المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وتخسر القدس رجلين في يوم واحد!


ام زيد
26-04-2009, 08:13 PM
عندما شيعنا أمس في القدس رجلين غيبهما الموت عن المدينة، كانت ذكريات وذكريات تمر بخاطري وتواكب مسيرة هذين الرجلين: رجل امتهن التعليم، وأسس مدرسة وأدارها وطورها إلى كلية، وتنقل بها من مبان مستأجرة في حي المصرارة وباب الساهرة حتى استقرت في مبنى نموذجي بناه رغم صعوبات الحصول على أرض وترخيصها في القدس … ورجل مارس الاقتصاد، كمدير للغرفة التجارية، وبنى فندقا وقام بتشغيله رغم كل الصعوبات والمعيقات والتراخيص اللازمة للبناء في القدس ..

شيعنا رجلين، كانا صديقين حميمين، رغم اختلاف قطاع مهنتيهما، رجل تربية وتعليم، ورجل اقتصاد، ولكن ما جمعهما في تلك الصداقة لم يكن الا حبهما للقدس وعملهما الحثيث لخدمتها، كل برؤياه، وكل في قطاعه .. لكن ما جمعهما أكثر كان خوضهما انتخابات بلدية القدس في العهد الأردني التي تطورت لتسمى أمانة القدس فيما بعد ، خاضا الانتخابات في كتلة واحدة كان يرأسها المرحوم روحي الخطيب ، وفازا فيها عدة دورات متتالية، ذلك أن أهل القدس وثقوا بهذين الرجلين، فانتخبوهما مرة تلو أخرى، ليقودوا مسيرة القدس في فترة صعبة ، فترة ما بين النكبة عام 1948، ونكسة عام 1967.

الرؤيا التربوية لرجل تربية وتعليم من الرعيل الأول، ومن الطراز الأول لم تكن سهلة، بدأت ما قبل النكبة، واستمرت من الانتداب إلى العهد الاردني الى الاحتلال الإسرائيلي، جعلت الكلية الإبراهيمية، ونهاد أبو غربية علمين من أعلام القدس، لا يمكن لمدينة وفية أن تجحد دورهما، دور المدير المثابر المعطاء، ودور المدرسة الشامخة الآن في حي الصوانة ، على سفح جبل الزيتون الشامخ بتاريخه ورمزيته الدينية .. مدرسة حولها نهاد أبو غربية إلى كلية مجتمع باتت تمنح ليس فقط درجة جامعية متوسطة ككلية مجتمع ، بل تعدتها لتقدم درجة البكالوريوس لطلابها، لم يتم ذلك بسهولة ويسر ، وانما تم بجهد وإخلاص ومثابرة الرجل المؤسس.

ودور الغرفة التجارية في القدس، كمؤسسة عريقة أدارها فائق بركات من عام 1952 إلى عام 1998، لا ينكره أحد، فقد لعبت في عهده مرحلتين، مرحلة النهوض باقتصاد القدس وتطويره بعد النكبة، بما في ذلك المساهمة في سن القوانين الاقتصادية الأردنية ، بما في ذلك قانون الغرف التجارية الأردنية ، حيث كان فائق بركات أحد الأعضاء الذين شاركوا في وضع هذه القوانين ، جنبا إلى جنب مع المرحوم الحاج علي الدجاني ، الذي سبق فائق بركات في إدارة الغرفة التجارية بالقدس .. أما المرحلة الثانية التي لعبت فيها الغرفة دورا أساسيا في حياة المقدسيين، فكانت بعد نكسة عام 1967 وحتى فك الارتباط مع الأردن عام 1987، حيث ملأت الغرفة التجارية فراغا قانونيا ومرجعيا لسكان المدينة خلقه الاحتلال الإسرائيلي للمدينة وضم شرقيها إلى غربيها من طرف واحد وتوحيدها تحت إدارة إسرائيلية مطلقة تحاول تهميش وتقزيم الوجود العربي فيها .

لم يكن سهلا على فائق بركات أن يقوم ببناء أول فندق عربي في القدس بعد الاحتلال، ذلك أن جميع الفنادق في المدينة المقدسة بنيت قبل عام 1967، لكن فائق بركات ثابر حتى تمكن من الحصول على الرخص اللازمة وباشر البناء وقام بتشغيل الفندق .. في مرحلة بدأ أصحاب بعض الفنادق القائمة، وأمام نكسات لمواسم سياحية أن يؤجروا فنادقهم لتصبح مستشفيات أو مدارس أو مساكن.

رحم الله نهاد أبو غربية وفائق بركات، خسرتهما القدس، وخسرت فيهما صلابة رجلين من الرعيل الأول، والأمل أن تعوض المدينة المقدسة رجالها الأوفياء لتبقى الروح العربية فيها وأن تبقى القدس وفية لرجالها.


بقلم
عزام توفيق ابو السعود


رحم الله الفقيدين ...

الموت غيبهم وما غابا بافعالهم ... سنظل نذكرهم ..وافعالهم ستجبرنا على تذكرهم
والسيرة الحسنة كالشجرة تنمو بطيئا ولكنها تعيش طويلا ...

الاستاذ نهاد ابو غربية ..رغم تقدمه بالسن ...وضعفه الجسدي
الا انه كان قويا بعزيمته وبقلبه وحبه للعمل وللقدس
كان مداوما في عمله حتى اخر ايامه ..

رحمك الله ابو وجدي واسكنك فسيح جناته

ثائر ابو لبدة
26-04-2009, 09:02 PM
رحم الله الفقيدين ..

وستبقى الكلية الإبراهمية ومركز وجدي التكنولوجي ..

بصمة تذكرنا برجل العلم الفاضل السيد نهاد أبو غربية رحمه الله ..

رحمهم الله ..

تحياتي الك خالتي أم زيد والله يوفق الجميع .

ام زيد
27-04-2009, 05:36 PM
حياك الله ابو وديع

نعم ..هي اعمالهم التي لن تجعلنا ننساهم ما حيينا ..

فالكلية الابراهيمية معلم بارز في الطور ..

نتمنى ان تستمر هذه المؤسسة بتميزها ونجاحها

يعطيك العافية واهلا بك