المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نداء إلى كل شاب


هدايه
05-03-2008, 07:07 PM
اعلم أن الزنى من أكبر الكبائر، وهو شؤم على صاحبه في الدنيا والآخرة، ووبال على صاحبه.

وقد نهى الله تعالى عنه في مواضع من كتابه، فقال تعالى:{ ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا} الاسراء 32. وقال تعالى:{ والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون الا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} المؤمنون 5، 7.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" أخرجه مسلم 58، أراد بذلك أن الزاني مبعد عن الله تعالى، مستوجب المقت من الله عز وجل.



وفي الخبر أن شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أتأذن لي في الزنى، فصاح الناس به، فقال:" اتركوه، أدن مني"، فقال:" أتحبه لأمك؟" قال: لا، جعلني الله فداك. قال:" كذلك الناس لا يحبونه لأمهاتهم، ثم قا ل له أتحبه لأبنتك؟" قال: لا. قال:" كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم". حتى ذكر الأخت، والخالات والعمات وهو يقول: لا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" كذلك الناس لا يحبونه"، ثم وضع يده الكريمة على صدره، وقال:" اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه"، فلم يكن بعد ذلك شيء أبغض اليه من الزنى. رواه أحمد واسناده صحصح.



وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لما خلقت المرأة، قال لها ابليس: أنت نصف جندي، وأنت موضع سري، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ" فتحفظ رحمك الله من سهام الشيطان.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الزنى من أكبر الكبائر، والزاني عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين الى يوم القيامة، فان تاب، تاب الله عليه" أبو داود 4690.

وقال صلى الله عليه وسلم:" من علامة المؤمن أن يجعل الله شهوته في الصلاة والصيام، وعلامة المنافق أن يجعل الله شهوته في بطنه وفرجه".

وقال صلى الله عليه وسلم:" الزنى يورث الفقر، ويذهب بهاء الوجه" يقول تعالى:" آليت على نفسي أن أفقر الزاني ولو بعد حين". والزنى يذهب بالمال، وبنور الوجه، ويخلد صاحبه في النار.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه:" ما لقي الله العبد بذنب بعد الشرك بالله، أعظم من الزنى، ومن امرئ يضع نطفته في رحم حرام، وان الزاني يسيل من فرجه يوم القيامة صديد لو وضعت منه قطرة على وجه الأرض، لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم نتنا". وقال صلى الله عليه وسلم:" اياكم والزنى فانه ذهاب البهاء، وطول الفقر، وقصار العمر، وأما اللواتي في الآخرة فسخط الله، وسوء الحساب، والخلود في النار".

يا من عصى الله في الشباب وقد أدركه الشيب راقب الله

صحفك بالسيئات قد ملئت بأي وجه تراك تقراها

أعدد جوابا اذا سئلت غدا وقرّب النار منك مولاها

يا معشر المسلمين كم رجل تلومه النار حين يصلاها



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما من أحد أغير من الله تعالى أن يرى عبده أو أمته يزني، والله لو تعلمون ما أعلم، لضحكتم قليلا، ولبكيتم كثيرا، ألا وان في النار لتوابيت من نار، فيها أقوام محبوسون في تلك التوابيت، فاذا سألوا الراحة، فتحت لهم تلك التوابيت فاذا فتحت بلغ شررها أهل جهنم، فيستغيث أهل جهنم بصوت واحد، ويقولون: اللهم العن اهل التوابيت، وهم الذين يغتصبون فروج النساء حراما".

وقال صلى الله عليه وسلم:" ان الله لما خلق الجنة، قال لها: تكلمي. قالت: سعد من دخلني، فقال الجبار جل جلاله: وعزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس، مدمن خمر، ولا مصرّ على الزنى، ولا نمّام، ولا ديّوث، ولا شرطيّ، ولا مخنّث، ولا قاطع رحم، ولا الذي يقول: عليّ عهد الله أن أفعل كذا وكذا ولا يفعله".



فليس المصر على الزنى هو المداوم عليه، ولا مدمن الخمر هو الملازم لشربه، ولكنه هو اذا وجد الخمر شربها، ولم يمنعه منها خوف الله تعالى، ومتى تهيأ له الزنى، ولم يتب من ذلك، ومن لم ينه النفس عن الهوى فان الجحيم هي المأوى.

وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول لغلمانه: ان أردتم النكاح نكحتم، أي تزوّجتم، فان العبد اذا زنى، خرج الايمان من قلبه فلا يبقى للعبد ايمان.

وقال لقمان لابنه: اياك والزنى، فان أوله مخافة آخره ندامة، ومن بعد تلقى آثامه.

وأنشدوا:

يا من خلا بمعاصي الله في الظلم في اللوح يكتب فعل السوء بالقلم

بها خلوت وعين الله ناظرة وأنت بالاثم منه غير مكتتم

فهل أمنت المولى من عقوبته يا من عصى الله بعد الشيب والهرم

واعلم أن من غلبه هواه افتضح، فما نال الكرامات من نالها الا بغلبة الهوى.



كما روي أنه في بني اسرائيل رجل تزوج امرأة من بلد آخر، فأرسل بثقته اليها ليسوقها اليه، فراودته نفسه، وطالبته بها، فزجرها، واستعصم بالله، قال: فنبأه الله تعالى بترك هواه، وكان نبيا من بني اسرائيل.


توق نفسك لا تأمن غوائلها فالنفس أخبث من سبعين شيطانا


وحكى ابن عباس عن كعب الأحبار رضي الله عنهما أنه قال: كان في بني اسرائيل صدّيق منفرد للعبادة، فأقام في صومعته دهرا طويلا، وكان يأتيه ملك في كل غدوّة وعشيّة، فيقول له الملك: ألك حاجة؟ فيقول: الله أعلم بحاجتي.

وأنبت الله له فوق الصومعة كرمة، تحمل في كل يوم بالعنب، وكان اذا عطش مد يده، فينبع منها الماء، فيشرب منه.

فلما كان بعد مدة مرت به امرأة لها حسن وجمال، عند المغرب، فنادته: يا عبدالله. فقال لها: لبيك. فقالت له: أيراك ربك؟ قال لها: هو الله الواحد القهار، الحيّ القيّوم، العالم بما في الصدور وباعث من في القبور. قالت له: البلد مني بعيد. قال لها: اصعدي.

فلما صارت في صومعته، رمت بثيابها، وقامت عريانة، تجلو نفسها عليه، فغضّ بصره عنها. وقال لها: ويلك، استري نفسك. قالت له: ما يضرّك اذا تمتعت بي في هذه الليلة؟.

فقال لنفسه: يا نفس، وما تقولين؟ قالت: والله اني أتمتع بها.

قال لها: ويحك: أتريدين سرابيل القطران، مقطعات وتذهبين بعبادتي هذه المدة، وليس كل من زنى عفي عنه، وان الزاني يكبّ على وجهه في النار، وهي نار لا تطفأ، وعذابها لا يفنى، وأخاف أن يغضب الله عليك، ولا يرضى أبدا عنك.

فراودته نفسه على ذلك، فقال: أعرض عليك نارا صغيرة، فان صبرت عليها، متعتك بهذه الجارية الليلة.

قال: فملأ السراج دهنا، وأغلظ الفتيلة، والمرأة تسمع وتبصر، ثم ألقى يده الى الفتيلة، وهي تتقد، فصاح بالفتيلة: ما لك؟ أحرقي، فأكلت ابهامه، ثم اكلت أصابعه، ثم أكلت يده، فصاحت الجارية صيحة عظيمة، فارقت الدنيا، فسترها بثوبها.

فلما اصبح صرخ ابليس لعنه الله: أيها الناس ان العابد قد زنى بفلانة بنت فلان، وقتلها.

فركب الملك في جنده وأهل مملكته، فلما انتهى الى الصومعة، صاح، فأجابه العابد، فقال له: أين فلانة بنت فلان؟ قال له: عندي ها هنا. قال له: قل لها أن تنزل. قال له: انها قد ماتت.

قال له الملك: ما رضيت بالزنى حتى قتلت النفس التي حرّم الله؟ فهدم الصومعة، وجعل في عنق العابد سلسلة، فجرّه بها، وحملت المرأة، وجيء بالعابد ملفوفة في كمه وهو لا يعلمهم بقصته.

فوضع المنشار على رأسه، وقيل لأصحاب العذاب: جرّوا، فجرّوا.

فلما بلغ المنشار الى دماغه، تأوّه، فأوحى الله تعالى الى جبريل عليه السلام: قل له: لا ينطق بشيء، وها أنا أنظر اليك، وقد أبكى حملة عرشي، وسكان سماواتي، فوعزتي وجلالي لئن تأوّه الثانية، لأهدمنّ السموات على الأرض، فما تأوه ولا تكلم حتى مات رحمه الله.

فلما مات، ردّ الله الروح على المرأة، وقالت: مات والله مظلوما، ما زنى وما أنا الا بخاتمي بكر.

ثم قصت عليهم القصة، فأخرجوا يده، فاذا هي محروقة كما قالت الجارية. فقالوا: لو علمنا ما نشرناه، وخرّ العابد نصفين على الأرض، وعادت الجارية كما كانت، فحفروا لهما قبرا واحدا، فوجدوا في القبر مسكا وعنبرا وكافورا. ثم أتوا بهما ليصلوا عليهما، فناداهم مناد من السماء: اصبروا حتى تصلي عليهما الملائكة، ثم صلى عليهما الناس ودفنوهما، فأنبت الله على قبرهما الياسمين، ووجدوا على قبرهما رق مكتوب فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم، من الله عز وجل الى عبدي ووليي، اني نصبت المنبر تحت عرشي، وجمعت ملائكتي، وخطب جبريل عليه السلام، وأشهدت الملائكة أني زوّجتك خمسين ألف عروس من الفردوس، وهكذا أفعل بأهل طاعتي وأهل مراقبتي.



وقال صلى الله عليه وسلم:" النظر الى محاسن المرأة سهم من سهام ابليس، فمن غضّ بصره، أذاقه الله تعالى عبادة يجد حلاوة تلك العبادة في قلبه". رواه الحاكم.



وفي المناجاة أن الله تعالى قال لموسى عليه السلام: يا موسى، حرمت على النار ثلاثة أعين: عين سهرت في سبيل الله، وعين غضّت عن محارم الله، وعين بكت من خشيتي، ولكل شيء جزاء، الا الدمعة، فلا جزاء لها الا الرحمة والمغفرة ودخول الجنة. والله تعالى أعلم.

هدايه
09-03-2008, 12:44 PM
مشكوره اختي هدايه وجزاكي الله كل خير

بارك الله فيكي


ابو الرعد

يا هلا اخي ابو الرعد

مشكور على مرورك الكريم

وتحياتي لك

ذات النطاقين
09-03-2008, 08:32 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي هدايه:بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله خيراً على مواضيعكِ القيمه والهادفه..
ننتظر المزيد من مواضيعكِ الهادفه..

punk
09-03-2008, 08:53 PM
شكرا لكي يا اختنا هداية على الموضوع الجميل

جزاكي الله كل خير


وبارك في حسناتك يوم القيامة


اخوووكي بينك

hba
25-03-2008, 07:09 AM
شكرا لكي يا اختي هداية على الموضوع


فانتي دئماً مبدعة ومميزة



جزاكي الله كل خير

البرنسيسا
31-03-2008, 09:25 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اختي هدايه شكرا لك على هذا الموضوع

الذي يحمل في طياته الافادة الكبيرة لشباب الامه