المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البراق .. يحكي لنا عن الإسراء والمعراج


بنت الاسلام
29-08-2008, 10:15 PM
البراق .. يحكي لنا عن الإسراء والمعراج
http://amasandah.jeeran.com/roma/basmala.gif


قبل الصواريخ ، وقبل الأقمار الصناعية بأكثر من ألف وربعمائة سنة ؛ كنت أنا .. البراق !



اختلفت الروايات في وصفي وتحديد شكلي ونوعي ، والمهم أنني من صنع الله ، خالق الأرض والسماوات ، سبحانه إنه على كل شيء قدير.



ركبني الأنبياء – عليهم السلام - ، ولكن لي مع محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – معجزةً فريدةً ، وقصةً كلها حقيقية .. وإن كانت أغرب من الخيال.




كانت قد مضت اثنتا عشرة سنة منذ نزل الوحي على محمد ، ولقي في هذه السنوات الكثير من العذاب ، وتوفي عمه أبوطالب ، وتوفيت زوجته خديجة ، وهاجر أصحابه ، ولم تنجح رحلته إلى ( الطائف ) ولكنه ظل على إيمانه ، يسأل الله العون والصبر.



بعد هذه السنوات من الأحداث ، حدثت معجزتي مع الرسول – صلى الله عليه وسلم - .. حدثت رحلة الإسراء والمعراج ، وكانت ليلة السابع والعشرين من شهر رجب.



وفيها ذهب جبريل – عليه السلام – إلى دار الرسول – صلى الله عليه وسلم - ، وأتى به إلى البيت الحرام حيث كنتُ أنتظر ؛ وبعد أن غسل جبريل قلب الرسول من ماء زمزم ، ملأ قلبه بالحكمة والإيمان ، ثم ركبني الرسول وانطلقنا ، وفي صحبتنا جبريل – عليه السلام – إلى بيت المقدس في سرعةٍ خاطفة.



وخارج مكة مررنا بقافلةٍ لقريش ضلت ناقة لها ، فأرشدهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى مكانها ؛ ومررنا بقافلة أخرى نفرت جمالها وكسرت ساق جملٍ منها ، ثم مررنا بقافلةً ثالثة في مقدمتها جمل فوقه كيسان أسودان.




وفي الطريق رأى محمد – صلى الله عليه وسلم – الكثير ، وكان يسأل وجبريل – عليه السلام – يُجِيب ؛ فرأى فتاة جميلة في ثياب فاخرة ، نادت : يا محمد ؛ فلم يلتفت إليها ، وقال له جبريل : هذه الدنيا ، زينت لك ؛ فقال الرسول : لا حاجة لي في الدنيا.




وعندما وصلنا إلى ( يثرب ) قال جبريل : هذه يثرب .. ستهاجر إليها ، فتسمى ( المدينة المنورة ) ، ويتوفاك الله فيها.




ومررنا على قومٍ يزرعون ويحصدون ، وبعد الحصاد يعود الزرع كما كان ؛ فسأل الرسول جبريل : ما هذا؟ ؛ فقال جبريل : هؤلاء هم المجاهدون في سبيل الله ، تضاعف لهم الحسنة إلى سبعمائة ضعف.




ورأينا مناظر لعذاب تاركي الصلاة والزكاة.




وفجأةً .. هبت ريحٌ طيبة تحمل رائحة كالعطر ، وسمعنا صوتاً ، فسأل محمد – صلى الله عليه وسلم - : ما هذا يا جبريل ؟ ؛ فأجاب جبريل : هذا صوت الجنة تقول :



" ربِّ آتني ما وعدتني .. فقد كثرت غرفي وحريري ، وذهبي وفضتي ، وأكوابي وأباريقي ، وعسلي ولبني ومائي .. آتني ياربِّ ما وعدتني به ".




وفي وادٍ آخر .. شممنا رائحة كريهة ، وسمعنا صوتاً منكراً ، وسأل الرسول – صلى الله عليه وسلم - : ما هذا يا جبريل ؟ ؛ فأجاب جبريل : هذا صوت جهنم تنادي :



" ربِّ آتني ما وعدتني ، فقد كثرت سلاسلي وأغلالي واشتد حري .. فآتني ما وعدتني ".




ووصلنا ( القدس ) في لمح البصر ، وأمسك محمد – صلى الله عليه وسلم – بي ـ أنا البراق ـ وربطني في حلقة في صخرة عالية ، ما زالت قائمةً إلى يومكم هذا ، وقد بنى المسلمون فوقها قبةً عاليةً .. وتركني الرسول في مكاني ودخل المسجد الأقصى ، وكان الأنبياء والرسل ينتظرونه فيه .. فصلى بهم إماماً لهم وهم صفوف من خلفه.




وبعد الصلاة ، قدم جبريل للرسول ( معراجاً ) يصعد فيه إلى السماء .. في رحلةٍ ثانيةٍ سميت .. المعراج.




وقد صعد الرسول إلى السماء الأولى .. وكان فيها أبونا آدم – عليه السلام - الذي رحب بالرسول ، وفي السماء الثانية .. قابل سيدنا عيسى بن مريم و يحيى و زكريا – عليهم السلام - ، وفي السماء الثالثة .. قابل سيدنا يوسف بن يعقوب – عليهما السلام –، وفي السماء الرابعة .. قابل سيدنا إدريس – عليه السلام - ، وفي السماء الخامسة .. قابل سيدنا هارون بن عمران – عليه السلام - ، وفي السماء السادسة .. قابل سيدنا موسى بن عمران – عليه السلام - ، وفي السماء السابعة قابل سيدنا إبراهيم الخليل – عليه السلام - ؛ وكان كل منهم يستقبل النبيُّ مُرحِباً قائلاً : مَرحَباً بالنبي الصالح والأخ الصالح.




ثم رفع الله نبيه إلى ( سدرة المنتهى ) .. إلى الحضرة الإلهية العلية ؛ فسجد الرسول لله الواحد حمداً وشكراً .. لأنه أوصله إلى مكان لم يصل إليه أحد غيره من الرسل.



وهنا شرع الله الصلاة على المسلمين ، خمس صلواتٍ في اليوم ، وتكون الكعبة قبلتهم فيها فيتجهون إليها في صلاتهم.




وبعد ذلك نزل النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى الصخرة الشريفة ، وودع الأنبياء والمرسلين ؛ ثم ركبني ـ أنا البراق ـ مرةً أخرى .. عائداً إلى البيت الحرام ، وتمت بذلك رحلة الإسراء والمعراج ؛ ثم ودّعتُهُ وذهب إلى بيته.




وفي اليوم التالي ذهب الرسول إلى الكعبة ، وقص على الناس قصة رحلته .. قصة الإسراء والمعراج .. فلم يصدقه كفار قريش ، وكان أكثرهم تكذيباً له ( أبو جهل ) ؛ وقال واحد منهم :



ــ إننا نذهب إلى القدس في شهر كامل ونعود في شهر كامل ، فكيف يذهب محمد ويعود في ليلة واحدة؟!!



وفي هذه اللحظة وصل ( أبو بكرٍ ) إلى الكعبة ، وجلس قريباً من الرسول ، وسمع من الكفار ما قاله الرسول عن رحلته ، وسمع منهم تكذيبهم وعدم تصديقهم له .. وكان الجدال مستمراً بين الكفار وبين الرسول ، وتحدوه في النهاية أن يصف لهم المسجد الأقصى ، وهم يعرفون أنه لم يزره من قبل ولم يذهب إليه أبداً .. فبدأ سيدنا محمد الوصف ، وكأن المسجد الأقصى أمامه يراه وينظر إليه ، فوصفه جزءاً جزءاً بدقةٍ أذهلت الجميع .. فهتف أبو بكرٍ : صدقت يا رسول الله.



وزيادة على الوصف الدقيق .. أضاف لهم الرسول إثباتاتٍ أخرى ؛ فحدثهم عن القوافل التي رآها عند مشارف مكة ، وبعد قليلٍ من الوقت .. عادت هذه القوافل ووصلت مكة ، وعادت معها الناقة التي كانت ضلت الطريق ، والجمل المكسور الساق ، والجمل الذي يحمل كيسين أسودين .. تماماً كما أخبرهم الرسول.



عندئذٍ .. ذهِلَ الكفار ولم يجدوا ما يقولونه ، وارتفع صوت أبي بكرٍ يردد :



" صدقت يارسول الله .. صدَّقتُ كل ما قلت "



فقال له النبي الكريم : " أنت الصِّدِّيقُ .. يا أبا بكرٍ ".



ومنذ ذلك اليوم .. يلقب أبو بكرٍ بلقب ( الصِّدِّيق ).




هذه هي حكايتي ـ أنا البراق ـ مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في ليلة الإسراء والمعراج .. حكاية صادقة حقيقية ، سبقت عصر الصواريخ والأقمار الصناعية بأكثر من ألفٍ وربعمائة عام.




{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير }
[ سورة الإسراء ـ الآية:1 ]




ــــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــ ـ ـ ــــــــــــ ـ ـ ـــــــــــــــ ـ ـ ـــــــــــــ ـ ـ ـــــــــــــ



وانتهت قصتنا اليوم .. وأرجو أن تستفيدوا منها ومما جاءت به من سيرة رسولنا الكريم



– صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم –








وفي الختام .. أسأل الله العظيم أن ينفعني بهذا العمل وإياكم ، وأن يوفقني ويوفقكم جميعاً لما يحبه ويرضاه ، وأن يعيننا على نشر سيرة نبيه العظيم نصرةً له ولدينه.



ولا أسألكم إلا دعاءاً صالحاً بظهر الغيب

والسلام عليكم ورحمة الله يا قارئ خطي لا تبكي على موتي، فاليوم أنا معك وغداً في التراب، فإن عشت فإني معك وإن متُّ فاللذكرى . ويا ماراً على قبري لا تعجب من أمري ،بالأمس كنت معك وغداً أنت معي، أمـــوت و يـبـقـى كـل مـا كـتـبـتـــه ذكــرى فيـا ليت كـل من قـرأ خطـي دعا ليسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

حلا فلسطين
02-09-2008, 05:10 AM
مشكوره اختي للطرح المميز

بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك

بوركتي

مجد نخال
06-01-2009, 04:15 PM
مشكوره اختي جوهرة القدس على القصه الحلوه والرائعه
والقصه في غايةالحلاوه والروعه
تحياتي : مجد نخال

بنت الاسلام
26-01-2009, 01:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اشكرك على هذي المرور وتقبل التحيـة

عاشق الغروب
28-02-2009, 11:16 PM
ما شاء الله عليك اختي العزيزه

كل الشكر والتقدير لك

موضوعك مميز جدا

بارك الله فيكي

ودمت لنا

مودتي

بنت الاسلام
03-03-2009, 06:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


سبحان الذي اسرى بعبده ليلأ من المسجد الحرام الي المسجد
الاقصى...اللهم صلى على نبينا محمد و على آله وصحبه و من تبعه الي يوم الدين جعلنا الله من شفعائه واشربنا من حوضه شربةلانظمأ بعدها ابدا.

اللهم امين...اخى عاشق الغروب ارحب بك في القسم الاسلامى وان شاء الله تستفيد وتفيد جزاك الله خير وبارك الله فيك

الخط يبقى زمانا بعد كاتبه وكاتب الخط تحت الارض مدفونا