المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المناورات العسكرية الاسرائيلية


عقاب
06-06-2009, 07:39 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.alquds.com/files/alquds_inner_title.gif ترسم صورة المنطقة في ضوء المناورات العسكرية الإسرائيلية "نقطة تحول 3"

http://www.alquds.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1244293515093375100.jpg مقاتلون من "سرايا القدس"

السبت يونيو 6 2009 غزة – http://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif من محمد الأسطل - دوت صفارات الإنذار في إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي إيذاناً ببدء المناورة العسكرية المسماة "نقطة تحول 3" وهي الأكبر في تاريخ الدولة العبرية والثالثة منذ الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006. وقد استمر القلق من هذه المناورات في المنطقة رغم أن إسرائيل حاولت طمأنة جيرانها العرب، وتحديداً سوريا ولبنان، الى انه التدريبات تهدف إلى "تحسين الاستعدادات على المستوى الوطني والمؤسساتي لمواجهة التهديدات التي قد تتعرض لها الجبهة الداخلية في حال الطوارئ".
لكن هذه المناورات بحجمها الكبير وشمولها لكافة أنواع الأسلحة ومختلف المناطق الإسرائيلية دفعت المراقين إلى التساؤل: هل تنذر هذه المناورات بحرب مقبلة، أم أنها تدخل في إطار تدريبات اعتيادية لتحصين الجبهة الداخلية الإسرائيلية؟
http://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif تحاول رسم صورة المشهد في منطقة الشرق الأوسط في ضوء هذه المناورات من خلال قراءات مجموعة من المحللين والخبراء، الذين تباينت أرائهم حول وجهة الضربة المحتملة المقبلة وتوقيتها.
أستاذ العلوم السياسية في جامعة تل أبيب الدكتور أمل جمال اعتبر أن هذه المناورات تهدف إلى جعل المجتمع الإسرائيلي في حالة استنفار دائم، وذلك في إطار تعلم الدروس من حربي لبنان وغزة. واوضح انه يمكن توصيفها من خلال رؤية رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، وهي أن إسرائيل إما أنها موجودة في حرب أو تجهز نفسها لذلك. وقال لـhttp://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif: "هذه المناورات ليست تحضيراً لحرب مباشرة وقريبة، بقدر ما هي تهيئة للأجواء لحالة حرب ممكنة، خصوصاً وأن إسرائيل بعد حربيها الأخيرتين موجودة في مأزق أمني كبير، ولا تمتلك ردوداً وافية لمواجه التحديات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية".
وأضاف: "من الممكن تخيل وضع أمني مستقبلي من خلال ضربة استباقية لإيران، وذلك في حالة واحدة فقط هي إذا وصلت الأخيرة في قدرتها النووية إلى مرحلة تهديد حقيقي لوجود إسرائيل".
وأوضح الدكتور جمال أن حركة "حماس" في غزة و حزب الله في لبنان لا يمكنهما تهديد وجود إسرائيل ومن ثم فاحتمالات نشوب حرب على المدى القريب مستبعدة. واشارإلى أن الأحزاب اليمينية لا تميل إلى شن حروب، لأنها لا تحتاج إلى إثبات ذاتها للجمهور الإسرائيلي على عكس أحزاب يسار الوسط التي تشعر بنقص تحاول تعويضه من خلال العمليات العسكرية.
وعلى النقيض من ذلك تماماً يعتقد رئيس تحرير صحيفة "مع الحدث" في الناصرة زهير اندراوس أن الحرب على لبنان أو سوريا أو كليهما معاً آتية في المدى القريب لا محالة، بينما يشكك في إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران، في ظل تقاطع المصالح بين الدولة العبرية والولايات المتحدة مع إيران. وقال: "اعتقد أن إسرائيل تحضر لشن عدوان على لبنان أو سوريا أو الاثنين معاً. إذ ان حربيها في لبنان وغزة أسقطتا قوة الردع التي تمتلكها ونسفت مقولة مؤسسها بضرورة حسم المعركة بسرعة وفي أرض العدو". وأضاف لـhttp://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif: "ولذلك تعمل الدولة العبرية بغريزة ثأرية لرد اعتبارها، ولا يمكن تجاوز تصريح محافظ بنك إسرائيل بشأن الدخول في فترة ركود اقتصادي، ومن ثم فإسرائيل بحاجة إلى الحرب حتى تجلب لنفسها المال". وتابع: "كما أن أي عمل عسكري يؤخر دفع إسرائيل للاستحقاقات السياسية في عملية التسوية، لا سيما مع الفلسطينيين".
وذكر الخبير في الشؤون الإسرائيلية أن من الأسباب التي تدفع إسرائيل نحو الحرب على لبنان "خشيتها من نفوذ حزب الله في أعقاب تقدمه المتوقع في الانتخابات اللبنانية، وحديث حسن نصر الله عن استعداد إيران لتزويد الجيش اللبناني بالسلاح، ومن ثم تعاظم الدور الشيعي المناهض لإسرائيل". وقال: "لا أتوقع توجيه ضربة إسرائيلية لإيران، لأن امكانية التفاهم معها أميركياً ليست بعيدة، ومن ثم فلن يكون هناك تهديد نووي لإسرائيل، وستبقى الجمهورية الإسلامية فزاعة للأنظمة العربية تخدم مصالح الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف: "وفق المعطيات الحالية يمكن القول أن عملاً عسكرياً قد يكون آتياً بصرف النظر عن حجمه سواء كانت عمليات صغيرة أم حرباً شاملة، خصوصاً وأن الرقابة العسكرية الإسرائيلية منعت نشر مزيد من التفاصيل حول ما يجري من مناورات في العمق الإسرائيلي".
فلسطينياً، أكد الناطق باسم ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية في غزة، أبو مجاهد أن الفصائل الفلسطينية تأخذ في احتياطاتها أسوأ السيناريوهات التي قد تقدم عليها الحكومة الإسرائيلية، وذلك من خلال تكثيف تجهيزاتها وتدريب عناصرها. ولفت الى أن حجم المناورات الإسرائيلية الكبير، سواء على صعيد الطاقات البشرية أو القدرات العسكرية يوحي بحرب قادمة. وقال لـhttp://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif: "كل ما يقوم به الكيان ينذر بحرب قادمة ربما تكون على جبهة غزة أو لبنان أو إيران أو على أكثر من جبهة معاً، ولذلك نعتبر أن هذه المناورات بمثابة تمهيد لحرب مقبلة".
من جانبه أكد الناطق باسم "كتائب القسام" الذراع العسكرية لحركة "حماس" أن خطر توجهات الحكومة الإسرائيلية لا يقتصر على الفلسطينيين فحسب، وإنما نواياها تتجه إلى العبث بأمن المنطقة كلها واستقرارها. وقال: "طبعاً نحن نتوقع كل سيء من هذه الحكومة التي تشكلت كسابقاتها من جزارين ومجرمين تلطخت أيديهم بدماء العرب والمسلمين في كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي وليس في فلسطين فقط". وأضاف لـhttp://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif: "لذلك نسعى لتطوير قدراتنا للدفاع عن أنفسنا وشعبنا وأرضنا، وكل مرحلة ستكون فيها المقاومة الفلسطينية أقوى من المرحلة السابقة بإذن الله".
وشدد على أن الخيار الوحيد الذي يملكونه هو المواجهة، مؤكداً أن عناصره في حالة مستمرة من الإعداد والتدريب بالعدد والعدة والعتاد، إعداداً مادياً ومعنوياً بالرغم من قلة الإمكانات.
عربياً، كان الأمين العام لـ"حزب الله" قال أن الهدف من وراء هذه المناورات قد يكون "التحضير لحرب مفاجئة ضد لبنان". وأضاف عن استعدادات المقاومة: "تتخذ المقاومة إجراءات احترازية لتفويت أي فرصة على إسرائيل، على الرغم من أنها لا تعتقد أن الدولة العبرية ستبادر إلى حرب مفاجئة، ولكن لا يمكن إسقاط مكانية قيامها بعمل أمني".
وفي السياق ذاته أوضح الخبير في شؤون الشرق الأوسط في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية في القاهرة الدكتور عبد العليم محمد أن إجراء مناورات كبيرة بهذا الحجم بمثابة استعداد لفتح إسرائيل أكثر من جبهة في آن واحد. واشار إلى أن قطاعاً كبيراً من النخبة الاستراتيجية والأمنية في إسرائيل يفكر جدياً في توجيه ضربة كبيرة لإيران. وقال لـhttp://www.alquds.com/files/alqudslogo2.gif: "ولذلك تجد إسرائيل نفسها مضطرة للاستعداد إلى ردة فعل متوقعة، وكما يبدو لن تكون سهلة، خصوصاً إذا ما كانت ضربة البداية كبيرة وفق التسريبات التي يتم الحديث عنها".
وشدد على أن هذه المناورات تحمل في طياتها رسائل ترهيب للفلسطينيين ولدول الشرق الأوسط، خصوصاً وأن إسرائيل حتى اللحظة ليس لديها الرغبة في عقد اتفاق تهدئة مع الفلسطينيين في قطاع غزة. لكنه رغم ذلك لا يعتقد بنشوء حرب قريبة في المنطقة أو قيام إسرائيل بخطوة من هذا النوع، لارتباطات ذلك بضغوط دولية والتزامات أميركية.