المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصين ترتكب مذبحة مروعة في إقليم شينجيانغ المسلم


محمد هيثم
08-07-2009, 04:44 PM
الصين ترتكب مذبحة مروعة في إقليم شينجيانغ المسلم
العرب اونلاين- فاضل عبد العظيم: سجلت السلطات الصينية مذبحة جديدة في البلاد عندما تصدت بقوة لاحتجاجات اندلعت في مدينة يورومكي كبرى مدن منطقة شينجيانغ المسلم، شمالي غرب الصين، ما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 1000 شخص، وذلك بعد عشرين عاما على مذبحة ميدان السلام السماوي بوسط بكين، التي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح.
واندلعت شرارة المواجهة عندما احتج نحو ألف متظاهر من الإيغور المسلمين في العاصمة الأحد على تعامل الحكومة مع اشتباك بين الصينيين من عرقية "الهان" وعمال مصنع من الإيغور في أواخر يونيو-حزيران الماضي ما أسفر عن مقتل اثنين من الإيغور هناك.

وأججت هذه الحادثة رقعة العنف في يورومكي كبرى مدن المنطقة ذاتية، وقالت دائرة الأمن العام في الإقليم إن المواجهات أسفرت عن مقتل 140 شخصاً وإصابة ما يزيد على 829 شخصاً آخرين، لكن مصادر صحفية نقلت عن ناشطين من الإقليم المسلم الذي يخضع لحكم ذاتي أن حصيلة القتلى تجاوزت 600 قتيل وآلاف الجرحى كلهم من العزل.

وتقول السلطات انها ستفرض النظام في انحاء المنطقة، وإن أي شخص يحاول العبث أو الاخلال بالنظام سيعتقل ويعاقب.

وتتهم الحكومة الانفصاليين الأيغوريين الناشطين خارج البلاد بتدبير وتنظيم هجمات منسقة ضد صينيين من قومية "هان"، التي تشكل غالبية سكان البلاد.

الا ان المنفيين من يقولون إن الشرطة فتحت نيران اسلحتها بشكل عشوائي على مظاهرات سلمية، وانها فرضت حظرا للتجوال خلال الليل.

ورفض ممثلو جماعات الإيغور المنفية ادعاء الحكومة الصينية المؤامرة وقالوا إن أحداث الشغب انفجار لغضب مكبوت إزاء سياسات الحكومة وسيطرة الصينيين الهان على الفرص الاقتصادية.

وقال المتحدث باسم مؤتمر الإيغور العالمي ديل شات راشيت من منفاه بالسويد إن هذا الغضب يتزايد من فترة طويلة.

وأضاف أن الاحتجاجات بدأت "كتجمع سلمي وكان هناك آلاف الأشخاص الذين ينادون بوقف التمييز العرقي ويطالبون بالتوضيح.. لقد تعبوا من المعاناة في صمت".

وبث التلفزيون الصيني مشاهد لأعمال العنف ظهر خلالها الكثير من المدنيين المصابين والسيارات المحترقة، غير أن بعض الصور الأخرى أظهرت متظاهرين بصدد قلب سيارة للشرطة، وكان بينهم طفل. كما صور التلفزيون مواجهة بين قوات الأمن الذين اصطفوا لاحتواء المتظاهرين وعشرات من الرجال يلقون الحجارة عليهم، ومن خلال الصور يبدو أن الحجارة كانت ابرز أسلحة المتظاهرين.

وقال معلق التلفزيون الرسمي الصيني إن" العديد من المدنيين وشرطي قتلوا أثناء هذه الحوادث الإجرامية العنيفة المدبرة والمنظمة". وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة إن " الحصيلة الجديدة تفوق بكثير الحصيلة الأولى التي بثتها الوكالة وأشارت فيها إلى مقتل ثلاثة أشخاص ".

وأوضح التلفزيون أنه قد تم توجيه هذه الحوادث عن بعد وتمت في الداخل بتحريض من الخارج، متهما بالخصوص قائدة المؤتمر العالمي الايغوري ربيعة قدير التي تعيش في المنفى بالولايات المتحدة التي وصفها بإنها "انفصالية".

وهذه الحوادث هي الأشد دموية منذ نحو عام في هذه المنطقة المحاذية لآسيا الوسطى وتعيش فيها أقلية تندد بعضهم بالقمع السياسي والديني الممارس في الصين تحت غطاء محاربة الإرهاب.

ويسعى سكان الإقليم، والذي ضم في القرن الثامن عشر إلى الإمبراطورية الصينية، إلى الانفصال عن الصين، في حين تتكتم الصين على أعمال العنف التي ينفذها الانفصاليون في هذا الإقليم، والإجراءات التي تتخذها ضدهم.

ويقع إقليم شينجيانغ أو "سينغيانغ" في شمال غرب الصين، حيث يعرف بإقليم تركستان الشرقية بحسب سكانه الأصليين "الايغور" ويبلغ عدد سكانه وفقا للإحصاءات الصينية الرسمية 9 ملايين شخص، إلا أن هناك جهاتٍ مستقلة قدرت تعدادهم بحوالي 25 مليون نسمة من الأتراك المسلمين، يتكلمون اللغة الإيغورية وهي إحدى فروع اللغة التركية، لكنها تكتب بالحروف العربية.