همسة الاحساس
20-01-2010, 10:49 AM
*!|!*
*!|!**!|!*
*!|!**!|!**!|!*
*!|!**!|!**!|!**!|!*
*!|!* نــهــاااااااايــة الــقــصــة*!|!*
*!|!**!|!**!|!**!|!*
*!|!**!|!**!|!*
*!|!**!|!*
*!|!*

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:34 PM
ليس المشكلة أن نعيش الحياة بل المشكلة كيف نعيشها



تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:35 PM
الحياة قصة حزينة ألفها الزمن وأخرجها القدر فأكتب ولا تخشى يا قلم فالحب ذكرى والفراق الم



تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:38 PM
A true friendship is like war easy to start defecult to stop and imposseble to forget

بعرف أنو في أخطاء أملائية بس المهم معناها وهو

الصداقة الحقيقية كالحرب من السهل أن تبدأ من الصعب أيقافها ومستحيل نسيانها

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:40 PM
إن ابتسمت لك الحياة فإستغل هذه الأبتسامة بشيء ينفعك ...


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:41 PM
ليس العظمة أن تسقط ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:42 PM
قل ما شئت عن شخصيتي فسكوتي عن اللئيم جواب ... ما أنا بعادم الجواب ولكن ما من أسد يجيب الكلاب


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:43 PM
نحن أحرار لا عبيد وفي كل يوم يولد فينا شهيد


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:44 PM
لا يوجد وسادة في العالم أنعم من حضن أمي


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:44 PM
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
20-01-2010, 06:45 PM
الحاجة أم الأختراع


تحياتي أخوكم : سفير الأقصى

همسة الاحساس
21-01-2010, 05:42 PM
قرية صوبا

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:9k3JyTqMNbExuM%3Ahttp://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Suba/Picture32369.jpg (http://images.google.com.sa/imgres?imgurl=http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Suba/Picture32369.jpg&imgrefurl=http://www.palestineremembered.com/Jerusalem/Suba/ar/index.html&usg=__EyGADSTQiLp30jLfvlWCqliGo_c=&h=1712&w=2288&sz=834&hl=ar&start=7&tbnid=9k3JyTqMNbExuM:&tbnh=112&tbnw=150&prev=/images%3Fq%3D%25D9%2582%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%2 5A9%2B%25D8%25B5%25D9%2588%25D8%25A8%25D8%25A7%26g bv%3D2%26hl%3Dar)
صوبا قرية تقع إلى الغرب من القدس الشريف تقع على بعد 10 كم من الاقصى الشريف و تعتبر أعلى قمة في القدس وقد احتلت عام 1948

من أشهر عائلاتها عائلة رمان و عائلة نصرالله وعائلة الفقيه وعائلة جبران ، و قد هاجر جزء منهم إلى الأردن و قد هاجر البعض الاخر إلى الولايات المتحدة الامريكية و أوروبا و البرازيل ومنهم من يسكن قريتي العيزرية وأبو ديس شرق القدس.

يعد اهالي قرية صوبا المقدسية من الأشراف حيث يعود اصل اهاليها إلى (بنو حسن ) وهي قبيلة تعود بنسبها إلى الأشراف من الحسينيين الجعافرة ( نسبة إلى جعفر الصادق ) وهو أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي بن أبي طالب وام الامام جعفر الصادق هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق. وكان قدومهم مع صلاح الدين الأيوبي إلى القدس الشريف مع جيشة حيث أقطعهم بعض القرى في جبال القدس الغربية والتي أصبحت تسمى بإسمهم ( ناحية بني حسن ) وهي ( صوبا ، المالحة ، سطاف ، الجورة ، بتير ، بيت صفافا, خربة اللوز . الولجة ) والباقي ارتحل إلى شمال الأردن إلى منطقة عين الزرقا وجرش وما حولها والمفرق وشرق السكة الحديد الحجازية فيما بعد وتعتبر هذه القبيلة أكبر القبائل عددا في الجزء الجنوبي من بلاد الشام (فلسطين والأردن). ومن عائلات قرية صوبا المقيمين في قرية عين رافا حالياً آل نصرالله و آل رمان و من وجوه صوبا بل و أكبرها الحاج داود صالح نصرالله الذي توفي في 21/03/1997 و له من الأولاد اربع نصري رفيق صديق و زهري و له من البنات ثلاث و يعتبر الحاج رفيق و الحاج صديق نصرالله من اعيان قرية صوبا و اغناهم حيث يملكون أقدم شركة اسكان في الأردن (شركة نصرالله للاسكان )

واغلبهم يقطن حاليا في الأردن ويحملون الجنسية الأردنية حيث انهم انتقلوا للعيش فيها بعد أحتلال قريتهم عام 1948 وتطهيرها عرقيا بالكامل من قبل عصابات الهاجانا الأسرائيلية.

همسة الاحساس
21-01-2010, 05:51 PM
عمواس


عمواس قرية فلسطينية احتلت عام 1967 ودمرها الجيش الإسرائيلي وطرد أهلها( ذات المصير أصاب قريتي يالو (http://esawiah.com/wiki/%D9%8A%D8%A7%D9%84%D9%88) و بيت نوبا (http://esawiah.com/w/index.php?title=%D8%A8%D9%8A%D8%AA_%D9%86%D9%88%D8 %A8%D8%A7&action=edit&redlink=1) في منطقة اللطرون (http://esawiah.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%88%D9%86))،كانت تقع في منطقة اللطرون جنوب شرق الرملة (http://esawiah.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%85%D9%84%D8%A9) ، وكانت تقع على مفترق طرق يوصل بين مدن رئيسية هي: رام الله (http://esawiah.com/wiki/%D8%B1%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87) ، الرملة،يافا (http://esawiah.com/wiki/%D9%8A%D8%A7%D9%81%D8%A7) ، القدس (http://esawiah.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D8%B3) وغزة. تبعد عن يافا حوالي 30 كلم ومثل ذلك تقريباً عن القدس. قبل النكبة كانت تربطها طرق ممهدة بقرى اللطرون ويالو والقباب وسلبيت ودير أيوب و بيت سوسين وبيت جيز. ترتفع عن سطح البحر 230 متراً. "عمواس" بمعنى الينابيع الحارة بلد قديم. كان اسمها في العهد الروماني "نيقوبوليس" بمعنى مدينة النصر نسبة إلى انتصار فاسبسيانوس على اليهود. وصلها المسلمون في خلافة أبي بكر حيث فتحها عمرو بن العاص (http://esawiah.com/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D8%A7%D8%B5) بعد استيلائه على اللد (http://esawiah.com/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%AF) ويبنا.أصبحت مقر جند المسلمين. انتشر فيها الطاعون زمن عمر بن الخطاب (http://esawiah.com/wiki/%D8%B9%D9%85%D8%B1_%D8%A8%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%AE %D8%B7%D8%A7%D8%A8) ومات فيه آلاف كثيرة من الناس. في عمواس كنيسة بيزنطية أعاد الفرنج بناءها في القرن الثاني عشر للميلاد إبان الحملات الصليبية. دير اللطرون الواقع في جوار عمواس، أقامه رهبان الترابيست (http://esawiah.com/w/index.php?title=%D8%B1%D9%87%D8%A8%D8%A7%D9%86_%D8 %A7%D9%84%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D8%B3%D8%A A&action=edit&redlink=1) عام 1890 للميلاد، وهم رهبان كاثوليك سمّوا كذلك نسبة إلى دير "تراب" في فرنسا. تملك عمواس أكثر من 5000 آلاف دونم. اعتاد أهلهازراعة الحبوب والبقول. بها أشجار لوز وتين وعنب وصبار وزيتون. وفي عمواس وحولها ينابيع استفاد منهاالسكان للشرب وغيره، أشهرها « بئر الحلوة » الواقع بجانب دير اللطرون. كان في عمواس عام 1922 نحو 824 نسمة وفي عام 1931 نحو 1021 شخصاً عاشوا في 224 بيتاً وفي عام 1945 قدروا ب 1450 نسمة وصل عددهم حسب تعداد أجري في 18 / 11 / 1961 إلى 1955 نسمة. معظم السكان يعودون بأصلهم إلى عائلة «أبو غوش » التي تسكن قرية العنب – أبو غوش والتي تبعد 15 كم عن عمواس باتجاه القدس ولهذه العائلة أبناء عم في الأردن وهم عشيرة البطاينة والسيوف وال ابوبكر وفرعهم ال الأحمد وجميعهم من قبيلة شمر الطائية.

همسة الاحساس
21-01-2010, 05:59 PM
شو وينكم
بشوفكم مليتوا و زهقتوا
يلا شدو الهمة بدنا نوصل للمليون هينا صرنا 331 يلا مش ضايل اشي ضايل بس 999669
ههه
يلا بسسسس
999669
شدو الهمة بدنا نخلص للمليوووووووووووووون

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:36 PM
تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب

وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:38 PM
سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا

فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:39 PM
تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا

لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:47 PM
اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته

ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه

وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:47 PM
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا

لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:48 PM
إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره

وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:49 PM
العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس

واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ... من هـمـه في مطعــم أو ملبـس

إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ... في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي

فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ

فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:49 PM
ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 06:50 PM
إن الغريب له مخافة سارق ... وخضوع مديون وذلة موثق



تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:02 PM
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:04 PM
ومن منح الجهال علما أضاعـه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:07 PM
يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس

احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس

كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس

تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس

ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من بغل و من فرس

يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:11 PM
إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:11 PM
احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان
كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:12 PM
وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر
وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:14 PM
رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك
فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك
فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:16 PM
يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد
يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:16 PM
ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد
وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد
ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:17 PM
لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:18 PM
قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس
ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس
لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس
وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي
فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس
وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس

تحياتي:اسد الاقصى

سفير الأقصى
21-01-2010, 07:18 PM
احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة فإن انقلب الصديق فهو أعلم بالمضرة


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:19 PM
إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد
ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد
أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:19 PM
إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله
وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله


تحياتي:اسد الاقصى

سفير الأقصى
21-01-2010, 07:20 PM
شر البلاد بلاد لا صديق فيه

تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 07:20 PM
أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى
وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى
قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى
فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه ..... تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:38 PM
ربما عجزت روحي ان تلقاك
وعجزت عيني ان تراك ولكن لم يعجز قلبي ان ينساك.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:40 PM
ربما يبيع الانسان شيئا قد شراه
لكن لا يبيع قلباً قد هواه ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:41 PM
لا تسألني عن الندى فلن يكون ارق من صوتك
ولا تسألني عن وطني فقد اقمته بين يديك
ولا تسألني عن اسمي فقد نسيته عندما احببتك

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:42 PM
لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالاشواك
لماذا بين يدي ويديك سرب من الاسلاك
لماذا حين اكون انا هنا تكون انت هناك

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:42 PM
انا احبك حاول ان تساعدني
فإن من بدأ المأسا ينهيها
وإن من فتح الابواب يغلقها
وإن من اشعل النيران يطفيها

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:43 PM
احبك..
يا من سرق قلبي مني
يا من غير لي حياتي
يا من احببته من كل قلبي
يا من قادني الى الخيال

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:43 PM
حبيبي..

أهديتك قلبي وروحي
وبين ظلوعي اسكنتك
ورسمت معك احلامي
و وعــــــودي

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:44 PM
تواعدنا..

ان نبقى سوياً مدى الحياة
ان نجعل حبنا يفوق الخيال
ان نكتب قصة حبنا في كل مكان
ان نغسل قلوبنا من نهر العذاب

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:45 PM
الفراق
من امام اعيننا الاحلام
ومن حبنا اوصلنا الحب الى الفراق
ومن نبضات انين اعتلت القرار
ومن قصة حبنا التي تجبر على الاحتظار

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:46 PM
ومــا كـنـت مـمـن يـدخـل العـشـق قلـبـه - و لـكــن مـــن يـبـصـر جـفـونـك يـعـشــق .

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:47 PM
يـهـواك مــا عـشـت القـلـب فــإن أمــت - يـتـبـع صــــداي صــــداك فــــي الأقــبــر .

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:47 PM
أنـــت النـعـيـم لقـلـبـي و الـعــذاب لــــه - فــمــا أمــــرّك فــــي قـلـبــي و أحـــــلاك

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:48 PM
و ما عجبـي مـوت المحبيـن فـي الهـوى - ولــكـــن بــقـــاء الـعـاشـقـيـن عـجــيــب

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:49 PM
خَلـيـلَـيَ فـيـمـا عشـتـمـا هـــل رأيـتـمــا - قـتـيـلا بـكــى مـــن حـــب قـاتـلـه قـبـلــي .

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:50 PM
لـو كـان قلبـي معـي مـا اختـرت غيـركـم - ولا رضـيـت سـواكـم فــي الـهـوى بــدلا

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:51 PM
فيـالـيـت هـــذا الـحــب يـعـشــق مــــرة - فيعـلـم مــا يـلـقـى الـمـحـب مـــن الـهـجـر .

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:52 PM
و إنـي لأهـوى النـوم فــي غـيـر حيـنـه - لــعـــل لــقـــاء فـــــي الــمــنــام يـــكـــون

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:52 PM
و لولا الهوى ما ذلّ في الأرض عاشق - ولــكـــن عـــزيـــز الـعـاشـقـيــن ذلـــيـــل.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:53 PM
نقـل فـؤادك حيـث شئـت مــن الـهـوى - مــــــــا الــــحــــب إلا لـلــحــبــيــب الأول.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:54 PM
إذا شئت أن تلقى المحاسـن كلهـا ففـي - وجـــه مـــن تـهــوى جـمـيــع الـمـحـاسـن.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:54 PM
لا تـــحـــارب بـنـاظــريــك فــــــؤادي - فــضــعــيــفــان يــغــلـــبـــان قـــــويــــــا.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:55 PM
إذا مـــارأت عـيـنـي جـمـالـك مـقـبــلاً - وحـقـك يــا روحــي سـكـرت بـــلا شـــرب.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:56 PM
كــتـــب الــدمـــع بــخـــدي عـــهـــده - للهوى و الـــشـــوق يــمــلـــي مــاكــتـــب.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:57 PM
أحــبـــك حُـبــيــن حـــــب الـــهـــوى - وحــــبــــاً لأنــــــــك أهـــــــــل لــــذاكـــــا

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:57 PM
ضممتـك حتـى قلـت نـاري قـد انطفـت - فـلــم تــطــفَ نـيـرانــي وزيــــد وقــودهــا.

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:58 PM
لأخــرجــن مـــــن الـدنــيــا وحـبــكــم - بـيــن الـجـوانـح لـــم يـشـعـر بــــه أحــــد

اسد الاقصى
21-01-2010, 10:59 PM
تتبع الهوى روحـي فـي مسالكـه حتـى - جـرى الحـب مـجـرى الــروح فــي الجـسـد

اسد الاقصى
21-01-2010, 11:00 PM
أحبـك حـبـاً لــو يـفـض يسـيـره عـلـى - الخـلـق مــات الخـلـق مـــن شـــدة الـحــب.

اسد الاقصى
21-01-2010, 11:01 PM
مــلــكــت قــلــبــي و أنـــــــت فـــيــــه - كـــيــف حـــويــــت الـــــــذي حـــواكــــا

BIG BOSS
21-01-2010, 11:06 PM
من السهل ان تجد 100 صديق جديد كل سنه ولكن من الصعب ان تجد صديق واحد يدوم ل 100 سنه

BIG BOSS
21-01-2010, 11:08 PM
<h1>ليس كل مايلمع ذهبا , فلاتكن ممن ينخدعون بالمظاهر الخارجيه

</h1>

BIG BOSS
21-01-2010, 11:11 PM
الـفــرق بين خنجــر عـدوك وخنـجـر حبيبك

ان الأول يستقــر فـي ظهـرك
وبينمآ الثآنـي يستقــر في قلبك

وخنآجـر الـظهـر تكـسـر ظهــرك
وخنآجـر القلب تكسـر عمـرك

اسد الاقصى
21-01-2010, 11:17 PM
*حبيبتي حبيتك من قلبي ,مش عارف شو اعمل من دونك يا حبيبي,لأنك مثل القمر إلي بخبره عن شوقي إليك,وبسال القمر ايمتا حأُلك إني بحبك.
*انت يا غالي,عشقتك روحي,وعجزت كلماتي عن وصفك وتوقف قلبي عند حبك.فلن استطيع أن أحب غيرك.
*وين ما بكون تكوني ببالي,بأحلامي وبمنامي,وبتبقى بقلبي وروحي,وحيفضل قلبي ينتظر حتى يتلاقى بقلبك.
*يا من ينبض له قلبي بالحب,وضم الروح,وحنين الحب والعشق,وقد خشع قلبي لقلبك,وتيتم بحب قلبك,وعجز عن قول كلمة احبك.
*يا غالي حبيتك,وبقلبي ضميتك,وبمشاعري حسيتك,وبكلامي حسستك بحبي ليك,وعلى قلبي حفرت حبك واسمك .
*قلبي ما صدق تلقي قلبك,تيضمه بروحي,وجن بهواك وحبك,واسمك حيفضل يغنيه قلبي,بكلماتك دوبتي قلبي,حفضل عايش وحيد بين كل الناس,من غيرك يا حبيبي.
*يا حبيبي ارجعلي, أنا عايزك بجنبي تداوي جروحي,قلبي مشتاق لقلبك,وروحي بتنده على روحك,بموت فيكي وبحبك,واني أنساكي مستحيل.
*حين اغمض عيني اراك انت,وحين اشتاق اليك يزيد حبي اليكٍ,وحين يعجز قلبي عن قول الكلمات,فاعلمي اني احببتك,وحين احبك فلا اريد غيرك.
***كل ثانيه وانت روحي,كل يوم وانت قلبي,وكل شهر وانت ملهمتي,وكل عيد حب وانت حبيبتي,وكل عام وانت عمري.

تحياتي:اسد الاقصى

صدى الكتمان
22-01-2010, 09:58 AM
من أقوال العظماء...
* لا تناقش غبياً لأن الناس لن تعرف أيكما الغبي...سلفادور دالي.
* الرجل الصالح هو الذي يحتمل الأذى، لكنه لا يرتكبه...أفلاطون.
* العظمة في هذه الحياة ليست في التعثر ولكن في القيام بعد كل مرة نتعثر فيها...نيلسون مانديلا.
* الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن...جيفارا.
* الفشل هو مجموعة التجارب التى تسبق النجاح...طاغور.
* لا تستطيع فصل السلام عن الحرية، فلا يمكن لأحد أن ينعم بالسلام مالم يكن حراً...مالكوم أكس.
* ليس من من الضروري أن يكون كلامي مقبول ، من الضروري ان يكون صادقاً...سقراط.
.*تحياتي*.
.*صدى الكتمان*.

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:48 AM
مدخل
يالغاليه بـ امووت والذنب مشتاق ........ واصدق اماني دنيتي بك بخيله

من باب طيبك ضمني لحظة فراق ....... ضمة وداع ٍ واعتبرها جميله

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:50 AM
مابعد حبك سوى قطع الوريد

**************** وماتنكـّس لي قبل حبك علم

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:51 AM
الخطأ ماهو خطأ ساعي البريد

**************** لا ولا ذنب المحبه والالــــم


كيف ابكتب دام مابالجسم ايد

*************** لاشتروا حبري وباعوني قلم


------

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:52 AM
يااعذب الحب في بير العذر والظروف
.......... والله اني شربتك ذل وازرى ظماك

دام مالله كتبلي في هواكم قطوف
..........وانكتب لي اعيش ولا حصلي هواك

اعتبرني صغير ٍ فاقد اهله يطوف
.......... والا اناديك : (يمه) واعتبرني ظنـاك

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:54 AM
اعترفت لك اني احبك وهذا النتيجه
انا اتالم لاني كشفت الحقيقه

سفير الأقصى
22-01-2010, 10:54 AM
If you think love is game ... the game is over


أذا بتفكر أنه الحب لعبة ... العبة راح تنتهي

تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 10:55 AM
قبل أن تحب شخص ما ... أسأله متى موعد الخيانة



تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:56 AM
كم كنت اداوي مين كان مجروح
والحين ادور مين يداوي جروحي

سفير الأقصى
22-01-2010, 10:56 AM
شربت الحب من كاسك وأتعطرت بهوى أنفاسك بحسد كل مين شافك وبموووت لو غيري باسك



تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 10:58 AM
انا حبيتك بقلبي وهذا غلطتي.....



تحياتي:اسد الاقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 10:58 AM
والاخر نلوم عالدنيا ونلوم عالبشر .... شاطرين في الجراح وقلوبنا بقت زي الحجر ... ويعيش الي مات أحساسو ويموت الي يوفي لناسو ............................


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:00 AM
لا تسألني أذا كان قلبي ينبض بدمائي ... فأنت القلب والروح وكل أجزائي


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:00 AM
رميت كل الحجر وبدم قلبي كتبتلك
واختصرت عذاب الشعر بكلمه وحده اشتقتلك...

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:01 AM
ستبقى يدي تلامس يداك وسيكمل قلبي قلبك وأنت فقط لا غيرك


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:01 AM
الحياه محطات:
اعذبها&الحب:luvlove:
اجملها&اللقاء:love2:
اصعبها&الفراق:011:
اتعبها&الانتظار:SMILS153:
احزنها&الوداع:SMILS0:

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:03 AM
أمشي وطنش كل الناس وأدعس على أزعم راس ... مش لأنك من ذهب وألماس لأنك صديق وفي وبترفع الراس


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:03 AM
صح مشكلتي مشكله
اشتاق لك لاغابت رسايلك
واذا قريتها اشتاق لك اكثر

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:04 AM
من يبحث عن صديق بلا عيوب ... سيبقى بلا صديق


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:05 AM
علموك القساوه&وانت طبعك حنون
كيف تجرح دموعي&وانت وسط عيني

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:06 AM
كلما مات صديق لدي دفنته في قلبي حتى أن أصبح قلبي مقبرة للكلاب


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:07 AM
علمني كيف انساك
علمني كيف اهواك واكتفي
علمني كيف اصل الى اعماقك
وابدا الحكايه ...
واسير على اوتار قلبك حتى النهايه...

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:08 AM
اليوم اعلن قلبك النهايه
وجرحني بكلمة الوداع
بعد ان كان يفرحني بكلمة احبك
ولن تكوني لغيري بهذا الزمان....

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:08 AM
ما أصعب أن يجبرك الزمان على شيء لم تكن تتصور فعله والأصعب أن تضحك وفي داخلك جرح يصرخ


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:09 AM
كل الناس مؤدبه الا انت تدري ليش ؟
لانك دخلت قلبي بدون استاذان...

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:10 AM
بض الغلا ياخذ له ايام ويروح000
وبعض الغلا ياخذ له سنين ومايروح000
وبعض الغلا متمكن داخل الروح000
ماينمحي لوجه نزاع الروح000
وانا غلاي مايبي شرح ووضوح000
غلا حقيقي دون تمثيل ومزح000
غلاك خلاني من الوجود مطروح000
مين قدك!...

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:10 AM
ابكتب لك رسالة حب
تعبر عن عذاب القلب
قصيده شعر تحكي لك
الم روحي&.&.&.تناديلك

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:11 AM
ليت المسافه بيني وبينك مترين ***
امشي متر&وتمشي متر ونتلاقى

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:11 AM
تدري من عشقي لشوفك
ماتفارقني طيوفك
صرت اناظر في المرايا
ما اشوف نفسي اشوفك

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:12 AM
لو غبت لحظه كل مابي يتمناك
صعبه حياتي يا حياتي بدونك
اهيم بصوتك وهمسك ولقياك
حتى مع الاحلام مااقدر اخونك

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:13 AM
وش فيك ؟غايب؟
طعنت القلب بغيابك...

وش اللي باقي تبيه..... مني ولا عطيتك
ياما وياما طلبت........ ماعمري رديتك
واليوم يوم احتجتك....بينت لك ضعفي
الحين جاي تقول.....الحب مايكفي!!!

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:14 AM
مهما طال الزمان....
ومهما كسرتني الايام....
مهما اخذت مني الحياه....
مهما عذبني الحب مهما انجرحت....
مهما اذللت للناس والحياه....
مهما حصل لن يتغير شيء بقلبي مع انك
جرحتني هو اني وبكل صراحه احبك بجنون...........

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:15 AM
لا اعرف ان كنت بغيابي لي تشتاق^^^
لا اعرف ان كان في يوم من الايام فكرت فيني^^^
لا اعرف اذا كان يوم من الايام كان لي اثر بحياتك^^^

ولكن !!!

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:15 AM
مااعرف اني اشتاق لك
واني كل يوم افكر فيك
وانه لك كل اثر بحياتي
وانك حياتي واني احبك....^^^^

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:16 AM
لاخذلك الوقت
ياقلبي ابتسم
الزمن طبعه كذا
فرحه وهم
لملم جروحك وخل ما فيك فيك
يوم لك ياقلبي
وعشره عليك..$

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:17 AM
لقيت روحي بعد مانا لقيتك
بعد اللقاء ارجوك لا لا تغيب
صعب على ابقى وانا مانسيتك
احساسي كني بين ربعي غريبه
كل ما تبي من عمري وانا عطيتك
حتى الخفوق ينطق بكلمه حبيبي

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:17 AM
لو انسى كل الناس...
وانسى انا حالي...
ماانساك يااعز الناس...
دوم على بالي...

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:18 AM
يـــاويل الـدمـــعـة لــو هـلـّـت على ناســـي
يــا ظــلم الـرحـــمة لـو حــنّــت على قـاســــي

اسد الاقصى
22-01-2010, 11:22 AM
اياحزن ابتعدعنــــــــــي ودع جرحي يزل همـــــــــي
واني بك يا حزنـــــــــي غيــر العذاب لا اجنــــــــــــي
ايا حزن مالك منــــــــي؟ الاترى الذي بي يكفينـــــــــــي
تعبت من كثرة التمنــــي ولست انت بحائل عنــــــــــــي
ايا خزن لاتسئ ظنـــــي فأنت في غنــــى عنــــــــــــي
فلي من الالام مايبكــــي ولي من الجروح ما يدمـــــــي
الاياحزن اتعتقـــــــــــــد انـــنـــي منك اكتفيــــــــــــــت
الم يحن الاوان بعـــــــــد الم يحن زوالك يا حزنــــــــــي؟

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:22 AM
لو لم تكن الحياة صعبة .... لما ولدتنا أمهاتنا نبكي


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:23 AM
ليس المهم أن تصنع صديق كل عام بل المهم أن تصنع صديق طوال العام


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:24 AM
أعلمي يا زهرة الجولان في أرض الجليل ... إما فلسطين وإما النار جيلا بعد جيل


تحياتي : سفير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:25 AM
ثــــــــــــــورة حتـــــــــــــــــــــى النــــــــــــــصـــــــــــر


تحـــــــــــــــيــــــاتي : سفــــــــــــير الأقصى

سفير الأقصى
22-01-2010, 11:27 AM
هناك مفاهيم كثيرة للصداقه ..... ولكنها في طريق التغير ....

هل انتا معي .....


فمن هو الصديق الحقيقي وهل يوجد صديق في هذا الزمان ؟؟؟؟..

الصديق الحقيقي : هو الصديق الذي تكون معه , كما تكون وحدك ..
أي هو الإنسان الذي تعتبره بمثابة النفس .

الصديق الحقيقي : هو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت و يسد مسدك في غيابك .

الصديق الحقيقي : هو الذي يظن بك الظن الحسن و إذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد .

الصديق الحقيقي : هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك .

الصديق الحقيقي : هو الذي يكون معك في السراء و الضراء و في الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر .

الصديق الحقيقي : هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما .

الصديق الحقيقي : هو الذي ينصحك إذا رأى عيبك و يشجعك إذا رأى منك الخيرويعينك على العمل الصالح .

الصديق الحقيقي : هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام إذا لقاك و يسعى في حاجتك إذا احتجت أليه .

الصديق الحقيقي : هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون أن تطلب منه ذلك .

الصديق الحقيقي : هو الذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية أو معنوية .

الصديق الحقيقي : هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه .

الصديق الحقيقي : هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من مصاحبته و السير معه .

الصديق الحقيقي : هو الذي يفرح إذا احتجت أليه و يسرع لخدمتك دون مقابل .

الصديق الحقيقي : هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه .

تغير مفهوم هذه الكلمة في زماننا و أصبحت هناك صداقة واحدة تسمى صداقة المصالح لا تتخيل كل الناس ملائكة ... فتنهار أحلامك ... ولا تجعل ثقتك بالناس عمياء ... لأنك ستبكي ذات يوم على سذاجتك...



تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:31 PM
جيت اضحك ..لقيت الضحك يستاهل جلوسك ...جيت ابكي لقيت دمعتي ما تستاهل تنزل الا وتمسحها كفوفك .... جيت اسكت .. لقيت سكوتي يحلى بسماع صوتك جيت احكي .. لقيت الحكي يحلى وعيني تشوفك بالله عليك وش أسوي دام دنيتي ما تكمل بدونك.

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:31 PM
قلبي لك يا من ملكت كل القلوب ... وعهدي لك أني سأبقى رفيق الدروب .... فكن صبورا .. فقلبي لا يقوى الحروب .. وكن بي حنونا فحبي لك .. شمس تأبى الغروب .

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:32 PM
بعد ما ذاب السكوت , صاح فيني ألف صوت .. قالوا فقدته ؟ قلت يمين الله وحشتني موت

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:33 PM
أروع ما قد يكون في العمر ( حب ) ولكن الأروع ! أن يزهو بالوفاء .. وأروع ما في القلب ( نبضات ) ولكن الأروع أن ينبض بالدعاء , فيا رب في هذا الوقت أسعده وبما يرضيك أشغله .. وبأعلى جناتك أسكنه .. وبما فيها من نعيم متعه .. ( أمين يا رب العالمين )

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:33 PM
فكرت بن أهديك عمري واكتشفت بأنه ملكك .. فأردت أن أهديك قلبي فوجدته بيتك ! أما عيناي فأعذرني !!! فهي الطريق إلى أملي .. وهو ( رويتك ) لكني سأهديك ما يعجز عنه أغلب البشر ؟ !!!!
” الوفـاء ”

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:34 PM
كنت أحسبك غالي لكن للأسف تغيرت !!! وصرت فوق الغلا كله

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:34 PM
عذري أني احبك .. لو تموت الأعذار .. وعذرك انك تحس وتدري أني أبيك .. المهم غيرك ماله أي اعتبار .. كل قلبي خذيته .. أنت مالك شريك .. صرت من زود حبك من محبتك أغار .. شفت وش كثر احبك ” حسبي الله عليك

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:38 PM
المعزه تراها داخلي من زمنهه
واللي اعزه اشوفه في عيوني ملاك
وان سال عن وداده صاحبي طمنه
قول له من يعزك ابد مانساك

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:39 PM
رفاق الدرب مازلتم
بعمق القلب احبابا
وان غبتم وان غبنا
فان الحب ماغابا..

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:39 PM
اعزك كثر مامرة اللايام بيني وبينك
واذا ماشفتك بعيني..غلا قلبي..نطق وينك؟

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:40 PM
اعاهدك باللي خلقني وسواك!
ويعاهدك قلب اذا غبت صانك!
والله ما ارخصك ولا افكر انساك!
ومفقود قلبي لو انه بيوم هانك!
لاضاق صدرك..وازعجك جور دنياك!
ارجووووووك اعتبرني..
اعز و اغلى و اوفى
من عرفت بزمانك..

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:41 PM
خذ عمري على عمرك..وعيش به دنياك..
خذ روحي تحت امرك..وخذ قلبي ترى يفداك..

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:42 PM
في غيابك لف دنياي السكون..
وفي وجودك تضحك احزاني وتهون..

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:43 PM
اذا قصرت معاك بشئ..اوجرحتكوجاك
بيوم جفا مني!!ابيك تخفف عني اللوم..
واذا اخطيت سامحني وتذكر ان مصيري يوم
>كفن< ابيض يغطيني>وقبر<صغير يحويني<
>ودمعه< ابيها من عيونك..تودعني..وتبكيني
وتدعيلي..

سفير الأقصى
22-01-2010, 01:54 PM
من السهل أن يشتاق المرء لمن يحب ولكن من الصعب أن يجده كلما أشتاق اليه


تحياتي : سفير الأقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:56 PM
المعزه تراها داخلي من زمنهه
واللي اعزه اشوفه في عيوني ملاك
وان سال عن وداده صاحبي طمنه
قول له من يعزك ابد مانساك

اسد الاقصى
22-01-2010, 01:56 PM
رفاق الدرب مازلتم
بعمق القلب احبابا
وان غبتم وان غبنا
فان الحب ماغابا..

adm ata
22-01-2010, 02:01 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093325_1079.gif

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:01 PM
اعزك كثر مامرة اللايام بيني وبينك
واذا ماشفتك بعيني..غلا قلبي..نطق وينك؟

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:02 PM
اعاهدك باللي خلقني وسواك!
ويعاهدك قلب اذا غبت صانك!
والله ما ارخصك ولا افكر انساك!
ومفقود قلبي لو انه بيوم هانك!
لاضاق صدرك..وازعجك جور دنياك!
ارجووووووك اعتبرني..
اعزواغلىواوفى
من عرفت بزمانك..

adm ata
22-01-2010, 02:02 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093326_1080.gif

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:02 PM
خذ عمري على عمرك..وعيش به دنياك..
خذ روحي تحت امرك..وخذ قلبي ترى يفداك..

adm ata
22-01-2010, 02:03 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093327_1081.gif

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:03 PM
في غيابك لف دنياي السكون..
وفي وجودك تضحك احزاني وتهون..

adm ata
22-01-2010, 02:03 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093327_1082.gif

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:04 PM
اذا قصرت معاك بشئ..اوجرحتكوجاك
بيوم جفا مني!!ابيك تخفف عني اللوم..
واذا اخطيت سامحني وتذكر ان مصيري يوم
>كفن< ابيض يغطيني>وقبر<صغير يحويني<
>ودمعه< ابيها من عيونك..تودعني..وتبكيني
وتدعيلي..

adm ata
22-01-2010, 02:04 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093328_1083.jpg

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:04 PM
ادري قليل الوصل مني خطيه..
لكن زماني مجبور اني اراضيه..
انا اشهد صورتك بالقلب حيه..
وانا رفيقك اللي ما تغيرت مباديه

adm ata
22-01-2010, 02:04 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093329_1084.jpg

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:05 PM
يا مرحبا بالناس ترحيب بالناس الاخيار
عن حالكم قلبي يطرش سؤاله.
لولا ظروف الوقت..والبعد في الدار..
ماتشفي المشتاق فيكم رساله..
بس الرساله مثل ماقيل تذكار
ولا غلاكم ماوفت به رساله

adm ata
22-01-2010, 02:05 PM
http://fashion.azyya.com/imgcache/1257093329_1085.jpg

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:05 PM
انا ماغليك لجل الخاليق تغليك..
بس انا اغليك..
لجل الغلا لايق عليك..

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:07 PM
لاتظناني نسيتك
او تركتك او
جفيتك
انا
والرحمن
يدري
من عرفتك
مانسيتك..

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:07 PM
ان نفترق فقلوبنا سيضمها بيت
على سحب الاخاء كبير
واذا المشاغل كممت افواهنا فسكوتنا بين
القلوب سفير..
بالود نختصر المسافه بيننا
فالدرب بين الخافقين قصير
والبعدحين نحب..لا معنى له..
والكون حين نحب..فهو صغير..

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:08 PM
الصديق الحقيقي



§ هو الذي يؤمن بك ويفهمك ويثق فيك ويعلم أنه يمكنه الاعتماد عليك.

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:08 PM
§ هو الذي لا يخجل من إظهار ضعفه أمامك فيكون على طبيعته معك كما انك تكون على طبيعتك وأنت معه وتستطيع أن تظهر ما بداخلك بدون تكليف وبدون محاولة أن تبدو بصورة أفضل فهو يعلم انك لست إنسانا كاملا ومع ذلك يحبك ويتقبلك كما أنت حتى لو لم يوافق على بعض أفعالك.

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:09 PM
§ يعاملك باحترام وكرامه.

§ مكانه محفوظ في قلبك حتى لو لم يكن أمام عينيك.

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:11 PM
§ يحبك ويكون قريب منك بدون أن يتعدى على حريتك الشخصية أو خصوصياتك ولا يلغى كيانك وشخصيتك أو تصبح تابعا له... بل يستطيع كل منكما أن يحقق ذاته في وجود الآخر.

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:15 PM
§ لديه الشجاعة والحساسية واللباقة لنقدك لكن بدون لومك أو تجريحك أو إشعارك بالذنب وبذلك نقده لك يكون بناء ليس هدام.

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:16 PM
§ يربطك به علاقة اخذ وعطاء لا يأخذ كل الوقت ولا يعطى كل الوقت ولديه القدرة على العطاء النفسي فيشاركك بجزء من وقته واهتمامه وإحساسه وبفكرة.

adm ata
22-01-2010, 02:28 PM
I Love You
You're kissable and cuddly;
You're lovable and sweet;
You thrill me every minute,
And sweep me off my feet.
You're charming and disarming,
Desirable and true.
You inspire and impress me,
And that's why I love you!

adm ata
22-01-2010, 02:29 PM
I Love You Forever

I remember the night we met. I knew you would be mine. Now, all these years later I still thank God for you.
I love the pillow talks late at night when neither of us can sleep.
I love how we can joke around, and laugh at each other when we do something stupid.
You are my best friend for always, and I will be here for you whenever you need me, like you have been for me.
I will be there by your side, no matter which way the journey of our lives take us.
We have been through too much to quit now.
I love you forever...

اسد الاقصى
22-01-2010, 02:59 PM
§ لا يتنازل عنك أبدا أو يتخلى عنك برغم خلافاتكم أو مشاحناتكم ولديه القدرة على أن يسامحك.

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:01 PM
§ يستطيع أن ينفذ إلى أعماقك ليرى جوانب الخير والجمال بداخلك وبذلك فهو مرآتك الصادقة تستطيع أن تكشف جوهرك الحقيقي من خلاله وتتعرف على نفسك أكثر وأكثر.

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:02 PM
الصداقة الحقيقية هي نوع من أنواع الحب وهى مسؤليه مشتركة لا تبنى على طرف واحد أبدا

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:02 PM
هي البستان الذي تزرع فيه بذور الحب والعطف والاحترام والاهتمام والثقة والتضحية والدعم والتواصل والتسامح فنحس بالثراء النفسي ونجنى ثمار السعادة الحقيقية في الحياة.

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:03 PM
وأخيرا

- فإذا كان لك صديق بهذه الصفات فليبارك لك الله فيه ويديم عليكم نعمة هذه الصداقة الحقيقية فلا تضيع الوقت واعترف له بمكانته عندك وأرسل له هذه الرسالة لتكون بمثابة برهان على تقديرك له ولا تؤجل بوحك بمشاعرك له إلى الغد وتعلم من الحكمة القائلة: " املأ عينيك من وجوه الأحباء والأهل والأصدقاء فقد يغيبون عنك بعد حين ولا تؤجل إفصاحك لهم عن مشاعرك الطيبة تجاههم إلى الغد فقد لا يكونون على مسرح الحياة حين يجيء ذلك الغد".

- وإن لم يكن لك صديق بمثل هذه الصفات فحاول أنت أن تتحلى بهذه الصفات مع كل من حولك واعمل بالحكمة القائلة: " كن صديقا ولا تطمع أن يكون لك صديق".

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:05 PM
حروف هذه الكلمة 00 ليست ككل الحروف

ص : الصدق

د : الدم الواحد

ي : يد واحدة

ق : قلب واحد

الصداقة كالمظلة 00 كلما أشتد المطر

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:05 PM
كلما ازدادت الحاجــة لهـــــــــــــــــــــا

الصداقة لا تغيب مثلما تغيب الشمس

الصداقة لا تذوب مثلما يذوب الثلج

الصداقة لا تموت إلا إذا مات الحب

الصداقة ود وإيمان

الصداقة حلما وكيان يسكن الوجدان

الصداقة لاتوزن بميزان ولا تقدر بأثمان

ثمار الأرض تجنى كل موسم لكن الصداقة تجنى كل لحظة

الصداقة الوردة الوحيدة التي لا أشواك فيها

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:06 PM
الصداقة هي الوجه الآخر غير البراق للحب ولكنه الوجه الذي لا يصدا0

الصداقة عصفور بلا اجنحة0

فمن الصديق الحقيقي0

هو الذي يقبل عذرك ويسامحك إذا أخطأت ويسد مسدك في غيابك

الصديق الحقيقي هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك

لعلك تحاول الوصول لها00 وقد لا تصل 00فاعلم انك ستجد في

النهاية أروع مما كنت تحلم به شخص عزيز 00 وفي 00 بئر لكل

أسرارك 00 لتبني معه أقوى جسر لاتهدمه الرياح مهما كانت قوتها

ستجد في النهاية

شخص يعينك

يبكي لبكائك

يمسح دموعك

أخ يساندك00 يعاونك00 يحبك أكثر من نفسه


محتاجة حنان.

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:08 PM
اذا قدر لك أن تعيش مئة عام فانني اتمنى أن أعيش مئة عام ا

تنقص يوماً واحداً كي لاأضطر للعيش من دونك,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:08 PM
الصديق الحقيقي هو الذي يمشي اليك عندما باقي الناس

يبتعدون عنك,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:09 PM
يقول لي أبي دائماً عندما تموت ولديك خمسة أصدقاء فقد

فقد عشت حياة عظيمة,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:09 PM
اذا قرر أصدقائي القفز فوق الجسر فانني سوف أقفز معهم..ولكن

سوف انتظرهم تحت الجسر لاتلقاهم,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:12 PM
امسك بالصديق بكلتا يديك,,,,http://www.9ll9.com/vb/images/smilies/secret.gif


الصداقة عقل واحد في جسدين,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:12 PM
لاتمشي أمامي فربما لاأستطيع اللحاق بك.. ولاتمشي خلفي

لاأستطيع القيادة.. ولكن امشي بجانبي وكن <صديقي>,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:13 PM
الجميع يسمعون ماتقول... والاصدقاء يستمعون لما تقول...

وأفضل الاصدقاء الذي يسمع ما لم تقل,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:13 PM
الصديق هو الذي يعرف أغنية قلبك ويستطيع أن يغنيها لك

عندما تنسى كلماتها,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:14 PM
كل منا له طريقه في الحياة ولكن اينما ذهبنا فكل يحمل جزاءً

من الاخر,,,,

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:14 PM
الصديق نعمة من الله وعناية منه بنا,,,


تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:15 PM
فأطلب من الجميع التمسك بالصديق الصالح ......

لأن الصداقة فاكهة الحياة .......

وأيضاً أنت لن تجد كل يوم صديقاً .......

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:17 PM
ألم صديقي وهذا محال
صديقي أحبه كلام يقال
وهذاكلام بليغ الجمال
محال يقال الجمال خيال

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:20 PM
لطالما تمنيت رؤيت وجهك الشارق كل صباح
وسماع ضحكتك التى توحيني وتملئني بالحياء
أحبك كلمة حفرتها في قلبي مع أسمك. لكي كلما
نبض قلبي تذكرتك وشعرت أنك بجانبي فعلاً.

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:21 PM
صديقي اللي يوم ضيقي تضايق
اللي يشاركني همومي وضيقي
تحاول أسعادي بشت الطرايق
تشيل كل شي وقف في طريقي
هذه الصديقه اللي له الأسم لايقال
أصل الوفي من معداًأصلي حقيقي
أما صديقي لا صار رايقه مايستحق
أنها تسمى صديقه

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:22 PM
http://www.vip70.com/smiles/data/dd6.gif

تحياتي:اسد الاقصى

اسد الاقصى
22-01-2010, 03:22 PM
http://www.al-shooq.com/vb/uploaded/45977_1249422741.gif