المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللقاء رقم 19 ...... ملحق (2) للتجربة حول تفاصيل وأسرار الآليةالتي تمت فيها عملية تبادل أسرى عملية الجليل 1985


ابو كايد
26-05-2008, 07:24 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اللقاء رقم 19 ...... ملحق (2) للتجربة حول تفاصيل وأسرار الآلية التي تمت فيها
عملية تبادل أسرى عملية الجليل 1985 دمشق ..

لمن له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
لمن هو منتمي لقضيته ليقرأ ويتعلم ويتخذ الخبرة والعبر والعطات
من هذه العملية الجهنمية والتي أشغلت العالم كله في الكرة الأرضية

أحبتي لطالما كتبنا تجربتنا االإعتقالية حهدنا الذي إستطعنا
لا بد لنا من أن يتبعها من الأهمية بمكان لننقل عدد من الملحقات
لتطلعوا على أسرار هذه العملية وإليكم أهم ما يتعلق بهذه العملية الجبارة
حرفياً ومن من المصدر............................................ .....

إقرأ وتمعن وتمتع وتعلم وعلم غبرك وكأنك تعيش الحدث


لا أدري أهي مسرحية أم فيلم وثائقي حقيقة هي أم خيال فقد يكون شعوري يختلف عن شعور أي منكم حيث عشت هذه التجربة وما زلت أعيش أحداثها وأتفاعل مع كل مشهد وكلمة يوماً بيوم ولحظة بلحظة

وإليكم ما جاء من المصدر


الاثنين 20/5/1985

الساعة الآن هي السادسة صباحاً في دمشق ..
واليوم هو يوم عملية الجليل ..هاهي الدقائق الحرجة ..
بل أحرج دقائق العملية , وأكثرها دقة .

إنها ساعة مفتوحة على احتمالات لاحصر لها ,
يمكن أن تنتهي إلى مجزرة أو انتكاسة مثلما يمكن أن تنتهي إلى انتصار .

وقبل ذلك الصباح كانت الساعات الثمانية و الأربعين الماضية قد تواصلت متوترة , مشدودة إلى تلك الساعات المثيرة القادمة

فمنناضلو الجبهة : الأمين العام و القيادة و المفاوضون وفريق العمل و التدقيق و الحماية

أخذوا عهداً على النفس أن يسدوا منافذ المناورة على العدو . وحين كان العدو يقف من الطرف الآخر متربصاً متحينا ً الفرصة للإفلات من خيار الاستسلام لشروط الجبهة كان فريق التدقيق المكون من 15 رفيقاً في سباق مع الساعات القليلة المتبيقة للعملية .
.لقد تعود الجميع على السهر واستغنوا عن النوم وهم منكبون على طاولات تضم قوائم بالعربية والإنكليزية , واستمارات وتفاصيل مكدسة عن الأسرى الفلسطينيين ..

كانت الأيدي والأعين تتابع الأسماء و المعلومات بانفعال ممتزج بالاعتزاز , وكان هناك قلق لا يبوح بنفسه ,
وهاجس بالترقب وتحدي الزمن .. أنه التدقيق النهائي للمعطيات بكل ما يعنيه ذلك من جاهزية فريدة لليقظة إزاء أي خطأ وغفلة ,

وحتى إزاء كل حرف من كل اسم .. فالعدو لا يرحم و لا يؤمن جانبه ولا يصحح الأخطاء التي قد تقع , بل يتسلل منها إلى ما هو ابعد .. وربما إلى اغتيال لحظة الانتصار الفلسطيني نفسها.

وكان فريق العمل يعي مهمته و قيمتها و دلالات إنجازه لها .. وهذا ما كان يشكل مصدر حماسته للعمل ,
وهو حين يبدأ بتطبيق استمارات التخيير التي وقعها الأسرى الفلسطينيين مع تلك المدونة في القوائم التي رفعتها الجبهة

, يشعر أنه يقطف ثمار الجهد المضني للرفيق الأمين العام والمكتب السياسي وللرفاق المفاوضين وكل من كلف بمهمة لانجاز هذه العملية العظيمة ويعيش ساعات من سعادة المناضل و هو يتلمس جدوى النضال وأرقى ثماره التي لا تقدر بثمن .

إن التدقيق في صيغة الاستمارة يثير تداعيات كثيرة لدى أؤلئك الذين يتولون هذهالمهمة ,
فقد أرغم العدو على تلاوة نص الصيغة الذي وضعته قيادة الجبهة علناً في جميع السجون ,
وعززت من خلاله ثقة الأسرى و أبناء شعبنا في الداخل بانتصار قضية الثورة وانه بالإمكان إجبار العدو على التراجع وتحرير المئات من الفدائيين من الفلسطينيين و العرب و أصدقائهم

لقد قطعت تلك الاستمارات آلاف الأميال من دمشق إلى جنيف إلى تل أبيب و بالعكس وهي تحمل عنوان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة وقد استلمها كل محرر واطلع عليها ووقع عليها .وكان الشعور لايوصف حين كان الأسير يقرأ:

(( اشهد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر ولجنة المناضلين السجناء المعينة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة

قد أحاطتني علماً بالخيارات المقدمة لي في عملية تبادل الأسرى بين الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة و بين الطرف الآخر عبر الصليب الأحمر الدولي


وأني اختار بإرادتي :

1-أن يطلق سراحي و أن أبقى في الداخل .

2-أن يطلق سراحي وان أغادر ..

3-إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة غير مسؤولة عما يترتب على اختياري بالبقاء في بيتي و بين أهلي في الداخل بل هي قامت بواجبها و حررتني من الأسر وبعد تفكير أوقع على هذا القرار مع علمي بأن سلطات الطرف الآخر تعهدت خطياً للجنة الدولية للصليب الأحمر بعدم اعتقالي ثانية بنفس التهم السابقة .

4-اختار أن يطلق سراحي : عبر جنيفأو/ داخل الأرض المحتلة ) .
وفي ذلك اليوم كانت هناك لجنة للمتابعة الميدانية من الصليب الأحمر وقيادة الجبهة ,. تتكفل عبر أجهزة الهاتف وطرق الاتصال المختلفة , معالجة جميع مستلزمات تنفيذ العملية , بمافيها تامين وصول الطائرات الثلاثة التي يفترض أن تقلع من مطار دمشق , صباح هذا اليوم وعلى متن كل واحدة أحد الأسرى الصهاينة مع الوفد المفاوض, و مقاتلي الجبهة وممثلين من فصائل الثورة الفلسطينية

ومن جهته كان السيد إيمري المفاوض النمساوي , يقيم في منزل سفير بلاده في دمشقو يتابع معه الاستعدادات و الضمانات لانجاح عملية التبادل وبخاصة موضوع الطائرات التي بدا أن وصولها في الوقت المحدد تحيطه الشكوك و الصعوبات .

كانت قيادة الجبهة قد حجزت , قبل أيام ثلاث طائرات , واحدة ليبية و اثنتان بلغاريتان , على أن تصل في منتصف ليلة التبادل , غير انه في الساعة العاشرة مساء أعلن المسؤولون البلغار بأن الأتراك منعوا طائراتهم من استخدام الأجواء التركية وصولا إلى دمشق , مما يحول دون وصولهما في الوقت المحدد ,

الأمر الذي سجلته قيادة الجبهة ضمن محاولات عرقلة التبادل أو نسفها , أو إيجاد خلل في الآلية المتفق عليها بما يسمح للمناورة .مع تواصل مناشدة البلغار بضرورة تكرار الطلب على الحكومة التركية للسماح للطائرات بالمرور إلى سوريا , وتأكيد صوفيا , فيما بعد , أنها أخفقت في إقناع أنقرة بذلك , جرى التحول بالتفكير إلى ضرورة الحصول على طائرتين بديلتين بسرعة , وفي هذه اللحظة تكثفت الاتصالات والمحاولات بكل ما كانت تسمح به الساعات القليلة المتبقية .

رن جرس الهاتف في منزل السفير النمساوي غروبماير بدمشق لتعلن له الجبهة بانها بحاجة الى تأمين طائرتين نمساويتين عاجلتين من أجل ترتيب اجراءات التبادل, فوعد بانه سيتصل بحكومته لبحث الطلب ,بعد أن عبر عن انزعاجه و حيرته هو والسيدإيمري إزاء العراقيل الناشئة في الساعات الأخيرة .

في غضون ذلك تشكل في مقر الجبهة فريق عمل من الوسيط إيمري و السفير النمساوي ومدير شركة الطيران النمساوية في دمشق لمتابعة الموضوع , وبعد ساعة أبلغت قيادة الجبهة أن هناك طائرة نمساوية من نوع ( دي سي 9 ) جاهزة وهي في طريقها إلىدمشق , وتجري محاولات جادة لتأمين الثانية , فيما اتصلت طرابلس لتعلن أن طائرتين ليبيتين بدلا من واحدة انطلقتا في طريقهما إلى العاصمة السورية لتوضعا تحت تصرف عملية التبادل .

وهكذا بعد ساعات من القلق و المحاولات الشاقة , جرى تأمين الطائرات المطلوبة في نفسالوقت الذي كان فيهالسيد إيمري يتابع الاتصال مع فينا للحصول على طائرة رابعة .
الساعة الخامسة صباحاً جميع المستلزمات أصبحت معدة بانتظار التنفيذ .
عملية الجليل تخرج الآن من بين الملفات و المحاضر و التمنيات إلى حيز التنفيذ .
_ هاهي الطائرات الثلاث .. وها هم أسرى العدو , بدون قيود , ولا زجر أو شتائم , خلافاً لما يحصل للأسرى الفلسطينيين في نفس الساعة بمكان آخر . وهاهو الجمع الغفير من شهود وحماة ومدافعين عن الخطوة الحاسمة , يتأهب , ويتابعكل لحظة.


و في جنيف يزداد الترقب و اليقظة و استبعاد أي اطمئنان للعدو , وحضور دقيق لأي احتمال منه.._
إلى المطار أيها الرفاق .فريق الحماية يقود الأسرى الثلاثة .
و الوفد المفاوض من قيادة الجبهة وممثلوا الصليب الأحمر و السفارة النمساوية , وممثلوا الفصائل الوطنية الفلسطينية و العربية , في طريقهم إلى الطائرات .
المرافقون .. الصحفيون .. الملاحون .

مؤتمر صحفي للمكلف بقيادة العملية :
و في مطار دمشق قبل أن تدور عجلات الطائرات , عقد الرفيق عمر الشهابي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية _ القيادة العامة رئيس وفد الجبهة المفاوض و المكلف بقيادة (( عملية الجليل )) لتبادل الأسرى مؤتمراً صحفياً .. بحضور الرفيق طلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة وفضل شرورو عضو المكتب السياسي , وممثلي فصائل الثورة الفلسطينية و مندوبي الصحف و الوكالات العربية و العالمية

وجاء في البيان الصحفي الذي وزع على الحضور ما يلي :
( نحن اليوم أمام حدث في غاية الأهمية في تاريخ الشعب العربي الفلسطيني الصامدو المناضل و المكافح حدث سيترك بصماته بعمق ووضوح في مجرى النضال الوطني الفلسطيني وحافز لثورة فلسطينية أصيلة و عملاقة , تعبر عن أماني و تطلعات شعب عظيم تمرس بالنضال , وتجذر صموداً في الأرض المحتلة و خارجها ,

انه حدث يعبر عن كل ما هو مشرق في نضال شعبنا منذ بدايات هذا القرن عن كل ما هو مشرق في نضالات الثورة الفلسطينية المعاصرة ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي و الوحيد لشعبنا و المعبر عن طموحاته و إرادته الوطنية , والمعادية للإمبريالية و الصهيونية , المتمسكة بخطها الوطني غير المساوم و لا المفرط , لا كما أراد لها المساومون و المفرطون .


فبعد مفاوضات دامت اكثر من عامين مع الصليب الأحمر الدولي , مفاوضات كان طابعها من جانب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة _ الإصرار و الصمود و المبدئية وكان طابعها من الطرف الصهيوني المراوغة و المماطلة والتسويف و الخداع ومحاولات الابتزاز أعلن من دمشق و باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين _ القيادة العامة و قيادتها بدء(( عملية الجليل )) البطولية لتحرير 1150 أسيراً مناضلاً محرراً من سجون الاحتلال الصهيوني , حيث أرغم العدو الصهيوني في النهاية للرضوخ لمطالبنا العادلة والتي كانت موضوع إصرارنا منذ البداية

إن عملية الجليل البطولية هي امتداد لعملية النورس البطولية وهي تأكيد و امتداد لتقاليد نضالية اختطتها الجبهة الشعبية القيادة العامة وأكدتها خلال نضالها الطويل وعلى امتداد عشرين عاماً من نضالها المسلح ,

لقد جاءت هذه العملية البطولية و النوعية في وقت تحتفل الجبهة الشعبية _ القيادة العامة _ بذكرى انطلاقتها العشرين , لتكرس و تؤكد خط الجبهة الوطني وتقاليدها وممارساتها النضالية , وجاءت لتصلح الخلل الذي وقع في التبادل السابق ( تبادل عرفات نهاية عام 1983 ) .

_ فسيحرر في عملية الجليل 121 معتقلاً من سجن عتليت , هؤلاء كانوا في عداد معتقل أنصار عندما أجرى عرفات تبادله وكان من المفترض أن يكونوا أحراراً عبر ذلك التبادل منذ ما يزيد عن السنة ونصف لكن الصهيونيين اختطفوهم في الطريق و استبقوهم ليساوموا الجبهة عليهم , لكنها مساومة فاشلة وعرفات لم يهتم بهم , ولم يذكرهم .

_ المناضل زياد أبو عين الذي سلمته الولايات المتحدة للسلطات الصهيونية رغم احتجاجات واستنكار العالم وهيئاته الدولية , أعيد إلى سجنه بعد وصوله المطار ومعه 36 آخرين, حين لم يجد العدو من يسأل منهم . زياد أبو عين و المناضلون الآخرون سيكونون أحراراً منذ اليوم ومنهم المناضل الياباني كوزو اوكوموتو .

_ لقد كان تحرير المعتقلين أخر اهتمامات عرفات ومعه نهج اليمين , لقد كان همهم تبادلهم هو الكسب الإعلامي الرخيص , على حساب قضايا الوطن و الثورة و التساهل بها ومع أن لجنة مشتركة في ذلك الوقت شكلت لإنجاز تبادل مشرف كنا في عدادها وتحاورت مع الصليب الأحمر ضمن مبادئ وشروط مشرفة ,

إلا أن العدو ماطل و حاول الابتزاز كعادته عندما رفضت اللجنة بلإجماع بوجودنا ورجال عرفات منها , الانصياع أو سماع الابتزاز الصهيوني , وأوقفت البحث مع الصليب الأحمر لكن فوجئنا كجبهة

وبعد أيام عودة هؤلاء يتفاوضون على أسس رفضت قبل أيام وفوجئنا كما فوجئتم وكما فوجئ كل الشرفاء من شعبنا أنهم قبلوا هذه الشروط , وبمبدئية وتنظيم مختلف , بفهم وبعد وطني وأنساني افتقده المساومون في تبادلهم الهزيل . إن الجليل وأن لم تكن العملية الأولى

فإنها اكبر عملية تبادل في تاريخ الصراع العربي _ الصهيوني أولاً , ولأنها بما تمثله من عمق وطني يعكس واقع الصراع الراهن والمحتدم بين الخط المساوم و المفرط الذي يمثلهعرفات ونهجه و أعوانه والسائرون في ركابه , وبين حالة النهوض الوطني , المنبعثة الآن تصنع الحقائق على الأرض في لبنان و الأرض المحتلة وتضع العدو في مأزق استراتيجي خانق .

بل وقبلوا الخداع الصهيوني وسكتوا عليه صاغرين .
إن عملية الجليل البطولية والنوعية , وإن تأخرت , فلقد كانت بذهنية مختلفة بين ما يمثله المنهزمون والصغار بوجوههم الصفراء وصحفهم الصفراء وتهالكهم على الموائد , وهم المرفوضون المنبوذون , وإن قبلوا الشروط الأمريكية _ الصهيونية أو استعدوا لقبولها , وبين ما تمثله الجليل من أصالة وشموخ وتوق إلى عنان الوطن الصامد الجريح , سواء هؤلاء الذين ظلوا في الأرض المحتلة من المحررين لينضموا إلى أهلهم وأخوتهم ورفاقهم هناك , يدعمن صمودهم ويكبرون بوطنهم ويكبر الوطن بهم , أو هؤلاء الذين خرجوا .

_ إن عملية الجليل بما تمثل من بعد سياسي وعمق وطني وصمود هي امتداد و انعكاس لنهج جبهة الإنقاذ الوطني الفلسطينية , وما تمثل الآن كعملية ثورية وموقف وطني يتجذر على أرض الصراع ليعيد للثورة وجهها الوطني و بعدها القومي ويعزز انتصاراتها على المستوى العربي والدولي ويؤكد صلابة وصحة خطها الوطني .

_ إنها انعكاس وطني وقومي , لكل إطار نضالي ثوري قومي يلتزم بقضايا الأمة العربية ووحدتها وتحررها وعلى رأسها القضية المركزية للامة العربية _ فلسطين _ إنها الدعم الحقيقي و النضالي للقيادة القومية للقوات الثورية العربية إننا نحيي من هنا الصمود العربي السوري الذي افشل اتفاق 17 أيار , ونحيي صمود الجماهيرية الليبية والتحالف الوطني النضالي الفلسطيني _ اللبناني _ السوري ,

هذه القوة الوطنية و القومية التي ترسم اليوم وعلى ارض الصراع ومن خلال صورة جديدة أصلية ومشرفة لمستقبل الأمة العربية ومستقبلجماهيرها .
إن عملية الجليل البطولية هي إعلان لكل العالم من هذا المكان , من القطر العربي السوري الصامد , من القنيطرة المحررة التي سيكون أبطال معتقلي أنصار أحراراً فيها اليوم .. أنها إعلان يسمعه العالم , يعلن بالملموس وبوضوح كالشمس , فشل ما اسمي ( عملية سلامة الجليل ) الصهيونية , وهزيمة القوى المعادية مجتمعة , بفضل التحالف الوطني اللبناني _ الفلسطيني مدعوماً بالموقف السوري الثابت و المبدئي وقيادة سوريا الشجاعة , والموقف العربي و القومي للجماهيرية الليبية .

إذا كانت عملية الجليل الحدث الأبرز من نوعه وحدثاً انتظره , بأمل , أؤلئك الذين يعانون في سجون الاحتلال , فقد استغرقت جهداً غير عادي من جانبنا حتى أمكن التوصل إلى نتائج غير عادية

فلا يعلم الكثيرون ربما أن المباحثات من جانبنا مع الصليب الأحمر الدولي و الطرف النمساوي وخلال السنتين و النصف التي استغرقتها , بلغت ما يزيد عن 400 ساعة مفاوضات وحوار ودخول بالتفاصيل , واقتضى إنجاز هذا الجهد حتى يصبح حقيقة , اكثر من 900 ساعة عمل لتحضير القوائم و الأسماء و الأحكام ودراستها .

ولقد قدمنا مبادئ أساسية أرغم العدو على الموافقة عليها في النهاية , اذكر أهم مبدئين فيها :
1-لا يعترض العدو ( لا يضع فيتو ) على أي اسم أو شخص بعينه من الأسرى المعتقلين , تطلب الجبهة إطلاق سراحه .
2-للمعتقل الحق أن يختار بأن يطلق سراحه ويخرج خارج الأرض المحتلة , أو يبقى بين أهله وعائلته وفي بيته وعلى أرضه والسلطات الصهيونية تلتزم أن لا تعيد اعتقاله بنفس التهم السابقة لإطلاق سراحه .

وإلى أن نلتقي معكم واللقاء رقم .... رقم 20
خـــادمكـــــم